الناصرة – «القدس العربي»:تحاول إسرائيل أن تتوارى عن الأنظار حيال المحاولات الأمريكية لتشكيل إئتلاف دولي ضد منظمة «داعش» لكن تسريبات وتصريحات مختلفة تفيد بأنها مهتمة جدا بها بل توظفها لشيطنة الفلسطينيين ولتعزيز علاقاتها بدول الغرب بتوفير معلومات استخباراتية عما يدور في المنطقة العربية المجاورة.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد التقى الأربعاء الماضي في واشنطن نظيره الأمريكي جون كيري وأبلغه بجاهزية إسرائيل لتقديم المساعدة للإئتلاف الدولي ضد «داعش». ليبرمان الذي تتطابق رؤيته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في التهرب من تسوية الدولتين والحيلولة دونها بفرض الحقائق على الأرض وتمزيق أوصال الضفة الغربية وقطع صلاتها بقطاع غزة، استغل الفرصة هو الآخر للمفاضلة بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين حركة حماس في محاولة للنيل من الأخيرة وتوجيه التحامل العالمي على «داعش» نحو الفلسطينيين.
وانتهز ليبرمان اللقاء لتكرار تحريضه على الجانب الفلسطيني فقال إن «عمليات حماس ضد إسرائيل وضد سكان غزة لا تختلف عن إرهاب عناصر الدولة الإسلامية» زاعما أن الاختلاف الوحيد بين الطرفين يكمن بالمصطلحات فقط وبطرق العمل والاتصال. وتابع في محاولة لتعزيز مزاعم «اللا شريك» الفلسطيني والتي تسخر منها أوساط إسرائيلية أيضا «كما لا يمكن التفاوض مع منظمة كـ «داعش» لا يمكن التحدث مع حماس التي لن يكون هناك سلام ولا أمن طالما بقيت في الحكم داخل غزة».
في لقائه مع كيري أكد ليبرمان رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» الناشط من أجل ترحيل فلسطينيي الداخل، على ضرورة إنهاء «سلطة الإرهاب» في أراضي السلطة الفلسطينية بكل تسوية للصراع. في الواقع كما في الإئتلاف الدولي بقيادة واشنطن على العراق أيام صدام حسين بالحربين الأولى والثانية كانت إسرائيل تحافظ على عمليات تنسيق ومساعدة خلف الكواليس لئلا تصيب دولا عربية شاركت بالحملات العسكرية بالحرج.
ولذلك أبلغ ليبرمان كيري ان تل أبيب تشد على أيدي واشنطن في المعركة ضد «داعش» وأنها تحت تصرفها بكل ما تحتاج وسط اهتمام بالحساسية الكامنة في تركيبة الإئتلاف الدولي ووفقا لاحتياجات الولايات المتحدة.
وثمّن ليبرمان الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة وقال إن إسرائيل قيادة ومواطنين يعرفون أن الولايات المتحدة هي الصديقة الأقرب لها وطلب من كيري أن تشطب واشنطن إسرائيل من قائمة الدول التي حذرت مواطنيها من زيارتها لدواع أمنية.
وعلى خلفية الإهتمام الإسرائيلي الواسع والمكثف بـ «داعش» يوضح ضابط كبير في جيش الاحتلال أن إسرائيل ليست على برنامجها. وكشف الضابط محجوب الهوية في حديث لصحيفة «هآرتس» أن إسرائيل تزود الولايات المتحدة بمعطيات استخباراتية حول منظمة «داعش» وتحركاتها لافتا أن هذه تضاعف قدراتها الاقتصادية ما يمكنها من تعزيز سيطرتها على مناطق واسعة في سوريا والعراق ويتيح لها بناء تحالفات مع قبائل ومنظمات في هذه المناطق. ويوضح ضابط الاستخبارات الإسرائيلي أن «داعش» تسيطر الآن على 60 بئر نفط تدر عليها أرباحا يومية بقيمة ثلاثة إلى ستة ملايين دولار. وعلاوة على النفط تمول «داعش» فعالياتها بواسطة جباية أتاوات وفديات قبل إطلاق سراح رهائن وعمليات نهب وابتزاز.
في المقابل يوضح الضابط أن إسرائيل غير موجودة في دائرة الاستهداف لدى منظمة «داعش» في هذه المرحلة وأنه لا تكترث بها داعيا للتعامل بجدية مع المنظمة المتطرفة لأن عناصرها ليسوا بطريقهم للاختفاء بسرعة مرجحا أن يختبأوا الآن خوفا من الضربات الأمريكية. وبحسب الضابط يرجح الجيش الإسرائيلي أن هناك 30 ألف عنصر ينتمون لـ»داعش» لكن أعدادهم في تزايد بسبب ضمه تنظيمات محلية في ظل نجاحات يحققها بالميدان.
ورغم هذه التقديرات فإن إسرائيل تتحسب من تطورات الأحداث في البلدان المجاورة، وكرس رئيس حكومتها الأسبوع المنصرم جلسة الحكومة للتداول باحتمالات تسلل ممكن لـ»داعش» داخلها وللضفة الغربية. ومن ضمن تلخيصات الجلسة الضرب بيد من حديد كل من يبدي تأييدا لـ»داعش» من الفلسطينيين خاصة داخل الخط الأخضر. وفي مطلع الشهر كان وزير الدفاع موشيه يعلون قد أعلن رسميا بتوصية من جهاز المخابرات العامة (الشاباك) أن»داعش» تنظيم غير قانوني وذلك بهدف «حماية أمن الدولة، الجمهور والنظام العام».
وتبعه نتنياهو وقال خلال مؤتمر هرتزليا الأمني أنه يؤيد زيادة ميزانيات وزارة الدفاع للعام 2015 في ظل التهديدات الإرهابية المحيطة بإسرائيل وعلى رأسها تنظيم «داعش». كما أعلن تأييده المطلق للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وكشف أن إسرائيل تساهم فيه وتقدم حصتها، وتابع ملمحا لوجود عمليات سرية «بعض الأمور معروف أكثر وبعضها أقل».
بالتزامن كان قد أعلن في إسرائيل عن توسيع «وحدة مكافحة الارهاب» في الشرطة «يمام» في ظل التهديدات المتنوعة في المحيط العربي التي ربما تنكشف عليها إسرائيل بعدة مواقع وأشكال بالوقت نفسه.
ويذهب وزير الدفاع الأسبق موشيه أرنس لحد القول إن «داعش» تشكّل بداية انهيار اتفاقية سايكس – بيكو بعد مئة سنة على «خلقها».
وتعنى المؤسسة الأكاديمية في إسرائيل بـ «داعش» بشكل واسع ويتوقع زوال الشعبين السوري والعراقي فيما يتوقع باحث إسرائيل( د. آشر عوديد) تلاشي الشعوب العربية وانصهارها في أمة عربية واحدة بفضل ثورات وشيكة ستتم بمساعدة الشبكة العنكبوتية.
كما يحذر الخبيران الإسرائيليان البروفيسور أرنون سوفير، رئيس كاتدرائية حيكين للجيو- استراتيجية في جامعة حيفا وزميله والدكتور انطون باركوبسكي، في مقال مشترك، إسرائيل من خطر الهجرة الذي يقف على اعتابها، جراء ما يحدث في دول المنطقة. ونوها في مقال نشره موقع الكاتدرائية الأكاديمية لمحيط الدول المنهارة، والتي تواجه حالة من الحروب الداخلية والخارجية وشددا على حاجة إسرائيل للاستعداد لوصول موجات من المهاجرين من الدول العربية إلى أراضيها، والذين قد يشكلون خطرا على وجودها.
وقالا «ان موجات المهاجرين باتت تشكل خطرا ملموسا على مستقبل الأردن، فيما يواجه الأردن، ايضا خطر سيطرة «داعش» على أجزاء من أراضيه، وضمها الى «الدولة الإسلامية». وحسب المعطيات التي اوردها سوفير وباركوبسكي، فقد تم في العام 2013 تسجيل رقم قياسي للمهاجرين في العالم، وصل الى 232 مليون نسمة، يشكلون نسبة 3.2% من المجموع الكلي لسكان العالم.
وحسب رأيه فان «ما يثير القلق بشكل خاص هو ما يحدث في الأردن منوها انه في أعقاب الأوضاع في سوريا والعراق، اضيف ما بين مليون ومليون ونصف لاجئ جديد الى سكان الأردن البالغ عددهم 6.5 مليون نسمة».
ويقول سوفير إن الكثير من اللاجئين الذين وصلوا الى الأردن هم متسللون من التنظيمات المتطرفة، أمثال «داعش» «الذين يستغلون الأوضاع الصعبة لتجنيد نشطاء في التنظيم». وحسب رأيه فان هناك ثلاثة بدائل ممكنة: الأول، تقديم الغرب لمساعدات مكثفة تساعد على استقرار المملكة. الثاني، انهيار المملكة واندلاع حرب أهلية، على غرار سوريا. ويتكهن سوفير بأن الفلسطينيين سيحاولون عندها السيطرة على المملكة واقامة دولة فلسطينية فيها.
أما البديل الأكثر خطورة، فهو سيطرة «داعش» على أجزاء واسعة من الأردن، وضمها الى الدولة الإسلامية. وفي حال حدوث هذه التوقعات، ستواجه إسرائيل خطرا ملموسا، ليس من جهة الأنظمة غير المستقرة فقط، وانما من احتمال قيام مئات آلاف اللاجئين بالدخول الى إسرائيل.
في المقابل يحذر المعلق العسكري البارز في القناة الإسرائيلية الثانية «يوآب ليمور» من أن «داعش» ستوجه بنادقها نحو إسرائيل ريثما تنتهي من معاركها الداخلية في سوريا والعراق.
ويدعو الحكومة لعدم الاستراحة على أكاليل الغار وزيادة حجم المساعدات للإئتلاف الدولي بكل المستويات وخلسة منوها إلى أن «داعش» ليست بديلا للأسد الذي يحافظ على حدود آمنة مع إسرائيل منذ عقود.
وديع عواودة
السلام عليكم
إنّ الذي اعطى الفرصة لإسرائيل لنيل هذه المكاسب زيادة عن تاييد امريكا ودول الغرب لها وتوفير المناخ الملائم لتصول وتجول في المنظقة حرة طليقة الفرصة التي اعطاها العرب للغرب من استحواذ اسرائيل على كل هذه المكاسب وبخاصة لتمزيق الشعب الفلسطيني وجعله شعبا متنافرا هذا فتحاوي وهذا حمساوي وليس غريبا أن يكون في أي مجتمع احزاب مختلفة التوجهات ولكن اسرائيل استثمرت هذا الفرقة لتجعل من الاخوين اعداء على مر الزمان إلى أن يشاء الله رب العالمين …مع العلم أن اسرائيل لم ولن تتوقف عند هذه المكاسب بل تسعى لتوسعها بخلق النعرات وتشجيعها بين الدول العربية ليعود عليها بالإستقرار لأنه كلما إستقر الوضع في العالم العربي حدث زلزال في اوصال الكيان الصهيوني فانفجر من أعماقه…
زوال اسرائيل=استقرارالعالم العربي+التكامل الاقتصادي والسياسي(اما العناصر الاخرة موجودة وثابتة)
الاسد يحافظ على امن حدود اسرائيل منذ عقود ..لذلك امريكا الان تريد انقاذه من داعش او من السقوط ..
السلام عليكم و رحمة الله
أسرائيل و حاميتها أميريكا (منذ ولادتها المسخ عام 1947) ومن خلال جهازي مخابراتيهما ( الموساد وال سي اَي أي) ودعمهما المادي و اللوجستي…هما الذان أوجدا القاعدة زمن أبن لادن والان داعش أو الدولة ” اللا أسلامية ” زمن أبو اَلاء العراقي (الذي أطلق على نفسه أسم أبو بكر البغدادي)….
كل الذي تهدف اليه هذه المجموعات التكفيرية الارهابية (الذين يدّعون الاسلام و الاسلام الحق منهم براء !!) و منذ 2001 هو سحق ” الاسلام الحنيف ” الذي أنزل على قلب نبينا الاكرم الصادق الامين محمد عليه أفضل السلام وأتم التسلبم وكما ورد في محكم التنزيل… وقد فشلوا بأمر الله تبارك وتعالى على الرغم من المعاناة والنوازل والكرب الذي تعرض اليه المسلمون في كل أنحاء الارض !!!
بناءً على ما ورد أعلاه فلا داعش ولا غيرها يمكنهم ” التجرّؤ ” على صانعيهما أسرائيل و أميريكا…وعليه فمايزال التوجيه والسيطرة والتحكّم لهؤلاء القتلة – بتقديري – من قبل المجلس الصهيوني العالمي !!!