القاهرة «القدس العربي» : «مصر.. مبارك» المانشيت الذي كان بمثابة نشيد قومي لمعظم الصحف في زمن المخلوع طيلة أعوامه الثلاثين بات يعود في الصحف القومية وبعض الجرائد والمواقع الخاصة ليعيد إلى الأذهان زمن إعلام الجواري والعبيد وصحافة المجاملات، التي ظلت تضيق على الناس مساحة الوعي، وتضيف للهواء مكوناُ رئيسياً ثالثاً جنباً إلى جنب مع النتروجين والأوكسجين ألا وهو النفاق.. مع كل زيارة كان يقوم بها المخلوع مبارك للخارج كانت الحكمة بحسب كتابه المقربين تهطل عليه ليخلعوا عليه من الصفات ما لم يحصل عليه ارسطو في زمانه.. الأجواء نفسها تقريباً عادت تخيم على الساحة من جديد، فكلما حطت طائرة الرئاسة في عاصمة وصفت الزيارة بالتاريخية والنتائج بالمبهرة وجدول الأعمال بالأسطوري، ومن الطبيعي أن تكون نهاية الرحلة مثمرة بأنهار الخير التي على الشعب أن يعد نفسه للسباحة فيها.
بالأمس تحدثت الصحف عن زيارة الرئيس لسنغافورة، ذلك البلد الصغير الذي بات معجزة اقتصاديه ليشير كتاب الصحف القومية الذين يدينون للنظام برواتبهم ومكافأتهم السخية وسياراتهم وقصورهم الفارهة أن مصر قاب قوسين او أدنى من اللحاق بنادي الدول السبع للكبار، وبالطبع يسعد أي وطني غيور على وطنه أن يرى هذا الإنجاز على أرض الواقع، وليس فقط عبر تصريحات نجوم الـ«توك شو». وفي صحف الأمس، كما كان الثناء على الرئيس ونظامه مكثفاً جاء الهجوم عليه حاداً، خاصة من صحف الجنوب الفقيرة، غير أن القضية التي شغلت حيزاً كبيراً بجانب رحلات الرئيس قضية الطالبة مريم التي حصلت على صفر في مختلف المواد في امتحانات الثانوية، وهي القضية التي تداخلت فيها شؤون السياسة بأمور التعليم والوحدة الوطنية بالفتنة الطائفيه فاختلط الحابل بالنابل، وبينما الجماهير ما زالت مشغولة بأزمة ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتردي الخدمات العامة والطفلة بطلة مصر في الجمباز، التي تركت في أحد المستشفيات حتى خرجت الديدان من فمها جاء المانشيت الرئيسي لـ«الجمهورية».. التنين الصيني يفتح زراعيه للمارد المصري. وإلى التفاصيل:
لماذا يكرهون الإخوان أكثر من إسرائيل؟
البداية ساخنة كصيف القاهرة، حيث يوجه حلمي قاعود نيران مدفعيته الثقيلة ضد النظام وكتيبته الإعلاميه: «يوم كان العسكر يقتلون الأبرياء، ويسيل دمهم أنهارا في «الحرس الجمهوري» و«رابعة» و«النهضة» و«المنصة» و«رمسيس» وغيرها، كان جمهور الإنقلاب يغني في نشوة تفوق الشماتة والمكايدة «تسلم الأيادي» و «إحنا شعب وإنتو شعب، لينا رب وليكم رب». هبط الإنحطاط الخلقي والسلوكي والحضاري إلى أدنى دركه من دركات التوحش، التي عرفها الشعب المصري». يتابع قاعود هجومه في صحيفة «الشعب»: «لم يتعفر وجه كاتب من مثقفي السلطة حياء وخجلا، فيكتب كلمة يحث فيها قطعان العبيد على التخلي عن هذا السلوك المشين، الذي يتعارض مع الأخلاق والدين والعادات والتقاليد التي تشبع بها الشعب المصري العريق!
لكنك تجد كاتبا أو مثقفا مثل عمرو الشوبكي يعلن الحرب الصليبية على الإخوان المسلمين لأنه قرأ بعض التعليقات الإلكترونية على وفاة الممثل نور الشريف لم تعجبه، فأسند إلى الإخوان جميعا تهمة الشماتة في موت الممثل المذكور، كما اتهمهم بأنهم لا يراعون حرمة الموت، ولا يخضعون لموضوعات المجتمع، ويكرهون الشعب، فيتمنون هزيمة المنتخب الوطني، ويكرهون الفنانين والأدباء والشعراء، ويشمتون في أي حادث أو مصيبة تحل بالشعب المصري.
ويخصص الشوبكي مقالا بأكمله في جريدة «المصري اليوم» ليكيل السباب للإخوان أو بمعنى أدق للمسلمين متناسيا أن آلة الكراهية الإنقلابية وصلت إلى حد تقنين المكارثية والعنصرية والدعوة إلى حرق المسلمين في محارق هتلرية: لم يحاول الشوبكي أن يكون رجلا منهجيا فيسأل نفسه: لماذا يفعلون ذلك على فرض صحة كلامه؟
لقد اكتفى بالتزوير وقلب الحقائق ليثبت ولاءه الثقافي للسلطة. هذا التزوير وقلب الحقائق بحسب قاعود يقوم على أساس تعليقات قرأها الشوبكي في الفضاء الإلكتروني، لا يعرف أحد صاحبها بدقة.
الحل .. انتخابات ديمقراطية
ونبقى مع مزيد من المعارك ضد النظام وهاهو حسام السندنهوري يهاجم جيوش النظام الإعلامية، إعلام الإنقلاب يطبل ويزمر للسيسي و يلهي الشعب الغلبان عن الكارثة التي تنتظرة. ويؤكد أن إستمرار السيسي أو رحيله باتا يشكلان خطراً على الأمن القومي المصري. ولكن بحسب السندنهوني في «الشعب» فإن أخف الضررين هو رحيله مع الإعداد لمرحلة ما بعد الرحيل حتى لا نفاجأ بفراغ سياسي في البلاد. وعلى القوى السياسة الفاعلة أن تتأهب وتستعد لمرحلة ما بعد الرحيل. مثل تشكيل مجلس رئاسي ترأسة قيادة مدنية ويضم من بين جنباته ممثلين من حميع طوائف وفئات الشعب المصري ليقود البلاد، فيما بعد الرحيل، ويجهز لإنتخابات رئاسية حرة، يشارك فيها كل من يريد أن يشارك دون خوف أو إضطهاد.
وأن يحترم الجميع نتائج هذه الإنتخابات مهما كانت وأن يكون التغيير عبر صناديق الإنتخاب وفقاً للمسار الديمقراطي. أخشى ما أخشاه في أن تكون الفترة الحالية هي مرحلة السكون الذي يسبق العاصفة، لذلك فإن الوقت كالسيف إن لم تقطعه يقطعك فعلينا أن نستبق الأحداث والأيام حتى نكون مستعدين لما ستسفر عنه الأيام.
«العشق الحرام» بين نور و«6 أبريل»
ونتحول للحرب على خصوم النظام الحاكم ويقوده عبد الفتاح عبد المنعم في «اليوم السابع»: بين أيمن نور وتنظيم «6 إبريل» أسرار وحكايات، بعضها يخجل كلا الطرفين من ذكره، ولن يدونها نور وأعضاء هذه الحركة الشيطانية في مذكراتهم، لأن أحداثها يخجل كلا الطرفين من ذكرها، والسبب أنها كانت صفقات لبيع الوطن، وهي الصفقات التي تسببت في انهيار شعبيه نور وكراهية الجميع لأعضاء حركة 6 إبريل، ووصفها بأنها حركة شيطانية، ولأن أيمن نور هرب وترك مصر بعد انهيار حليفه الإستراتيجي في تخريب مصر وهم الإخوان، فإن أيمن نور ذهب إليهم في تركيا الآن ليقوم بدور «المحلل» بعد الإنهيار الجزئي للتنظيم الدولي في الخارج، والمطلوب من أيمن نور أن يغسل سمعة الإخوان في تركيا وأوروبا باعتباره وجها ليبراليا، ولهذا فإنني لا أستبعد أن تكون الأموال التي ساهم بها أيمن نور للمشاركة في إحياء قناة «الشرق» الإخوانية مرة أخرى بعد أن أصيبت بالشلل الكامل هي أموال إخوانية تم تقديمها لأيمن نور لكي يقوم بغسلها في هذه القناة المشبوهة، وهو الدور القذر الذي كان عبد الفتاح يتمنى ألا يلعبه أيمن نور، خاصة أن هذا يجعله في خدمة الإخوان، ويؤكد أن العشق الحرام بين نور و«6 إبريل» تجدد مرة أخرى بعد أن اجتمعوا على هدف واحد، بحسب الكاتب وهو محاولة إعادة إشعال الشارع بمظاهرات فئوية.
