غزة ـ «القدس العربي»: أكد مسؤول فلسطيني مطلع لـ «القدس العربي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبلغ الرئيس محمود عباس وقادة بعض الدول العربية المتابعة لملف المفاوضات، أن مبعوثه الخاص لعملية السلام الذي وصل المنطقة من جديد سيتولى في الفترة المقبلة مهمة التنسيق لإطلاق مفاوضات جديدة على أسس تتوافق عليها الأطراف، وفق خطة إدارته للحل السياسي، وأن ترامب لم يطرح خلال زيارته رؤية كاملة للحل، بالرغم من تأكيد الجانب الفلسطيني للطاقم الأمريكي عدم الثقة بحكومة اليمين الإسرائيلية الحالية، التي بدأت بشكل فعلي بالمناورة لفرض شروطها.
ومن المقرر أن يبحث غيسون غرينبلات مبعوث ترامب لعملية السلام المتوقعة، الذي عاد للمنطقة بعد يومين من مغادرة الرئيس الأمريكي، بشكل فعلي إطلاق مفاوضات سلام جديدة، حسب ما أبلغ الرئيس الأمريكي بذلك كلا من الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وستكون مهمة غرينبلات الذي التقى أمس الرئيس عباس، هذه المرة محددة بإبلاغ الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالخطوط العريضة للخطة الأمريكية لإحلال السلام، على أن يستمع من الفريقين إلى آرائهم حول بدء المفاوضات، بعد استيضاح إدارته للعديد من الأمور حول إطلاق العملية الجديدة، من خلال زياراته للمنطقة، علاوة على لقاءات ترامب مع القادة العرب في البيت الأبيض، ومن قبل نتنياهو، التي توجت بزيارة الرئيس الأمريكي للرياض وبيت لحم وتل أبيب.
وعلمت «القدس العربي» من المسؤول الفلسطيني، أن الخطة الأمريكية لبدء المفاوضات، تقوم على أساس عدم وجود أي شروط مسبقة من الطرفين، وهو أمر على الرغم من خشية الجانب الفلسطيني من أن يستغل لتمرير أمور لا ترغب فيها، ترى أنه سيكون فرصة للتصدي لمطالب إسرائيل بالاعتراف بها كـ «دولة يهودية»، علاوة على استمرارها في طرح ضم مدينة القدس بما فيها القسم الشرقي. ويؤكد أن ترامب الذي لم يتحدث بعمق في ملف التفاوض وأساساته، مكتفيا بمناقشات عامة، ودعا بشكل رسمي الجانب الفلسطيني للاستعداد لمرحلة سياسية مقبلة، تتطلب اتخاذ «خطوات شجاعة» حسب وصفه.
وأوضح أن ترامب لم يقدم تعهدا حتى اللحظة بوقف الاستيطان خلال مرحلة التفاوض التي يريد الجانب الفلسطيني أن تكون محددة بسقف زمني، وتفضي للوصول في النهاية لتطبيق رؤية «حل الدولتين»، وأن ما اتضح للجانب الفلسطيني من خلال المباحثات التي جرت في البيت الأبيض وخلال زيارة ترامب لبيت لحم، تشير إلى رغبة الرئيس الأمريكي في بدء الطرفين في المفاوضات، للوصول إلى حلول حول ملفات الوضع النهائي.
وستترافق عملية زيارة المبعوث غرينبلات، حسب المسؤول الفلسطيني، مع عدة اتصالات فلسطينية مع الأطراف العربية الفاعلة، وهي السعودية والأردن ومصر، في إطار سياسة تنسيق المواقف المشتركة حول الحل السياسي، التي يرجح أن يكون لكل من الأردن ومصر، بحكم علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل، علاقة مباشرة بعملية التفاوض المستقبلية.
غير أن ذلك لا يعني حسب توقعات الفلسطينيين أن تبدأ المفاوضات السياسية في الوقت القريب، إذ قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لـ «القدس العربي»، إن زيارة ترامب «لم تأتِ بأية نتائج ملموسة حتى اللحظة. وأشار إلى أن الزيارة جاءت بصيغة عامة، مشيرًا إلى أن ترامب لم يتحدث خلال زيارته عن «كيفية فتح أفق سياسي»، وأنه اكتفى بالحديث عن قضايا عامة.
وأكد أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى مقاربة جديدة تتحدث عن كيفية فتح أفق سياسي يحقق آمال الفلسطينيين.
وأشار أبو يوسف إلى أن الرئيس ترامب يدرك هو والعالم أن أي فتح لأفق سياسي يتطلب مرجعية تستند للشرعية الدولية والقانون الدولي وتحديد سقف زمني لإجلاء الاحتلال، بالإضافة لوقف كامل للعدوان الإسرائيلي.
وأكد كذلك أن السلطة الفلسطينية لم تقدم أي تصور للتسوية للرئيس الأمريكي، لافتًا إلى أن أي مقترح فلسطيني لا بد أن يقوم على أساس حقوق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير على قاعدة الشرعية الدولية والقانون الدولي، ووقف كل أشكال العدوان.
وأشار إلى أن أي عودة إلى طاولة المفاوضات، تحتاج لمقاربة جديدة وليس كما جرى في اللقاءات الثنائية التي جرت على مدار سنوات طويلة بالرعاية الأمريكية المنحازة للاحتلال، وأن تضمن فتح أفق سياسي يحقق التطلعات الفلسطينية.
إلى ذلك يتوقع الجانب الفلسطيني أن يبادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقيام بالعديد من المناورات، بهدف التأثير على قرارات الإدارة الأمريكية الخاصة بإحياء المفاوضات، التي بدأت بتصريحاته حول الإبقاء على المسجد الأقصى وحائط البراق تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد، حيث قال نتنياهو في كلمة ألقاها في الكنيست في الذكرى الخمسين لاحتلال مدينة القدس «لا شك عندي في انتصار الحقيقة على الكذب»، وذلك في معرض رده على اعتبار منظمة اليونيسكو الأقصى منطقة إسلامية خالصة.
وطالب نتنياهو دول العالم بنقل سفاراتها من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، واصفًا تردد الدول بهذا الشأن بالمخالف للمنطق والعقل، حيث جاءت هذه التصريحات التي تثير الشكوك حول رغبته بالسلام، بعد أقل من 24 ساعة على مغادرة الرئيس ترامب المنطقة.
أشرف الهور
إعادة رسم حدود 67 ثم تأتي بعدها المفاوضات. وقبل ذلك كله إطلاق سراح جميع الأسرى في معتقلات الإحلال.