دمشق ـ «القدس العربي» : تتجه أنظار المراقبين إلى محافظة درعا السورية جنوباً مع فشل تحقيق تسوية سياسية في المدينة وتجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة والتنظيمات المسلحة من جهة أخرى وعدم تمديد الهدنة التي استمرت فقط ثماني وأربعين ساعة انقضت.
معارك درعا وما ستُفضي إليه سيكون لها تأثير في عموم المشهد السوري للمرحلة المقبلة وفق تقدير أغلب الخبراء. القوات الحكومية انطلقت بعملية عسكرية مدعومة من حلفائه وذلك بعد تعزيزات عسكرية بالجنود والعتاد وصلت إلى المدينة الجنوبية المتاخمة للحدود الأردنية. وردّت الفصائل المسلحة بأن أطلقت ما سمّتها معركة «الموت ولا المذلة» في محاولة منها للسيطرة على حي المنشية في «درعا البلد» بين دمشق واحتدمت معارك عنيفة بعد توقف المواجهات في هذه المحافظة لأشهر طويلة.
الرئاسة التركية كانت قد سربت أنباء عن اتفاقات دولية حصلت بخصوص مناطق تخفيف التوتر في سورية وأن منطقة درعا ستنتشر فيها قوات أردنية أمريكية للإشراف على وقف إطلاق النار هناك.
صدر ميداني رفيع نفى لـ «القدس العربي» إمكانية حصول ذلك، مستبقاً نتائج الجولة المقبلة من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في العاصمة الكازاخية الأستانة خلال تموز/يوليو المقبل.
المصدر ذاته أكد أن الكلام عن نشر قوات أردنية – أمريكية في درعا غير وارد سياسياً وميدانياً والمعارك مستمرة إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية في درعا تقضي باستعادة السيطرة الحكومية على المدينة بالتفاهم مع عدد من الفصائل وبدعم دولي.
ولدى سؤال المصدر ذاته عن الوضع الميداني في درعا وعن التسريبات حول مفاوضات التسوية المحتملة هناك قال المصدر: الضغط العسكري الذي نفذه الجيش السوري وحلفاؤه في درعا اصطدم بمقاومة شرسة من التنظيمات المسلحة هناك بسبب دعم وإمداد عملياتي كبير حصلت عليه من غرفة عمليات الموك مضافاً إليه دعم لوجستي استخباراتي من خبراء إمريكيين موجودين في منطقة المفرق الأردنية، حتى الآن نتائج عمليات الجيش غير كافية لفرض تسوية سياسية في درعا، والجيش يتطلع للسيطرة على منطقة الجمرك القديم القريبة من الحدود الأردنية ومعبر نصيب الحدودي وهي منطقة مشرفة نارياً على أجزاء واسعة من أجزاء الاشتباك في مدينة درعا وهي مهمة ليست سهلة لكن إنجازها سيغير المعادلة الميدانية كاملة في درعا.
كامل صقر