القاهرة ـ «القدس العربي»: قال المعارض المصري، معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه تعرض للتشويه من قبل وسائل الإعلام، وإن الأمر وصل لمحاولة اغتياله معنويا، منذ طرحه نداء للشعب المصري حمل مبادرة لخروج مصر من المأزق السياسي، تضمنت إجراء استفتاء شعبي على بقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد.
وأضاف أن «النداء الذي أطلقه هو رأي فردي موجه إلى الشعب والسلطة السياسية في آن واحد، وهو عبارة عن مقدمة وديباجة، يليها 9 نقاط على خريطة طريق، وخاتمة، ويجب أن تقرأ كلها كوحدة واحدة».
وتابع أن مبادرته «تمثل محاولة لخلق معادلة للخروج من المأزق الحالي للحكم والشعب، من خلال وضع توازن بين عدة عناصر أهمها قياس الرضا العام (أنصار الحكم يرون أن هناك تأييدا مطلقا بلا تحفظ، والمعارضة ترى أن هناك انسحابا واضحا لمدى الرضا العام عن الحكم، واشتكى رئيس الدولة مثلاً مؤخراً من الهاشتاغ الذي حقق انتشاراً واسعاً بعنوان: «ارحل يا سيسي».
وزاد: «المبادرة تحقق توازنا آخر بين الماضي والحاضر والمستقبل عبارة عن مزيج من أدوات سياسية وقانونية تتضمن مسائل مثل العدالة الانتقالية والتعويضات، والعفو العام الممتد، وحصانة أعمال الحكم منذ ثورة 25 يناير ما لم تشكل في ذاتها جريمة موصوفة في القوانين السارية، والإفراج عن كل المحتجزين والمحبوسين في قضايا الرأي مع التوسع في مفهوم قضايا الرأي».
وأشار إلى أن «هناك توازنا آخر تحققه المبادرة بين مفهوم حكم الدستور وشرعية الحكم، وأن الهدف من طرحها هو فك الاشتباك في المجتمع ليس فقط من المنظور الأمني وإنما أيضاً من المنظور السياسي والاقتصادي والاجتماعي».
واعتبر أن «هذا الاشتباك المتعدد الزوايا قد يدفع المجتمع في النهاية إلى احتراب أهلي بما يتطلب ضرورة المسارعة بنزع فتيل الانفجار».
وبين أن: «النداء باختصار يقترح إعادة المسائل إلى أصولها، فلا يمكن لأحد أن يجادل في أن الشعب هو مصدر السلطات، وإذا بدا أن هناك غموضا أو التباسا، فلا بد أن يتم الرجوع لأصل السلطات كي يفصل في الخلاف قبل أن يستفحل».
وعبر عن أمله في أن «يجد النداء تجاوباً واسعاً، سواء من جانب السلطة أو من جانب الشعب».
وأوضح أن «النداء يقدم لسلطة الحكم نافذة يطل منها على حقيقة الموقف الشعبي، وباباً للخروج إذا ثبت أن الرضا الشعبي لم يعد متوافراً، وهو إجراء دستوري يتوسم أن تستقبله كل الأطراف ذات الصلة بفهم وتمعن».
وتابع: «النداء وما ورد فيه ليس منقوشاً على حجر أو هو وثيقة قدسية، فمن الممكن أن يؤخذ منها ويرد، ويحتمل إتاحته للنقاش العام من خلال مؤتمر أو مؤتمرات وندوات في كل وسائل الإعلام، وذلك كله مرهون بإخلاص النية واتضاح هذا الإخلاص في التعامل مع ما ورد من أفكار، وإلا فإن النداء يظل بكل ما ورد فيه صيحة مخلصة للخلاص، وإشارات إلى طريق في مفترق طرق».
وحسب مرزوق «لم يتح له أو لغيره فرصة مناقشة حرة لتلك الأفكار، وربما لا تكون المساحة المتاحة هنا أو الزمن المتاح يسمحان بالرد على كل ما أثير مدحاً وذماً في هذا النداء».
وتابع: «استطيع أن أؤكد على عدة أمور، فلا أدعي احتكار الحقيقة، ولكن ما توصلت إليه هو ثمرة جهد شهور متصلة حاولت فيها أن أوظف كل خبرتي عبر سنوات ناهزت علي الأربعين كضابط صاعقة وكدبلوماسي وسياسي وكاتب، مع قراءة متعمقة في الحالة المصرية بشكل مقارن مع حالة مجتمعات أخرى مشابهة مرت بنفس الظروف في مختلف قارات العالم «.
ولفت إلى ان «هذا النداء منزوع الأيديولوجية، أي أنه لا ينظر للوضع المأزوم الحالي من خلال عدسات أيديولوجية ملونة، وإنما من خلال عدسات شفافة تماماً تعكس الواقع كما هو».
وتوقع أن «تتناثر الاتهامات من أبواق إعلامية بعينها، مضيفاً: «لن يخجل هؤلاء من استخدام تهمة الإخوان والإرهاب باعتبارهما مترادفات لفظية تستخدم بشكل فوري مع أي صوت مختلف (ناهيك عن كونه معارضا).. ولقد تكرر ذلك معي عدة مرات، ولكن من المدهش أنه في نفس الوقت كانت هناك اتهامات من البعض في خندق الإخوان أيضاً وفي الواقع أن من يقرأ مقالاتي ويستعرض لقاءاتي الإعلامية منذ 25 يناير/ كانون الثاني 2011 وحتى الآن لن يجد أي انحراف عن مجموعة من المبادئ التي أؤمن بها، وهي نفس المبادئ التي يسهل تتبعها في كتاباتي سواء السياسية أو الأدبية منذ ما يزيد على أربعين عاماً».