الرباط – «القدس العربي» : دخلت معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها ناشطون من قادة حراك الريف، مرحلة الاحراج السياسي للسلطات ومرحلة الإحراج الصحي للمعتقلين، وهو ما استدعى اطرافا متعددة لتجديد الدعوة لايجاد مخرج لهذا المازق الذي يعيشه المغرب، منذ اكثر من 9 أشهر من دون افاق لهذا المخرج، لانعدام الحوار بين اطرافه، الدولة وقادة الحراك، بعد ان تاكد للجميع غياب الوسطاء المجتمعيين، من أحزاب ونقابات وجمعيات أهلية، اما لأنها فقدت الاهلية او لانها غير مقبولة من هذا الطرف او ذاك.
وفي ظل تهديدات بالعودة الجماعية للإضراب عن الطعام، التي يتداولها قادة الحراك المعتقلين، تبقى حالة الصحافي ربيع الأبلق، الاكثر خطورة وتداعياتها ستدفع الى توتر أكبر وإحراج للسلطات مع المنظمات الصحافية والحقوقية المغربية والدولية.
وأكدت المحامية أسماء الوديع عضو هيئة دفاع معتقلي «حراك الريف»، أن الحالة الصحية لربيع الأبلق الناشط البارز في «حراك الريف» الذي اقترب من إتمام 40 يوما من الإضراب عن الطعام، مستقرة «ولا يعيش حالة الخطر».
وأضافت محامية الأبلق التي زارته صباح امس الأربعاء بمستشفى الصوفي مولاي يوسف في الدار البيضاء، «ربيع تجاوب معنا، وجدناه راقدا في فراشه يقرأ الجرائد» والأطباء يستعملون تقنية التغذية الوريدية لإمداده بالمواد الأساسية التي يحتاجها الجسم «السيروم» وان بدا نحيفا، «وهذا أمر طبعي بحكم طول المدة الزمنية التى أضرب فيها عن الطعام «. وفق تعبير المحامية.
الأبلق وعد بإيقاف اضرابه
وقالت الوديع أن ربيع وعد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ورئيس جمعية إعادة تأهيل ضحايا العنف، اللذين تحاورا معه، بأنه يمكن أن يعيد النظر في مسألة الإضراب عن الطعام. وأن الزيارة « استغرقت وقتا كافيا» ،واضافت: «إذا كان ربيع الذي قارب إضرابه عن الطعام أن يتم 40 يوما قرر الاستجابة لمطالبنا، فأقل ما يمكن أن يقدم عليه المسؤولين في هذا السياق، من أجل حلحلة الأزمة، هو تقديمه في حالة سراح، وهذا أضعف الإيمان».
ومنعت عناصر الأمن الخاص وقوات الشرطة نشطاء جمعويين من الولوج إلى مستشفى مولاي يوسف في الدار البيضاء، كانوا يرغبون مساء اول امس في زيارة الناشط الأبلق، وعبّر النشطاء عن عدم استيعابهم لتصرف إدارة المستشفى وقوات الأمن، الذين منعوهم من زيارة ربيع الأبلق؛ وهو التصرف نفسه الذي مورس على هيئة الدفاع عن الناشط الريفي الذي يعالج في المستشفى سالف الذكر؛ حيث منعوا بدورهم من زيارة الناشط المعتقل قبل السماح لهم فيما بعد. رفع النشطاء، الذين نفذوا وقفتهم الاحتجاجية أمام المدخل الرئيسي للمستشفى في ظل حضور أمني مكثف، شعارات انتقدوا فيها الحكومة ووزارة الداخلية، مطالبين بالحرية لكافة المعتقلين. وكان أعضاء هيئة الدفاع عن ربيع الأبلق قد نظموا وقفة احتجاجية أمام بهو المستشفى بعد رفض رجال الشرطة السماح لهم بزيارة موكلهم، بالرغم من توفرهم على إذن خاص من قاضي التحقيق المشرف على ملف حراك الريف. وقامت هيئة طبية مكونة من الدكتور المانوزي، رئيس جمعية إعادة تأهيل المعنفين و محمد لشكر الجراح المعروف بمدينة طنجة إضافة إلى مندوبة وزارة الصحة برفقة محاميته اسماء الوديع، ظهر امس الاربعاء بزيارة للناشط ربيع الأبلق الذي يرقد بالعناية المركزة لمستشفى مولاي يوسف منذ أيام. وقال موقع «الأيام 24» ان الأبلق وعد الهيئة بتعليق إضرابه عن الطعام بعد عودته للسجن.
قادة الحراك سيستأنفون اضرابهم
ويتوقع ان يجدد قادة الحراك اضرابهم عن الطعام بعد إعلان تعليقه في وقت سابق ونقل فريد الحمديوي، منسق لجنة عائلات المعتقلي رسالة صادرة عن المعتقل بسجن عكاشة يوسف الحمديوي يشير فيها إلى عدم تنفيذ المعتقلين لأي إضراب عن الطعام في الوقت الراهن، «ولكنها تبقى خطوة سندرسها بين المعتقلين وعائلاتنا خلال الزيارة المقبلة التي سينظمونها امس الأربعاء». وأورد عدم رضى المعتقلين على التصريحات والأخبار التي تخرج بين الفينة والأخرى ناقلة أحوالهم إلى الرأي العام؛ «المعتقلون مستاؤون من بعض التصريحات التي تروج أنباء زائفة، ويطلبون منكم ألا تثقوا في أحد سوى أفراد عائلاتنا الذين ينقلون عنا كل شيء»، يقول منسق لجنة عائلات المعتقلين على صفحته بموقع «فيسبوك».
وقال الحمديوي حول العفو الملكي الذي طال مجموعة من المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة: «الذين لم يرتكبوا جرائم أو أفعالا جسيمة في الأحداث التي عرفتها منطقة الحسيمة؛ وذلك اعتبارا لظروفهم العائلية والإنسانية»، وفق تعبير بلاغ وزارة العدل عشية عيد العرش، ان «المعتقلين جميعا في حالة انتظار وفي حالة نفسية عادية ولم يصابوا بأي حالة إحباط؛ لأنهم كانوا يتوقعون كل شيء، وأنهم لم يرتكبوا أية جرائم جسيمة تستلزم اعتقالهم ومحاكمتهم».
كشف تسجيل صوتي لمكالمة لعبد العالي حود أحد معتقلي الحراك من داخل سجن «عكاشة»، عن تنسيق جماعي بين المعتقلين داخل السجون في ما يتعلق بالمواقف والخطوات الاحتجاجية ذات صلة بالإضراب عن الطعام، موردا أن «المحامي الوحيد لنا هو الشعب» وان «أي بلاغ خرج من المؤسسة (السجن) على أساس أن المعتقلين على خلاف غير صحيح نحن يد في يد».
ونفت مؤسسة السجون المغربية صحة هذا التسجيل.
هيئة للتضامن مه المهداوي
من جهة أخرى قالت اوساط حقوقية مقربة من الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع بديل.انفو المعتقل ايضا على خلفية احداث الريف انه استجاب لمناشدات بوقف اضرابه عن الطعام الذي اعلنه الاثنين الماضي وتأسست، مساء اول امس الثلاثاء، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، “هيئة التضامن مع الصحفي حميد المهداوي وسائر الصحفيين المتابعين”، أوكلت رئاستها للصحفي خالد الجامعي، تنوب عنه خديجة الرياضي.
وتشكلت الهيئة من عدد من الصحفيين والحقوقيين، ووضعت برنامجا للدفاع عن الصحافيين المتابعين والتعريف بقضيتهم، وطنيا ودوليا، كما قررت تنظيم وقفة احتجاجية يوم السبت المقبل أمام مقر البرلمان، وتنظيم ندوة صحفية.
وقال الصحافي حميد المهداوي: «أنه محبوس في زنزانة انفرادية، ولا يستفيد من الفسحة سوى ساعة واحدة في اليوم وبشكل فردي؛ حيث لا يسمح له بملاقاة بقية السجناء» واضاف في رسالة نشر مضمونها موقع «بديل»، إن طيلة ثلاثة أيام الأولى التي قضاها داخل زنزانته بالسجن المذكور، لم يُمَكَّن من جرائد أو أي شيء يعينه على قضاء الوقت، الأمر الذي دفعه إلى قراءة محتويات علبة شاي لعشرات المرات”، مشيرا إلى أن «لديه إحساسا بكون ما يتعرض له من تضييق من داخل السجن، مرده إلى ضغوطات جهات من خارج السجن تريد له العيش في ذلك الوضع».
وأكد المهداوي، أن اعتقاله كان تعسفيا وأنه رغم تعرضه للحكرة في مرات سابقة من طرف وزراء ومسؤولين في الأمن، إلا أنه لم يتألم إلا حينما أحس أن الدولة التي طالما دافع عنها وعن إصلاحها وتطويرها «حكرته».
وندد المهدوي بما تعرض له من معاملة قاسية وتعذيب معنوي، خلال الحراسة النظرية بمفوضية الشرطة بالحسيمة، مؤكدا أنه « لن يسامح الضابطين اللذين رافقاه خلال الحراسة النظرية لما مارساه عليه من اعتداء معنوي وتلاعبهما بمشاعره من خلال الكذب عليه وحرمانه من أبسط حقوقه بما فيها البيولوجية».
حملة للإفراج عن الصحفيين
وأطلقت منظمة مراسلون بلا حدود، حملة لمطالبة السلطات المغربية بالإفراج عن 7 إعلاميين معتقلين، بسبب تغطيتهم لحراك الريف، وقالت المنظمة الدولية المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة، انه لايزال هناك 7 صحافيين في سجون المغرب، بعد الافراج عن محمد الهيلالي بعفو ملكي في 29 من تموز/ يوليو الماضي.
وأشارت المنظمة في ندائها الذي اطلقته امس الاربعاء إلى أن ربيع الأبلق مراسل موقع بديل، بلغ يومه ال 37 من الإضراب المفتوح عن الطعام وانه بالإضافة الى حميد المهداوي مدير موقع بديل وربيع الأبلق مراسل الموقع بالحسيمة، هناك 6 مواطنين صحفيين في السجون المغربية وهم كل من محمد الأصريحي وجواد الصبري عن موقع «Rif24»، وعبد العلي حدو، منشط التلفزيون الإلكتروني «AraghiTV»، وحسين الإدريسي «مصور ريف بريس»، وفؤاد السعيدي عن «AgrawTV.
من جهة اخرى قال ل المحامي محمد المسعودي، عضو هيئة دفاع الصحفي حميد المهدوي، إن البلاغ الصادر عن وزارة العدل بمناسبة العفو الملكي أدان في إحدى فقراته المعتقلين الذين لم يشملهم العفو وذلك حتى قبل محاكمتهم.
وأضاف الذي كان يتحدث أمام الهيئة التأسيسية للجنة الوطنية لمساندة المهدوي والصحافيين المعتقلين، إن منطوق بلاغ الوزارة لم يحترم قرينة البراءة عندما تحدث بصفة قطعية وتأكيدية بأن العفو الملكي شمل فقط المعتقلين « الذين لم يرتكبوا جرائم أو أفعالا جسيمة».
وتساءل «بعد صدور هذا البلاغ من هو القاضي أو الهيئة القضائية التي ستجرؤ على تبرئة المعتقلين الذين تم استثناؤهم من عفو ملكي بدعوى أنهم ارتكبوا جرائم أو أفعالا جسيمة؟».
وجاء في بلاغ وزارة العدل يوم 29 تموز/ يوليوز، الذي أعلن عن عفو ملكي على بعض المعتقلين على خلفية أحداث الريف انه «بهذه المناسبة المجيدة فقد أبى جلالة الملك، حفظه الله، إلا أن يشمل بعفوه الكريم مجموعة من المعتقلين الذين لم يرتكبوا جرائم أو أفعال جسيمة في الأحداث التي عرفتها منطقة الحسيمة، وذلك اعتبارا لظروفهم العائلية والإنسانية وتجسيدا لما يخص به جلالته رعاياه الأوفياء وخاصة من أبناء هذه المنطقة من رعاياه من رأفة وعطف».
محمود معروف
المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو في تنفيذ مطالب المتظاهرين
وأولها إطلاق سراح جميع المعتقلين وتنفيذ المشاريع التي أقرها الملك بأسرع وقت
وإلا فالمظاهرات القادمة بعد أيام ستشمل معظم المغرب وستزداد قائمة المطالب خاصة الإقتصادية منها
ولا حول ولا قوة الا بالله
من يهدد الإستقرار هو النهب ، من يهدد الإستقرار هو الظلم والقهر ، من يهدد الإستقرار هو الفساد ، من يهدد الإستقرار هو الفقر ، من يهدد الإستقرار هو الجهل ، من يهدد الإستقرار هو تغول السلطة ، من يهدد الإستقرار هو الحكرة ، من يهدد الإستقرار هو انعدام الأمن ، من يهدد الإستقرار هواللاعدالة الإجتماعية ، من يبعث الأمل هم هؤلاء الأحرار والحرائر مِن طنجة إلى جاكرتا
السيدالكروي داود شكرا على اهتمامك …لكنك تريد ان تقرأ خارطة المغرب بعيون مشرقية ولهذا عادة ما تكون مداخلاتك سواء تعلق الامر بالمملكة المغربية او الجزائر او تونس مسبوغة بنوع من السذاجة البريئة المحببة ..والسبب انك تنطلق من مخزونك المشرقي محاولا قراءة مشهد مغاربي لا يخظع بالضرورة لنفس القواعد….فأهل المشرق بعيدون جدا عن ادراك احداث المنطقة المغاربية…التي بحكم التاريخ والجغرافية تخلصت من زمان من تحكم القبيلة والطائفة والمذهب عكس المشرق الذي مازال يتميز يثقافة القرون الوسطى…..