الأنبار ـ «القدس العربي»: تحدثت مصادر مطلعة عن أن معارك تحرير الأنبار تواجه العديد من المعوقات والمتغيرات في خطة المعركة والقوى المشاركة فيها.
وذكر ضابط في عمليات الأنبار لـ»القدس العربي» ان خطط تحرير مدن الأنبار وخاصة الفلوجة والرمادي، تسير ببطء شديد وتواجه معوقات كثيرة، كما تسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين ضمن الجيش والشرطة والحشد الشعبي.
وأشار الضابط وهو من عشيرة الجُميلات الانبارية وطلب عدم ذكر اسمه، ان سير المعارك جرى تغييره مؤخرا من قبل « قيادة عمليات الأنبار «من التركيز على الفلوجة كمرحلة أولى لعمليات تحرير الأنبار، إلى الاكتفاء بمحاصرة الفلوجة والتوجه لفتح معارك في أطراف الرمادي مركز المحافظة، وذلك بسبب المقاومة الشديدة التي يبديها مقاتلو التنظيم في الفلوجة والكرمة والإجراءات التي يتبعونها مثل تصعيد العمليات الانتحارية بسيارات مفخخة وزرع العبوات في طريق تقدم القوات العراقية وفي البيوت وقطع الجسور حول المدينة المحاصرة، إضافة إلى نشر التنظيم أعدادا كبيرة من القناصين.
وأضاف الجميلي أن هناك حالة عدم رضا لدى العشائر في الأنبار من تعمد عدم إشراك معظم مقاتليها الذين تم تدريبهم من قبل المستشارين الأمريكان، في المعارك الجارية في المحافظة، رغم إنهائهم فترات التدريب ووجود خبرة قتالية جيدة لديهم، إضافة إلى معرفتهم بمناطق المحافظة..
ونوه الجميلي إلى أن التناقض في موعد بدء الهجوم على الفلوجة والرمادي أربك المقاتلين في الجيش والشرطة، فبعد إعلان القيادة العسكرية العراقية بدء معارك تحرير الأنبار، أكد الأمريكان من جانبهم أن بدء معركة الرمادي سيكون في الأسابيع القادمة دون تحديد موعد.
وضمن هذا السياق، اعترف رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، أن الحكومة المحلية في المحافظة لم تتم استشارتها بشأن العمليات العسكرية في المحافظة، ولم تعط أي دور في عملية تحرير المحافظة.
وأكد كرحوت أن «مجلس المحافظة خاطب رئيس الوزراء حيدر العبادي بإعطاء دور للحكومة المحلية في عملية التحرير، لكن دون جدوى». وذكر في تصريح متلفز «أن القوات التابعة لعشائر الأنبار لم تسلح تسليحاً كاملا حتى الآن»، لافتا إلى أن هناك 15 ألف شرطي من الأنبار و7 آلاف متطوع لم يشاركوا في أي معركة عسكرية «.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، أعلن الأربعاء، أن القوات المشتركة تتقدم من أربعة محاور مختلفة لتحرير محافظة الأنبار بالكامل من سيطرة تنظيم «داعش»، بينما أشار مصدر أمني آخر إلى مقتل 23 من عناصر التنظيم.
وأوضح المتحدث العميد يحيى رسول رسول، أن «القوات المسلحة المشتركة من الجيش العراقي والحشد الشعبي وأبناء العشائر تتقدم من أربعة محاور لتحرير الأنبار من داعش»، فيما رفض تحديد موعد تحرير المحافظة.
وضمن السياق، اعترف النائب كريم النوري، القيادي في الحشد الشعبي، بتغيير وجهة المعارك من الفلوجة إلى الرمادي. وبرر النوري ذلك بكون المعارك مع «داعش» لا تجري بشكل تقليدي، وأن التوجه نحو الرمادي هو مناورة لإرباك حسابات التنظيم». وأكد النوري في تصريحات صحافية بأن التنظيم ما زال يمنع خروج سكان الفلوجة عبر منفذ الفلاحات.
ويشير المراقبون لسير المعارك في الأنبار إلى أن هناك تباطؤا في التقدم وصعوبات في المواجهة عما روجت له الكثير من القوى السياسية والعسكرية في بداية عمليات تحرير الأنبار من تنظيم «الدولة»، وذلك عائد إلى خلافات في أسلوب إدارة المعركة والقوى المشتركة فيها والأولويات في التحرك.
مصطفى العبيدي