بغداد ـ «القدس العربي» : بعد ثلاثة قرون من التواجد على الأرض العراقية، غادرت آخر وجبة من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة للنظام، العراق إلى البانيا للاقامة فيها، بموجب اتفاق شاركت فيه الأمم المتحدة والحكومتان العراقية والأمريكية.
وأعلنت الحكومة العراقية انهاء تواجد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية على الأراضي العراقية بشكل تام وتمكنت من «إغلاق هذا الملف وطي صفحة أخرى من مخلفات النظام البعثي المقبور».
وذكر بيان مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي «تم يوم أمس ترحيل كافة عناصر منظمة خلق الإيرانية ونقل آخر دفعة منهم والبالغ عددها مائتان وثمانون عنصرا من مخيم الحرية إلى مطار بغداد ومنه إلى جمهورية ألبانيا بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وبذلك تنتهي آخر مرحلة من فصول ملف ارتبط بمعاناة الشعب العراقي من الحروب والقمع والتدخل».
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في بيان، «تعبر وزارة الخارجية العراقية عن ارتياحها العميق لما تحقق بنقل آخر وجبة من قاطني معسكر الحرية من أعضاء منظمة خلق الإيرانية إلى خارج العراق بناء على طلب الحكومة العراقية، حيث تكللت الجهود الدولية التي سعت إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة بهذا الانجاز المهم، بعد أن أوفى العراق بكافة التزاماته وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة بينه وبين الأمم المتحدة عام 2011 بشأن إعادة توطين سكان المخيم في بلدان أخرى».
وأضاف جمال أن «وزارة الخارجية العراقية تعبر عن تقديرها وشكرها للجهود والتدابير التي اتخذتها منظمة الأمم المتحدة، وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأعضاء وبالخصوص ألبانيا، والمنظمات الدولية التي ساهمت جميعا بنقل قاطني المعسكر بنجاح، وإنهاء تواجدهم على الأراضي العراقية».
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، امس الاول السبت، عن سروره لانتهاء عملية نقل سكان مخيم أشرف، بناء على طلب الحكومة العراقية إلى خارج العراق، مبديا امتنانه إلى الدول والمنظمات الدولية التي دعمت هذه الجهود.
ومن جهتها، أعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، عن مغادرة الوجبة الاخيرة من اعضاءها في العراق،مساء الجمعة، لإعادة توطينهم في ألبانيا في أعقاب سلسلة هجمات على معسكرهم في السنوات القليلة الماضية.
واشار بيان المنظمة إن أكثر من 280 عضوا كانوا يعيشون في معسكر الحرية (ليبرتي) القريب من مطار بغداد الدولي غادروا العراق.
وكان اتفاق شاركت فيه الولايات المتحدة والحكومة العراقية برعاية مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، قد تم توقيعه حول توطين قرابة 2000 معارض إيراني في نحو 12 دولة أوروبية.
وبهذه المناسبة، اقيم في باريس مؤتمر صحافي أعلنت فيه رئيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مريم رجوي عن نجاح عملية نقل عناصرها كاملة إلى خارج العراق، مشيرة إلى الاعتداءات والهجمات والمضايقات التي تعرض لها سكان المعسكر طوال الفترة الماضية، كاشفة عن اتفاق بين الحكومة الإيرانية ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي على القضاء على سكان ليبرتي.
وقالت في مؤتمر صحافي عقدته يوم امس الأول السبت، واستمعت له «القدس العربي»، ان عملية نقل عناصر المنظمة «انتهت بنجاح كامل من ليبرتي إلى خارج العراق، مشيرة إلى ان عملية النقل جرت إلى «دول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا وهولندا والنرويج وفنلندا والدنيمارك وبلجيكا وايطاليا واسبانيا وكذلك كندا».
وكان مقر المنظمة في ديالى شرق العراق، ولكن القوات الأمريكية قامت خلال فترة احتلالها للعراق، بنقل اعضاء المنظمة في مخيم الحرية ( ليبرتي) قرب مطار بغداد، وذلك بعد تعرض المعسكر في ديالى إلى هجمات متكررة من تنظيمات موالية لإيران.
إلا ان الهجمات على المعسكر لم تتوقف بعد نقل أعضاء المنظمة إلى معسكر الحرية، حيث شنت ميليشيات شيعية عدة هجمات بالصواريخ على المعسكر ما اسفر عن مقتل وجرح العشرات.
وفي الإطار نفسه، نسبت وكالة فارس الإيرانية إلى واثق البطاط قائد جيش المختار أن مجموعته طالبت مجاهدي خلق مرارا بأن تغادر العراق بأسرع وقت ممكن وإلا سيكون هناك المزيد من الهجمات.
وسبق للبطاط وهو قائد أحد أجنحة حزب الله العراق ويعترف بعلاقته بإيران، ان قام بقصف معسكر مجاهدي خلق في مطار بغداد عدة مرات ومنها الهجوم في تشرين الأول/اكتوبر 2015 الذي قتل فيه 23 من أعضاء المنظمة في هجوم صاروخي أعلنت جماعته مسؤوليتها عنه.
وكانت المنظمة تشكو دائما من سوء تعامل السلطات الأمنية العراقية مع عناصرها في مخيم الحرية، حيث خرجت النساء الإيرانيات ضمن مخيم ليبرتي للتظاهر والاحتجاج على الحصار المفروض على المخيم من قبل السلطات العراقية التي تمنع دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود ضمن سلسلة قيود تفرض عليهم. كما أكد أن هناك مخاوف من السكان باجتياح الميليشيات الموالية لإيران المخيم وارتكاب مجزرة بحق سكانه كما فعلت سابقا.
وكان النائب العراقي أحمد عطية، أكد أن منع دخول المواد اللوجستية والبنزين إلى مخيم ليبرتي، هو متعمد، داعيا الحكومة العراقية إلى الالتزام بقوانين حقوق الإنسان الدولية.
وأضاف أن «الحكومة العراقية والحكومات السابقة المتعاقبة لديها تقصير متعمد بهذا الجانب تجاه سكان ليبرتي».
وتساءل «لماذا لا يسمح لمريض في هذا المخيم بالخروج منه لغرض العلاج في المستشفى ولماذا يمنع دخول مادة البنزين للمخيم رغم وجود حصص لهم».
وأوضح أن «هناك الكثير من الأمور متعمدة في هذا المخيم وهذا ما لا يجب أن يكون وعلى العراق الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان».
وتأسست منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بزعامة مسعود رجوي، كحركة معارضة عام 1965 ضد نظام الشاه، ولكنها تحولت لاحقا إلى معارضة مسلحة لنظام الخميني بعد عام 1978،نتيجة ملاحقة قادتها وعناصرها مما أسفر عن مغادرتهم إيران إلى عدد من الدول، من بينها العراق الذي اصبح مقراً رئيسياً لحركتها المسلحة عام 1986، وقد استخدمها نظام صدام حسين ضد نظام خميني مثلما استخدمت إيران المعارضة العراقية ضد العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 ـ 1988 ).
مصطفى العبيدي
تصحيح
بعد ثلاثة عقود وليس ثلاثة قرون
وعيدكم مبارك سعيد
ولا حول ولا قوة الا بالله
مجاهدي خلق ليس مكانهم العراق ,,,ولكن صدام حسين جاء بهم و اواهم من فرنسا لانهم ضد نظام الخميني وهو ايضا ضد ذلك النظام ,فتلاقى الاثنين في كرههم للخميني و نظامه الديني
ولا يخفى ان مجاهدي خلق قد قاتلوا مع نظام صدام في تصديه للانتفاضه الشعبيه1991 طبقا للمبدا (من ياكل من طبق السلطان , يحارب بسيفه)
الان علاقة العراق و ايران جيدة جدا , اذا لا مكان لهم في العراق
شكرا لكم
اني مندهش من البعض من الذين ينتقدون نظام المرحوم صدام، العراق كان قلعة لاجل الدفاع عن حرية الشعوب، منظمة خلق كانت واحده من منظمات تحرير عديده العراق العربي احتضنها وقدم،لها الدعم والمساعده. منظمة خلق المجاهده لم ولن تتدخل في شؤون العراق الدخليه واني على يقين بان النظام الفاشل الذي يحكم بغداد سوف يزول مع المعمين الذين دخلوا بغداد مع الدبابات الامريكيه.