ماذا لو كان كل ما نرى هو مجرد خدعة؟ ماذا لو أن كل المعلومات مشوهة، كل المناظر مزورة، كل ما نرى ونسمع هو من صنع قوى عسكرية اقتصادية عظيمة تتحكم في العالم؟
ليست الفكرة بعيدة، نحن في الواقع نرى ونسمع ما تريد لنا حكومات العالم أن نرى ونسمع، نشاهد «الآخرين» بعيون الأثرياء الأقوياء، نميزهم بعقليتهم، من منطلق مصالحهم وبما يخدم أغراضهم، نرى الشر شراً لأنهم يصورونه هكذا، ونرى الخير خيراً لأنهم يمثلونه بهذه الصورة. نحن، وأقصد بنحن الأغلبية العامة من الناس، في الواقع مبرمجون بتقنيات عالية، مرة بالخوف، ومرة بالإغراء، مرة بالمصلحة الدنيوية ومرة بالإنقاذ «الآخروي»، مرة بالثواب ومرة بالعقاب، مرة بالسجن ومرة بالفتوى، مرات ومرات كلها مريرة وكلها مخادعة. نحن، ما نحن سوى عساكر خشبية على رقعة كبيرة من المربعات السوداء والبيضاء، بلا إرادة، بلا حتى وعي حقيقي.
قبضت الفكرة على صدري فور انتهائي من مشاهدة حلقة خطيرة عنوانها «رجال ضد النار» Men Against Fire من مسلسل الخيال العلمي«المرآة السوداء» Black Mirror. تعرض كل حلقة من هذا المسلسل تأثير التكنولوجيا المستقبلي على مصائر البشر وتشكيل حياتهم وتطور مجتمعاتهم. المسلسل يكشف عن نظرة سوداوية قاتمة، جانب مظلم للتكنولوجيا التي اذا ما ترك لها العنان، فإنها، ومن أجل مصلحة أقلية قوية ثرية، ستقبض على أعناق العامة، تسيرهم، تتحكم في كل تحركاتهم الى حد برمجتهم الحقيقية والتحكم في وعيهم بشكل مطلق.
في الحلقة المذكورة تحارب مؤسسة عسكرية ما حرباً في الدنمارك ضد بقايا وجود إنساني مشوه كانوا ضحايا سلاح بيولوجي. يُطلق على أشباه البشر هؤلاء اسم roaches أو الصراصير، حيث يظهرون للجنود كمخلوقات مشوهة بأسنان كبيرة حادة وأصوات صارخة لا تعبر عن لغة مفهومة.
تتوالى الأحداث مع جندي اسمه سترايب والذي بالصدفة يوجه إضاءة LED الى عينيه لنكتشف لاحقاً أن البرنامج المزروع في داخل عقله والذي يطلق عليه اسم MASS قد تم اختراقه وإبطاله بهذا الضوء. يبدأ سترايب برؤية الأعداء الذين يطلق عليه اسم الصراصير على حقيقتهم كبشر معدمين حيث يكتشف أنهم بشر طبيعيون مثلهم مثله تماماً وما هم سوى ضحايا عملية تطهير عرقي.
يكتشف سترايب لاحقاً أن كل الجنود مزروعون بتقنية MASS والتي تساعد على «شيطنة» العدو وإظهاره بمظهر كريه مرعب يسهل على الجندي عملية إطلاق النار. يبين الطبيب النفسي الذي يعالج سترايب أن كل الجنود يوقّعون تعهداً بقبول برمجتهم وبالرضا بمحو ذاكرتهم حول الموضوع فور إتمام هذه البرمجة، حيث يوضح أن السبب الرئيسي لاستخدام هذه التقنية هو اكتشاف المؤسسة العسكرية أن الجنود يترددون كثيراً في إطلاق النار، حيث بينت الدراسات أن نسبة قليلة جداً من الجنود إبان الحروب العالمية قامت بإطلاق النار فعلياً على الأعداء (وهذه معلومة حقيقية في الواقع). يتبين كذلك أن المؤسسة العسكرية تتبع برنامجاً «إثابياً» مع الجنود من حيث زرع مكافآت جنسية في وعيهم ليلاً ومن حيث تحويل مناظر حياتهم المدمرة الى مناظر جميلة وسعيدة لتوهمهم بأنهم يعيشون حيوات ناجحة.
