«مصير صرصار»

ماذا لو كان كل ما نرى هو مجرد خدعة؟ ماذا لو أن كل المعلومات مشوهة، كل المناظر مزورة، كل ما نرى ونسمع هو من صنع قوى عسكرية اقتصادية عظيمة تتحكم في العالم؟
ليست الفكرة بعيدة، نحن في الواقع نرى ونسمع ما تريد لنا حكومات العالم أن نرى ونسمع، نشاهد «الآخرين» بعيون الأثرياء الأقوياء، نميزهم بعقليتهم، من منطلق مصالحهم وبما يخدم أغراضهم، نرى الشر شراً لأنهم يصورونه هكذا، ونرى الخير خيراً لأنهم يمثلونه بهذه الصورة. نحن، وأقصد بنحن الأغلبية العامة من الناس، في الواقع مبرمجون بتقنيات عالية، مرة بالخوف، ومرة بالإغراء، مرة بالمصلحة الدنيوية ومرة بالإنقاذ «الآخروي»، مرة بالثواب ومرة بالعقاب، مرة بالسجن ومرة بالفتوى، مرات ومرات كلها مريرة وكلها مخادعة. نحن، ما نحن سوى عساكر خشبية على رقعة كبيرة من المربعات السوداء والبيضاء، بلا إرادة، بلا حتى وعي حقيقي.
قبضت الفكرة على صدري فور انتهائي من مشاهدة حلقة خطيرة عنوانها «رجال ضد النار» Men Against Fire من مسلسل الخيال العلمي«المرآة السوداء» Black Mirror. تعرض كل حلقة من هذا المسلسل تأثير التكنولوجيا المستقبلي على مصائر البشر وتشكيل حياتهم وتطور مجتمعاتهم. المسلسل يكشف عن نظرة سوداوية قاتمة، جانب مظلم للتكنولوجيا التي اذا ما ترك لها العنان، فإنها، ومن أجل مصلحة أقلية قوية ثرية، ستقبض على أعناق العامة، تسيرهم، تتحكم في كل تحركاتهم الى حد برمجتهم الحقيقية والتحكم في وعيهم بشكل مطلق.
في الحلقة المذكورة تحارب مؤسسة عسكرية ما حرباً في الدنمارك ضد بقايا وجود إنساني مشوه كانوا ضحايا سلاح بيولوجي. يُطلق على أشباه البشر هؤلاء اسم roaches أو الصراصير، حيث يظهرون للجنود كمخلوقات مشوهة بأسنان كبيرة حادة وأصوات صارخة لا تعبر عن لغة مفهومة.
تتوالى الأحداث مع جندي اسمه سترايب والذي بالصدفة يوجه إضاءة LED الى عينيه لنكتشف لاحقاً أن البرنامج المزروع في داخل عقله والذي يطلق عليه اسم MASS قد تم اختراقه وإبطاله بهذا الضوء. يبدأ سترايب برؤية الأعداء الذين يطلق عليه اسم الصراصير على حقيقتهم كبشر معدمين حيث يكتشف أنهم بشر طبيعيون مثلهم مثله تماماً وما هم سوى ضحايا عملية تطهير عرقي.
يكتشف سترايب لاحقاً أن كل الجنود مزروعون بتقنية MASS والتي تساعد على «شيطنة» العدو وإظهاره بمظهر كريه مرعب يسهل على الجندي عملية إطلاق النار. يبين الطبيب النفسي الذي يعالج سترايب أن كل الجنود يوقّعون تعهداً بقبول برمجتهم وبالرضا بمحو ذاكرتهم حول الموضوع فور إتمام هذه البرمجة، حيث يوضح أن السبب الرئيسي لاستخدام هذه التقنية هو اكتشاف المؤسسة العسكرية أن الجنود يترددون كثيراً في إطلاق النار، حيث بينت الدراسات أن نسبة قليلة جداً من الجنود إبان الحروب العالمية قامت بإطلاق النار فعلياً على الأعداء (وهذه معلومة حقيقية في الواقع). يتبين كذلك أن المؤسسة العسكرية تتبع برنامجاً «إثابياً» مع الجنود من حيث زرع مكافآت جنسية في وعيهم ليلاً ومن حيث تحويل مناظر حياتهم المدمرة الى مناظر جميلة وسعيدة لتوهمهم بأنهم يعيشون حيوات ناجحة.
هل تبتعد الحلقة بأحداثها المرعبة عن الحقيقة؟
كيف مثلاً يستطيع جندي أمريكي إطلاق النار على طفل عراقي، كيف يقتل السوري نظيره المدني بالمواد الكيميائية أو القنابل الحارقة، كيف قصف السعوديون قرية يمنية كاملة، كيف يتوحش الإسرائيلي فوق رأس عجوز فلسطينية، كيف تذابح الراونديون، وانتشر فحش الصربيين وجرى التوحش التركي ضد الأرمن سابقاً؟ كيف تم قنص الأفارقة من على شواطئهم، وإبادة اليهود في «غيتواتهم»، وتم مسح مدينتن كاملتين في اليابان من الوجود؟ كيف تذابح الأوروبيون، ثم توحدوا ضد الشرق المسكين، ثم مارسوا العنصرية والفحش في جنوب أفريقيا وشرق آسيا؟ كيف أباد المهاجرون الأوربيون الأوائل السكان الأصليين لأرض أمريكا الجديدة، كيف توحشت إسبانيا في المكسيك، وكيف تنمرت إنكلترا على ثلاثة أرباع العالم؟ كيف أقنع هتلر وصدام والقذافي «الرعايا» باتباعهم؟
هل تبتعد فكرة البرمجة الإلكترونية عن واقعنا؟ ألسنا في الواقع مبرمجين لنرى أعداءنا على أنهم «صراصير» يسهل دعسهم؟ هل تبتعد فكرة الإثابة الحسية عما يسوق له وعاظ السلاطين خدمة لسلاطينهم واستعباداً للعامة؟ كيف يمكن سوق الآلاف، مئات الآلاف وأحياناً الملايين لتنفيذ أجندة ما، لتحري كراهية ما، لتبني عنصرية ما، لتطبيق عنف ما دون برمجة هذه الجماعات لترى ما يُراد لها أن تراه ولتشعر ما يراد لها أن تشعر به؟ من نحن حقيقة، كيف يبدو أعداؤنا في الواقع، أي حياة يعيشون، كيف يستشعرون الحق، كيف تبدو الصورة من زاويتهم؟ هل يمكن لنا ذات يوم أن نتحرر من برمجتنا فنرى الوجه الآخر، نسمع الصوت الآخر نستشعر إنسانية الآخر، أم أننا كبشر محكومون بلعنة البرمجة دون فرصة في الخلاص؟
الواضح أننا كلنا في الواقع صراصير في نظر بعضنا البعض، صراصير مبرمجة لترى الآخر بصورة بشعة، لتكرهه، لترغب في إبادته دون رحمة أو شفقة وفي تحد سافر لغريزة حفظ النوع، صراصير مبرمجة لتنفيذ أجندات العقارب الكبيرة وتموت بعد ذلك غير مأسوف عليها. أعتى الأعداء، أشد الجماعات فتكاً، داعش مثالاً، كيف يروننا؟ أي بشاعة تصورها برمجتهم في وجوهنا؟ ونحن، أي بشاعة نرى فيهم حتى نتمنى إبادتهم؟
الأمنية الإنسانية الطبيعية هي أن تتمنى «للآخر الشرير» كما تراه أن يتغير، أن تصلح أحواله، أما رغبتنا في إبادة وإنهاء الآخر، مهما بلغ عظم جرمه، فهي رغبة غير طبيعية، مبرمجة في عقولنا بما يتضاد والطبيعة الإنسانية. مرعبة فكرة أننا آلات في يد قوى لا ترحم، ليتنا نفيق ونرى الوجه الجميل لكل إنسان على هذه الأرض، هذا الوجه المختبأ خلف قناع هلامي لحشرة مقززة، قناع ألبسنا إياه الكبار لنقتل لحسابهم. هل سيأتي يوم ونفيق؟
مع الاعتذار للعظيم توفيق الحكيم

«مصير صرصار»

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    *من يسهل برمجته هو انسان يقرا بعين واحدة ينحاز بلا وعي لثقافة الغالب يحتقر مصادر يتوجب للموضوعية العلمية ان يطلع عليها بوعي جديد يخصه ! كانسان مسؤول مسؤولية فردية عن اختياراته العقلية والروحية وسياقات نضاله الانساني لهدف يحدده ! عندما نقرا عالمنا بعين عالمية وببعد انساني وبتمافؤ واحترام لانفسنا ونتخلى عن تاليه الاخرين ! سنكون على خارطة الدنياقوة خير عالمية هكذا كان الاسلام الذي جمع تحت لواءه ومن ثقافات متعددة ومن ارضيات دينية وفلسفات متعددة شعوبا فدخل المجوس الايرانيون الاسلام ووصل الهند والصين ونفذ ثورة اخلاقية وعقاءدية في شبه الجزيرة العربية وبلغ المغرب العربي وبوابات فيننا ولا زال الى يومنا يخاطب الانسان في كل ارجاء الدنيا ويكتسب احرارا تحرروا من عقد احتقار الشرق وتاليه الغرب .. او شيطنة الغرب شيطنة مطلقة لا تقرا الانسان وانجازاته وحسه الاخلاقي والانساني وتمجيد الشرق على علاته واخفاقاته .. لا يملك احد ولا يمكن لاحد ان كنا احرارا متنوعي الثقافة موضوعيي النظر عالميي الوجهة في الاصلاح وانسانيي النزعة ان يملي علينا ما نراه حقا وما نراه باطلا ..عالمنا اليوم د ابتهال يسمح بان يجوب الانسان العالم ويقرا ثقافاته واديانه ومعتقداته لهذا من المعيب ان نكون صراصير او نفترض ان اعداءنا صراصير اما ان لكل انسان وجه حسن فاعتقد ان الانسان ايضا هو يقرر ان يلعب دور شيطان او ملاك اوحتى اله !ويستطيع ان يقرر هناك صراع يندلع حيث يكون ظلم والظلم يبدا من السكوت او ممالاة الجماعة الثقافية او الحزبية فقط يكفي ان نكون واقعيين احرارا وعالميي الوجهة غي الاصلاح والتغيير والبناء الحضاري حتى نكون نجوما اعتقد اننا ننهض رغم مخاضات الدم سقوط الاستبداد يحتاج الى بذل جهود جبارة من جيلنا تعوض كل نقص او تقصير في اسلافنا وتحتاج قبل كل شيء ان نتخلى عن الكراهية للذات والعنصرية ضد انفسنا وتاليه اعداءنا نحن بين تطرفين تاليه العدو او شيطنته بالمطلق والذين سيغيرون وجه العالم هم اصحاب الخطاب العالمي وللاسلام تجربة فذة يومنا هذا في انتشاره عبر الدعوة شرقا وغربا وفي تاريخه وتاريخ الفتح المجيد وريثما ننهض من كبوتنا الحضارية اعتقد اننا سنكون عهدا عالميا جديدا يصل فيه الانسان الة اعلى مستوى اخلاقي وعلمي والامم التي سلكت طريقا صحيحا في التقنيات والاخلاق وقوة العمل والتنظيم هي التي ستقود سفينة العالم وهذا ليس حلما !

  2. يقول Harry/uk:

    عزيزتي الرائعة ,, د. ابتهال الخطيب
    ان قلمك الذهبي الذي انتظرة بشوق يسحرني ,, و يسحرني اكثر ان ضميرك باق يحيا يدافع بمحايدة عن الانسانية التي اغتالتها الضمائر الميتة ,, وهبنا الله ارض حرة بها كثر خير ,, فماذا فعلا نحن البشر بها ؟؟؟ ,, قسمناها بحدود و حملنا سلاح نقاتل بعضنا بواعز من الشيطان ,, لوثناها بكيماوي والنووي و اخقاد و طائفية و عنصرية ,,, يتحكم بنا عدة بشر مثلنا جعلونا نتقاتل باسم الدين او الوطنية,,, لن احمل يوما سلاح ,,, سابقي بعيد عن نزاع البشر .. انسان ,,,, يهودي مسيحي مسلم

  3. يقول غاندي حنا ناصر -كوريا الجنوبيه -سول:

    دكتوره إبتهال طاب يومك ونهاركم سعيد ( ماذا لو كانت قيمه الأنسان ميتآ أكثر منه حيآ ؟؟!! )

    العائد إلى يافا
    لاجىء فلسطيني

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      *استاذي المؤثر غاندي .. اولا ميلاد مجيد ثانيا اني ليحزنني ان اقرا تعليقا سريعا لك كلمعة برق وتمضي فلا اكاد افتح عيني لابصر على هدي البرق بل انه يخطف بصري ويمضي ..رفيق القدس وفلسطين غاندي جملتك اكبر من كل احزاننا واقصر من المسافة بين يمين شعاع رفيع وشماله ..اشتقنا الى حضورك الصااادق فلماذا تطيل الغياب وتلمع لنا كبرق ثم لا تاتي بالمطر بعده ؟
      اختك التي تفتقدك .. وافاقت لتصلي لسبب لا تعلمه لا تعلمه لاجلك !

  4. يقول سيف كرار .السودان:

    صباح النور،اعتقد البرمجة الحقيقية هي البرمجة المقدسة التي صنعها اللة سبحانة وتعالي،خالق هذا الكون بأوامرة المعقدة يطلب منا الامتثال والخضوع لهذة البرمجة الدنيوية لكل الكائنات وغيرة في هذة الدنيا ،من البشر من يخلق حياة افتراضية محاكاة لبعض الانماط البشرية لكنة ضرب من الخيال العقلي ،شاهدت افلام الافاتور الافتراضي كان مشوقاً ومثير للمفاجئآت المتخيلة الغير منطقي ،خذي مثلاً من البرمجة الربانية مسألة البراق الذي حمل سيدنا محمد الي السماوات العلي ،اليس اقرب من الافاتور ،ماوصف البراق هذا ؟هل هو بغل …حصان ..يمتلك اجنحة…ثم انظري الي مسألة السرعة …موضوع ضخم جداً استخدمت في البرمجة الالهية والبرمجة الافتراضية ،معروف ان السرعة تساوي المسافة مقسومة. علي الزمن…لذلك كان لها حضور واضح في البرمجتين ،والانسان استفاد من تقنيات النانو كثيراً بل اصبح الانسان نفسة يجاري الآلة واللحاق بها في مجال السرعة في المصانع ضمن المنظومة الانتاجية ،موضوع ضخم يطول الكتابة فية ،ولكن نقول سبحان اللة ….

  5. يقول سمير عادل المانيا:

    لا يمكن أن يتبرمج انسان بسهولة الا اذا انتمى لحزب شمولي او معتقد ديني وبسبب هذا الانتماء يتم إعطاء اوامر عليا لا يستطيع المنتسب أن يعصيها .بالحروب الدينية كلها تندرج تحت هذا البند وكذلك الحروب القومية. ولنا في داعش والقاعدة وحزب الله والحشد الشيعي وحزب العمال الكردستاني وقبلها ما كان يحدث في ايرلندا وغيرهم كثير. اما تأثير التكنولوجيا فغير مستبعد وكل ما كنا مشاهده سابقا في افلام جيمس بوند اصبح الان واقع

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      *لدي سؤال اخ سمير بعد التحية :
      حاجة الانسان الى التجمع والهوية هي امر لم تخرج الانسانية عنه في تاريخها ولا في اي مكان في عالمنا !
      .اوروبا مثلا تعتبر ان القيم الليبرالية وكل مكتسبات المجتمع الاوروبي بعد الثورة الفرنسية كنزا ثمينا يجب ان تحافظ عليه وتعتبر الانتماء الثقافي الى اللبرلة امرا اساسيا في محاكماتها الفكرية على مستوى الفرد والجماعة للاخر طيب هذه ايضا هوية ثقافية مرجعية والخلاف فيها يدور حول مدى التزام هذه القيم وتعارض القانون الفلاني و العلنتاني مع هذه القيم اذن الانسان كاءن هوياتي وكاءن قيمي وهذا من لوازم كونه عاقلا يحاكم الاشياء ولهذا ترى ان هناك منشقين طوال تاريخنا الانساني وفي حضارات مختلفة عن احزاب شمولية او دينية او حتى ليبرالية السبب ان انتماء الانسان لاي جماعة ثقافية سواء كانت حزبا سياسيا او طاءفة دينية او مجموعة دينية او فلسفية كبرى كالاديان الثلاث وفلسفات اخرى كالشيوعية وغيرها حتى الانشقاق عن تجمع ثقافي ما او الاتحاد معه سببه القيم التي نعتنقها وهذا ليس عيبا ومحاكمة الاشياء بالنسبة لللافكار والقيم التي نراها صوابا لهذا مثلا كنت عضوة في حزب شمولي ديني وانا انتمي الى جماعة مختلفة عنه مذهبيا السبب ان انسجام هذا التجمع مع افكاره العقاءدية يساوي صفرا وربما اراني في موقفي الجديد وهو نابع من معتقد ديني وانساني وعقلي اكثر انسجاما مع الفكرة التي لاجلها انضممت لهذا الحزب لهذا لا يجب علينا في رايي ان نستنكر على الناس او اي مجموعة ان تنظم نفسها في حزب او طاءفة او دين او قومية بل هناك مرجعية انسانية شاملة يمكنها ان تعتبر مرجعا عالميا للبشرية تحاكم افكار التجمعات الصغيرة بحسبها فالسرقة والقتل واضطهاد الضعفاء والاستءثار بالسلطة لا يمكن ان تكون خيرا ابدا ولكن اعادة انتاج هذه الافكار عبر تسميتها بغير اسمها هو ما يقنع الجمهور وثقتهم العمياء بقيادتهم شخصيا تعلمت انتقاد السلطة من الاسلام العظيم واعتنقته بعد بحث طويل لانه ليس دينا قوميا بل عالمي الخطاب وعالمي الوجود وكذلك هي المسيحية لكنك تجد اليهودية مثلا ضءيلة الاتباع السبب انها مختلطة بعنصرية قومية استعلاءية اللادينية مثلا غربا مثلت حاجة كما يقول الاخ ابن الوليد وبوجهلو تحية لان الدين كان سبب الاضطهاد بعكس الشرق كان سببا للثورة على الاحتلال والسلطة الفاسدة وشكل مرجعا لتقييم المستبد حيث لا حاكم بلا خطا الا الله

  6. يقول خليل ابورزق:

    ما شاء الله
    نعم انه الانسان و انها الحقيقة
    لعلها رسالة قوية الى اؤلئك الذين يحبون جلد الذات و قصر العيوب على الامة العربية بسبب الجينات او الدين.
    نعم يجب انتقاد الذات و لكن بشكل موضوعي و انتقاد النفس قبل الغير

  7. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    ‎الإنسان بالفطرة حيوان قاتل إن شعر بتهديد حقيقي أو مهديد مزعوم على حياته, جهاز الإنذار في عقلنا البشري وحتى لدى الحيوان يرسل لنا إشارات وإنذارات على الدوام لحماية أنفسنا والتخويف أحيانا من مخاطر قد تصيبنا, من هنا تبدأ مشاكل البشر, من زعماء ينذرون ويحذرون ويبالغون ( زعماء ثبت أنهم كانوا يعانون من أمراض نفسية أو عقلية ) لكن جروا الإنسانية للمهالك, هنا يلعب وعي الإنسان العادي دورا مهما للغاية, لماذا علي أن أصدق قولا قيل فيه القيل والقال هكذا, أحيانا يخالف العقل البشري, دون حجة أو برهان؟ إن حصرنا الصورة في الجانب العربي, للأسف فالخطابة لاتزال تجد لنفسها مرتعا رطبا للإنتشاروالنمو, كانت الخطابة القومية العربية زمنا دون التفكير في الإثنيات الأخرى, اليوم يوم الخطابة الدينية غالبا الفئوية الطائفية , تمجد النفس وتشيطن الآخر المختلف وتقزمه.
    اختفى الخطاب السياسي,الذي كان القطب الآخر ضد التزمت والتطرف الدينين. لم تبق هناك لااشتراكية ولا شيوعية ولاقومية عربية, ومعروف أن الخطابة تحرك الغرائز وتبطل التفكير. كما أوجزها الأستاذ أحمد عصيد , المفكر المغربي: ” إنك تجد وراء كل مذبحة خطيب, وخلف كل كارثة تلحق بالبشرية زعيم مفوّه”.
    الوعي وعدم تصديق مالايصدقه العقل منه البداية.