كلنا قتلنا الطفل السوري
السؤال الذي يتردد على الشفاه عن ذلك الطفل السوري الذي عثر عليه غريقاً وأذهلت صوره العالم، حيث يتساءل بشانة أحمد رفعت في «فيتو« من المسؤول عن قتله وعن مأساة سوريا وشعبها الحبيب الشقيق الغارق الغريق الشريد المشرد الهارب المهرب القاتل القتيل الذبيح المذبوح؟!
يجيب قتلوه رجال الشيطان ممن غلبت خلافاتهم الشخصية مصالح أمتهم، فمولوا ودعموا ودربوا واشتروا السلاح، ونقلوا جنود الباطل إلى أرض الحق.. فدمروها وخربوها وحرقوها وأفسدوا فيها.. وقتلوا الطفل من دعموا من موّل ودرب ونقل الجنود واشترى السلاح وصدقوا إعلامه وروجوا لأكاذيبه ونقلوها للناس بكل وقاحة وبكل وسائل الكذب المتاحة.. قتل الطفل السوري سياسيو الغبرة ممن توهموا سقوطا سريعا لنظام قائم على أمل علاقات جديدة مع نظام جديد.. وقتله سياسيو السبوبات ممن على رؤوسهم بطحات التمويل ممن توهموا أنها ثورة وأوهموا من معهم ومن خلفهم أنها كذلك ثم استفاقوا بعد فوات الأوان.. قتله من أفهموا الناس أن العروبة كفر والوحدة شرك والقومية جاهلية، فأفقدوا الأمة مناعتها فأكلونا أعداؤنا بلدا بعد آخر!
حقل الغاز يزعج الإخوان
ومع مزيد من الهجوم على الإخوان الذين يراهم كرم جبر في «اليوم السابع» أكثر حزنا وغما ونكدا من إسرائيل، بعد اكتشاف حقل الغاز الجديد «الشروق» يضيف كرم «الغل يملأ قلوبهم لأن العلي القدير كافأ المصريين على صبرهم، وكانوا يتمنون زوال النعمة والفقر والجوع والخراب، حتى يتاجروا كعادتهم بالمشاكل والأزمات، وينتعشوا بأوجاع الناس ومعاناتهم، وظهر المحلل المعجزة حاتم عزام، ممتطيا حصانا من ورق وممسكا سيفا من خشب، وينفث سمومه وأحقاده التي لا تأكل إلا صاحبها، مستعرضا الجهل والضحالة، زاعما أن الإكتشاف يفتقد للشفافية في إعلان شروط التعاقد، وتفاصيل شراكة الإنتاج مع إيني الإيطالية، وأن مصر تتنازل عن حقول غاز مصرية عملاقة لقبرص وإسرائيل.. يتساءل الكاتب ساخراً: إزاي يا سي عزام؟ هو كده على قد علامه وخبرته. كلام لا يستحق الرد لأن التعتيم والتضليل والخداع والخيانة، هي مفردات حكم أهله وعشيرته، وليس نظام الحكم الوطني الحالي، الذي أنقذ البلاد من مصير أسود من الليل البهيم، وحافظ على أرض مصر ومياهها الإقليمية، ليكون كنز الغاز الجديد ملكية خالصة لمصر ولا ينازعها فيه أحد، كنز حقيقي يغنينا عن استيراد الغاز، وأزمات الشتاء والصيف، ويوفر احتياجات محطات الكهرباء والمشروعات الجديدة، ويسمح بتصدير كميات كبيرة، وقدر بعض الخبراء إنتاجه بما لا يقل عن 100 مليار دولار وهو ما يعني على حد رأي جبر هدية من السماء ومنحة من العلي القدير، تستحق أن نسجد لله ونصلى شكرا.
«كل ما تكون مزنوق اتهم الإخوان»
أصبح توجيه أي تهمة للإخوان هو البديل المريح للنظام ولكثير من المتورطين في جرائمه وهو ما يشير إليه الكاتب الصحافى فهمي هويدي: «إضراب العشرات من العاملين في مديرية أمن الشرقية عن العمل وإغلاقهم أبواب ستة مراكز وأقسام للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والمالية. ورغم أن الظاهرة ليست جديدة لا من حيث أصداء الإضراب ولا من حيث طبيعة الداعين إليه والمشاركين فيه. وأضاف الكاتب في صحيفة «الشروق» أن مصدرا أمنيا لم يفته أن يلفت الانتباه إلى أن أفرادا من جماعة الإخوان لهم دورهم في تحريض أمناء الشرطة على الإضراب. لم ينتبه المصدر المذكور إلى خطورة دلالة اختراق عناصر الإخوان للشرطة ذلك أن الخبر إذا صح فهو يعني أن الجماعة، رغم اعتقال أكثر من 40 ألفا من أعضائها ورغم الضربات القاصمة التي وجهت إليها في العامين الأخيرين ما زالت قادرة على الوصول إلى معاقل الأمن. واضاف الكاتب أن ذلك يأتي بعد أن ادعى الإعلامي الذي جرى توقيفه تنفيذا لحكم بحبسه ستة أشهر في قضية نفقة رفعتها ضده طليقته أن الإخوان وراء حبسه. وشاعت التهمة حتى سخرت منها واحدة من المدونات في واقعة أخرى، حين تم القبض على سيدة قدمت «كليبا إباحيا» واتهمت بالترويج للفجور. ولكن المدونة خلصت إلى أن التهمة الحقيقية التي بسببها تم توقيف صاحبة الكليب الإباحي هي لا بد أن تكون بسبب انتمائها إلى جماعة الإخوان!
الشاهد بحسب الكاتب أن كل من يريد أن يداري مشكلة أو فضيحة من أي نوع أصبح يغطي موقفه بحكاية الإخوان. فإذا انقطع التيار الكهربائي أو تأخرت القطارات في مواعيدها أو شحت أنابيب البوتاغاز في أي مدينة أو قرية. فإن الإخوان يصبحون السبب»!
هؤلاء يريدون إفشال وزير الداخلية
وإلى تداعيات الاحتجاجات في المؤسسات الشرطية، كما يشير إليها أحمد فايق في «الفجر»: «مجموعة من أمناء الشرطة يحتجون في مديرية أمن الشرقية، يحتجزون مفتش الداخلية قبلها بيوم، يقفون في إضراب مسلح في محافظات مختلفة، حالة من الغضب الشعبي تجاه تصرفات أمناء الشرطة، فيديوهات يتم تداولها لأمناء شرطة يتقاضون رشاوى، مطالب بتطبيق قانون التظاهر عليهم، معلومات كاذبة عن اشتباكات مسلحة بين المضربين وقوات الأمن المركزي، أحاديث عن إصابات، مطالب غير منطقية لأمناء الشرطة، مقارنات بين رواتب الجيش والشرطة تهدف للوقيعة بين الطرفين، لقد كادت أن تنفجر مصر في ليلة واحدة، ولا يمكن أن نقرأ المشهد الذي حدث إلا في سياق أكثر شمولا».
ويؤكد فايق «أن هناك أطرافا تريد إفشال مشروع وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، الرجل الذي نجح في تحقيق مطالب ثورتين في ثلاثة أشهر وفي هدوء ودون ضجيج، هناك أطراف تريد لداخلية حبيب العادلي أن تستمر من خلال تفجير ملف أمناء الشرطة في وجه الوزير القوي، اللواء مجدي عبد الغفار طوال هذه الأزمة بدا ثابتا قويا لا يخضع لابتزاز أحد، أرسل 12 سيارة أمن مركزي مدرعة و4 فرق فض شغب، كان لديه استعداد أن يكمل السيناريو للنهاية، بشرط ألا تهتز صورة الدولة على يد أي مطلب فئوي حتى لو كان أمين شرطة». ويؤكد أحمد أنه من السهل عليك أن تطالب بحبس أمناء الشرطة المضربين والاشتباك معهم، لكنك لو جلست مكان مجدي عبد الغفار في هذه الأزمة لن تفعل هذا، فتطبيق هذه القاعدة هو تفجير لمصر.
عندما قال محلب لمريم: إنت بنتي
لا أحد يعرف ما إذا كان المهندس إبراهيم محلب عنده إبنة أم لا، ولكن ما يهم سليمان جودة في «المصري اليوم»، أن رئيس الوزراء عندما استقبل الطالبة مريم ملاك قد وعدها بأنه سوف يعاملها كأنها ابنته. ومريم، كما يعرف المتابعون لحكايتها، كانت قد دخلت امتحان الثانوية العامة هذا العام، ثم فوجئت عند إعلان النتيجة بحصولها على صفر في جميع المواد، ماعدا اللغة العربية، التي حصلت فيها على درجة ونصف الدرجة، رغم أنها، فيما سبق من دراستها، كانت متفوقة باستمرار!
وطوال أكثر من شهر، لم يفلح أحد في حل مشكلة البنت، بمن في ذلك وزير التعليم نفسه، ولم يكن هناك مفر، في النهاية، سوى أن يتدخل رئيس الوزراء شخصياً، ويستقبلها، ويعطيها وعداً بأنه سوف يعاملها كابنته، إلى أن تجد مشكلتها حلاً.
ويرى الكاتب أن وصول المشكلة إلى مكتب رئيس الوزراء معناه أن كل الذين تصدوا لها، أو كان عليهم أن يتصدوا لها، قبل رئيس الحكومة، إنما هم مسؤولون فاشلون، وأن عليهم أن يغادروا مواقعهم على الفور، وألا يمهلهم محلب يوماً واحداً، ولا يعطيهم أي فرصة أخرى! القضية الأكبر، في قصة مريم وفق الكاتب هي قضية القانون العادل في البلد، وهل يجري تطبيقه، والأخذ به فعلاً، أم أن المسألة في حاجة إلى نظرة جادة، بل نظرة جذرية، منك، ومن كل مسؤول في الدولة.
قضية مريم لعب بالإمن القومي
وإلى وجهة نظر أخرى في القضية يعبر عنه محمد أبو الفضل في «الأهرام»: «سواء أسدل الستار على مسرحية الطالبة مريم بعد ثبوت كذبها، أو أصر المؤلفون على استمرار عرض فصول أخرى، وإدخال تعديلات جديدة على السيناريو والحوار، ففي كل الأحوال هناك مجموعة مهمة من الحقائق كشفتها هذه المهزلة، وأكدت أن هناك قطاعا كبيرا، من المواطنين والمسؤولين والسياسيين والإعلاميين، فقد صوابه تماما، واندفع وراء مزايدات رخيصة، جريا وراء أهداف خبيثة. لم يراع المنتمون إلى هذا القطاع، حرمات الوطن الأساسية، ولا طبيعة المرحلة السياسية، وتعمد بعضهم الصعود إلى الهاوية، بسبب الخسة والجهل المطبق، والسعي وراء المصالح الشخصية، وتجاهلوا حجم الجريمة التي ارتكبوها، بفعل الانجرار وراء طالبة محبطة أو مريضة، وجدت ضالتها في أضواء الإعلام التي سلطت عليها، كأنها تبحث عن غنيمة، ولم يتمعنوا في سيول التصريحات التيى صدرت عن الطالبة وفريقها، وما بها من تناقضات، كما أنهم تجنبوا الإنصات لصوت القانون، حتى عندما ثبت عدم صحة الادعاءات التي ساقتها الطالبة،
القضية خطيرة، كما يرى الكاتب لأنها كانت دليلا جديدا على فقدان الثقة في أجهزة الدولة، فمع أن وزارة التربية والتعليم استخدمت الوسائل القانونية والعلمية، وتصرفت بحكمة تحسد عليها، واستجابت للابتزاز أحيانا، غير أنها ما زالت متهمة في نظر كثيرين، ومع أن الطالبة ومن لف لفها تصرفوا بحماقة كبيرة.
فليذهب الحلم النووي إلى الجحيم
أي «حلم نووي» هذا الذي لا نمتلك وقوده، وتحيرنا نفاياته يتساءل محمد المخزنجي في «المصري اليوم»: «أخطاره لدينا تفوق مثيلاتها لدى غيرنا، وهو باهظ تكاليف الإنشاء والتشغيل والترميم، وكهرباؤه أغلى سعرا، ثم- وهذا هو المسكوت عنه- لا تنتهى همومه مع انتهاء أجله؛ فعملية تفكيكه وتطهير موقعه تستهلك سنوات وتكاليف تنوء بها دول كبرى. ويشدد الكاتب على إنها مقامرة تُسدِّد خسائرَها المُرجَّحة أجيالُ المستقبل. وهذا موقف لا أخلاقى ينبغى أن يلفت ضمائرنا وعقولنا إلى بدائل أفضل تناسب أحوالنا، دون أن يعني ذلك توقف البحث في العلوم والتقنيات النووية المهمة للطب والزراعة والصناعة وغيرها، وحتى في مجال الطاقة الذي يمثل الاندماج النووي- لا الإنشطار- حلما مستقبليا كبيرا واعداً، يعمل عليه نوويو العالم بمثابرة ودأب، وبينهم الهنود الذين حققوا بادرة أمل في ساحته منذ أسابيع قليلة. فلماذا نصر على تزيين الكوابيس القديمة لتبدو أحلاما جديدة؟!
ويثق المخزنجي بأن الروس من أفضل الفيزيائيين في العالم، وقد طوروا تقنياتهم وتصميماتهم بعد تشيرنوبل ليصيروا من أفضل بُناة المحطات النووية عالية الأمان في كل الدنيا، إلا أنني استقبلت بارتياح أنباء عدم الاتفاق النهائي مع روسيا لبناء أول مفاعل نووي في مصر وتزويده بالوقود، وربما التكفل بنفاياته المشعة على غرار ما فعلوه مع الإيرانيين في مفاعل بوشهر.
ولارتياح الكاتب أسبابٌ تستند إلى انتقادات جدية لهذه المفاعلات الخطرة والمكلفة والآفلة، عرضت منها الكثير فيما كتبت وسأعرض الآن المزيد. وإذا كان هذا موقفي تجاه الروس الذين أثق بأنهم أفضل وأصدق من غيرهم معنا، فمن باب أولى أن أكون رافضا لغيرهم في توريطنا فيما يسمى «الحلم النووي». الذي أراه حزمة كوابيس؛ لأسباب عديدة، بعضها معروف، وبعضها مسكوت عنه.
إلغاء غزوات الرسول من المناهج التعليمية
ومن الانفرادات الصحافية ذلك التقرير الذي نشرته «الشعب» التي اتهمت الحكومة بتشويه المنظومة التعليمية لتخرجها عن مسارها ليغلب عليها الكثير من الغش والتزوير في الكثير من الأحداث الإسلامية المهمة، وفي هذا المضمار فتح الباب على مصراعيه أمام الأقباط بحذف الكثير من الدروس الإسلامية بحجة أنها تؤذي مشاعرهم.
وقد رفضت وزارة التربية والتعليم مطالب عدد كبير من معلمي التاريخ في المرحلة الثانوية بإعادة النظر في منهج التاريج لطلاب الصف الثاني الثانوي العام، والذي جاء بعنوان «مصر والحضارة الإسلامية»، بعدما اكتشفوا أن المنهج يشوه التاريخ الإسلامي؛ حيث قام بحذف غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام، فضلاً عن إلغاء باب الحروب الصليبية، بدعوى أن الغزوات والحروب الصليبية تؤذي مشاعر الطلاب الأقباط الذين يدرسون في الشعبة الأدبية.
كما شمل المنهج عن أخطاء وتحريف تواريخ المعارك والحروب، في المعارك الإسلامية الكبرى مثل اليرموك، وفتح مصر، وتاريخ فتح باب المقدس؛ حيث ذكر الكتاب في صفحته رقم 61 أن الفتح تم عام 15 هجرية سنة 636 ميلادية في حين أن الصواب هو 16 هجرية عام 637 ميلادية، وحدد الكتاب في صفحته رقم 63 والتي تحدثت عن فتح مصر أن تاريخ الفتح هو 21 هجرية، في حين أن الأصح هو 20 هجرية عام 641 ميلادية.
والغريب كما تراه الصحيفه أن محب الرافعي وزير التربية والتعليم رغم هذه الأخطاء الفادحة قام بتكليف قطاع الكتب في الوزارة بإعادة طباعة مقرر التاريخ كما هو، وأسند طباعته لعدد من المؤسسات الصحافية، حتى تتضامن معه في حال مواجهة معلمي التاريخ وأولياء الأمور الغاضبين من تشويه التاريخ الإسلامي.
المثقفون في حاجة للوعي
من المؤكد أن السبيل الوحيد لنهوض أي وطن يبدأ بتقوية جدران الثقافة والفكر والمعرفة على أسس متينة وراسخة تهتم بالمفيد وتتجاهل الغث والرخيص وهو الرأي الذي يتبناه ايضاً مرسي عطاالله في «الأهرام»: «الحديث عن تقوية جدران الثقافة والفكر والمعرفة يحتاج إلى نخب ثقافية تدرك أهمية دورها في بناء حوائط الصد والحماية تجاه كل ما هو دخيل على أفكارنا ومعتقداتنا دون أن يجيء ذلك على حساب الحق والضرورة في استمرار الانفتاح على العالم وتوسيع مساحة الإطلال على ما يجري خارج حدودنا لكي نأخذ منه ما يتفق مع مصالحنا ولا يتعارض مع خصوصيتنا وهويتنا الذاتية وشخصيتنا المستقلة.
