معلقات على أستار الكأس

1
هل انتهيت
من كأسك
أم احتساك
الكأس
الخارج من العتمة
الكأس المقدس
الذي درنا حوله
سبع دورات
وصلينا على أعتابه
سبع ليال.
غمر الثلج أوصالنا
وبدأنا الكتابة
كأننا لم نكتب من قبل
ولم نصادف امرأة
مدهشة.
يا صديق الثمالة
هل انتهيت
من كأسك
أم دهسك القطار المسرع
الخارج
من جدار الحانة

2

حينما تتسلقني النشوة
وتغادرني آخر امرأة
مع آخر رشفة كأس
أقف
كأنني محور الدائرة
كأنني المنتظر
والملعون
كالقصيدة
وأسر للخَمار
حكمتي
حين يصير الكأس
خليلك
ويغادرك الخلان
إلى فراغاتهم

3

ألبيرتو كورابيل
يروض الليل
بألحانه
وبابلو نيرودا
يتسلق السلم الموسيقي
كأسه في يد
ووطنه في يد.
الهنود الحمر
يمارسون جنونهم،
في اصطياد الثيران الهائجة
وخلف النافدة،
مطر يتعرى
وسحابة تصعد
من كأس.

4

هل نقول اتفقنا
للبقاء كما نحن
جسدين في مهب الديمومة
أم يقول الكأس
أخرجا
بحرين هائجين
واغمرا اللانهائية
الجسد للحانات
والمساحيق

5

الليلة سأسكب الكون
معلقاتٍ على أستار
الكأس
وبعدها سأصير فراشة
وأحلق في الحانات
كما شئت
كم كنت دودة
حقيرة
وغبية

6

للريح تفتح هذه
الحانة
فخديها

7

للأشجار
أحلامنا
المعلقة كدُمى
في الغرف

8

وللمرأة في انتظار
الشبح
قل لها أيها
الكأس
قد ضاجعَت الحاناتُ
قبعته السوداءَ
وللقطارات المسافرة
نحو البحر
المعطف المتعب.

9

الصمت جليلٌ
حين ينتصب كمنحوتةٍ
يونانيةٍ
بمهابة
ويلقي علينا التحية

10

نفس الشخص
اللامرئي
يعاود زيارته
ويرشف من كأسي
رشفتين
ويطلق في الهواء
نفس الكلام البذيء
ويقول لي ضاحكا:
أنظر في المرآة تراني.

11

يكتب الليل
معلقة طويلة
وحتى النافدة
والعتمة
والجدار
واللوحة السيريالية
والمرآة العتيقة،
وساعة الحائط تخبرنا
أن الوقت قد حان
كي ننسحب جميعا
ويظل الكأس

12

أحمل قبتي الخضراء
على ظهري
وأدور
على نفسي
كالمجذوب
وأتوحد
مع كأسي
وأقول: يا أنا

13

في يدي تنمو
زهرة غريبة
وفي قلبي
تنمو
جنة

14

الدولاب ينفتح
في الليل
لوحده
ويطلق موسيقى رتيبة
تتسلل
منه الذكريات
مزهوة
وتبدأ بالرقص الهمجي
فوق رأسي
أحتسي
كأسا
وأصير ذكرى
وأنخرط في هذا الرقص
المتوحش

15

بائع الإطارات الفارغة
فوق دراجته الهوائية
يبيع للعابرين
وجوههم

16

أيتها الأحلام
يا من تقفين على ربوة
عالية
وتتهيئين
للانتحار
سأقنعك بالجلوس معي
واحتساء كأس
من عصير الليل
عللك
ترتدين كل الأشجار
التي تنحني احتراما
للعاصفة.

٭ شاعر ومترجم مغربي

6shr

معلقات على أستار الكأس

عبد الجواد العوفير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية