غزة ـ « القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصدر سياسي مطلع أن الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية ينتظرون أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخطوط العريضة لخطته لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خلال زيارته المقررة للبيت الأبيض خلال الأيام المقبلة، وأن ذلك دفع إلى إجراء تنسيق مع مصر والأردن، التي يستعد زعماؤها للقاء الرئيس الأمريكي خلال الأيام المقبلة.
وذكر المصدر أن الرئيس عباس حسب ما جرى إبلاغه من قبل المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات الذي زار المنطقة قبل أكثر من أسبوع، سيتم إطلاعه من قبل الرئيس ترامب على بنود خطة السلام المتوقع أن تدفع الإدارة الأمريكية من أجل تحقيقها خلال الفترة المقبلة، والتي تقوم في أساسها على المفاوضات المباشرة.
وناقش الرئيس عباس باستفاضة الجهود الأمريكية خلال جولته الخارجية الماضية التي سبقت القمة العربية، إضافة إلى إجرائه نقاشات واسعة حول الجهود الأمريكية مع عدد من الزعماء العرب على هامش قمة البحر الميت.
وأشار أن التحركات الأمريكية المتوقعة من أجل إعادة إطلاق مفاوضات السلام المتوقفة جرى التلميح لها من قبل الرئيس عباس خلال كلمته في القمة العربية حين قال إنه جرى الإتفاق مع الإدارة الأمريكية للعمل من أجل تحقيق السلام.
ومن أجل ذلك وضعت القيادة الفلسطينية العديد من الاستفسارات التي ستطرحها على الإدارة الأمريكية خلال لقاء الرئيس عباس بترامب، في مقدمها كيفية عقد المفاوضات المباشرة في ظل استمرار الاستيطان، وأن الجانب الفلسطيني يريد كسب الإدارة الأمريكية الحالية لصالحه في هذا الأمر بالاستناد إلى تصريحات ترامب السابقة حول انتقاده للاستيطان، وتحديد سقف زمني لهذه المفاوضات إضافة إلى وضع أرضية تستند إليها، وأساسها «حل الدولتين».
وشكك المصدر في صحة ما نقل من أخبار وتقارير حول الطرح الأمريكي الجديد، خاصة بعد أن تردد وجود طرح لإبقاء المستوطنات ضمن حدود إسرائيل، وإعطاء حرية دينية فقط للفلسطينيين في القدس.
وكان الرئيس عباس قال خلال القمة إنه تم الاتفاق أن تقوم الإدارة الأمريكية بالتحرك من أجل صنع السلام، بعد أن رحب بالخطوة. وقال الرئيس الفلسطيني إن الجانب الفلسطيني أظهر على الدوام مرونة عالية، وإنه تعامل بإيجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية، التي تهدف لحل القضية الفلسطينية.
وحسب المصدر فإن الرئيس عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، بحثا خلال القمة الثلاثية التي عقدت على هامش قمة البحر الميت باستفاضة الطرح الأمريكي المتوقع، وأنهم بلوروا موقفا موحدا نقل وجهة النظر العربية، حيال عملية السلام المتوقعة، لطرحها خلال لقاءاتهم المنفردة خلال الفترة المقبلة على ترامب، أثناء زيارتهم للبيت الأبيض.
وكشف المصدر أن الموقف العربي ومن أجل منع الاصطدام مع الإدارة الأمريكية الحالية، والتي تريد التحرك على عكس سابقتها تجاه إطلاق عملية سلام جديدة، لن تمانع من العودة للمفاوضات المباشرة، شرط تحقيق عدة مطالب، أولها وقف الاستيطان، وأن يكون «حل الدولتين» هو الحل الأساسي لنهاية عملية المفاوضات، من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 67، وأن هذا الأمر سيبلغ للرئيس ترامب.
وأشار إلى أنه سيسبق زيارة الرئيس عباس إلى واشنطن لقاءات تعقد في رام الله وأمريكا بين مسؤولين فلسطينيين وأمريكيين من أجل تنسيق المواقف، إضافة إلى الاتصالات التي ستجرى بين كل من المسؤولين الفلسطينيين والأردنيين والمصريين، خاصة وأن لقاءات كل من الرئيس السيسي والملك الأردني مع ترامب ستسبق لقاء الرئيس عباس.
ويتوقع أن تكون الخطة العربية للمفاوضات ترتكز على مشاركة كل من مصر والأردن إلى جانب الراعي الأمريكي في المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين حال انطلقت، وفقا لطرح عربي سابق حول هذا الموضوع.
يشار إلى أن آخر مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية، انتهت قبل ثلاث سنوات، وتحديدا في نهايات نيسان/ أبريل 2014 بعد أن رفضت إسرائيل وقتها تنفيذ ما عليها من التزامات قطعت من قبل للإدارة الأمريكية السابقة، خاصة مع انقضاء مدة تلك المفاوضات ومدتها تسعة أشهر.
وكان الرئيس عباس قال في تعقيبه على القمة الثلاثية «سأزور والعاهل الأردني والرئيس عبد الفتاح السيسي، الولايات المتحدة الأمريكية، كل على حدة، لذلك كان من المفيد الحديث في كل الأمور وبدقة، وما هي المواضيع التي سنطرحها خلال لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تمت مناقشتها بالتفصيل».
ونقل عن الرئيس عباس قوله إن قرارات القمة العربية «ستنعكس إيجابيا» على لقاءات القادة العرب مع ترامب، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة «تفكر جديا» بحل القضية الفلسطينية.
وكانت القمة العربية التي أنهت أعمالها في الأردن أكدت على تمسك والتزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية، كما طُرحت في قمة بيروت عام 2002، وعلى أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي، وأن الشرط المسبق لتحقيقه هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967.
وأكد وزير الخارجية رياض المالكي أهمية القرارات التي تم اعتمادها في القمة العربية، لافتا إلى أنها غطت كافة الجوانب المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ولاقت ارتياحا فلسطينياً كبيراً.
وأضاف في تصريحات صحافية أن القرارات التي تم اعتمادها «هامة جدا»ً، وغطت كافة الجوانب المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
أشرف الهور