عندما جاء الليل
كنتُ ما أزال هنا أحفر نفقاً في رأسي بملعقة
وأحتمي بظلّه
أتمشّى على جثث ذكريات مستعملا أصابع رجلي
كي لا تفضحني عيوبي القديمة
وأجلس على حافة نافذة إذا ما تعبتُ
واضعاً رجلاً على رجلٍ مثل ملكٍ خاسرٍ
وأنظر إلى قطّ يترجّل عن ظهر صندوق قمّامة
ليصعد آخر مكانه
دون أن تحدث أعطابٌ في الصندوق الذهبي
أو تشتعل ثورة في محيط الصندوق
كنت ما أزال هنا أروي سيرتي العطرة
لنساءٍ يتحجّبن على الطريقة الأفغانية
وأتآمر على غرائزي
كما يتآمر حاكمٌ عربيّ على شعبٍ
والشّعب على بعضه بعضا بالإشاعة
أهشّ غربانًا عن جثتي
وأطرد برابرة وموظفين من غرفتي عندما أتشجّع
لأتزوّج امرأة تلد ولدًا وسيمًا
يكبر الولد الذي يحصل على البكالوريا سريعاً
ويحلق ذقنه في السابعة صباحاً
حيث أكون قد متّ بضربة شمس
فيهتزّ عرش الحب
كأن تهبّ زوبعة على حريقٍ في غابة
أو يعود قيس بن الملوح من قبره
ليوبّخ الصحراء والعمّ والقبيلة
أموت من غير أن أطمئن على مصير العائلة
مصير هذه القصيدة .
٭ شاعر مغربي
حسن بولهويشات