معتز مطر يجلد «الأخ الأكبر» ثأرا للمغاربة… وعمرو أديب يرقص في عرس السيسي… و«سي إن إن» تبحث عن المعارضة!

 

كرة القدم ليست شأنا رياضيا خالصا، بل هي وجه من أوجه الصراع السياسي، حيث يميل البعض إلى الاصطفاف في خندق معين ضد البعض الآخر. كما يلعب الوجه الاقتصادي دوره الأساس في تلك المسألة، بالإضافة إلى الوجه الإعلامي، لكون مباريات كرة القدم تعدّ بمثابة مادة تلفزيونية مُغرية للمشاهدين وللمُعلنين في الوقت نفسه.
ملف ترشيح المغرب لاستضافة كأس العالم في كرة القدم لعام 2026، كان آخر تجليات ذلك الصراع السياسي الذي تفجّر بين الإخوة العرب للأسف الشديد، إذ لم يرُقْ لحُكّام السعودية الجدد الموقف الحيادي الذي اتخذه المغرب إزاء الأزمة الخليجية الحالية، فاستغلّ أحدهم فرصة الملف المغربي المقدم من أجل استضافة القمة الكروية للمز والهمز في المغرب، وهو ما أسماه الإعلامي معتز مطر «التعريض المستمر»، المتمثل في تدوينات تركي آل الشيخ (رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية) التي أثارت زوبعة من الرفض والاستهجان من لدن المغاربة.
معتز الذي خصص إحدى حلقاته الأخيرة للموضوع في برنامجه على قناة «الشرق» المعارضة، وَصف محاولات المغرب الدؤوبة لاستضافة كأس العالم بالحلم المشروع، وقال: نحن جميعا في وطننا العربي الكبير مطالبون بدعم هذا الحلم، مشيرا إلى أنه من حق المغاربة أن يستاؤوا من تغريدات آل الشيخ الذي يمـثل ولي الـعهد السـعودي في المجـال الرياضـي، في رأي معـتز. واستحضر هذا الأخير واقعة سابقة، برز فيها موقف سعودي مغاير بالاتجاه الإيجابي نحو المغرب؛ ففي عام 2010، كان المغرب قدّم ترشيح لاستضافة «المونديال»، وكذلك فعلت مصر. وحين اتصل الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالملك عبد الله بن عبد العزيز طالبا دعم طلب بلاده، أجابه العاهل السعودي: سنصوت لصالح المغـرب.
ويأتي تركي آل الشيخ، اليوم، ليحاول لعب دور «الأخ الأكبر» ـ على حد وصف معتز مطر ـ وليسعى إلى إلحاق الإهانة بالمواطنين العرب، مثلما فعل مع المطربة المصرية آمال ماهر التي اتهمته بالاعتداء عليها، دون أن تجد من يقف إلى جانبها، بمن فيهم نقابة الفنانين التي يبدو أنها صدّقت التهديد السعودي المبطّن الذي أطلقه أحد إعلاميي الرياض قبل ثلاث سنوات، حينما قال: لولا الأرز السعودي لسقطت مصر!
أي عجرفة هذه وأي غرور!؟

رقّصني يا سيسي!

الرياضة سياسة كما ذُكِـر آنفا، والسياسة نفسها نوع من اللعب، لعب بواقع الناس وبمشاعرهم وأحلامهم.
كانت أرض الكنانة، هذا الأسبوع، فضاء للعبة اسمها «الانتخابات الرئاسية»، برز فيها «عبد الفتاح» منافسا «للسيسي»، ومحاولا إقناع العالم بأنه فاز بالضربة القاضية على خصمه المفترض (هو)، والحال أن الضربة القاضية كانت موجهة إلى حلم الديمقراطية والكرامة والحرية، ذلك أن المرشح الوحيد الذي كان منافسا للسيسي «طلع» مؤيدا للسيسي نفسـه!
ومن أجل إضفاء طابع «كرنفالي» على المشهد الانتخابي، جُنّدتْ وسائل الإعلام المحلية ـ ولاسيما القنوات التلفزيونية ـ لنقل صور حشود الناس متجهة إلى مراكز التصويت، فرحة مهللة، وهي تخرج من تلك المراكز لتقيم أمامها حلقات رقص على أنغام الموسيقى الشعبية، وانخرط عمرو أديب ـ لسان النظام الحاكم في قناة «أون إي» ـ في الجو الكرنفالي، حيث أطلق يديه للتصفيق بحرارة أثناء بث أحد التقارير، ولولا خشيته من انكسار ديكور البرنامج، لصعد فوق الطاولة الموضوعة أمامه، ولجسّد بالملموس مبايعته لزعيمه وولي نعمته عبر حصة معتبرة من الرقص. ولمَ لا؟ وقد دعا بقطع اللسان على من يتحدث عن «ستات مصر» اللواتي حملن على عاتقهن نجاح العرس الديمقراطي، فكان من حقهن أن يرقصن ويرقصن ويرقصن!
لكن، هل حقا كان الرقص تعبيرا تلقائيا؟
وهل تلك السيدة المسكينة التي انتشرت صورها إعلاميا، في حالة رقص أمام أحد المكاتب الانتخابية، فعلت ذلك من تلقاء نفسها، قبل أن تسلم الروح لبارئها، وهي على تلك الحال؟
أم صحيح ما قاله معتز مطر إنّ ضغوطا قوية مورست على المواطنين والمدارس الحكومية والمصانع والشركات، كما مورست كل أشكال الإغراء، دون أن يعطي ذلك النتيجة المرجوة؟
روى الإعلامي المذكور أنه قرأ في إحدى شبكات التواصل الاجتماعي فتيات مصريات أنشأن مجموعة سمينها «لازم نرقص على شان نغيظ معتز» (أي معتز مطر)، فقال إنه فعلا مغتاظ وحزين على بنات بلده. ولأن الرقص لم يصل إلى المستوى المطلوب، أنزلوا لهم فيفي عبدو، لكي يكتمل المشهد!
وبما أن الرقص كان بفعل الترغيب أو الترهيب ـ حسب الرواة ـ فإن ضغطا آخر مورس على الكثير من الناس من أجل القدوم إلى مكاتب التصويت والإدلاء بأصواتهم، وقدمت قناة «الشرق» حالة أحد الطلبة الذي قال إن رجال أمن اعترضوا سبيله حين كان متجها إلى الجامعة، وأجبروه على امتطاء سيارتهم والتوجه نحو مكتب الانتخابي، وهناك كتب في ورقة التصويت «حسبي الله ونِعم الوكيل».
وقبل انطلاق الكرنفال الراقص، راحت قناة «سي. إن. إن» الأمريكية تبحث عن المعارضة الرسمية في مصر، فكانت كمن يفتش عن إبرة وسط كومة قش، ذلك أن الشخصيات التي كانت تود ترشيح نفسها لمنافسة السيسي في الانتخابات الرئيسية وجدت نفسها أمام تهديدات حقيقية. ويبقى المواطن المعارض هو ذلك الذي مكث في بيته، أو أدلى بورقة تصويت فارغة أو كُتبت عليها عبارة الطالب المصري المشار إليه: «حسبي الله ونعم الوكيل»!

كاتب من المغرب

معتز مطر يجلد «الأخ الأكبر» ثأرا للمغاربة… وعمرو أديب يرقص في عرس السيسي… و«سي إن إن» تبحث عن المعارضة!

الطاهر الطويل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد القادر الوجدي:

    فيما يتعلق بملف المغرب بالترشح للمونديال يجب أن ندرك جميعا بان القضية ليست رياضية ١٠٠٪وليست اقتصادية أيضا بل نسبة كبرى من الدول الفقيرة أو المتوسطة الحال تهدف من ورائها الى تحقيق مكاسب سياسية فالمغرب على استعداد لانفاق أكثر من قدرته المالية لاحتضان هذه التظاهرة الكروية فاذا عرفنا بان تكاليف تنظيم كاس العالم تفوق ٢٠مليون دولار أي نصف مديونية المغرب الخارجية في حين أنه لن يحقق من الارباح الا ٧٥٠ مليون دولار كأقصى تقدير حسب احصائيات الخبراء في الوقت الذي تجني فيه الفيفا حوالي أربعة مليارات من الدولارات .
    هذا في حالة فوز المغرب بالتنظيم أما في حالة الفشل فان خسائر المغرب لا تقل عن ملياري دولار
    لماذا هذه المجازفة ؟
    اسبانيا سنة ١٩٨٢كلفها المونديال ٥٠مليون دولار ورغم أن المنتخب الاسباني لم يكن قويا وتم اقصاؤه مبكرا الاأن الاسبان حققوا هدفا سياسيا باهراحيث جمعوا الشعب الاسباني تحت راية كرة القدم وهو الذي كان يعاني من حركة ايتا الباسكية الانفصالية .
    نفس الشيئ/تقريبا يسعى المغرب لتحقيقه واستغلال هذه التظاهرة لاستفادة منها في ملف الصحراء مع اختلاف بيّن بين المشكلتين وربما يضيف المغرب قضية أخرى وهي التحركات الاحتجاجية الداخلية التي عمت مختلف المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية ،، فكأس العالم بالنسبة للمغرب هي مخدر لتهدئة الاوضاع على مختلف الاصعدة الاجتماعية والسياسية حتى ولو كانت على حساب الجانب الاقتصادي لان استثمار هذا المبلغ الضخم سيراكم ديون المغرب وقد تتفاقم أوضاعه الاجتماعية ، وحتى الجانب الرياضي فان الفريق المغربي ليس بالقوي الذي يمكنه أن يصل الى أدوار متقدمة واقصاؤه يعني مقاطعة المتفرجين المغاربة للمقابلات وقد ترتفع الاحتجاجات كما حدث ذلك في الدورة السابقة بالبرازيل حيث خلف اقصاء المنتخب بتوتر اجتماعي غير مسبوق متهمين الحكومة بتبذير الاموال التي كان من المفروض أن توجه للتنمية الاقتصادية والبشرية ، البرازيل خسرت الرهان بخسارة منتخبها فهل يكرر المغرب تجربة البرازيل الفاشلة علما بان الفوز بالتنظيم قد يعطي نتائج عكسية تماما وقد تخلط الحسابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية جملة واحدة