يتحدث مرسي عن الحاجة إلى دور فاعل للنخب الثقافية التي شغلت نفسها في السنوات الأخيرة بمعارك وأزمات وصراعات حول المواقع والمناصب الثقافية أدت إلى انشغال الرأي العام وبلبلتة بزوابع عاصفة أسهمت في غرس وتغذية سلوكيات التراشق وتبادل الاتهامات.
لقد كان حريا بهذه النخب الثقافية أن تستوعب دروس السنوات الأخيرة وما حملته رياحها الباردة والساخنة من بذور الفتنة والانقسام لتدمير وتفكيك الدولة الوطنية حتى يمكن قولبة المنطقة كلها في قالب واحد تحت رايات التغريب والأمركة وباسم استحقاقات الإصلاح والتغيير التي لم تكن سوى قناع لإخفاء المقاصد الحقيقية لمن يروجون للفوضي الهدامة منذ سنوات واختلقوا لها مسمى الربيع العربي! وفي ظن الكاتب أن الأمة لن تفيق من غفلتها إلا إذا أفاق المثقفون من حالة الغيبوبة التي جذبتهم باتجاه إثارة الزوابع الذاتية بدلا من العمل علي إعادة الاعتبار للفكر الصحيح والثقافة المستنيرة.
لماذا لم يكتب أديب نوبل سيرته؟
سؤال وجيه يطرحه عمار علي حسن في «الأهرام»: «ربما وجد نجيب محفوظ، الذي نمر في هذه الأيام بالذكرى التاسعة لرحيله، على الشاطئ الآخر من عمره أن مسيرته الحياتية موزعة بنسب متفاوتة على أعماله، مواقف وحالات ورؤى ومشاهد وأشواق وظنون، فآثر ألا يعيد نفسه في سيرة سافرة، لم تكن لتضيف إليه كثيراً، لا سيما أن من طالبوه بتسجيل أيامه لم يقصدوا أن يركز على تاريخه الفني والإبداعي، بل أسراره الشخصية وحياته الخاصة، التي هي ملك له، لا يجوز لأحد أن يسترق لها السمع، أو يمد إليها بصره، لا سيما أن أديبنا العربي الكبير كان كتوماً حيال ما يجري في بيته، حتى أن المصريين لم يعرفوا اسمي ابنتيه واسم زوجته إلا بعد أن حصل على جائزة نوبل عام 1988، وهو في السابعة والسبعين. لم يشأ «محفوظ» أن يكتب سيرته الذاتية وكان يسوق دوماً مبررات قوية جعلته يحجم عن هذا العمل، الذي آتاه أدباء ومفكرون وعلماء كثر، تبدأ بإيثار السلامة، وهي سمة معروفة عنه، وصفة ملتصقة بذاته، يضيف عمار: كان «محفوظ» يرى أن سيرته الذاتية موزعة بين سطور قصصه ورواياته، لا تغفلها عين بصيرة ولا عقل متوقد، فأحياناً يكون «محفوظ» شخصاً بعينه من شخصيات الرواية، مثلما هي الحال بالنسبة لـ«كمال عبدالجواد» في الثلاثية، والتي اعترف كاتبها نفسه بأنه أقرب شخصية إليه.
جهة أمنيه تفحص مرشحي البرلمان
ومن التقارير التي انفردت بها «المصري اليوم» قيام أجهزة سيادية قامت بمراجعة القوائم الانتخابية للأحزاب والتحالفات، واعترضت على بعض المرشحين على قوائم حزب النور السلفي، وهو ما اضطر الحزب لاستبدال من تم الاعتراض عليهم بآخرين.
وكشفت مصادر داخل «النور» أن الحزب يواجه مشكلات في اختيار مرشحيه بمحافظات الصعيد بسبب رفض العائلات الكبيرة الدفع بأبنائها على قوائمه خشية انجرافهم نحو الأفكار المتطرفة، كما كشفت المصادر عن تلقى ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، تهديدات شفهية من عائلات في محافظتي قنا وسوهاج، حذرته خلالها من إصرار «النور» على الاختيار من بين أبنائها للترشح باسمه، الأمر الذي سيؤدي إلى «بحور دماء في بلدانهم».
من جانب آخر، طالبت لجنة شؤون الأحزاب النائب العام بالتحقيق في اعتبار عدد من الأحزاب الدينية «كيانات إرهابية». وقالت اللجنة إنها تلقت خطاباً من المكتب الفنى للنائب العام في 7 مايو/آيار الماضى مرفقاً به صور عرائض تتهم تلك الأحزاب بالتورط في عمليات إرهابية، وتهدد الأمن القومى.
نجل الحويني يكذب حزب النور
نفى هيثم الحويني – نجل الداعية السلفي أبو اسحق الحويني – ما روجته بعض الاحزاب عن دعمه لمواقفها السياسية او الانتخابية . وبحسب عدة صحف منها «المصريون» و«اليوم السابع» قال هيثم الحويني في تدوينة: «نسب بعض الناس مقولة للشيخ أبي إسحاق الحويني بأن السلفية قد حماها الله بسبب موقفهم من الأحداث. وأضاف: قد أثير هذا الكلام من قبل ونفى الشيخ ما نسب إليه في حينه واليوم أُعيد نشر هذا الكلام القديم مرة أخرى لاستخدام اسم الشيخ لأغراض سياسية وكأن الشيخ لم ينف وكأنهم لا يعلمون ولا يتعلمون «بحسب وصفه» وأردف: «فنرجو من هؤلاء القوم أن يتقوا الله ولا يروجون للشائعات وأن يعلموا أنهم موقوفون بين يدي الله يحاسبون ما خطته أيديهم «بحسب قوله» وكان حزب النور قد نشر بعض البنرات التي تؤكد تأييد الحويني لموقفهم وهو ما نفاه نجله تماماً. وفي سياق متصل من المقرر عود ة الشيخ أبو إسحاق الحويني، الداعية الإسلامي، ظهر اليوم إلى القاهرة عائدة من قطر بعد رحلة علاجية منذ ما يقرب من 4 شهور. وكانت الصفحة الرسمية للشيخ فوزي السعيد – الداعية السلفي – كشفت في مايو/آيار الماضي أن الشيخ ابو إسحق الحويني قد سافر إلى قطر من أجل تلقي العلاج . وقالت الصفحة في تدوينة نقلاً عن الداعية السلفي سعيد العربي: الشيخ الفاضل المبجل ابو اسحاق الحويني.. في حالة مرضية شديدة.. حاده.. خطيرة.. تتلخص في فشل كلوي.. وتليف كبدي متفش .. وسكر.. والتهبات في اطرافه.. وقد سافر قطر للعلاج.. وما اخبركم بذلك.. إلا لنسدد ديننا الذى في اعناقنا.. لانه أحد علماء الأمة بحق.. وله علينا حق انزاله منزلته والدعاء له ومعرفة حقه كأحد علماء الدنيا.. في زماننا… اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقما.. ولا تسؤنا فيه ولا تفجعنا.. يسر بدوائه وعجل بشفائه.. واجعل مصابه في حسناته…آمين…والحمد لله رب العالمين… «بحسب قوله».
مأساة لاعبة جمباز ماتت بسبب الإهمال
كشفت ياسمين معالي، أخصائية نفسية ومرافقة للطفلة جنة الله لاعبة الجمباز في المستشفى الذي تعالج فيه، إنها توفيت داخل مستشفى شهير بالدقي بعد تعرضها للإهمال الطبي.
وأضافت معالي في مداخلة هاتفية مع وائل الإبراشي في برنامج «العاشرة مساء» نقلتها معظم صحف القاهرة عبر مواققعها أن أسرة «جنة الله» كانوا يعتزمون نقلها إلى مستشفى أخرى بعد الإهمال الذين لمسوه في الرعاية الخاصة بالمستشفى، مضيفة «كانوا بيتعاملوا مع البنت أنها ميتة، ديدان خرجت من فمها نتيجة الإهمال ووجود صراصير وذباب بالرعاية، وبيقولوا خلاص هي ميتة في ديدان بتخرج منها، وكأنها حاجة من عند ربنا مش هم السبب فيها». وتابعت «البنت أصيبت بتوقف في المخ منذ 4 أيام ما جعل أعضاء جسدها تموت عضواً تلو الآخر».
ومن جانبه، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، إن الوزارة تحقق في الشكوى التي تقدم بها أهل الطفلة جنة الله بطلة مصر في «الجمباز» يتهموا فيه أحد المستشفيات الخاصة بالإهمال الطبي في الرعاية المركزة التي كانت ترقد فيها ابنتهم، وأنهم عثروا على بعض يرقات ديدان داخل فمها.
حسام عبد البصير
مصر السيسي ليست مصر التي نعرفها
أم الدنيا مصر اختطفها العسكر من جديد لأنه لا أم لهم
تحيا مصر ويسقط العسكر
ولا حول ولا قوة الا بالله