  8. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    يومكم سعيد يا سكان الارض، نعم هناك برمجات و تقنيات وو … لكن كل هذه البرمجات لن و لن تكون اقوى من المبرمج.
    و لكل برنامج امكانية برنامج مضاد في قدرة الانسان. يعني في النهاية الانسان هو الاقوى، و لله الحمد و النعمة.
    .
    يا د. ابتهال، فلمك خطير و اعطى الحل في نفس الوقت، _LED light. هذه الميطافور اجدها رائعة، دائما هناك نور في النهاية.
    ساكتب لاحقا تعليقا مطولا ان كان ممكن على هذا المقال اللرائع الدي اثار انتباهي حول كيف يتم برمجة الناس في رأيي.
    .
    المهم، هناك وجود ضوء LED مبرمج الاهيا، و ليس في امكان اي احد تغييره. بلغة البرمجة، في BIOS دماغ البشرية.
    ربما اكون لوحدي، ارى ان الانسانية في تقدم مستمر. و اخطر برنامج فتاك هو الاستسلام لقوة يثم تسويقها.

  9. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    لا أتابع ولا أهتم أبدا أفلام الخيال العلمي لكن المقال رائع جداً أختي ابتهال . حسب تجاربي اليومية فإن البرمجة الإلكترونية تعود في جزء كبير منها إلى التمسك الشديد للناس بقناعاتهم ويبدو أنها خاصة أساسية في تفكير البشر لا أعرف السبب أيضاً لكن ربما لأن ذلك مريح حيث أن ملاحظة الواقع ومتابعته بعيون الفرد ذاته وتحتاج إلى نشاط فكري وتحليل وممارسة للتفكير وطاقة. لقد وجدت ذلك واضحاً ي نقاشي مع كثيرا من الناس وخاصة بعض العرب الذين اقتنعوا ببشار الأسد أو صدام أو حزب الله أو حتى مع بعض اليهود الإسرائيليين الذين أقابلهم حيانا في المؤتمرات العلمية التي أزورها وقد سألت أحد المحاضرين وهو ناشط إسرائيلي يدعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل حقوقهم، كيف يقف غالبية اليهود في إسرائيل خلف هذا الظلم ضد الشعب الفلسطيني وهم الذين عانوا كثيراً وطويلاً من الظلم وأذكياء بما يكفي ليكون ومن المفترض أن لديهم الحساسية اللازمة لفهم حقيقة هذا الظلم ورفضة؟ وأذكر أنه لم يجد الإجابة الوافية ونظر إليّ وملخص كلامه يقول هكذا هو الواقع أو هكذا هي الأمور!
    أحب التفكير الإيجابي وكثيراً ما أحاول الارتباط بها (وهذا قناعة أيضاً! لكنها فردية بفعل التجربة والخبرة الذاتية) وأعتقد تماما أن الإنسان صاحب طبيعة طيبة (ولو أن هناك استثناءات طبعاً) لكن يبدو أن التجارب التي نمر بها غالباً ما تترك أثراً عميقا في نفوسنا على الصعيد الفردي ولكن أيضاً على الصعيد الجمعي والروح الجماعية ونتحول إلى ضحية سهلة للتأثير علينا من شتى المصادر اجتماعياً وسياسيا وثقافيا (وإعلامياً ولربما هنا بيت القصيد) وفكرياً وعقائدياً وحتى تجاريا وأخلاقياً فنصبح ببساطة جنوداً أوفياء لقناعتنا ومستهلكين بلا تردد بل وحتى أبطالاً مدافعين عن قناعتنا ومصادر التأثير التي أنتجتها فينا. فهل سيأتي يوم ونفيق؟ المشكلة أن البشر كلها نامية لكن الأمل كبير بلا شك.

  10. يقول سميرة بن يحيى المغرب:

    ما ورد في المقال ذكرني بما قراته حول الخطة الماسونية العالمية لتدمير انسانية الانسان للسيطرة التامة على العالم و هذا بالبضط ما نشاهده اليوم ، اما عن برمجة الانسان فهناك اقراص مخدرة تباع في الاسواق العالمية تجعل الانسان ينتحر و اخرى تجعله قاتلا بدون رحمة فماذا يوجد في الخفاء اذا ؟ اكيد هناك ما هو اخطر بكثيرو لا نعرفه و هو ما يجعل فتى يفجر نفسه في المساجد و في الاسواق و يقومون بجرائم شنيعة.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية