ملك آخر يهتز عرشه

حجم الخط
17

قبل عام حدثتكم عن عرش ملك يهتز، هو الكتاب الورقي، ولكنني لم أسطر بكائية في ذلك بل اعترفت بأن للتطور أحكامه. لقد سقط عرش الكتابة على ورق البردي واليوم نلحظ اهتزاز عرش الكتاب الورقي لصالح الإلكتروني فالأدوات تتطور والأهم هو المضمون …والثقب الالكتروني قد يبتلع الكتاب الورقي عما قريب.
ولكنني اليوم أسجل أسفي على عرش ملك آخر يهتز هو «تحقيق المخطوطات العربية التراثية». فالعمل عليها يتطلب الصبرو العشق. الصبر على اكتشاف أصل المخطوط ومدى انتسابه لصاحبه، والعشق وبدونه لا يمكن لأحد التعب طوال أعوام بكل أمانة علمية ليقدم لنا عملاً دقيقاً في حقل تحقيق تراثنا العربي العريق. وهو ما يفعله الأديب الأردني الباحث أحمد ابراهيم العلاونة الذي لا أعرفه شخصياً لكنني أقدر حرصه على الذاكرة العربية التراثية وتقديمها في قالب ذكي عصري يجذب القارئ.
ولا بد من الاعتراف بالكثير من الباحثين الأوفياء للتراث وتحقيقه، وأذكر على سبيل المثال العراقي د. جليل العطية والكتب التي حققها ومنها: أخبار البرامكة ـ المنتخب من كتاب الهدايا ـ أساس السياسة ـ أخلاق الملوك ـ آداب الملوك… هذا إلى جانب كتب من تحقيق اللبناني د. رضوان السيد منها :الأسد والغواص ـ قوانين الوزارة وسياسة الملك ـ الجواهر النفيس في سياسة الرئيس ـ تحفة الترك ـ كتاب الاشارة إلى أدب الامارة وسواها.

محمد السيف: الصبر وعشق الحقيقة

يجذبني الكتاب الذي يتمتع بهذه المزايا حتى ولو لم يكن تراثياً موغلاً في القدم، بل في حقل أدب السيرة لعربي منح قضايانا الكثير من العطاء والوهج في العالم. وأذكر على سبيل المثال كتاب محمد عبد الله السيف عن سيرة ناصر المنقور، فهو يمتاز بدقة استثنائية وتعب عاشق الحقيقة في جمع كل ما له من صلة بموضوعه مقدماً لنا نموذجاً أصيلاً في كتابة السيرة العربية مسترشداً بتقاليد الأجداد في منهج التحقيق الدقيق.. وهو يذكرني بالسيرة التي كتبتها الأديبة السورية الراحلة سلمى الحفار الكزبري عن الأديبة مي زيادة وحازت عليها «جائزة الملك فيصل للأدب».
إلى هذه المدرسة التراثية الجميلة الأمينة على الكلمة ينتمي الأديب الأردني أحمد العلاونة الذي اطلعت على بعض كتبه التراثية العصرية التي يتعب في تحقيقها على هدى الأمانة العلمية وتوخي الحقيقة دون أن يخون العصر بحيث تبدو أعماله قريبة من قلب القارئ العربي الشاب.. والجمع بين الأصالة والمعاصرة أمر يروق لي.

احتضان «فصيلة منقرضة»

لقد سبق لي أن تحدثت للقارئ عن بعض كتبه، واليوم أود لفت القارئ إلى كتب أخرى جديدة ممتعة لأحمد العلاونة تمتاز أيضاً بالإخلاص للتقاليد الأدبية العربية ومزج المعاصر بالقديم التراثي. في كتابه المشوق الجديد «الاخوة المبدعون الثلاثة» يحدثنا مثلاً عن الاخوة الثلاثة: عاصي ومنصور والياس الرحباني.
هذا إلى جانب أخوة ولكن من زمن آخر هم مثلاً الصحابي الجليل ابن عم الرسول العربي (634 ميلادية) من رواة الحديث واخوه قثم وأخوهما الأشهر والأعلم عبد الله ومن المكثرين من رواية الحديث لملازمته النبي العربي الكريم.

المزج بين التراث والمعاصرة

يشد أحمد العلاونة القارئ من العصر الحالي إلى الماضي ويغنيه بالمعارف التراثية. المستقبل امتداد لما كان ويحرض ذلك على الغرف من الإبداعات العربية أياً يكن تاريخ اشتعالها وهكذا نتعارف مثلا مع محمد الباعوني ( 1466م (وشقيقيه والأمثلة على ذلك تطول والمزج بين الحاضر والماضي حيلة إبداعية ذكية لتوعية الجيل الجديد بان الماضي لا يمكن له ان يمضي بل له امتداده في حاضره مستقبله.
وأنا معجبة بفدوى طوقان ولم أكن أدري ان لها شقيقاً ثالثاً غير ابراهيم شاعر فلسطين ذلك الزمان (1905 ـ 1941) الذي تولى تعليمها حين منعها الوالد من الذهاب إلى المدرسة لأن شابا رمى لها في دربها بوردة، وذلك الشقيق الثالث هو احمد بن عبد الفتاح الذي تولى رئاسة الوزراء في الأردن في إحدى الفترات، كما جاء في كتاب العلاونة. ولم أكن ادري أن نشيد «موطني» الذي كان يردده أبي وحفظته منذ الطفولة هو للشاعر ابراهيم طوقان شقيق الرائعة فدوى.
«في الكتاب وأحواله» نحن أمام كتاب جذاب جديد للعلاونة رصد فيه برهافة طرائف أدبية متنوعة مثل «من لم يتم كتابه وأتمه غيره» و«من ذيل على كتابه» ومن «ذيل على كتاب فكان الدليل أكبر من الكتاب» نفسه، و»من له كتابان بالاسم نفسه» و«من له شرحان أو اكثر لكتاب». وكتب العلاونة كلها تشي بباحث عصري تراثي بعيد عن الاضواء كراهب في محراب الكلمة العربية.

ناشرون يستحقون التقدير

حسناً فعلت» دار العلم للملايين «الشهيرة في بيروت حين عهدت إلى احمد العلاونة تصحيح كتاب بالغ الأهمية صدر عنها هو «الأعلام» لخير الدين الزكلي… ولا بد من التنويه بأن جمال المضمون في كتب العلاونة رافقه ايضاً جمال الشكل فقد صدرت كلها في حلة جمالية تراثية فخمة الخطوط بماء الذهب في الأغلفة والطباعة( الراقية) واحب توجيه التحية إلى «دار البشائر الاسلامية» كما إلى «مكتبة ومركز فهد بن محمد الدبوس للتراث الأدبي ـ الكويت» لسخائهما في الانفاق على جمالية الكتب مما يسعد قلب عشاق المكتبة الورقية التراثية على الرغم من تداعي عرشها.

ملك آخر يهتز عرشه

غادة السمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتور وليد محمود خالص أستاذ جامعي عراقي مقيم في الأردن:

    شكرا للأديبة المبدعة على هذا المقال الذي يفوح برائحة الانصاف ويعبق بعبير المنهج لأن أمثال الأستاذ أحمد العلاونة قلة قليلة في زماننا هذا المليء بالأعاجيب فقلة من الباحثين هي التي تنصرف الى مشروعها الثقافي غير مكترثة بالأضواء أو (الشللية) أو استجلاب المديح والثناء وأعلم وغيري يعلم أحسن مني أن الجمهرة من المثقفين وأنصافهم يولون اهتماما كبيرا لما يسمى اليوم (العلاقات العامة) فهي مجلبة الشهرة وصانعة النمور ولكنها نمور من ورق ولكن هذا هو الواقع وللأستاذ العلاونة كتب أخرى غير الذي ساقته الأديبة المبدعة تؤكد ما قالته وهو ما يزال منصرفا الى القراءة والتأليف بصبر نادر وهمة لا تعرف الكلل أكرر شكري للأديبة المبدعة على هذا التنويه والشكر موصول الى (القدس العربي) الغراء

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    لا زال الكتاب الورقي بالنرويج ذا قيمة عالية, فعلى سبيل المثال كتاب هاري بوتر الجديد نفدت منه آلاف النسخ بأول يوم عرض فيه للبيع
    الكروي داود لا يقرأ كتاباً ورقياً منذ 5 سنوات (ما عدا القرآن) لأن الإنترنيت خزن أغلب الكتب التي تهمني
    أتمنى أن تكون عينيك يا أستاذة بأحسن حال الآن حتى تستمتعي بمعلومات النت
    أول كتاب قرأته هو عن عنترة بن شداد لجرجي زيدان وبعدة أجزاء حين كان عمري 9 سنوات ولهذا أعشق الشعر الجاهلي
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول جبل النار _ الولايات المتحدة الامريكية:

      بارك الله فيك يا أخ كراوي وانا ايضا من محبين شعر الجاهلي واحفظ منه الكثير خاصة معلقة عمرو ابن كلثوم وطرفة ابن العبد وامروء القيس وزهير ابن ابي سلمى تحياتي لك .

    2. يقول الكروي داود النرويج:

      أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا * وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا

      بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً * وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا

      مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا * يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا

      نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا * وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا

      كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا * وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا

      نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا * وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا

      وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو * عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا

      وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ * نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا

      وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ * عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا

      نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ * فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا

      كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم * مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا

      كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ * خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا

      إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ * مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا

      نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ * مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا

      بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً * وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا

      حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً * مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا

      فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ * فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا

      وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ * فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا

      أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا * تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا

      أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا * فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

      إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ * تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا

      – من معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي –
      مع تحياتي ومحبتي وإحترامي لك يا عزيزي جبل النار وللجميع
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول نجم الدراجي - العراق:

    سياحة في أروقة التراث
    صباح الخير سيدة الادب العربي
    حين تكون في نزهة مع كلمات سيدة الادب العربي الرائعة غادة السمان تذكر انك ستنسى نفسك وماذا قرأت وأين ذهبت وفي أي محطة توقفت وستطلب من السيدة عدم التوقف والمزيد من التجوال وأحيانا تأخدك في جولة سياحة بين نفائس كتب الادب والابداع والتراث وهنا تتألق الاستاذة كالعادة بجمال الطرح والتوصيف والتحليل وبلاغة المفردات التي لانظير لها وتطلعنا على ثنائية الاصالة والمعاصرة ، أشعر بأن السيدة غادة السمان قد اقامت احتفالاً للمخطوطات العربية التراثية وللمبدعين هذا اليوم في أعادة صياغتها مع الحفاظ على المضمون والامانة العلمية في التقديم ، مبروك للاديب والباحث أحمد العلاونه وصف الاسطورة غادة السمان بأنه راهب في محراب الكلمة العربية .
    تحياتي..
    نجم الدراجي . بغداد

  4. يقول للأسف الشديد، عربي:

    لست من جيل الشباب
    ولكن هزيتيلي بدني ب هيك مقالة
    تذكرت قد قرأتَ لمحمد هيكل وجهاد الخازن
    كلاهما شخصيتان تستحق القراءة و المعرفة
    الأول مفكر سياسي وشاعر والآخر أديب وصحفي
    ومتخصص في عالم السياسة عربيا وغربيا
    الأول توفاه الله والآخر لازال حي يرزق
    لديه كم من المخزون الفكري والثقافي والسياسي
    لحقبة من الزمن ”
    لمراحل ماضية ومعاصرة

  5. يقول عمرو- سلطنة عمان:

    صحيح ان عرش الورق بدا يهتز وليس الكتاب فقط مثلما سمعنا منذ اشهر عندما كانت واحدة من اشهر الصحف اللبنانية
    على وشك اقاف صدور النسخة الورقية منها .
    ربما تنتهي قريبا الصحف الورقية رفيقة صباحاتنا منذ الف عام لكن من الصعب الأستغناء عن الكتاب بسهولة
    واعتقد انه سيبقى يخوض طويلا معركة ضد الالكتروني للبقاء بين يدي القارىء .

    وانا اتصفح موقع الفيسبوك صدفت حساب بإسم سلمى رويحة سيدة جميلة عرفت من المعلومات في الحساب انها ايضا ابنة مدينة اللاذقية وصورتها كانت خلف برج ايفل في باريس .. ترى هي قريبة تلك الأديبة التي داهمها الموت في عز شبابها ورثاها نزار قباني في مدرج جامعة دمشق وتقمصت روحها إبنتها لتكمل مسيرتها أم تراها شخصية خرجت من من دفتي كتاب مثل كل ابطال الروايات الذين يلاحقونا في يقضتنا وأحلامنا وانشأت هذا الحساب
    بعثت لها طلب صداقة ثم خفت و تراجعت تذكرت تلك التي
    استغلت تشابه الاسماء بينها وبين أديبة عربية مقيمة في باريس وهي تحلم بأن تحل مكانها وتذكرت عبد الكريم الخوالقي الذي ارتدى قناع ابن رئيس وزراء قهرستان في احدى السهرات التنكرية للموتى مستغل ايضا تشابه الأسماء فكان نصيبه ان يموت محله برصاصة في الرأس ويعلق الى صدره جرذ كبير في واحدة من ليالي بيروت المجنونة

  6. يقول جبل النار _ الولايات المتحدة الامريكية:

    تحياتي لك سيدتي شوقتني لقراءة كتاب العلاونة خاصة اني من محبين ابراهيم و فدوى طوقان ابناء مدينتي نابلس التي لا لم اعرفها الا من خلال كلام الاهل عنها . موطني من اشهر قصائد ابراهيم طوقان استغربت من عدم معرفتك لذلك .

  7. يقول الشهد في عنب/ الخليل:

    كنت ولازلت لا استطيع النوم دون ان احتضن كتابا لغسان كنفاني او محمود درويش وغاده السمان وعبد الرحمن منيف والطيب الصالح وسميح القاسم او جابرييل غارسيا ماركيز وغيرهم الكثير الكثير ممن يستحقون القراءه.
    سيبقى الكتاب جزءا مني ما دمت استطيع القراءه واتمتع بنعمة البصر .
    لا اجد اي متعه في القراءه عبر النت والتسمر امام الشاشه البلهاء على كرسي وطاوله .
    اما الكتاب فيمكنك ان تأخذه معك الى اي مكان وان تحتضنه في كل وقت وان تتحدث مع الكاتب/ه في اي وقت وكما تشاء في السرير والمطبخ والحديقه في الشارع ومحطة القطار وفي الطائره والباخره دون ان تتضطر لاقفاله حتى لايؤثر على اجهزة الطائره.

    شكرا للكاتبه وللقدس العربي والاخوة القراء

    1. يقول أحمد /الاردن:

      الكاتبة الرائعة والمعلقين الأفاضل.
      لا أنتمي إلى شريحة المبدعين والمثقفين التي تنتموا أنتم لها ولكن كل الكلام الوارد أعلاه رائع جدا “.
      وهذا ما أثار الحماسة عندي للمشاركة.
      شكراً لكم جميعا ” وأتمنى مزيدا ” من الإبداع لصالح الأجيال الشابة.
      ودمتم بخير وصحة وعافية.

  8. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    حد علمي فقط الصحف الورقية تعاني من عصر المعلومات الإلكترونية حتى الآن ولا خوف على الكتاب الورقي ولن يفقد متعته باستثناء القراءة أثناء السفر لان الكتاب الإلكتروني أسهل حملا. فقد تم نعي المسرح عندما امتلأت الدنيا بدور السينما لكن المسرح بقي شامخا وحتى أنه تم نعي التلفزيون عندما انتشر الانترنت وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن التلفزيون مازال يحتفظ بقوته في عدد المشاهدين دون أي تراجع في النهاية استطيع القول أن قراءة الكتاب الورقي ستحتفظ بمتعتها.

  9. يقول رؤوف بدران - فلسطين:

    *اْقْرَأ ِبأسْمِ رَبِكَ الذَّيِ خَلَقَ*
    عرش الكتاب الورقي لن يهزه ولن يثنيه عن الاستمرار كل اشعاعات واشارات الالكترون , لن يٌستبدل بحسب استحواذ رغبات الآنيين , لان الاقدمون مصممون بعدم استطاعة احد الى الاقتراب من مجالات غلاف جوهم وحدود مدارات فلكهم؟!!
    سيبقى الكتاب الورقي مسيطراً ما دامت على هذه الدفيئة الكونية شجرة واحدة لصنع خشبها ورقاً , سيبقى الكتاب… سيبقى !!
    اننا نحتضن الكتاب كاحتضاننا لعشيقتنا , نرى في سطوره هالات من الجمال مرسومة باحرفٍ وجملٍ لا تستطيع اي وسيلة اخرى عند قرائتها توصيلنا الى هذه النشوة وهذه اللذة شبه الربانية , فالتحيا المملكة الورقية وما فيها من حالاتٍ وجدانية والسلام

  10. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    لا تزال عندي رائحة ورق الكتاب اروع من اي عطر باريسي نفاذ !

    عندنا في العراق خرافة كانت تقوم بها بعض العوائل ، ولا اعلم ان كانت لا تزال مستمرة ، تحتفط بالحبل السري للطفل المولود حديثاً (و نسميه الصرة) ثم يذهبون ليلقون به ملفوفاً بخرقة قماش في مكان مثل كلية الطب او الهندسة او وزارة ما ، أملاً بأن هذا الطفل سيكبر و يلحق بصرته تلك ليصبح طبيباً او مهندساً او وزيراً !

    كان معارفي و اصدقائي ، يقولون لي بإستمرار أن اهلك لا شك رموا صرتك في احد المكتبات !

    لا زلت عندما ارى مكتبة في اي مكان و في اي بلد ازوره ، اتسمر امامها و انسى نفسي ، و من متع زيارة القاهرة ، هو الذهاب الى مكتباتها و تزيين العين بأغلفة الكتب و ملأ الرئتين بعبير رائحة الورق !

    تمنياتي على ايقونة الأدب العربي ، السيدة غادة السمان ، فضلاً لا امراً ، و ان سمح وقتها ، ان تسيح بنا في سلسلة مقالات ، في عالم الكتب التي قرأتها و تأثرت بها ، و تعطينا شذرات و توصيفات سريعة عن كل كتاب مثلما فعلت هنا ، بأسلوبها الأخاذ ، الذي سيزيد من روعة الكتاب نفسه.

    اتذكر ان لعملاق الادب العربي ، عباس محمود العقاد ، كتاب ، جمع مقالات له عن الكتب التي قرأها و تأثر بها ، اظن ان اسمه كان، بين الكتب و الناس ، او ساعات بين الكتب … سياحة لا مثيل لها بأسلوبه المتماسك الجدي الآخاذ.

    اتمنى ان نقرأ شيئاً شبيهاً من صاحبة اجمل اسلوب يكتب بالعربية يعيش على وجه البسيطة ، بارك الله في عمرها !

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية