■ تحركت الأمم المتحدة أم لم تتحرك.. وافقت الحكومة السورية أم لم توافق.. سمح حزب الله أم لم يسمح، فالامر سيان لأهلنا في هذه المدينة المنكوبة.
فلم يعد الغذاء والدواء يعنيان لهم شيئا، بعد أن حصلت الجريمة وبات كل شيء منسوجا في الذاكرة. تصوروا في القرن الواحد والعشرين، يتجول الجوع والموت يدا بيد في أحياء المدينة وأزقتها، ويزوران بيوتها بيتا بيتا. ينزع الجوع اللحم عن عظام أهلها واحدا تلو الآخر، ويقدمهم إلى الموت المتبختر بجلجلة لقمة سائغة. عيون جاحظة مملؤة بالأسى وآلاف الأسئلة، وجلود شفافة تحسب من ورائها الأضلاع ضلعا بعد آخر، وأوجاع وآمال مؤجلة. حتى الموت تقزز من المشاهد في مضايا.. حتى العار خجل من جريمة مضايا، فلا شيء يمشي أو يحبو أو ينبت فيها بعد اليوم، فقد قضى أهلها على كل القطط والكلاب والحشرات والديدان وأوراق الشجر وجذوعها وجذورها وحتى الحشائش، بل حتى النفايات أكلها اهلنا في مضايا، أملا في أن تستر العلب الفارغة والأكياس البلاستيكية عظامهم كي لا تذوب، وعندها لن يستطعوا أن يحبوا على الأرض ويظهروا على العالم كمادة إعلامية دسمة.
من المسؤول؟ لم يعد لهذا السؤال الأحمق أي معنا بعد اليوم. فالعالم المتحضر منشغل أن لا تحدث «شارلي إيبدو» مرة أخرى في باريس أو في عواصم غربية أخرى، وأن لا تحدث حالات تحرش في احتفالات رأس السنة في العام المقبل، وأن تحضيرات مؤتمر جنيف المقبل، وكيف يتقاسم الامريكان والروس والايرانيون سورية هو الاهم. فأهل مضايا ليسوا أقلية دينية أو عرقية، كي يستثمرها الغرب فيلقي علينا دروسا في الثقافة الأوروبية وحقوق الإنسان والحيوان والأشجار, فيهب إليهم ويلقي ملء أوديتهم وسهولهم أغذية وأغطية وأفرشة وملابس، ولا لزوم كي يرسل إليهم طائراته وعناصر قواته الخاصة، كي تحط على جبالهم وتحمل المرضى والنساء والأطفال إلى أماكن اللجوء الأوروبية والأمريكية، كما ليسوا بحاجة لترشيح أحد منهم لجائزة نوبل، لأنه قاوم الجوع والموت أشهرا طويلة، وحافظ على أضلاعه بازغة في عيون الحضارة، باصقة في وجوه كل من شارك في الجريمة. إن برنامجهم بحاجة إلى من يقص على العالم حكاية كيف يذبح المسلمون الآخرين، وكيف يسبون النساء ويحتجزوهن في المغارات والكهوف، وكيف يبيعوهن في سوق النخاسة. ليس المهم إن كانت القصص صادقة أم مفبركة، حقيقية أم من صنع شركات العلاقات العامة. المهم هو أن يبقى الغرب يعلن أنه في حالة حرب مع عدو، لأنه لا يستطيع العيش بدون عدو خارجي. لقد انتهوا من العدو الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق، والاحتفالات التي كانت تعقد للمنشقين عنه، والقصص والروايات التي كانت تكتب وتقرأ عن مظالم الشيوعية، وبات اليوم العدو الجديد هو العرب والإسلام، والاهتمام الجديد هو صنع النموذج الغربي الذي يساعد وينتصر وينتخي للأقليات الدينية والإثنية من ظلمنا. هي صناعة جديدة لقيم غربية يجب أن تعلو، وقيم عربية يجب أن تداس. والهدف جعل أجيالنا تتيه في زحمة التغريب والاستلاب واللاوعي وجلد الذات إلى ما لانهاية.
يقينا أن مأساة أهلنا في مضايا تبيح لنا أن نكفر ببشار الأسد حتى لو كان نبيا، رئيسا شرعيا أم غير شرعي، وأن نكفر بحزب الله حتى لو كانت دماء مقاومته تخر من بين يديه وأذرعه، وأن نلعن كل الساكبين الزيت على النيران السورية، وأن نبصق في وجه الحضارة الغربية، وكل القيم الإنسانية التي يتشدقون بها. واعجبا على الأعماق العربية التي تجمدت فيها العروبة، حتى بات المسؤول العربي ينام ملء جفنيه ولا تتراءى له العيون الجاحظة التي انطفأت فيها الحياة، ولا يرى الأضلاع البارزة في الصدور. فمن لا يرى بضميره لن تسمح له جدران القصور الرئاسية السميكة أن يرى مأساة أهله، ولن تسمح له الحاشية والتابعون سماع آهاتهم، فهم حريصون على أن لا يتعكر مزاجه. وحده الضمير الحي هو الذي يتحول إلى حبال قوية تربط القلوب والمشاعر مع الناس، فيصبحون موجودين مع المسؤول بآمالهم وأحلامهم ومشاعرهم.. وحده الذي يتحول إلى نسغ صاعد ونسغ نازل بين المسؤول الشريف وشعبه، فينقل إليه الآهات والمظالم وينقل منه إليهم النصرة ورفع الظلم والنخوة.
أما عكس ذلك فعلينا جميعا أن نتحسس أضلاعنا، وأن ننظر في وجوه أطفالنا مليا، لأن أضلاعنا سيحسبها الآخرون لنا كما نفعل مع أهل مضايا اليوم، وأن عيون أطفالنا ستجحظ أيضا كما أطفال مضايا، فالنهاية التي وصلوا اليها تتربص بنا جميعا. من يعصمنا من هذه المأساة إن بقينا نتكيف مع الظلم والجوع وهدر الكرامة، من دون الشعور بأننا نفقد جزءا من ذواتنا. إنه إعلان أكيد بأن دواخلنا علاها الصدأ فبتنا لا ننتفض مع كل صرخة ألم في سوريا والعراق واليمن وفلسطين. كيف لا تتمدد بقية نخوة أو ذرة شرف أو ثلمة كرامة، فتتجمع وتصبح جمرة تجعلنا ننتفض من سبات طال زمنه، فتهتز القلوب والعقول وتنطلق من عقالها المتحنطة فيه زمنا طويلا. هل حقا يمكن للانسان أن يدمن الحزن والظلم وهدر الكرامة، فيلوذ بالصمت حتى يؤاخي الحجر؟
يا مضايا، أكاد أسمع الأنين غير المسموع من كل أهلنا هناك، فلقد خارت كل قواهم حتى باتوا لا يستطيعون الأنين، حتى أنفاسهم باتت تتردد مملؤة بالحزن، الذي يبصق في وجه الفرح الغامر لكل المقامرين بسوريا وأهلها. عيونهم وحدها التي بقيت تتكلم، وبعضها وجدت أن لا جدوى منه فغادرت الحياة، محملة بأحلام وأمان صغيرة أو كبيرة كلها لم تتحقق. كانوا يريدون من الآخرين أن يمدوا يدا كي ينقذوهم مما هم فيه، لكن الآخرين كانوا مشغولين بحسابات الحقل والبيدر، فتثاقل عليهم الألم حد اللامعقول. كانت أمنيتهم أن يصرخوا متسائلين، عمن هو الذي نصب له خيمة في حدود سورية حين ألمت به عاصفة اللجوء. كان لسان حالهم يقول، إسألوا الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين وغيرهم من العرب. إسألوهم هل نصبوا خيمهم على الحدود، وهل جاع أحد منهم، أو تعذر عليه العلاج حين مرض، أو لم يستطع أولاده الالتحاق بالمدرسة؟ لا أحد. إذن لم كل هذا الجحود مع أهلنا في سوريا، إلى الحد الذي ركبوا فيه البحار، نساء وأطفالا وشيبا وشبابا كي يصلوا إلى آخر الدنيا، بعد أن وجدوا أنفسهم في هذا المدى اللامتناهي مع الصمت العربي، فهبط عليهم اليأس وملأ عليهم الحياة، بعد أن اقتحم بيوتهم وعقولهم وقلوبهم حزنا وجحودا.
أكاد ألمس حزنكم يا أهلي وأشقائي وأولادي في مضايا، فلقد أصبحتم مجرد خيال تدلنا الملامح والاضلاع على أنه إنسان، فلا عاصم لنا بعدكم، بعد أن بتنا نقلب صوركم سريعا كي لا نرى مأساتكم التي تلطخ ملامحنا بالعار.
٭ باحث سياسي عراقي
د. مثنى عبدالله
دخلت قوافل المساعدات مضايا
ولكن الطحين وحليب الأطفال لم يدخلا لغاية الآن
العار يا دكتور مثنى لا نتحمله لوحدنا بل يتحمله المجتمع الدولي المنافق
ولكن هل مضايا لوحدها أم معها مدن تعز والفلوجة والرمادي فالمتهم واحد
ولا حول ولا قوة الا بالله
سلم قلبك وقلمك يابن العراق العربي اي بكاءية هذه انها كصرخة مدوية في ارض من قبور سجيت بها ضماءر اكلها التراب واتى على ملامح انسانيتها عار الطواءف هل تعلم المصيبة اين ان هناك من زال يتفلسف حول الرءيس بشار الاسد !!حول حزب ايران المجرم حول ايران الناجحة في سفك الدماء وقتل الاطفال الصهاينة في مضايا هناك من يتبول ببيانات التبرير بدلا ان يخرس على الاقل هناك من تنتفخ اوداجه في وقاحة في عيون امة من الضحايا يملؤون شوارع البلد يخطب عن الله والحسين والطفل الرضيع ويسير لك مسيرة عن كربلاء وعطاشاها هناك من الحقد الذي يملا قلبه على المظلومين اكبر الف مرة من الحقد على الصهاينة هناك فرعون وهامان وجنودهما هناك اية تستعد لتلاوتها السماء على خراءب خبءت في الغيب لهؤلاء جميعا ان بطش ربك لشديد هناك عماءم المغضوب عليهم ومرتزقة التزوير والتشبيح الاعلامي الف مجرم ومجرم كل يقتل بطريقته وستمطر السماء كلمتها ان بطش ربك لشديد الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر في الواد وفرعون ذي الاوتاد الذين طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد اذا رايت ظالما لا يسمع اعلم ان عالمه يافل ولحظة نهايته قريبة وان الله يستدرجه ليستاصل قوته ولعمري لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم لا تاسي يا مضايا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطءين واوان تصفية حساب السماء مع هؤلاء سيكون يوما على الظالمين عسيرا
وزارة المستضعفين عاصفة الثار ام ذر الغفارية جريحة فلسطينية منشقة عن حزب الاجرام الاسدي الايراني الله سابقا !
العار على بشار و اعوانه المجرمين و العار على المجتمع الدولي الصامت٠ الى كل الجهله الداعمين للمجرمين ٠٠٠٠ لم يعد هناك ملجاء لكم الفضيحه طلعت ريحتها.
من المضحك اتهام الجميع الا المسلحين الذين تنتفخ كروشهم و وجوههم من الاكل ، و لم نجد بينهم جائعا واحدا ، لا الحكومة السورية و لا حزب الله منع دخول الطعام الى مضايا ، قبل شهرين باعتراف الامم المتحدة دخلت قوافل اغذية الى مضايا و جوع اهل مضايا يعنى ان المسلحين احتجزوا الاغذية و يبيعونها للاهالى باسعار خيالية سويسرية و من لا يدفع لا يأكل
هذا الامر فى كل مناطق المعارضة و ليس فقط فى مضايا