بغداد ـ «القدس العربي»: أكد مسؤول عسكري رفيع في قيادة عمليات الأنبار ان الملف الأمني للمحافظة قيادة ومنتسبين سيكون بيد أبنائها حصرا، ولا يمكن القبول بالعودة إلى مرحلة ما قبل التحرير بأي ثمن.
وقال المسؤول في تصريحات خاصة بـ «القدس العربي»، ان غرفة العمليات المشتركة بين عمليات الأنبار والقيادات الأمريكية اتفقت على دعم أمريكي عاجل بألف مقاتل تم تدريبهم وزجهم في العمليات القتالية على جبهتي الرمادي الشرقية والشمالية لتلافي الإخفاقات التي منيت بها العمليات الهجومية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأشار إلى بعض المقترحات التي تم «الاتفاق عليها من حيث المبدأ مع الأمريكيين قد تثمر عن تكون قوة سنية خاصة من أهل الأنبار تتمتع باستقلالية القرار على غرار قوات البشمركة الكردية».
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، ان الخطة الأساسية لاقتحام المدينة «واجهت صعوبات ميدانية لافتقاد الخبرة القتالية لدى معظم القوة المهاجمة»، حسب رأيه.
وكشف عن ان»اجتماعا موسعا عقدته قيادة عمليات الأنبار مع الضباط الأمريكيين الذين استجابوا لطلبنا بتخريج دفعة من ألف مقاتل على عجل بعد اعطائهم دورات مكثفة على التقدم البري تحت غطاء جوي مكثف يستهدف «خطوط العدو واستعادة السيطرة على المناطق».
وأعرب المصدر عن «التفاؤل بقدرة القوة الجديدة التي تتسلح بأحدث الأسلحة الأمريكية النوعية على تغيير موازين القوى العسكرية لصالحها»، حسب تعبيره.
وأوضح ان الخطة الأساسية التي وضعها مسبقا كانت «تعتبر الجبهة الشمالية هي الجبهة الأساسية، لكن القيادات الأمريكية لم تلتزم بها حيث تركز الجهد القتالي على الجبهة الغربية، الأمر الذي مكن تنظيم الدولة من تعزيز دفاعاته في الجبهة الشمالية، خاصة منطقة البو فراج القريبة عن مقر قيادة عمليات الأنبار».
يذكر ان تصريحات عديدة لمسؤولين سياسيين وقيادات عسكرية في الحكومة ووزارة الدفاع والحشد الشعبي قد أعلنت عن توقعاتها لاستعادة المدينة وحسم المعركة ضد تنظيم الدولة في أوقات تراوحت بين ساعات وأيام.
في مقابل كل ذلك، شدد المسؤول العسكري على «انهم عازمون على إنجاز مهمة استعادة الرمادي وكل محافظة الأنبار وطرد التنظيم الإرهابي منها»، حسب تعبيره.
وذكّر بما قال عنها «دماء المئات من الشهداء الذين لا يمكن ان تضيع دون قطف ثمار تضحياتهم على خطوط المواجهة»، منتقدا ما أسماها «الأصوات الداعية إلى تأجيل عملية تحرير الأنبار بعد ان باتوا على يقين من أن الأنبار لن ترضى بأقل من ان يحكمها أبناؤها بأنفسهم»، دون ان يفصح عن هوية وانتماء تلك الأصوات.
واتهم المصدر المسؤول «بعض الجهات التي لا تريد خيرا للأنبار»، حسب قوله، بالسعي لدى المسؤولين الأمريكيين لـ «تأجيل العمليات، او محاولة عرقلتها من خلال تجميد بعض الجبهات التي يسيطرون على قرارها القتالي في توقيتات حرجة أثناء شن قواتنا عملياتها الهجومية على جبهات الرمادي».
لكنه أفصح عن واقع رفض قيادات الأنبار «الاجتماعية والدينية والسياسية والأمنية لأي وجد للحشد الشعبي او أية قوة من خارج المحافظة بعد تحريرها»، ورأى ان هذا الموقف يأتي استجابة لرأي عموم أبناء المحافظة.
رائد الحامد