القاهرة ـ «القدس العربي» ـ: من يطالع الصحف المصرية أمس الإثنين لن يجد قضية عامة تهتم بها الأغلبية فلا الصحافيون اهتموا بقضية حكم محكمة جنح «قصر النيل» بسجن نقيب الصحافيين والسكرتير العام والوكيل، وكانت هناك ثقة في إلغاء الحكم في الاستئناف.
بينما اهتمت الصحف بالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح الدورة العشرين من معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودعوته لإقامة منطقة تكنولوجية جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة، بالاضافة إلى المناطق الأخرى في برج العرب وأسيوط. ونشرت شركات الإتصالات إعلانات كثيرة في الصحف استحوذت على معظم مساحاتها ولم يهتم أحد بالمقالات التي تهاجم قطر وقناة «الجزيرة» بسبب برنامج عن التجنيد في الجيش المصري، رغم إثارة الموضوع في عدد من القنوات الفضائية، كما لم يثر نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد ما نشر عن مشاركة طائرات وطيارين مصريين مع الجيش السوري في مهاجمة المعارضة، وكأن روسيا أصبحت في حاجة إلى بضع طائرات أو طيارين مصريين لمساعدتها!
وتوزعت الاهتمامات، حسب كل طائفة أو فئة أو سكان إحدى المحافظات، فأشقاؤنا الأقباط ركزوا اهتماماتهم على الاعتداءات التي تعرضوا لها من متطرفين والبحيرة وكفر الشيخ وحتى القاهرة اهتموا بالتحذيرات التي أطلقتها هيئة الأرصاد الجوية بتقلبات في حالة الطقس وسقوط أمطار وموجة برد ستبدأ اليوم الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام. والمهتمون بقضية الجمعيات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان تابعوا الخلافات بين مجلس النواب وبين الحكومة ذاتها التي رفضت مشروع القانون الذي أعده المجلس وأرسله إلى مجلس الدولة لدراسته وبيان مدى تطابقه مع الدستور، وسكان بور سعيد اهتموا بالإعلان عن افتتاح الرئيس السيسي الشهر المقبل كوبري الرسوة والمرحلة الأولى من مشروع الاستزراع السمكي، الذي تنفذه هيئة قناة السويس شرق سيناء، والذي وصلت تكلفته إلى حوالي أربعمئة واثني عشر مليون جنية وسيوفر آلافا من فرص العمل وينتج كميات كبيرة من الأسماك ستؤدي إلى خفض أسعارها، كما وعد رئيس الهيئة مهاب مميش. أما مرضى السكر والقلب والفشل الكلوي فقد تابعوا باهتمام بالغ إعلان الحكومة أنها وفرت كل الاحتياجات لهم في المستشفيات التابعة لجامعة القاهرة.
ولم يهتم أحد بما ينشر عن وساطات للمصالحة بين النظام والإخوان المسلمين، بل لم يهتموا حتى بما حدث في محكمة جنايات المنيا، التي أعادت إجراءات محاكمة المرشد العام الدكتور محمد بديع وستمئة واثنين وثمانين أخرين في قضية اتهامهم بأعمال عنف وتخريب في الرابع من أغسطس/آب عام 2013 بعد فض اعتصام رابعة وقتل رقيب شرطة وحرق الوحدة البيطرية، رغم أن عددا من المتهمين أخذوا يرددون وهم داخل القفص هتافات تحيا مصر، تحيا مصر، وأن عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهومش أمان. وكذلك المتهم محمد العدوي، الذي قال للمحكمة أنا ماليش دعوة بالإخوان وعاوز أروح لأمي، رغم تلك المشاهد لا أحد اهتم بها.
وواصلت الصحف نشر مقالات عن الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو وعن صديقنا والفقيه الدستوري الدكتور يحيى الجمل وعن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انتهى وبدء مؤتمر الشعر العربي. و إلى ما لدينا اليوم:
«الشروق»: هل نقول وداعا للصحافة المصرية؟
بينما حذر زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير «الشروق» عماد الدين حسين أمس من كارثة أخرى تهدد باغلاق الصحف بقوله: أتحدث اليوم عن الصناعة وليس فقط عن الحريات، فالأخيرة حالها متغير ومتقلب، ولم نكن نعيش في أجواء مثالية وكأننا في الدنمارك أو السويد. حتى نتحسر على ما يحدث الآن. أتمنى أن أكون مخطئا إذا وصلت إلى استنتاج بأنه في حال استمرار الأحوال الحالية كما هي فإن احتمال اختفاء صحف وفضائيات من الوجود ليس أمرا مستبعدا. هناك أزمة طاحنة تتمثل في انخفاض عائدات الإعلان بصورة تكاد تزيد على نصف ما كان يتم تحصيله قبل عامين. الأزمة الإقتصادية الشاملة في مصر والمنطقة أثرت على ميزانيات الإعلانات في الشركات الكبيرة جدا ومتعددة الجنسيات، كما في الشركات المتوسطة والصغيرة أزمة أخرى تتمثل في تراجع توزيع الصحف اليومية المطبوعة مجتمعة لحوالي نصف مليون نسخة مقابل أكثر من 4.5 مليون نسخة عام 1974 على عهدة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل. مظاهر الأزمة تتبدى كل يوم بأكثر من طريقة، قبل شهور لجأت صحف كثيرة إلى عمليات تقشف كثيرة، بعضها خفض المرتبات، وبعضها قلل العمالة، والبعض الثالث اتخذ الإجراءين معا، لكن كل ذلك لم يتمكن من وقف نزيف الخسائر، والبعض الآخر قد لا يجد مفرا من الاكتفاء بعدد أسبوعي والتركيز على الموقع الإلكتروني.الجميع دفع ثمنا، من ملاك الصحف إلى أصغر العاملين فيها، لكن الثمن كان مضاعفا خصوصا على صغار الصحافيين، الذين يعيشون في ما يشبه المفرمة. بعضهم اضطر إلى تأجيل الزواج، والبعض عاد لقريته أو مدينته بعد أن صارت فاتورة الاستمرار في القاهرة مكلفة جدا. والبعض يضطر إلى العمل في أكثر من مكان أملا في أن يجمع الحد الأدنى من تكاليف المعيشة».
اغتيال وصفي التل وإلغاء الوحدة بين تونس وليبيا
وذكرنا زميلنا في «اليوم السابع» سعيد الشحات في بابه اليومي «ذات يوم» وكذلك زميلنا في بابه اليومي في «المصري اليوم» (زي النهارده) بأنه في يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1971 تم اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في بهو فندق شيراتون القاهرة قبل توجهه لحضور اجتماع للجامعة العربية وكنت على موعد مع صديقنا محمد المصمودي وزير الخارجية التونسي، ووصلت الفندق بعد الواقعة بدقائق وسط ذهول الجميع وطلب مني المصمودي أن أنتظره حتى يعود من الاجتماع ولما سألته عما حدث قال إنه سمع إطلاق نار وصياح وضجة دون أن يعرف ماذا حدث انبطح على الأرض مثل غيره واضطررت لانتظاره حتى عاد من الاجتماع وصمم أن أبقى معه في جناحه حتى وقت متأخر، والمصمودي كان وراء الإعلان المفاجئ من الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة عن التوقيع على اتفاق للوحدة مع الرئيس الليبي معمر القذافي في جزيرة جربة التونسية، وهو ما أثار ضجة شديدة. وأعلن رئيس وزراء تونس وقتها الهادي نويرة أن الاتفاق تم دون أخذ رأيه بعد أن أقنع المصمودي الرئيس بورقيبة به، وحدثت ضجة هائلة في تونس انتهت بالغاء اتفاق الوحدة بين البلدين. ورحم الله الجميع.
«الأهرام»: الإنسحاب من القمة الافريقية أساء للعرب
والى الأزمة التي أراد البعض افتعالها بين مصر والمغرب أثناء حضور الرئيس السيسي مؤتمر القمة الأفريقي في غينيا الإستوائية وحضره وفد من جبهة البوليساريو وغادر بعدها على أساس أنه كان لا يجب أن يحضر هذه الجلسة وهو ما عارضه يوم الأحد في «الأهرام» زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد بقوله: «لا أعرف إن كان انسحاب 8 دول عربية على رأسها المغرب والسعودية ودول الخليج من اجتماعات القمة العربية الأفريقية، التي انعقدت في ملايو عاصمة غينيا الإستوائية احتجاجا على مشاركة جبهة البوليساريو في أعمال المؤتمر هو الحل الصحيح لأزمة طارئة يمكن أن تؤثر على العلاقات العربية – الأفريقية، خاصة أن معظم الأفارقة ينظرون إلى انسحاب الدول العربية باعتباره نوعا من الضغوط التي تستهدف إملاء إرادة الدول العربية على الدول الأفريقية مع أن وجود البوليساريو في قمة ملايو كان مجرد لافته دون حضور وفد حقيقي، فضلا عن أن الدول الأفريقية استجابت لإلحاح دولة عربية هي الجزائر لاشراك البوليساريو في أعمال القمة، وأظن أن من أول واجبات العرب في علاقاتهم مع جيرانهم الأفارقة الامتناع عن تصدير مشاكلهم للآخرين، وحسنا قررت مصر والسودان وموريتانيا الاستمرار في أعمال القمة حفاظا على خيوط الاتصال بين العرب والأفارقة ومساندة للجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط لإيجاد تسوية للأزمة تحافظ على وحدة الصف العربي الأفريقي في ظل تطلعات متزايدة ومشتركة بامكان توسيع نطاق التعاون العربي – الافريقي تعزيز الاستثمار المشترك في مشروعات التنمية الزراعية ودعم انتاج الغذاء للجانبين الأفريقي والعربي، اللذين يعتمدان بنسب عالية في غذائهم على الإستيراد من الخارج رغم وفرة الأرض والمياه».
تاريخ الصراع بين الجزائر والمغرب وموقف مصر منه
وفي الحقيقة فإنه ما من عربي قومي مؤمن بعروبته ووحدة أمنه من الممكن أن يتخذ موقفا ضد ما يعتبره المغرب وحدة أراضيها، ومشكلة المنطقة التي كانت تحتلها اسبانيا وانسحبت منها وأقامت في جزء منها دولة موريتانيا، ورفض المغرب الاعتراف بها، أدى ذلك إلى إعلان الزعيم خالد الذكي جمال عبد الناصر عدم اعترافه بها وتبعته الدول العربية، وبالتالي رفض طلبها عضوية جامعة الدول العربية، ولكن عندما اعترفت المغرب بها عام 1970 اعترفت بها الدول العربية، وقبلت عضويتها في الجامعة، رغم ميل مصر إلى الجزائر في الصراع بينها وبين المغرب على منطقة تندوف على الحدود، ووصلت إلى حد الاشتباك المسلح، انتهى الأمر باعتراف المغرب بتبعية المنطقة للجزائر، والملفت أن دول المغرب العربي حتى وهي خاضعة للاحتلال الفرنسي وتقاتل ضده كان الإيمان بوحدتها شديدا والدعوة إلى تشكيل اتحاد مغاربي يضم ليبيا وتونس والجزائر والمغرب موجودة وقوية وهو ما تم فعلا فيما بعد بانشاء اتحاد الدول المغاربية الذي ضم هذه الدول، بالاضافة إلى موريتانيا لتشكيل وحدة اقتصادية وسياسية على غرار اتحاد دول الخليج العربي، ووقعت اتفاقيات فعلا ووصل الأمر عام 1970 عندما قام الرئيس الليبي معمر القذافي بانقلابه والاطاحة بالملك إدريس السنوسي واتجه إلى مصر أن نشبت أزمة بين عبد الناصر والرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، الذي اعتبر أن اتجاه ليبيا نحو مصر تهديد لمشروع وحدة المغرب العربي، رغم قوة ومتانة العلاقات بين مصر والجزائر، والتي وصلت إلى حد اتهام المغرب مصر بالمشاركة العسكرية مع الجزائر أثناء النزاع على منطقة تندوف قبل تسويتها، ولكن الأمور سارت بعد ذلك في اتجاه آخر بسبب دعم الجزائر لحركة البوليساريو، ونتيجة نفوذها الطاغي في أفريقيا نجحت في إدخالها عضوا في منظمة الوحدة الأفريقية مع العلم بأن هناك جهود وساطة من الأمم المتحدة بين المغرب والبوليساريو، والخلاف الذي لم يتم حله هو من له حق الإدلاء بصوته في الإستفتاء على مصير المنطقة لمن ظلوا داخلها وهو ما يرفضه المغرب أو من تركوها وأقاموا في منطقة الحدود مع الجزائر وهو ما تقبل به، ونحن نتمنى أن تنتهي المشكلة بالقبول بأنها جزء من المغرب فلسنا في حاجة إلى مزيد من تفتيت العالم العربي، ويكفينا ما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق. وللعلم فإن البوليساريو اختصار لإسم حركة الساقية الحمراء ووادي الذهب.
ما هو مستقبل علاقات
الدول الافريقية مع الكتلة العربية؟
المهم أن زميلتنا الجميلة في «الأهرام» والمتخصصة في الشؤون الأفريقية أسماء الحسيني قالت أمس عما حدث في المؤتمر من انسحاب بعض الدول العربية: «المشهد العربي – الأفريقي يعاني من توابع ما حدث في قمة مالابو، بل ومرش لمواجهة تحديات عصيبة ليس فقط على صعيد العمل العربي – الأفريقي المشترك فحسب، ولكن على صعيد كل جانب منهما على حدة، فكيف ستتعامل الدول العربية التي انسحبت وتلك التي لم تنسحب مع بعضهما البعض وكل طرف منهما الآن يلقي باللوم والعتب على الطرف الآخر وما هو مستقبل علاقات الدول الأفريقية مع الكتلة العربية بشكل عام خاصة أن عددا كبيرا من الدول الأفريقية التي تشاورت في ما بينها خلال الأزمة أكدت أن هذا الموقف لن يمر مرور الكرام وكيف سيتعامل الإتحاد الأفريقي في ضوء ما جرى في مالابو مع طلب المغرب لإستعادة عضويته بعد مرور 30 عاما على تجميد عضويته في المنظومة الأفريقية للسبب ذاته (ملف الصحراء أو جبهة البوليساريو) بكل صراحة لقد كشفت أزمة الإنسحابات في قمة مالابو عن عدة جوانب من الخلل والاخفاق على الصعيدين العربي والأفريقي، فعلى الصعيد العربي يبدو أن الرؤى الأحادية ما زالت تسيطر على كثير من جوانب الدبلوماسية العربية، وكذلك فإن التنسيق العربي – العربي ليس في أفضل حالاته بل يمكن أن نذهب إلى القول إن هناك تشققات وشروخا في المنظومة العربية واستقطابات وتجاذبات، الأمر الذي نستطيع التأكيد على أنه أمر لن يعود بالنفع على أي من أعضاء هذه المنظومة الرابح فيها خاسر والخاسر فيها سيزداد خسرانا والمحصلة الكلية أن الخطاب والتحرك العربي ينقصهما الكثير من عوامل العمق والاتساق مع مجريات السياسة والدبلوماسية الدولية الراهنة التي أقل ما يمكن أن توصف بأنها شديدة التعقيد وإذا نظرنا إلى المشهد في ضوء الانسحابات العربية يرى المراقبون أنها لم تكن الوسيلة الدبلوماسية المثالية في التعامل مع الموقف، بل إنها أعادت إلى أذهان الافارقة تلك الصورة القميئة العالقة باللاوعي الأفريقي عن الاستعلاء العربي والنظرة الدونية للأفارقة، وبكل صراحة كان يمكن لممثلي الدول العربية المنسحبة الاستعانة بوسائل دبلوماسية شتى للتعبير عن وجهة نظرهم، وكان يمكن أن تجد وجهة نظرهم تلك آذانا صاغية لو استخدموا خياراته الدبلوماسية وهي كثيرة إلا خيار الانسحاب الذي يترك فراغا يملؤه آخرون وهناك أسئلة على الجانب الأفريقي أيضا الإجابة عليها كيف لم تحسم الأزمة موضوع الخلاف ولماذ لم تسع المنظومة الأفريقية إلى استيعاب وجهة نظر الدول المنسحبة وايجاد حل كريم للجميع».
«الأهرام»: الاقتصاد على السكة الصحيحة الآن
ورغم الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وعودة العملة الصعبة للارتفاع فإنه منذ مدة ولا أحد يهتم بهذه المشكلة، وأخيرا تذكرتها «الأهرام» فخصصت كلمتها أمس لها بقولها: «تستعد مصر لمواصلة برنامجها للإصلاح الاقتصادي بكل عزيمة، وذلك نظرا لأهمية علاج التشوهات وحل المشكلات التي تعرقل النمو الاقتصادي، وقد أشادت المؤسسات الدولية وآخرها البنك الدولي ببرنامج الحكومة المصرية والتزامها بمسيرة الإصلاح، ومن المقرر أن يتحرك البنك الدولي سريعا لاستكمال حزمة التمويلات التي تم تخصيصها لمصر والبالغة 8 مليارات دولار، وقد جدد وفد من البنك الدولي هذه التعهدات خلال زيارته القاهرة أخيرا ،وتعمل الحكومة المصرية على تشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات أبرزها: برنامج الإسكان الإجتماعي ومشروعات الصرف الصحي وتوصيل الغاز للمنازل وتستهدف الحكومة زيادة حجم الاستثمارات الخاصة في المشروعات وعدم مزاحمة القطاع الخاص في المشروعات التنموية وتأتي الخطوات متلاحقة من جانب الحكومة لاستعادة الاستقرار الاقتصادي واستمرار التنمية المستدامة والشاملة، بالإضافة إلى تيسير الإجراءات أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن تشجيع القطاع غير الرسمي على التحول إلى «القطاع الرسمي» والاستفادة من مصادر التمويل والمميزات الأخرى التي يحصل عليها أصحاب المشروعات الملتزمة بالقوانين وفي الوقت نفسه تعمل وزارة الصناعة والتجارة على خطة عاجلة من أجل زيادة الصادرات المصرية خلال الفترة المقبلة، والتي تتمثل في الارتفاع بحجم الصادرات بـ 12 مليار دولار حتى تصل إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2020 وذلك من خلال زيادة جودة المنتجات المصرية وفتح أسواق جديدة وتطوير الكيانات المكلفة والمعنية بقطاع التصدير».
وأراد زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم مشاركة «الأهرام» في عودة الاهتمام بالأسعار والأزمة الاقتصادية فأخبرنا أنه أثناء سيره في الشارع شاهد رجل أعمال يحمل كيسا من الدولارات ويحتكر الثروة ومواطن بائس لم يجد من يحن عليه وثالث مؤيد للنظام ومحتكر وطنية.
هروب أطفال أقباط خوفا من القبض عليهم
وسجنهم في قضية إزدراء الدين الإسلامي
وإلى مشاكل المسلمين والأقباط، حيث أثار زميلنا وصديقنا حمدي رزق يوم الأحد في عموده اليومي في «المصري اليوم» (فصل الخطاب) قضية هروب أطفال أقباط خارج مصر خوفا من القبض عليهم وسجنهم في قضية ازدراء الدين الإسلامي، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل للعفو عنهم وعودتهم إلى مصر وقال: «أضم صوتي إلى صوت «إيهاب رمزي» المحامي في طلب العفو الرئاسي عن أطفال المنيا المتهمين بازدراء الأديان تقديري أن الأطفال الأربعة (مولر عاطف داود باسم أمجد حنا كلينتون مجدي يوسف ألبير أشرف) يستحقون العفو ومن عفا عن إسلام بحيري بالتهمة نفسها تقريباً ازدراء الأديان يستحب أن يعفو عن هؤلاء الأطفال بعد إدانتهم بالسجن لخمس سنوات مصر ليست سجناً للأطفال وإذا أخطأ طفل فيحق عليه التهذيب الأبوي، ولكن أن يضطر الأطفال الأربعة للهروب إلى سويسرا، مروراً بتركيا خشية حكم بالسجن لسخريتهم من «داعش» الذي يصلي قبل الذبح وبعده فهذا يستغل خارجياً أسوأ استغلال ضد مصر. إخوتنا المسيحيون داخل وخارج مصر أيضاً في حاجة إلى مثل هذه الإشارات الرئاسية الإيجابية وأن يشمل أطفالهم العفو الرئاسي ينوبهم من العفو جانب وإذا كان الشباب البراء من العنف وحمل السلاح يستحقون العفو فإن هؤلاء الأطفال وإن أخطأوا فالقصد غير متوفر والفيديو واضح لكل ذي عينين لا تعليق على أحكام القضاء، ولكن الأطفال الأربعة معلق في رقبتهم حكم بالسجن خمسة أعوام وفق مادة الازدراء الرهيبة وهذا فوق احتمال هذه الأكتاف الضعيفة في النهاية هم أطفال كانوا يلهون ويعبثون في رحلة مدرسية فلتتوفر لجنة الغزالي حرب على هذا الملف الشائك ويقيناً لن تتأخر عن إجابة عائلات الأطفال في ظل التفاهمات التي جرت على خلفية الفيديو الشهير بين حكماء المسلمين والمسيحيين في المنيا ووأد الفتنة في مهدها. ويستحب أن يتم هذا سريعا ليلحق هؤلاء بالقائمة الثانية التي ستقدم لاحقاً إلى رئاسة الجمهورية للتحقق والتدقيق والمراجعة وإصدار قرارات العفو المنتظرة، وأعلم أن التكليف الرئاسي للدكتور حرب وزملائه يتسع لكثير والرئيس مشكورا في اللقاء الأخير مع اللجنة أفرد مساحات إضافية لطلب العفو وجبر الضرر وأوصاهم بالعفو عمن يستحق دون تمييز على أساس من الهوية السياسية على شرط معلوم عدم تورط في العنف أو حمل السلاح أو إراقة الدماء وهنا يستوجب على اللجنة الوقوف أمام ظاهرتين أعتقد لن تغيبا عن أذهانهم أطفال السجون وعجائز السجون وأطفال المنيا نموذج ومثال أما العجائز فالأمثلة لا تعد ولا تحصى والعفو عن الكبار من شيم الكبار سناً ومقاماً».
«الاخبار»: عقوبة الشاعرة فاطمة ناعوت تكفي
وفي الحقيقة فأنا لا أجد أي مبرر للابقاء على هذه العقوبة ضد هؤلاء الصبية خاصة وأن محكمة حنج مستأنف حكمت بحبس الشاعرة فاطمة ناعوت ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ وهو ما قالته عنه زميلتنا الجميلة في «الاخبار» عبلة الرويني أمس في عمودها «نهار»: «تخفيف العقوبة على الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت إلى الحبس 6 أشهر (مع إيقاف التنفيذ) بدلا من 3 سنوات على خلفية اتهامها بازدراء الدين الإسلامي (كتابتها على صفحة «الفيسبوك» عن طقس الأضحية) تخفيف العقوبة لا هو براءة كاملة ولا هو إدانة كاملة، حكم يريح صاحبته ربما بمنع حبسها ومصادرة حريتها وعدم الإلقاء بها داخل زنزانة باردة في عز الشتاء، لكنه أيضا يظل محتفظا بإدانتها.
قالت فاطمة ناعوت عقب صدور الحكم قبل يومين (الحكم يرضيني لأنه لا يتضمن عقوبة سالبة للحريات) مبروك لفاطمة ناعوت مجرد أن تعود إلى بيتها وتنام وسط أبنائها انتصارا ورضى وهو أضعف الإيمان حيث الحرية معلقة دائما (على مشانق الصباح) مدانة قلقة لا تملك تماما الحق في البراءة وستبقى دائما على هذا النحو من التراوح والترنح والإهتزاز طالما ظل قانون (ازدراء الإديان) قائما يهدد ويتوعد كل صاحب رأي ويلاحق كل خيال بتفسيرات وتأويلات تذهب به إلى ما وراء الشمس».
«وفد»: من أين يأتون بكل هذا الكره والجهل؟
وإلى «وفد» أمس والقيادي في حزب الوفد المهندس حسين منصور، الذي قال عما حدث ضد الأقباط في نغاميش: «تخرج الجموع الهادرة بعد صلاة الجمعة في قرية النغاميش التي تبعد قليلاً عن قرية الكشح الشهيرة بأحداثها الطائفية البغيضة خرجوا ثائرين ناقمين ليقذفوا دار الضيافة بالحجارة والنار ويحرقوها مع سيارات يمتلكها أقباط وعندما بادرت جهات الأمن بإرسال سيارات الإطفاء منعها بعض الأهالي من الدخول لفترة حتى تمكنت القوات النظامية من إدخالها لإطفاء الحرائق، يشعلون الحرائق لمنع مواطنين مثلهم من الصلاة ويمنعون إخماد الحرائق!؟ من صنع كل هذه الكراهية، وهل فعلوا هذا في مواجهة من أخفوا السكر أو من أشاعوا اضطراباً وبلطجة في القرية، ذلك حصاد الاستبداد والجهل وليس بخاف أن قرية النغاميش مجاورة لقرية الكشح ومن غير المستبعد مشاركة متطرفين منها في واقعة الحرب العظمى التي قامت بالكشح في عام 2000 كم هو مهلك لقلب الوطن ولحمته تلك الوقائع المخزية التي هي تقيحات الجهل والفساد والاستبداد وبعد 17 سنة على واقعة الكشح وأشهر على وقائع المنيا لم نستطع نظاماً وحكومة وقوى سياسية ومجتمعية إقرار خطة تعليمية وإعلامية وخطاب واضح يبني ولا يهدم يجمع ولا يفرق».
«بعد حملة «بلاها لحمة»
بدأت حملة «بلاها حلاوة»
ومن مشاكل أشقائنا الأقباط إلى قضية حلاوة المولد النبوي الشريف وارتفاع أسعارها بسبب ارتفاع سعر السكر وظهور دعوة لعدم شرائها، قال عنها يوم الأحد زميلنا في «الأخبار» خفيف الظل عبد القادر محمد علي في بروازه اليومي «صباح النعناع»: «بعد «بلاها لحمة» بدأت حملة «بلاها حلاوة» احتجاجا على الارتفاع الجنوني لأسعار حلاوة المولد، وقد أثبتت التجربة أن هذه الـ «بلاهات» مجرد شعارات جوفاء لا تودي ولا تجيب فمهما اشتدت الحملة تنتهي إلى لا شيء حتى يصبح السعر الجديد أمراً واقعاً لا مفر منه وأبرز دليل على ذلك أن حملة «بلاها لحمة» بدأت عند وصول سعرها إلى 90 جنيها وبعد شهر من الحملة ارتفع السعر إلى 110تعالوا نجرب «بلاها عيشة».
«الأخبار»: مكننا الاستغناء عن حلاوة المولد
أما زميله علاء عبد الهادي فقال في الصفحة نفسها في عموده «فضفضة»: «أسأل هل لو صدر قرار إداري من الدولة بحظر حلاوة المولد هذا العام ستحل علينا لعنة السماء؟ هل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لن تكون إلا بهدر آلاف الأطنان من السكر «اللي أصلا مش موجود وتحويله» إلى حصان حلاوة يهديه العريس لعروسه ويعف عليه الذباب والنمل بعد ذلك؟
النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمرنا حتى والسكر متوافر بأن نحيي ذكرى ميلاده الشريف باهدار نعم الله، فما بالنا ونحن أصلا نعاني من أزمة في السكر، أيهما أولى توفير السكر للمستلزمات الضرورية اليومية أم اكتنازه وتسييحه حلاوة؟ لماذا لا يكون لدى هذا المجتمع الوعي الكافي؟ ولكن للأسف هذا لا يحدث أبدا وستجد الذين يصطفون من أجل شراء علبة حلاوة مولد بعدة مئات من الآلاف وبعد ذلك يشتكون ارتفاع الأسعار».
«اليوم السابع»: أصنام حلاوة المولد!
لكن كله كوم وما صدر عن بعض السلفيين كوم آخر، وقال عنهم أمس الاثنين زميلنا في «اليوم السابع» أحمد إبراهيم الشريف: «لو قال لك أحدهم بأنه لن يشتريي حلاوة المولد بسبب ارتفاع الأسعار فهذا أمر طبيعي ولو أخبرك أحدهم بأنها أصبحت موضة قديمة فحتما سوف تتفهم وجهة نظره، لكن عندما تسمع البعض يحرمون «حلاوة المولد» لأنها بمثابة أصنام وألهة قديمة كان الناس يعبدونها قبل مجيء الإسلام فإن ذلك يعكس مدى الضحالة وقلة العقل التي يعيشونها ويريدون أن يدخلوا المصريين فيها. داعية سلفي يسمى ناصر رضوان عضو الدعوة السلفية شن هجومًا على حلاوة المولد التي يشتريها المصريون وقال «رضوان» في كلمة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «جنب بيتي مصنع أصنام بدعة المولد النبوي هُبل واللات والعزى حصان ونائلة عروسة. وأضاف: « لقد حطم النبي ـ الأصنام ليأتي من يصنعها بزعم أنه يحتفل بمولده».
«الأسبوع»: مشكلة أهل النوبة المفتوحة
و إلى مشكلة أبناء النوبة وتظاهرهم للمطالبة بتنفيذ ما ورد في الدستور بشأن عودتهم وتوجه وزير الدفاع السابق ورئيس المجلس العسكري أثناء ثورة يناير المشير محمد حسين طنطاوي وهو أستاذ الرئيس السيسي إلى المعتصمين والتحاور معهم بصفته من أبناء النوبة، كما توجه إليهم على رأس وفد من مجلس النواب زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير «الأسبوع» وهو قريب جدا منهم للتحاور لحل المشكلة وعاد ليكتب امس قائلا عن الجذور التاريخية لها: «خلال هذا الأسبوع سوف يجري اللقاء برئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء مع وفد من أبناء النوبة واللجـــــنة التنسيقية الهدف هو المكاشفة والمصارحة والإجابة عن التساؤلات المطروحة عن المستقبل. نعم إن المادة 236 لا تتحدث عن مشكلة النوبة وحدها فالمشكلات متعددة، ولكن خصوصية هذه المشكلة تأتي من قدمها منذ أكثر من 118 عامًا والنوبيون يواجهون الهجرة ولهيبها أربع هجرات قد تمت منذ عام 1902 وحتى عام 1964 ـ منذ مشروع خزان أسوان وتعليته المرة تلو المرة وحتى مشروع السد العالي، الذي تسبب في الهجرة الكبرى من القري النوبية الأربع والأربعين والتي كانت تقطن على مساحة لا تقل عن 350 كيلو مترًا. حلم العودة بالنسبة للنوبي هو الحياة هو التاريخ هنا دف الأجداد وهنا أرض الذهب والكــــنوز، وهنا عاشت أقدم الحضارات الإنسانية حضارة النوبة القديمة. مطالب النوبيـــين واحــــدة قد تختلف الوسائل قد تتعدد الأسماء، ولكن يبقى حلم «النـــوبي» في العودة إلى الجنوب قاسمًا مشتركا بين الجميع إنه الحلم الذي لا يزال يطل من «العيون» فهل نشهد بدايات جديدة لتحقيق هذا الحلم في عهد الرئيس السيسي؟ أتمنى ذلك».
«المقال» تطالب بمحاسبة الرئيس على تجاهل الدستور
لكن «المقال» نشرت أمس أيضا تحقيقا لزميلتنا الجميلة رنا ممدوح طالبت فيه بمحاسبة الرئيس على تجاهل الدستور، وقالت عن تاريخ المشكلة: «إذا كان ما سبق ما هو إلا ملخص لأزمة النوبيين مع الرئيس وحكومته التي ما كانت ستحدث إذا ما صدق النوبيون أن الدستور هو العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكومين وطالبوا بتنفيذ مواده ليبقى المفيد أن نعرف أن عقوبة مخالفة الرئيس وحكومته للدستور وعقوبة اعداد القوانين المكملة للدستور وركنها في الدرج من سيخبرنا عن أسباب الاحتفاظ بالقانون في الأدراج؟ رئيس الوزراء أم أي من وزرائه من سيعاقب رئيس الوزراء، سواء إبراهيم محلب أو شريف إسماعيل عن أفغال إقرار الحكومة في ظل ترؤس كل منهما لها لقانون الهيئة العامة للتنمية وتعمير مناطق بلاد النوبة القديمة وإذا كانت الحكومة وفقا لوصف القضاة أغفلت إعداد قانون ألزم الدستور بوجوده فلماذا لم يقم البرلمان الذي بدأ عمله بزيارة المناطق المحرومة التي حددها الدستور ومنها النوبة في 26 فبراير/ شباط الماضي بإعداد قانون يضمن عودة النوبيين إلى أراضيهم، مستغلا سلطته التشريعية التي لم يستخدمها حتى الآن سوى لمصادرة العمل الأهلي بقانون أو حتى باستعارة أحد النواب للقانون الذي أعدته لجنة الهنيدي وجمع توقيعات النواب عليه للعرض على البرلمان، كما حدث مع قانون الجمعيات الأهلية ونقابة الإعلاميين مؤخرا».
«الأهرام»: أهل النوبة يريدون لي ذراع الدولة
لكن النوبيين وما قاموا به لم يعجب زميلنا في «الأهرام» محمد إبراهيم الدسوقي فقال: «يعكس أن أهل النوبة فاض بهم الكيل من كثرة شكاواهم للجهات المختصة فقرورا الالتجاء إلى «لي ذراع الدولة» حتى يتم الاستماع إليهم بالاحتشاد على طريق حيوي لحركتي السياحة والتجارة وأثمر مسعاهم بالتجاوب المؤقت مع طلباتهم وترتيب لقاء لهم مع رئيس الوزراء ورئيس البرلمان لتقديم مطالبهم ومع تحفظي الشديد على أسلوب الاستجابة الرسمي ورفضي التام لما قام به النوبيون فإنني أفسر تصرفهم باحساسهم بالغربة في وطنهم حتى إنهم رفعوا شعار حق العودة. العودة إلى أين بالضبط؟ فالكلمة جائز أن يستخدمها من طردوا من أوطانهم كالسوريين والفلسطينيين والعراقيين وغيرهم أما النوبيون فإنهم انتقلوا من قطعة على تراب الوطن لأخرى في الوطن نفسه وتهجيرهم كان لمصلحة قومية عليا وجرى تعويضهم في الستينيات عن اخراجهم من ديارهم وابتعادهم عن ضفاف النيل الخالد».
حسنين كروم
أحمد سعيد:
يبدو أنك لا تعرف شيئاً عن المغرب بحكم التعبئة الفاسدة التي تعرض لها دماغك ولا تعرف الشعب المغربي إلا من خلال ما يقدمه لك إعلام بلدك . أذكرك فقط ياأخي، بأن المغرب استقبل واستوعب 350000 مغربي طردهم بومدين في دجنبر 1975 (45 ألف عائلة) فكيف سيعجز عن استقبال 30 أو 40 ألف مغربي وضروفه الآن أحسن بكثير من 1975.