مقال للإعلامي نديم قطيش من «المستقبل» بعنوان « جعجع… والأخوت» يشعل ردودا على «الصديق المزيف» من إعلاميين قواتيين

حجم الخط
1

بيروت ـ «القدس العربي»: على الرغم من المذكرتين الصادرتين عن حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل إلى جمهورهما، بعدم التعرض لقيادات وجمهور الفريق الآخر نتيجة الاحتقان الذي تولد غداة ترشيح الرئيس سعد الحريري لخصم سمير جعجع، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، إلا أن المناوشات ما زالت مستمرة بين أنصار الفريقين وإن تراجعت حدتها.
غير أن مقالا كتبه الصحافي في قناة «المستقبل» نديم قطيش تحت عنوان «جعجع… والأخوت» في جريدة «المدن» الإلكترونية عاد ليشعل الجبهة مع إعلاميي القوات هذه المرة.
ولفت أن المستشارة الإعلامية لرئيس حزب «القوات اللبنانية» أنطوانيت جعجع توجهت بقسوة إلى نديم قطيش على حسابها على «الفايسبوك» قبل أن تعود لتحذف ما كتبت التزاما بالتعميم القواتي، ومما كتبت انطوانيت جعجع «عذرا استاذ نديم قطيش، لم تعد تهمنا غيرتك على رفاق حسبوك يوما واحدا منهم، ومعهم وأعطوك مفتاح الثقة، لتضع نفسك اليوم بمثابة الأخ الذي يتفهم غضبهم، وضعفهم لأنهم هاجموا من خلالك شخصا أو مجموعة لا يستطيعون مواجهتها».
وتوجهت له بالقول مباشرة «لا أنت لست واحدا منا، وبدل ان تعطينا النصيحة، بأننا قد لا نتفق على كل شيء، لكن من المعيب اننا فجأة بتنا نختلف على كل شيء، كان الأحرى بك ان تصمت لأن القوات اللبنانية حين تريد ان تهاجم أحدا لا تلجأ إلى المواربة بل إلى المواجهة، حيث لا ولم ولن يجرؤ الآخرون والآن باسم كرامة شباب القوات الذين هم بحاجة لحماية من غدرك أنت بالذات، أعطيك الحق ان تتكلم في الإعلام والسلام فأنت لست واحدا منا».
وكان الإعلامي نديم قطيش كتب في مقاله «إن الانصاف يقتضي القول إن الفراغ الرئاسي اليوم سببه الرئيسي اصطدام معادلتي الدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون بالحائط. خاض الجنرال معركته ولا يزال على قاعدة «أنا أو الفراغ» وخاضها ويخوضها جعجع على قاعدة «الفراغ ولا عون».
وقال «أذكر أنه في واحدة من الجلسات التي أشتاقها وسأظل أحن اليها، حكى لي الحكيم قصة عن «أخوت» في قريته كان يجن جنونه ويلحق بالأولاد والفتية رميا بالحجارة اذا قالوا له كلمة معينة، لا تسعفني ذاكرتي في استعادتها الآن، من دون أن يفهم أحد لماذا كانت هذه الكلمة تثير غضبه إلى ذاك الحد. وسألني لماذا يجن المسلمون مني كلما ذكرت الأرثوذوكسي. أجبته بصراحة وحب، لن ينتظر إلاهما مني بالامس واليوم وغدا: لأنك أهنت المسلمين. أهنتهم عندما اعتبروك مع سعد الحريري زعيما لهم وإذا بك تقول لهم أن تصويتهم لك ينتقص من مسيحيتك وأنك تريد أن تنتخب بصفاء مسيحي».
وأشار إلى «أن القواتيين يحتفون اليوم بأصوات سنية معترضة هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني أسأل هل سيفتح لهم الحكيم أبواب الانتساب إلى القوات؟ وإن فعل هل سيعتبر أصواتهم في صناديق الاقتراع أصواتا قواتية أو اصواتا غير مسيحية؟».
وختم المقال بقوله «ثمة في العمق أزمة هوية سياسية بالعلاقة مع القوات. سمير جعجع لا يرتاح إلا بكونه زعيما مسيحيا مفتوحا على بقية اللبنانيين (بشروط)، فيما سعد الحريري لا يرتاح الا بكونه زعيما لبنانيا مفتوحا على بقية السنة، في خلفيات الاشتباك على ترشيح فرنجية شيء كثير من الاشتباك بين هاتين الهويتين. والسلام!».
وكانت القوات اللبنانية ردت على مقال نديم قطيش بـ»نصيحة إلى الصديق المزيف» كما وصفته فكتبت «لم نر خبثا كالمرائين أكثر من كلام نديم قطيش، الذي بإسم صداقة مزيفة مع «القوات اللبنانية»، يذر رماد الزيف في عيون القراء، ويتكئ على أقاويل غير دقيقة ليبني أوهاما دونكيشوتية».
وقالت القوات «اولا، ليس صحيحا ان سمير جعجع من أسقط «المجلس الوطني لقوى 14 آذار»، بل هو من حرره ليكون حكرا للمستقلين وغير الحزبيين في 14 آذار». وثانيا، ليس سمير جعجع من يخاف من المسلمين ويريد التقوقع في بيئة مسيحية، وهو من قاوم وقاتل لأجل لبنان الحر لكل أبنائه، واعتبر يوما أن فؤاد السنيورة يمثله أكثر من الماروني إميل لحود، ودخل مع قواته إلى السراي الحكومي لدعمه في «7 ايار» 2008 «حيث لم يجرؤ الآخرون»، ليأتي بعض الشذاذ ويعطونه دروسا في الوطنية. ولكن ليس سمير جعجع من سيقبل أن يساجل الشراكة على السطوح، كما يحاول كاتب المقال «التلحيسي» أن يفعل. وإذا كان القطيش هذا حريصا كما يدعي على صداقة «القوات اللبنانية»، فإليه منها هذي النصيحة: من يهاجم صديقا في غير سره فهو عدو خبيث بثوب صديق. أما بعد، فنحن متأكدون أن سعد الحريري براء من تبييض القطيش الذي في غير محله إلا الإساءة إلى تيار «المستقبل»، وفي غير أوانه إلا لزرع الفتنة. وختما.. ولا نقول ختاما إلا: يللي استحوا ماتوا.. والسلام».
من جهته، كتب الاعلامي طوني أبي نجم المناصر للقوات ردا على قطيش جاء فيه «كنت أرسلت هذا الرد إلى الزميل نديم قطيش بالإنبوكس لعدم إثارة جدل على صفحات الفيسبوك، ولكن طالما أنه لم يرد قررت نشره علنا:
سأكتفي بالرد على مقال الزميل والصديق نديم قطيش في جملة واحدة من مقالته المعنونة «جعجع والأخوت»، لأنها استفزتني لأنعش ذاكرة الصديق نديم ببعض الحقائق.
يقول نديم: «يواجه سعد الحريري مع القوات، منذ قانون اللقاء الأرثوذوكسي (وليس المقام هنا لاستعادة سلسلة التخليات) وحتى التمترس المذهبي في مواجهة انتخاب فرنجية، اعتراضا قواتيا على زعامة الحريري خارج طائفته أو حتى على المبادرة خارجها». للتذكير فقط فإن طرح اللقاء الأرثوذكسي من «القوات اللبنانية» حصل في العام 2012 بعد 18 جلسة عقدها الدكتور سمير جعجع مع الرئيس فؤاد السنيورة خُصصت للنقاش حول ضرورة إقرار قانون انتخابي جديد يعكس التمثيل الصحيح. وبعد الجلسة الـ18 اقتنع «الحكيم» بأن السنيورة، وبالنيابة عن تيار المستقبل، يريد الإبقاء على قانون الستين. فماذا كان على سمير جعجع أن يفعل؟ بكل بساطة ذهب إلى «الأرثوذكسي»، وحين اقتنع حلفاؤه بضرورة نقاش قانون غير قانون الستين، تم التوافق على القانون المختلط فلم يتمسك بعدها جعجع للحظة بالقانون الأرثوذكسي.
أما بالنسبة إلى اعتراض «القوات» على زعامة الحريري خارج طائفته، فلا بد من التذكير بأن الحريري في العام 2010 ذهب وزوجته إلى بنشعي وأمضيا نهارا كاملا في ضيافة سليمان فرنجية من دون أن ينسق مع جعجع احتراما ولو بالشكل، ولا حتى أن يمر بزيارة على حليفه في زغرتا ميشال معوض. تخيلوا معي لو أن سمير جعجع قام بزيارة إلى الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس مثلا ولم ينسق مع الحريري أو لم يزر قيادات المستقبل في المدينة أيضا!
لا بل تخيلوا لو ان «الحكيم» أقدم على ترشيح نواب سُنة في بيروت أو طرابلس، كما يفعل الحريري عندما يُرشح نوابا مسيحيين من دون أي حيثية شعبية، كما في حالة ترشيح نضال طعمة في عكار لمنع ترشيح وهبي قاطيشه مثلا! (لا يلزم الموضوع تربيح جميلة بأن السنة في عكار يحسمون النتيجة، لأن السنة في إقليم الخروب يمكنهم قلب النتيجة أيضا، وخصوصا أن وليد جنبلاط انقلب على قوى 14 آذار، وهو من قلب الأكثرية عند التصويت لمصلحة نجيب ميقاتي في كانون الثاني 2011، ورغم ذلك لا يحاول سعد الحريري زكزكة جنبلاط بأي طريقة).
وختم أبي نجم «لن أطيل الكلام، ولن أناقش نديم قطيش في تبريره العقيم لخطوة ترشيح سليمان فرنجية. قرأنا تبريرات قبلا لزيارة دمشق وغيرها من الخطوات التي لم تؤد سوى إلى تقهقر 14 آذار طوال السنوات الماضية. وفي الختام، حبذا لو كان سعد الحريري في لبنان عند طرح القانون الأرثوذكسي لربما كنا تفادينا الكثير من الإشكاليات داخل 14 آذار. ربما تكون نسيت يا صديقي نديم أن سعد الحريري خارج لبنان منذ العام 2011!. صحيح أن لسمير جعجع أخطاءه، وجل من لا يُخطئ، لكن الأكيد أن جعجع بقي وفيا دائما لجمهور 14 آذار ومبادئها ولدماء شهدائها. وهذا ما يجعل لـ «الحكيم» تأييدا واسعا في صفوف الجمهور «السني» في لبنان… أما قصة الحريري العابر للطوائف فيا ليت يدلنا نديم على إشارة واحدة عنها لدى من لا يجرؤ على العودة إلى لبنان».

سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسام محمد:

    للعلم، لم يتلقى اي من العاملين في تلفزيون وجريدة المستقبل رواتبهم منذ عشرة شهور!

إشترك في قائمتنا البريدية