  2. يقول الكروي داود:

    نحن مع المغرب قلباً وقالباً في سبيل نيله إستضافة مونديال 2026
    أما ما يجري من كرنفالات إنتخابية راقصة للسيسي وثلث الشعب المصري تحت مستوى الفقر لهو دليل على عدم إكتراث العسكر بالشعب
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول محمد صلاح:

      مع تحياتى لك يا اخ كروى
      الشعب المصرى كله سوف يرقص على واحده ونص
      اذا استضاف المغرب الشقيق كاس العالم ٢٠٢٦
      الشعب المصرى يحترم الشعب المغربى وحضارته
      العريقة وما قدمه للإسلام على طول التاريخ
      مع تحياتى لك

    2. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      اي اسفاف بتوصيف شعب بأكمله ماهو الا مجموعة من راقصي و راقصات الملاهي و النوادي الليلة على الوحدة ونص و الجرأة على التحدث بإسمهم جميعاً.

  3. يقول عبد الله:

    سعي المغرب وراء تنظيم كاس العالم حلم جميل ولكنه ليس حلم مشروع لان اقتصاد المغرب لا يتحمل استضافة كاس العالم فالبرازيل بكل ما لديها من بنية تحتية وملاعب ومرافق كلفتها استضافة كاس العالم السابقة 14مليار دولار وارهقت اقتصادها الذي يبلغ عشرات اضعاف اقتصاد المغرب.ارجو من اخواننا في المغرب ان لا ينجروا وراء الاحلام الوردية.

  4. يقول Dinars:

    معتز مبدع في النقد والإنتقاد لنظام الإنقلاب. أما الذين باعوا أنفسهم بالمجان من أشباه الإعلاميين فانهم أوباش للكلمة الباطلة.
    يبقى على تلك القناة، الشرق، أن تُدعم من قبل الأحرار حتى تستمر في تعرية العميل، على قول معتز، وكشف خزعبلات العسكر المصري الذي لم يُنجب بعد حُرا يقول للإمارات والسعودية لا وكذلك لإسرائيل.
    لا يأس مع حياة ولا بد للشعب المصري أن ينتصر على الظلم.

  5. يقول ماء العينين من قلب الصحراء المغربية:

    البعض يتحفنا بنظريات إقتصادية ويدعي كل مرة أن المغرب ضعيف إقتصاديا وعسكريا وووو ، السؤوال الذي يطرح نفسه بشدة هو لماذا لا يقدم هؤلاء نظرياتهم العبقرية لبلدهم الواقف على حافة الإفلاس فهو أولى بها ؟؟……الله إنعل لما يحشم

  6. يقول احمد ساحلي:

    المغرب بكل سراحة لا يملك المؤهلات المطلوبة لتنظيم كاس العالم .دول الخليج هي الاجدرلتنظيم هذه التظاهرة

  7. يقول عبد المجيد القلعي:

    لماذا السعودية تمتنع عن تدعيم ملف المغرب وهي الحليف الاستراتيجي والمساهم في ميزانية المغرب وتسليحه والمؤيده له في ملف الصحراء وهو منخرط معها في حرب اليمن ؟
    في الوقت نفسه نجد النقيض من الجزائر فهي الدولة الخصم للمغرب في كثير من القضايا الخلافية بين البلدين وعلى رأسها ملف الصحراء الغربية وتهريب المخدرات و اغلاق الحدود لأكثر من عشرين سنة وأيضا هي من الدول الافريقية الفاعلة للضغط على المغرب اقتصاديا فيما يتعلق بثروات الصحراء الغربية وتساعد البوليساريو في هذا المسعى أمام الهيئات الدولية مع كل هذا نجدها تدعم ملف المغرب لاستضافة مونديال ٢٠٢٦ ..أليس هذا غريبا !!
    الجزائر تدرك تماما بان تنظيم كأس العالم يحتاج الى قوة اقتصادية هائلة فالذي يسيطر على الفيفا هي الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات التي تخضع في مجملها للولايات المتحدة الامريكية فكأس العالم وضعت بالاساس للاغنياء من حيث التنظيم والفوز ، المغرب عندما يحاول المغامرة وينافس العمالقة اقتصاديا فانه كمن يسابق الخيول ،،بجحش،،في الحالتين سواء فاز بالتنظيم أم خسر فان الاقتصاد المغربي سوف يرهق وهذا يخدم في مجمله قضية البوليساريو خاصة في حالة قيام نزاع مسلح ولذا العديد من الخبراء السياسيين يدركون لماذا البوليساريو وهو العدو اللدود للمغرب يساند ويؤيد تنظيم كأس العالم بالمغرب لانها ورقة تخدمه مستقبلا وتضاف الى نضاله المستمر لاخراج المغرب من استغلال ثروات الصحراء
    بالنسبة للسعودية فهناك عدة أوراق تجعلها تمتنع عن مساندة المغرب السبب الظاهر هو المعلن عنه من طرف آل الشيخ أما الخفي فهو الجانب الاقتصادي حيث أن المغرب يعتمد كلية على الهبات الخليجية في تسيير أموره وتأخرها بشهور يؤدي الى خلل ،في ميزانية المخزن تنظيم كاس العالم يحتاج لمليارات من الدولارات والمغرب ليست له موارد لتغطية هذا التكاليف الباهضة سوى السعودية ودول الخليج وتأييد السعودية قد يفهه المغرب دعما ماليا لذا كانت الصدمة قوية للمخزن الذي التزم الصمت من الجانب الرسمي رغم أنه حاول في البداية التخفيف من الضربة لكن آل الشيخ وجه ضربة أخرى بعد ساعات قليلة في تغريدة له ليؤكد أن الموقف تتبناه جهات عليا نافذة ..السبب هو أن الاقتصادي السعودي والسياسة السعودية تمر بمرحلة تغيير لا تحتمل الانفاق أكثر

  8. يقول المغربي - المغرب:

    موضوع تنظيم المونديال بالنسبة للمغرب هو موضوع قديم جديد والرهان فيه كما قلنا اقتصادي بالدرجة الاولى …يتعلق بجلب المزيد من الاستثمارات والسياحة..في محيط مساعد بفعل الظروف السياسية التي تعيشها بعض الدول العربية..ووصول البعض الاخر الى حافة الافلاس…وهو ملف تشتغل عليه كفاءات كبيرة في مختلف المجالات ويحضى بدعم دول وهيئات ومؤسسات وشخصيات رياضية وسياسية وازنة جدا….وقد تحقق جزء مهم من الشروط المطلوبة قبل تقديم ملف الترشيح على مستوى البنيات الرياضية والتحتية…وفي كل الأحوال فان حصوله على هدا الرهان من عدمه لن يكون نهاية العالم وسيستمر العمل في رهانات أخرى وهي كثيرة…وكما قال الشاعر…من راقب الناس مات غما…..وفاز باللدة الجسور..

  9. يقول سميرعبد العزيز- مصر العربيه:

    للاسف خفت الكلام على القوميه العربيه والوطن العربى الكبير والتماسك بين دول الوطن العربى فى كل الدول من المحيط للخليج والسبب ان الجاثمين على على قمه السلطه فى هذه البلدان من صنعيه اسرائيل وامريكا والغرب

  10. يقول المغربي-المغرب:

    اخر نكتة قراتها قبل قليل …وهي قول احد المعلقين من مؤيدي العسكر…يقول فيها بان الجبهة التي اسسها فرنكو وبوخروبة …تؤيد تنظيم كاس العالم في المغرب…وذكر اسبابا لاتذخل حتى في ذهن سكان الماريستان …والله العظيم اصبحت اشك في مدى ارتباط هؤلاء بالواقع…ولاحول ولا قوة الا بالله.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية