مصادر خاصة من المعارضة السورية لـ«القدس العربي»: نصر الحريري الأقرب للفوز برئاسة الائتلاف وتوجه لرفض «المبادرة الروسية»

حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي» : توقعت مصادر خاصة لـ»القدس العربي» مشاركة في اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن يفوز الأمين العام الحالي «نصر الحريري» بمنصب رئاسة الائتلاف، كونه يتمتع بدعم سعودي قوي، ويحظى بإجماع داخلي أوسع من منافسه الأقرب «خالد خوجا» سفير الائتلاف في تركيا.
ولفتت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها إلى أن الرئيس الحالي للائتلاف هادي البحرة لن يرشح نفسه مجدداً، الأمر الذي حصر المنافسه بين كل من «خالد خوجا» المدعوم من تركيا بالدرجة الأولى، وبين «نصر الحريري» المدعوم من السعودية وكتلة واسعة داخل الائتلاف.
وأوضحت المصادر لـ»القدس العربي» أن «الحريري» رافق مؤخراً رئيس الائتلاف الحالي هادي البحرة إلى السعودية من أجل عرض مواقفه على المملكة، وتبديد مخاوفها حول طبيعة علاقته بحركة الإخوان المسلمين، مرجحةً أن يكون قد حاز بالفعل على دعم وموافقة المملكة على ترشحه للمنصب.
وقال المصدر: «يبدو أن الأمور تتجه نحو انتخاب الحريري رئيساً للائتلاف كونه يتمتع بدعم شريحة أوسع لا سيما أنه عاش لفترة طويلة في الداخل السوري ولديه تواصل جيد مع الهيئات في الداخل، عكس منافسه (خوجا) الذي يعيش في الخارج منذ سنوات طويلة ولا يتمتع بعلاقات جيدة داخلياً»، بالمقابل وعد «خوجا» بنقل مقرات هيئات الائتلاف إلى الداخل السوري في حال فوزه بالمنصب.
مصدر آخر أوضح للصحيفة أن ميشيل كيلو رئيس الكتلة الديمقراطية في الائتلاف تنازل لصالح «نصر الحريري»، وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه نظراً للتوافق على عدم الخروج بتصريحات للصحافة: «هذه المرة تسود أجواء مختلفة ويوجد توجه عام للابتعاد عن الانقسام والمناكفات، وسيتم التوافق على اختيار احدى الشخصيتين مع ترجيح حظوظ الحريري».
ولم يحدد موعد نهائي بعد للتصويت على انتخاب رئيس الائتلاف والأمين العام والعديد من المناصب المهمة داخل الائتلاف، حيث يواصل الائتلاف اجتماعاته منذ يومين بتركيا، وبينما قال الإعلان الرسمي إن التصويت سيتم مساء الأحد، توقعت مصادر لـ»القدس العربي» أن يتم تمديد الاجتماعات ليوم أو يومين وبالتالي تأجيل التصويت.
وانطلقت الاجتماعات يوم الجمعة الماضي ومن المقرر استمرارها 3 أيام، ويتضمن جدول الأعمال مناقشة آخر التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، ولا سيما المبادرة الروسية، وخطة المبعوث الدولي «ستيفان دي ميستورا»، بالإضافة لمناقشة نتائج الزيارات الأخيرة لقيادة الائتلاف إلى كل من القاهرة والرياض.
واعتبر أحد أعضاء الهيئة السياسية للائتلافلـ»القدس العربي» أن هناك توجها عاما لرفض المبادرة الروسية بشأن سوريا، انطلاقاً من كون موسكو طرفاً في الأزمة السورية، ومن الصعب أن تكون طرفا محايدا، قائلاً: «موسكو تهدف من وراء مناوراتها هذه إلى تعويم الأمور وإطالة عمر الأسد». وحسب معلومات المكتب الإعلامي للائتلاف، فإن الكتل الكبيرة عقدت بعد ظهر أمس اجتماعات موسعة من أجل التوافق على اسم رئيس الائتلاف الجديد، وأن هناك مرشحين يجري النقاش للتوافق على أحدهما بين كبرى المكونات في الائتلاف.
من ناحية أخرى، تسعى الكتل المكونة للائتلاف للتوافق أيضا على اسم الأمين العام الجديد للائتلاف، ومنصب نواب الرئيس، حيث طرحت مجموعة من الأسماء يسعى أعضاء الائتلاف للتوافق عليها قبل طرحها لجلسة التصويت.
كذلك يناقش الائتلاف، ملف المبادرة الروسية والحوار المزمع إجراؤه في آخر أيام الشهر الحالي، حيث تجتمع الهيئة العامة مع الأعضاء الخمسة الذين وجهت لهم موسكو دعوات لحضور الحوار بين النظام والمعارضة في العاصمة الروسية.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد واصلت السبت، اجتماعات الدورة 18 في مدينة إسطنبول التركية، بمناقشة الأوضاع الميدانية في عموم سوريا، حيث قدم وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة «سليم إدريس» تقريره للهيئة العامة، وتم تشكيل 18 لجنة مختلفة لمتابعة أمور الائتلاف والحكومة المؤقتة.
وحسب المعلومات المتوفرة لكون الاجتماعات مغلقة أمام الصحافيين، فإنه نوقشت مبادرة المبعوث الأممي «ستيفان دي ميستورا» حول المناطق المجمدة، واجتماع القاهرة الموسع لأطياف المعارضة والمرتقب في الشهر الحالي، والمبادرة الروسية، من أجل إجراء حوار بين النظام والمعارضة.
وتوقع «نصر الحريري» الأمين العام للائتلاف، الجمعة الماضي أيضا، أن تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اجتماعا موسعا يضم أطياف المعارضة السورية المختلفة، في النصف الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، بهدف التوصل إلى رؤية سياسية موحدة ووضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا.
ويوم الخميس قبل الماضي، اقترح «ميخائيل بوغدانوف»، نائب وزير الخارجية الروسي، أن يلتقي ممثلون عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري، موضحا أن الاقتراح يتضمن «استضافة اجتماع 20 أو 25 ممثلا عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية على حد سواء».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية