فرّقت الشرطة التركية تظاهرة نظمها أنصار العلمانية أمام البرلمان التركي في أنقرة غداة إعلان رئيس البرلمان رفضه إدراج العلمانية كبند في الدستور التركي الجديد.
رئيس البرلمان إسماعيل قهرمان، عضو حزب «العدالة والتنمية» قدّم محاججة قال فيها «بصفتنا بلدا مسلما، لماذا علينا أن نكون في وضع نتراجع فيه عن الدين. نحن بلد مسلم وبالتالي يجب أن نضع دستورا دينيا» وأضاف «قبل أي شيء آخر، يجب ألا ترد العلمانية في الدستور الجديد».
أحد قادة حزب «العدالة والتنمية»، مصطفى سنتوب، حاول النأي بالحزب عن تصريحات قهرمان، قائلاً إن رئيس البرلمان «لم يتكلم باسم حزب العدالة والتنمية»، أما زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أورغلو فندّد بتصريحات قهرمان قائلا إن «العلمنة هي ضمان حرية العبادة» واتهم النظام بالسعي إلى «تدمير الجمهورية»، وقد خطت شعارات المظاهرات في محافظات تركية خطوة أبعد من التنديد مهددة الساسة الذين يحاولون المساس بعلمانية الدولة بمصير سابقيهم، في إشارة إلى رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس، أول زعيم منتخب ديمقراطيا في تاريخ تركيا، الذي أعدمه الجيش عام 1960 بتهم من بينها المساس بمبادئ علمانية الدولة.
يعكس النزاع المستجدّ الحاصل حول علمانية الدولة التركيّة خلافاً قديماً ابتدأ مع تأسيس الجمهورية التركيّة مع نهاية الحرب العالمية الأولى والطبعة المتشددة جداً للأيديولوجيا العلمانية التي اعتمدها نظام مصطفى كمال والتي كانت ردّ فعل عنيف على تدهور أحوال الإمبراطورية العثمانية وارتباطها العضويّ بالخلافة الإسلامية.
ساهمت أسطورة أتاتورك (الذي منع تفكك تركيّا وهزم الجيوش الغازية، بما فيها جيوش الحلفاء المنتصرين والذين كانوا يحتلون إسطنبول وتركيا الأوروبية، والجيش اليوناني الذي وصلت قوّاته إلى أنقرة) في فرض أجندته على الأتراك والتي كانت انتقالة كبيرة من الأيديولوجية القوميّة الطورانية التي توجّهت جغرافيا نحو آسيا الوسطى، إلى الأيديولوجية العلمانية التي توجّهت جغرافيا نحو أوروبا.
طبع العنصر الحربيّ لأتاتورك جمهوريته وحوّل المؤسسة العسكرية إلى معقل الدفاع عن تلك الأيديولوجية التي تجسّدت عبر الدستور وإلغاء المواد المتعلقة بالإسلام فيه وكذلك بإلغاء استخدام الأحرف العربية واستبدالها باللاتينية وذلك، بحسب عصمت اينونو، الرئيس الثاني للجمهورية لـ«إغلاق أبواب الماضي أمام الجيل الجديد وكسر الروابط مع العالم العربي الإسلامي وتقليل تأثير الدين على الجمهورية».
عانت الهويّة الإسلامية لتركيّا على يد الأتاتوركيين الكثير وهو ما ترك جرحاً غائراً في الاجتماع والتاريخ التركيين، وما كان للهويّة الجريحة أن تعود لتتبوأ مكانها مجدداً في الحاضر والمستقبل إلا بعد نضال سلميّ طويل، وكان إردوغان نفسه، رمز هذه الهويّة الصاعدة، قد سجن لإلقائه أبياتا من الشعر التي عبّرت بقوّة عن إيمانه الديني.
غير أن جرح الهويّة كان أحد طوابع نضال أشمل للأتراك ضد الاستبداد العسكري والأيديولوجي، وكان النظام الديمقراطيّ والحريات المدنية أحد أدوات الإسلاميين وغير الإسلاميين لإدخال بلدهم في الحداثة لتتنافس بقوّة مع باقي الأمم ولتتصالح مع ذاتها من جديد.
تتجسّد الأطوار الثلاثة لتركيا: القومية والعلمانية والاتجاه الإسلامي في الأحزاب الثلاثة الكبرى، ومحاولة إسقاط العلمانية من الدستور ستكرّر، عمليّا، ما حاول الأتاتوركيون أن يفعلوه على مدى خمسين عاما، وهو إقصاء المختلفين أيديولوجيا معهم، وفرض ذلك بالدستور وبقوة الجيش.
بمحاولته إلغاء مبادئ العلمانية يفرّط التيّار الإسلامي الذي يحكم تركيا بقوة الديمقراطية بإنجازاته ويتّجه في اتجاه معاكس للتاريخ، وعليه أن يتذكّر، لا سنوات العسف والقمع العسكري ضد الاتجاه الإسلامي فحسب، بل أن يتذكر، أن هذه العلمانية لم تمنع وجوده في السلطة، وأن يتذكر أيضاً، أنه لو لم يتمكن أتاتورك من رد الجيوش الغازية لما كان هناك وجود لتركيّا التي يحكمها حزب «العدالة والتنمية» اليوم.
رأي القدس
هذه خطوة كبيرة وخطيرة يمكن أن تمزق تركيا يجب على أردوغان أولا تهيئة الجيش لهذه الخطوة على أن تكون فيه قيادات فعالة محسوبة على التيار الإسلامي لأنه هناك قيادات كبيرة محسوبة على حزب الشعب الجمهوري لذلك تجب البداية من الجيش وليس من الدستور
– العلمانية لا تناسب البلدان ذات الأغلبية المسلمة ، وبعض العلمانيين في البلاد المسلمة ليسوا سوى عملاء وأبواق للغرب العلماني ، حكموا البلاد فسرقوها وبددوا ثرواتها وأعادوها للوراء ألف سنة (وظلموا حتى العلمانية نفسها فكراً وممارسة) .
– كل من يتهم المسلمين بأنهم متخلفون ورجعيون ، ينسى بأن سبب ما نحن فيه هو الحكم العلماني المستمر من مئة عام وأكثر .
– لا نحتاج المقارنة بين الحكم العلماني السابق لتركيا ، وحكم حزب التنمية والعدالة الإسلامي الحالي وما سبقه ، فالفرق واضح في كل الجوانب .
احسنت اخي العزيز
تركيا لم تصبح متطورة ومتقدمة ومتحضرة وقوية كما هي الان لولا النهج العلماني الاتاتوركي ولو انتقلبت عليه فهو بداية النهاية لتركيا الحديثة خاصة وان تركيا فيها مزيج من الاديان والطوائف والقوميات التي لايمكن ان تتجمع وتتوحد الا في ظل النظام العلماني …العلمانية تذوب فيها كل المسميات المختلفة
علينا أولا أن تعرَف معنى كلمة العلمانية التي كانت تعني إتهام رجل مثل رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس بالخيانة العظمة و من ثم إعدامه لسبب بسيط جدا ولو سعيه الى حرية العبادة و قيامه بالحج الى مكه سرا.
يجب أن لا تتعارض العلمانية مع قيم المجتمع حيث لا يعقل أن يكون الزنا مرخص في دولة معظم مواطنيها مسلمون.
دائما العلمانية والعلمانيين يبحثون عن سبب لمحاربة اي فكرة تدعو الى الاسلام ليس لان الاسلام يهددهم مباشرة ولكن لانهم يكرهون مجرد فكرة ان الاسلام دين صحيح ومتكامل وناجح, انهم فقط يكرهون الاسلام. الاسلام دين وسطي ويضمن حرية المعتقد للجميع ولكن بشرط عدم محاربة الاسلام بالطرق الملتوية وهذا من نشهده في الكثير من الدول وخاصة التي تتعرض لغزو فكري واخلاقي ليس لسبب سوى ان يتغللغ هذا الفكر والاخلاقيات المنحرفة وتشكل نواة لرفض الاسلم في البداية ومن ثم معادته….الخ
الاسلام دين الله وليس دين مفبرك وان شاء الله سينتصر عاجل ام اجل
“بمحاولته إلغاء مبادئ العلمانية يفرّط التيّار الإسلامي الذي يحكم تركيا بقوة الديمقراطية بإنجازاته ويتّجه في اتجاه معاكس للتاريخ”
كلام غريب و عجيب….
إذا حاز حزب ما علي اغلبيه فهذا يعني إنه يجسد إرادة الأغلبيه، و ايديولوجيته تمثل ايديولوجية الأغلبيه. فإذا وصل هذا الحزب علي الحكم ديمقراطياً، أي بناء علي رغبة الجماهير، و بدأ في فرض أيديولوجية الأغلبيه علي ايديولوجيات باليه و غريبه و منبوذه من الأغلبيه صار معاكساً للريح….
” وأن يتذكر أيضاً، أنه لو لم يتمكن أتاتورك من رد الجيوش الغازية لما كان هناك وجود لتركيّا التي يحكمها حزب «العدالة والتنمية» اليوم.”
و هنا كلام أكثر غرابة….
هل تدافع الجيوش عن الأوطان أم عن الأيديولوجيات؟ أم أن دفاعها مشروط بتدخلها فيما لايعنيها ألا وهو تشكيل هوية الدوله؟ و هل شكل الجيش التركي الهويه العلمانيه للدوله و فرضها حرصاً علي مصالح البلاد و العباد أم ليستولي علي السلطه و يصبح دوله فوق الدوله ينعم بخيراتها و يسير أمورها وفق مصالحه و أهوائه؟
و كما حافظ الجيش التركي علي تركيا التي يحكمها حزب العداله و التنميه، حافظت الخلافه العثمانيه -علي كل ما عليها من مآخذ- علي تركيا و صدت الصفويين من الشرق وامنت الجنوب ( مصر و الشام) ضد التحالف معهم بسحق المماليك و القضاء علي دولتهم ووقفت للميول التوسعيه لأربع بالمرصاد. فلولاها ما وجدت تركيا التي حررها الجيش التركي، بال ما وجد الجيش التركي أصلاً.
العلمانية نظام حكم يتبع المنهج العلمي في تسيير أمور الدولة كشأن عام , الدولة فية ” محايدة ” أمام مواطنيها فيما يتعلق بالدين , كونة شأن خاص بكل مواطن , وتحقيق المساواة والإخاء والعدالة بين المواطنيين علي أساس القوانين التي تنظم شئون الحياة في البلاد , مع زيادة التداخل بين البشر من مختلف الأديان في عصر العولمة . الدول العلمانية رسميا في العالم هي فرنسا وأيرلندا فقط , التي إنتشرت فيها الحروب الطائفية بين الكاثوليك والبروتستانت , و بين الكنائس والملوك وخلفت ملايين من الضحايا في أوربا كلها . معظم دول العالم الأول والثاني إقتصاديا تطبق هذة العقيدة السياسية في الحكم الديمقراطي الذى يحترم حقوق الإنسان , لنجاحها في تحديث المجتمات وتطويرها سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا .. , وفي نفس الوقت الحفاظ علي الخصوصيات الدينية لمواطنيها . العلم والتكنولوجيا هو الحل للمشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية وتحسين جودة الحياة علي الأرض , والدين هو القيم الإنسانية التي يحتاجها الإنسان للآخرة , فهل الخلاف علي الأولويات ؟ ..
أخي م . حسن لكن هناك فرق بين النظرية والتطبيق ففي سوريا لدينا دستور جمهوري ونظام من المفرض انه علماني لكن الحقيقة لايختلف الاسد ونظامه عن داعش والنازيين والفاشيين والصهاينه
الإنسان بالفطرة هو علماني. وما يحدث في الوطن العربي هو من منطلق العلمانية. والدين لا يمكن أن يسود أبدا. وإن ساد فبمجاراته للعلمانية. وما يحدث من تطرف هو بسبب محاولات تغليب الدين على العلمانية.
استغرب من البعض هنا ،الذي يذكر ان تركيا ما وصلت اليوم الى هذا التقدم و التطور الا بسبب علمانية اتاتورك !!!!
لا أعلم الى اي مصدر و تاريخ يستند و الأمر هو تأريخ معاصر و واقع معاش !
تركيا على يد اتاتورك و حكم العسكر و حكم العلمانية المتوحشة التي اتبعوها ،تحولت من امبراطورية تكاد تحكم اكثر من نصف العالم الى هضبة لا تكاد تسيطر على اجزاءها!
الرجل اتاتورك ، طمس معالم و تقاليد قرون بطريقة غاية في التوحش و الدكتاتورية ،و مات بتليف الكبد نتيجة ادمانه الخمرة ،اذا كان لا يستطيع النوم من دونها و العياذ بالله ! و بالرجوع الى دائرة المعارف الماسونية ، فأنها تطلق عليه لقب الأخ الأكبر !!
خلف اتاتورك حكماً عسكرياً غاية في التوحش ، يسيطر عليه مجلسا. عسكرياً يكاد يكون شرطه غير المعلن في اختيار افراده ان تكون اصولهم من يهود الدونمة ( و هم يهود نزحوا في غالبيتهم من الأندلس ،حيث استضافتهم الامبراطورية تحت جناحها بعد ان طردوا مع مسلمي الاندلس ) دخل الكثير من اولئك اليهود الى الاسلام ، ولكن كان مجرد ستاراً يخفون يهوديتهم الحق تحت ستار الاسلام ، ويتوارثون تلك اليهودية المخفاة كابر عن كابر و جيل عن جيل ، و لغاية يومنا هذا ، و هناك عدد من كبار رجال الأعمال و المليارديرية في تركيا ممن ينتمون الى هذه الطائفة ايضاً ، ذلك المجلس العسكري الذي نصب نفسه راعياً لعلمانية اتاتورك المتوحشة ، هو من تسبب في فساد استشرى في جسد الدولة التركية و حطم قواعد اقتصادها و بلغت عملتها قبل مجئ اردوغان و صحبه الى الحكم التضخم الأعلى في العالم ، و بلغ دين تركيا الخارجي حدوداً مدمرة لأقتصادها ،و كل رئيس وزراء يأتي كان اشقى من الذي قبله في الفساد و اكثر توحشاً في تنفيذ اوامر المجلس العسكري ، و من يخرج عن الخطوط الحمراء ، كان يحارب و يطرد و يشوه في سمعته و عائلته او حتى يسجن او يشنق كما حصل مع اربكان سجنا و مع عدنان مندريس شنقاً !
لم تتغلب تركيا على هذه الهيمنة العلمانية العسكرتارية الا بمجئ اوردغان و حزب العدالة و التنمية ، الذين عرفوا كن اين تؤكل كتف هذا المجلس المتوحش. و وضعوا تركيا على سكة النمو و الازدهار و العدالة و التنمية حقاً.
لذا هو العكس تماماً عما يدعيه بعض الأخوة هنا.
اما بعض المظاهر اللااسلامية ان صح التعبير او التي تتعارض مع الاسلام ، فبداية الكثير منها تراه حتى في دول عربية اسلامية ،بل بشكل فظ اكثر و اكبر !
الامر الاخر ، هذه المظاهر نتاج لسنوات و عقود من تلك العلمانية المتوحشة ، و ليس من الحكمة و لا من المنطق و لا من الواقع العملي ،بل ليس من الشرع حتى ، ازالتها بفرمان فوري ،و الناس قد الفوها و تعودها و صارت جزءاً لا يتجزء من حياة و ارزاق الكثيرين ، لأن سنة هذا الدين هي التدرج و مراعاة الواقع و الحال و عقول الناس.
الخمر بقى مباحاً طيلة وجود الرسول في مكة و بضعة سنوات في المدينة و تدرج الشرع في كراهته اولا ثم انكاره ثم تحريمه بأشد عبارة في اللغة العربية ، و قال النبي لعائشة بما معناه لو جئت قومك بالتشدد لما وسع احد ان يتبعني !
و ان دينكم هذا دين متين فأوغلوا فيه برفق.
اليوم خمر وغدا أمر ولا تكن دينا أكثر من الدين نفسه. لا يمكن للدين أن يحكم ومن يدعون الدين إنما وصلوا بالعلمانية للحكم سواء بالضحك على أنفسهم أو على من انتخبهم. المثالية والنرجسية لا علاقة لها بالواقع. فمن غير المعقول والتجربة التركية والتجربة التونسية إنما بفكر أتاتورك وبفكر بورقيبة كان للمتدينين في كل من تركيا وتونس قد وصل كلاهما مراكز القرار في البلدين. انظر تجربة مصر كيف أخفقت لأن الأرضية غير مهيأة وانظر إلى سوريا كيف وقع وأد إخوانجية سوريا في حماه في ثمانينات القرن الماضي وانظر إلى العشرية السوداء في الجزائر. وعليه فإن العلمانية هي أرضية التعايش بين من يشرب الخمر وبين من يذهب إلى الكنيسة أو المسجد. فدعك من التشبث بما لا يمكن أن يسود. أردوغان مخطئ فيما شرع فيه من تشدد والحال أنك قلت أوغلوا فيه برفق هذا الدين. إن ما يقوم به انما هو استعطاف للبسطاء وحفاظا على كرسيه بمزيد حصد الأصوات التي لا تفرق بين الغث والسمين.
أخي Hassan أظن أن رأيك سليم لكن هذه بشكل أدق هي التعددية السياسة والتعايش المشترك بين جميع أفراد المجتمع هي بطبيعتها أقرب إلى مايسمى العلمانية ( والنظام الديمقراطي) أي فصل الدين عن الدولة لكن المهم هنا برأيي ليس علمانية أو إسلامية! بل التعددية والتعايش المشترك بين القوى السياسية كرمز للتعايش المشترك بين جميع أفراد المجتمع وضمان الحرياتالسياسية والعامة كحرية الرأي والتعبير والاعتقاد والحياة الخاصة للفرد واحترام وصون كرامة المواطن كانسان قبل كل شيء