هل تبتعد الحلقة بأحداثها المرعبة عن الحقيقة؟
كيف مثلاً يستطيع جندي أمريكي إطلاق النار على طفل عراقي، كيف يقتل السوري نظيره المدني بالمواد الكيميائية أو القنابل الحارقة، كيف قصف السعوديون قرية يمنية كاملة، كيف يتوحش الإسرائيلي فوق رأس عجوز فلسطينية، كيف تذابح الراونديون، وانتشر فحش الصربيين وجرى التوحش التركي ضد الأرمن سابقاً؟ كيف تم قنص الأفارقة من على شواطئهم، وإبادة اليهود في «غيتواتهم»، وتم مسح مدينتن كاملتين في اليابان من الوجود؟ كيف تذابح الأوروبيون، ثم توحدوا ضد الشرق المسكين، ثم مارسوا العنصرية والفحش في جنوب أفريقيا وشرق آسيا؟ كيف أباد المهاجرون الأوربيون الأوائل السكان الأصليين لأرض أمريكا الجديدة، كيف توحشت إسبانيا في المكسيك، وكيف تنمرت إنكلترا على ثلاثة أرباع العالم؟ كيف أقنع هتلر وصدام والقذافي «الرعايا» باتباعهم؟
هل تبتعد فكرة البرمجة الإلكترونية عن واقعنا؟ ألسنا في الواقع مبرمجين لنرى أعداءنا على أنهم «صراصير» يسهل دعسهم؟ هل تبتعد فكرة الإثابة الحسية عما يسوق له وعاظ السلاطين خدمة لسلاطينهم واستعباداً للعامة؟ كيف يمكن سوق الآلاف، مئات الآلاف وأحياناً الملايين لتنفيذ أجندة ما، لتحري كراهية ما، لتبني عنصرية ما، لتطبيق عنف ما دون برمجة هذه الجماعات لترى ما يُراد لها أن تراه ولتشعر ما يراد لها أن تشعر به؟ من نحن حقيقة، كيف يبدو أعداؤنا في الواقع، أي حياة يعيشون، كيف يستشعرون الحق، كيف تبدو الصورة من زاويتهم؟ هل يمكن لنا ذات يوم أن نتحرر من برمجتنا فنرى الوجه الآخر، نسمع الصوت الآخر نستشعر إنسانية الآخر، أم أننا كبشر محكومون بلعنة البرمجة دون فرصة في الخلاص؟
الواضح أننا كلنا في الواقع صراصير في نظر بعضنا البعض، صراصير مبرمجة لترى الآخر بصورة بشعة، لتكرهه، لترغب في إبادته دون رحمة أو شفقة وفي تحد سافر لغريزة حفظ النوع، صراصير مبرمجة لتنفيذ أجندات العقارب الكبيرة وتموت بعد ذلك غير مأسوف عليها. أعتى الأعداء، أشد الجماعات فتكاً، داعش مثالاً، كيف يروننا؟ أي بشاعة تصورها برمجتهم في وجوهنا؟ ونحن، أي بشاعة نرى فيهم حتى نتمنى إبادتهم؟
الأمنية الإنسانية الطبيعية هي أن تتمنى «للآخر الشرير» كما تراه أن يتغير، أن تصلح أحواله، أما رغبتنا في إبادة وإنهاء الآخر، مهما بلغ عظم جرمه، فهي رغبة غير طبيعية، مبرمجة في عقولنا بما يتضاد والطبيعة الإنسانية. مرعبة فكرة أننا آلات في يد قوى لا ترحم، ليتنا نفيق ونرى الوجه الجميل لكل إنسان على هذه الأرض، هذا الوجه المختبأ خلف قناع هلامي لحشرة مقززة، قناع ألبسنا إياه الكبار لنقتل لحسابهم. هل سيأتي يوم ونفيق؟
مع الاعتذار للعظيم توفيق الحكيم
د. ابتهال الخطيب
ما لفت نظري في كل المقالة، هو جندي اسرائيي متوحش يقف فوق رأس عجوز!!! في حين ذكر اجرام الاخرين وقتلهم الاف الابرياء باسهاب، لخصت القضية هنا بوقوف جندي متوحش فوق رأس عجوز؟ فهل هذه صدفة؟؟ كم مرة سويت غزة بالارض وكم بريء فلسطيني قتل منذ الاحتلال، لماذا هذا الذكر الخجول للتوحش الصهيوني دائما من قبل بعض الكتاب العرب؟؟ شكرا…
أخي رياض مهلاً مهلا ليس المسألة بذكر الأمور في تفاصيلها. برأيي أنه ليس ذكراً خجولاً للتوحش الصهيوني بل يعكس رمزية كبيرة إذ أن الاحتلال ملأ الدنيا بادعاته الكاذبة بأنه (أي إسرائيل و الصهيونية) يعيشون في خطر وكل من حولهم أعداء ويهددونه دائما وحتى لو كانت عجوز لاحول ولا قوة لها.
بل على مهلك انت يا سيد اسامة!! انا اعلم بالتحديد عن اي ظاهرة اتحدث ورأيي مبني عن معلومات سابقة ، هو فعلا ذكر خجول جدا، هذا ان ذكرت مثل هذه الامور اصلا !!! فالمعتاد هو هجوم حاد على الدين الاسلامي والامة وللاسف لو كان يعتمد اسلوب النقد البناء والمنهج العلمي، فلا بأس ، ولكن فقط حديث كله مغالطات واساءة لمعتقدات الاخرين، باسلوب ابعد ما يكون عن النهج العلمي المطلوب لفهم واستنباط الاشياء. هذا رأيي الخاص والحر. شكرا.
أخي رياض حقيقة في هذه النقطة وجدت أن تقدرك كان سريعاً وقد يكون صحيحاً لا أعرف تماما وأنا أعرف طبعا أن هناك آراء مثل رأيك تنتقد الأخت ابتهال ولكن بغض النظر عن صحتها أنا أتابعها وهي مفيدة لأن الرأي المضاد يساهم في فتح الآفاق وهي بالتأكيد تساهم أيضاً في صحيح ما تم قراءته سريعاً.
السيد رياض، انا اربأ بك ان ترى اعداءا في كل شيئ و تربط كل شيئ بالدين. بصراحة، اقترح عليك قراءة تعليقي المطول حول الاحتياج. سترى اننا نختلف على بعضنا البعض. انا بصراحة مثل الاخ اسامة، اجد ان د ابتهال كانت اكثر من موفقة لايصال الرسالة و الصورة عن وحشية الصهاينة ببلاغة كبيرة و لو ببضع كلمات، و هذا ليس ممكنا الا عند كتاب بارعين. و كل تفاعلاتنا هي اثر لسبب ما. د. ابتهال تكتب باسلوبها بدوافعها، اضن انها متقدمة جدا في الهرم، و آخرون يشعرون باللا امان الروحي، فينتج عن هذا ردود افعال دفاعية. ما رايك ان نركز على فكرة المقال و ليس على حيثياته.
سيد ابن الوليد، لا اريدك ان تكون مثلي ولا ارغب ابدا ان اكون مثلك فهذه سنة الحياة، فالاختلاف امر طبيعي، ان تدعي انني ارى اعداء في كل شيء واني اربط كل شيء بالدين، فهات برهانك على ذلك!! ما اطالب به واطبله دائما، هو التحري بالامانة العلمية والمنهج العلمي في استنباط الاشياء بدل اتباع الكيدية وهوى النفس.، هذه ابسط قواعد االبحث العمي المجرد!! الدين ليس بحاجة لاي احد ليدافع عنه، فهو بحد ذاته نور لا بد وان يتم ولو كره الكارهون. هل اركز في قراءتي للمقال على فكرته او على حيثياته، هذا امر يعود لي وحدي، يعتمد على طريقتي واسلوبي في فهم الاشياء والتفاعل معها وهذا مرتبط بالتأكيد بانسجام تام بين طمأنينة راسخة مستمدة من الدين وحجة بالغة بفضل الله مستمدة من العلم. لم ار هذا التسامح في انتقادك للسيد داوود الكروي عندما تحدث عن المغرب، فلماذا يدعو احدنا لاشياء، ويفعل اخرى؟؟
1) برمجة الناس
قانون السببية يفسر علاقة السبب و الأثر الدي يكون سببا لأثر آخر … و هكذا، الكل يأثر على الكل، ينتج عن هذا توجهات عامة كوديان تتفرع عن بعضها و ربما تلتقي هناك او هناك. لكن كيف يتم هذا في المجتمعات المختلفة؟
.
لنبدأ بابن الوليد و ابنته في تفاعلهما لنحاول فهم ماذا يجري في المجتمع. أحاول اقناع (تاثير على) ابنتي كي تنام مبكرا، و هي تأثر في بابتسامتها الساحرة لإقناعي بشيء تريده (تأثير متبادل). ان حاولت اقناعها بعلم النوم و آخر الأبحاث، سوف لن أوفق (نوعية الخطاب)، خصوصا عندما تسألني “لماذا لا تنام انت كذلك مبكرا يا بابا؟”، اجد نفسي في حيص بيص، و بالمنطق لن اقدر إقناعها، لكن بحدّوثة قطط صغار دائما ينامون قبل بابا و ماما، ساكون مقنعا (ليس دائما معها :) ). إذا الخطاب يجب ان يكون على قدر المخاطب. لكن حينما تقول لي “انت احسن بابا في العالم” فيمكنها فعل أي شيئ بي كما تريد، هي خاطبت إذا شيئا خطيرا عندي، يمكنها به التأثير على سلوكي. هي خاطبت اللاشعور و “الحاجة” عندي، حاجتي بالشعور أنني أب رائع و ناجح في أبوتي، يعني “أب مكتمل”.
.
قصة ابن الوليد مع ابنته تلخص الحكاية كلها، و انا لست الأب المغفل الوحيد :)، هل تعرفون أباءا مثلي؟ يالله قولوا الصراحة!
.
عندما نعرف ما يحتاجه الآخر، يمكننا مخاطبته مباشرة باحتياجه و من خلال هذا التأثير عليه، لكن هذا لا يمكن إلا بخطاب مقدر مقدارا صحيحا.
.
ما هي الحاجة عند الناس؟ كيف نخاطب مجموعات و ربما مجتمعات على كبرها بنفس الأسلوب؟ يلزمنا إذا تحليل الحاجة من خلال model كي يمكننا فهمها جيدا. احسن و أقدم تحليل لشرح هذا و لا زال فعالا جدا هو نضرية ماسلو “Maslow’s hierarchy of needs ”
عن فيكيبيديا: تناقش هذه النظرية ترتيب حاجات الإنسان؛ وتتلخص هذه النظرية في الخطوات التالية:
يشعر الإنسان باحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع هذه الاحتياجات.
تتدرج الاحتياجات في هرم يبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات.
الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاماً نفسية، ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط.
(يتبع، ربما)
2)
تتدرج الحاجات حسب أهميتها في شكل هرمي، ويتكون هذا الهرم من:1) الاحتياجات الفسيولوجية. 2) احتياجات الأمان 3) الاحتياجات الاجتماعية 4)الحاجة للتقدير 5) الحاجة لتحقيق الذات
.
و هكذا لا يمكننا إذا إقناع أحد جوعان بالحفاض على البيئة، او إقناع شخص لا يشعر بأمان استقبال لاجئي حروب. تحديدا هذا الوثر يٌلعب عليه كثيرا في الغرب، يكفي تفجيرا واحد او اثنين، ليصير المهاجرين سبب اللا أمن … و حتى في اسرائيل، بل هناك الشعور باللا أمن يٌستخدم ذائما للحمة الاسرائليين رغم صراعاتهم و اختلافاتهم المتعددة و الكبيرة. ربما هنا يمكن للساسة العرب فعل شيئ ما …
.
اعلى الهرم هو تحقيق الذات. وفيها يحاول الفرد تحقيق ذاته من خلال تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات. هنا تاتي الفلسفة، الروحانيات، الابداع …
.
كما قال الأخ العزيز عبد الكريم في تدخله ” إنك تجد وراء كل مذبحة خطيب, وخلف كل كارثة تلحق بالبشرية زعيم مفوّه” بالضبط، خطيب يعرف كيف يخاطب. هتلر خاطب شعبا كان يعيش افلاسا، و قال لهم عندي الحل، و اليهود هم السبب، و نحن يمكننا الارتقاء الى اعلى الهرم، لاننا شعب آري، و التفوق في جيناتنا، هلموا … و كانت الكارتة. الآن، داعش تقترح على مريديها، و هم غالبا من المحبطين في هرم ماسلو، تقترح عليهم طريق اسرع الى اعلى الهرم “Shortcut” ، تقول لهم، لا يهم التدرج في الهرم، بل مباشرة الى الجنة، هناك الحور العين، و الحياة الابدية و الصحة و الابداع … الهرم كله، ماذا يريد المرأ اكثر من هذا ان وجد اسانسير مباشر الى النعيم؟.
.
هذا النوع من الخطاب ينجح مع شريحة معينة، و سوف يوجد لاحقا ما دام انسان على وجه الأرض، لحسن الحض، يمكن ابطال مفعوله برفع مستوى الناس الى درجات متقدمة في الهرم. لكن هذا مشكل كبير !!! ان تقدم مستوى الناس، سيطالبون ليس بالاكل و حسب، بل بالعدل و الكرامة … و حكامنا العرب، يخافون من هذه الأشياء. إذا هم يدعمون داعش و ماعش و ربما طاعش مستقبلا.
.
الآن ربما صار جليا كيف يبرمج الناس، و هو سبب ليصدر عليه أثر. و الخطاب هو لغة البرمجة. فحذاري من الخطاب، حتى مع الابناء، يقول المبرمجون “garbage in garbage out” يعني نحصد ما نزرعه في ابنائنا، وهذا خطير.
.
يا ابتهال، نبتهل لله بك و من خلالك ان يضع دائما نور LED في صدورنا، قولوا آمين!
أحسنت أخي العزيز ابن الوليد.
*الاخ ابن الوليد الاخوة اسامة ورياض قرات بشغف تعليقاتكم وارى ان ثلاثتكم من اذكى المعلقين واحب ان اقول ماذا شعرت :
*كان التعليق الراءع للاخ ابن الوليد بالنسبة لي اجمل من المقال ! كان كلاما هاما جدا ويؤسس لقاعدة هامة في فهم حاجات المخاطب وفي طريقة الخطاب ايضا فشكرا لتعليقك الاكثر من راءع
*انطلاقا مما كتبه الاخ ابن الوليد ارى ان هناك فجوة كبيرة بين ما تكتبه الدكتورة ابتهال وحاجات الجمهور ولعل هذا سببه طرفان بحسب الكلام القيم جدا جدا الذي قاله الاخ ابن الوليد مثلا شعوب المنطقة لا تعاني من تدينها ! على عكس الاوروبيين المضطهدين في القرون الوسطى بل تعاني من الاحتلال والبطش السياسي وقمع الحريات فبدلا من توجيه الخطاب بحسب الحاجة العليا لشعوب المنطقة وهي تحقيق العدالة والحرية تمارس الكاتبة نوعا من الثار الايديولوجي المتطرف من الدين وتلبس شعوب المنطقة عباءة شعوب اوروبا القرون الوسطى التي اضطهدها تحالف بين رجال دين فاسدين وبين سلطات ظالمة الوضع هنا شرقا عكسي شعوب المنطقة واجهت حرمانا قمعيا من حرية الاعتناق وبالذات الاسلام الثوري فلهذا تجد شعوب المنطقة تتجاوب مع الخطاب الديني ليس لانه يعدها بالجنة والحور العين فهذا يمكنك ان تعد نفسك به عبر اي عمل صالح غير الثورة على الظلم وما تتطلبه من دفع ثمن باهظ بل تحديدا لان سبب تحرر وعظمة شعوب المنطقة كان البعث الاسلامي العالمي فعندما تطلب الكاتبة من الناس ان ينبذو معتقداتهم الدينية هي تهاجم حاجتهم التحررية واستقلالهم الثقافي في المقابل لدى الكاتبةو اليمين الليبرالي المتطرف تاليه لنجاحات التقنية لغرب الكرة تجعلهم يريدون اللحاق بكبسة زر مع حول ثقافي فيبدؤون برجم ثقافي للاديان وللاسلام تحديدا مع عنصرية ثقافية ضد الذات الحضارية يريدون اللحاق ولهذا يمارسون الاستنساخ الفكري العام فينقلون لنا فضاءل الاخر مع امراضه وينظرون لها على انها فضاءل ويزجرون الجمهور المظلوم والمحروم من ممارسة فكره الثوري الاسلامي باخطاء الاستبداد السياسي العلماني (حول ثقافي ) ويعبرون عن حاجتهم الشديدة للحاق بالاخر الى حد الاصابة بمرض اسميه متلازمة القرون الوسطى وهو انهم يتقمصون ويقمصون مشكلة اوروبا مع كنيستها على انها مشكلة شعوب المنطقة مع دينها ! مع ان حاجة شعوب المنطقة الى اسلامها الثوري مفتاح حضاري وحاجة للاستقلال الثقافي والتحرر السياسي فشعب يحترم نفسه لا يستنسخ !
*
*مثلا نموذج لهذه (الغاب ) او الفجوة بين مضمون خطاب الكاتبة وحاجة الجمهور الاخ رياض كما انا وغيري نعاني من القمع السياسي والاحتلال لدينا حاجة للبقاء وتحقيق الحد الادنى من العدالة لشعوبنا لاحظ الاخ رياض وهو اخ يتمتع بذكاء كاف للترفع عن الكيدية الايديولوجية التي اتهم بها ان الكاتبة تطلب منا ان نبصر الوجه الانساني المغمور خلف حشرة مقززة هي بالنسبة لي وله ولكل لاجيء فلسطيني الاحتلال الاسراءيلي هل تعتقد حاجتنا للبقاء والاستقلال تلبيها دعوة الكاتبة او خطابها وهل يوجد لدي وقت لاحل العقدة الثقافية والحضارية العنصرية لدى الصهاينة وهم يقتلوننا انه اشبه بماري انطوانيت عندما تطلب من جاءع ان يتناول البسكوي ! هل يوجد لدي وقت وانا اقتل الان الى فرز مشكلة عدوي وعقد ثقافته لربما هذه فقط تعطى وقتا لتمحوه عن ارض يجب ان تدوسها قدمي لا قدمه وعلى قدمه ان تدوس ارضا اخرى ساعتها ساجد وقتا للتامل (في وجهه الخير المظلوم بسبب الانحراف الثقافي العنصري ) وقبل ذلك هذه ليست حاجتي ولا وقت لها وليست منطقية !بل هي فكرة مترفة جدا تحاول حل صراعات دموية لها دوافع متعددة عبر طرح غير واقعي ومثالي تعالو لا نلغي بعضنا ! كيف اذا لم يكن هناك الا ارض واحدة فقط هي وطني وهو الغاني عنها هل ثمة حل اخر في الجعبة !
*الاخ الجميل المرن اسامة يركز على الحريات باعتدال لماذا لانها حاجة حقيقية شرقاةوغربا وللانسان كجنس لكنها لا تعني الفوضى بحيث ان علي ان اهز راسي لاله الغرب لابتلع ما هو سيء فيه وبدا يعاني منه ويلمس اثره (ويسميه مخففا من قبحه ثمن الليبرالية ) طيب انا لا اريد ان ادفع ثمن التلبرل بمعناه الفوضوي مثلي يجلس الى جانب ابني او ابنتي في المدرسة او ابنتي حامل في السادسة عشرة من زميلها او فوج للقطاء ادفع فواتيرهم وجراءم كحول لكنني اريد من تجربتهم حرصهم عل العدالة السياسية ومكافحة احتكار السلطة والقدرة على محاكمة المستبد ! هذا لا تبصره الكاتبة فينا نحن شعوب الشرق كان فينا المختار في ليبيا القسام والاب هيلاريون في فلسطين وابن باديس وعبد القادر في الجزاءر ولدينا خطاب عال يحرض على مواجهة الاستبداد الشخصي والسلطوي ويحافظ على بصمتنا على العالم انه الاسلام لماذا علي ان انبذه وهو كان سبب تحرري وسلامي الروحي !؟ ولماذا علي ان ازحف غربا الست انسانا كاملا لي فلسفة وبصمة خاصة لن يكون تحقيقا للذات ان كنت غيري بل قاتلي !
أختي غادة شكراً جزيلاً وخالص حياتي لك على تعلقياتك ورأيك ومع أنني لا أتفق معك تماما لكن لا أشعر بوضوح الصورة في ذهني إلا بعد قراءة تعليقك بشكل خاص وإن كنت أيضاً أقرأ معظم التعليقات بكل سرور.
عزيزي ,,, ابن الوليد. المانيا.
حقا انك رائع
احر تحياتي
شكرا لغادة و لهاري و عبد الكريم.
اقول للاخت غادة، ما كتبتيه على تعليقي اسعدني و خاطب حاجتي بالشعور ان ما اردت قوله قد
وصل فعلا، فماذا تريدين مني ان اقوم به من اجلك؟ انت و بنتي مثل بعضكم، شو بدك يا ختي؟
بدك طاجين او براد او قفطان … :)
فعلا التدين او الدين عامة ليس مشكلا قطعا في نظري، بل هو اساسا للارتقاء في هرم ماسلو
بطمأنينة و تباث. المشكل دائما هو الخطاب الدي قد يستعمل الدين مثلا بعد استقراء احتياجات
بعضهم، و التاثير عليهم و سلوكهم، و هذا ما نراه. الخطاب قد يستعمل اي شيئ، حتى العرقية
او التقدم او الاشتراكية او القومية … اي وعاء لتمرير ما يراد تمريره. و قد نستعمل الخطاب
لاشاء جليلة كما لاشياء مشينة كما قلت بالضبط بامثلة العمالقة بن باديس و الآخرين. شكرا لك مرة اخرى.
اريد اخي ابن الوليد اولا ان افوز بك اخا مخلصا وساكون اختا مخلصة حقا وانا ارى الاخوة الصافية النقية عن كل غرض اعظم كسب في عالمنا واعتقد انه رحم نصنعه طوعا بصفاء ارواحنا ومحبتنا الصافية واريد ثانيا ان لا تبخل علينا ابدا بهذا القدر الرفيع والرفيع حقا من المعرفة والجذري في تناوله للامور ووالله لا احب المجاملة او المديح بل لقد تلذذت بعلم بهرني اتجاهه واريد منك ثالثا ان ان وجدت لحظة صفاء مع الله ان لا تبخل علي بلمسة من دعاء غيب صادق ستصلني الرسالة بقوة الروح وشكرا جدا جدا لك على معرفتك الرفيعة وعاطفتك النبيلة
سافعل ان شاء الله. انا اتيت على هذا المنبر اضطراريا فاكتشفت متعة النقاش و الحوار
خصوصا مع اناس مثلك “يا جبل ما يهزك ريح” قناعاتهم راسخة كالجبل، لكن يمكن ان
يغيروا طوعيا شجرة او اثنين في الجبل، و الجبل يبقى جبلا شامخا باشجار افضل.
.
دمت بخير و الى اللقاء.