الناصرة ـ «القدس العربي»: قال الجيش الإسرائيلي أمس إنه بدأ بنشر منظومة جديدة على طول الحدود مع قطاع غزة بهدف مواجهة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، فيما واصل وزراء إسرائيليون التهديد بحرب واجتياح.
وقالت صحيفة «معاريف» إن الحديث يدور عن منظومة كهروضوئية بإمكانها التقاط الطائرات الورقية من مسافة سبعة كيلومترات، بينما لا تزال فوق أراضي قطاع غزة. وأوضحت أنه بعد التقاط الطائرة الورقية، فإن المنظومة قادرة على إطلاق طائرة صغيرة مزودة بإحداثيات مكانية، وعندها يتم اعتراض الطائرة الورقية الحارقة.
كما أوضحت الصحيفة أن الحديث عن منظومة قامت شركة «إلبيت» الإسرائيلية بتطويرها وعرضتها على قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي. وقد صودق على المنظومة لإجراء تجارب عملياتية عليها، تم نشرها أمس على الحدود مع قطاع غزة في محاولة لاختبار نجاعتها.
في المقابل واصلت الطائرات الورقية التسبب بالحرائق في مناطق ريفية وداخل مزارع إسرائيلية في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة القائمة على 55 قرية فلسطينية مدمرة منذ 1948. وانضم أمس وزير الأمن الداخلي، غلعاد أرادن، للتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، وقال إنه من المرجح جدا أن يشرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية شاملة وواسعة النطاق في قطاع غزة في الأشهر المقبلة.
تصريحات الوزير أردان وردت خلال مقابلة أجرته معه «إذاعة الجيش»، وذلك ردا على سؤال حول سبل مواجهة التصعيد على جبهة غزة. زاعما أن عملية عسكرية شاملة من شأنها ردع الفصائل الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ على جنوب البلاد. أردان، وهو عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن دعا هو الآخر لاستهداف كل من يطلق الطائرات الورقية، وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه وزيرة القضاء الإسرائيلية، أييليت شكيد التي قالت: «لا يوجد فرق بين طائرة ورقية والقسام، ونحن لا نحتاج إلى احتواء الطائرات الورقية «.
لكن عددا كبيرا من المراقبين العسكريين الإسرائيليين يحذرون من تكرار سيناريو «الجرف الصامد» صيف عام 2014 الذي انتهى بنتائج وخيمة على غزة وعلى إسرائيل أيضا، داعين للبحث عن حلول غير عسكرية.
وحسب تقديرات المحلل العسكري لصحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور فإن حماس باتت ترد بمبدأ «القصف بالقصف» فيما بدأ يتبدد صبر إسرائيل. ويقدر ليمور أنه وبخلاف تجارب سابقة فقد نفذت حماس بنفسها غالبية إطلاق القذائف، لكنها حرصت على العمل بطريقة محدودة وتحت السيطرة وأثناء الليل فقط، وعلى البلدات القريبة من السياج فقط، ومن خلال محاولة التأكد من عدم وقوع إصابات لكي تمنع حدوث تدهور غير مرغوب فيه.
ويرى ليمور أن حماس غيرت موقفها بسبب تغيير السياسة الإسرائيلية فيما يخص «إرهاب الطائرات الورقية «حيث استغرقت إسرائيل وقتًا طويلًا للغاية في الرد، وفي اعتبار الطائرات الورقية إرهابًا يجب العمل ضده. وتابع « لكن عندما حدث ذلك؛ بدأت بتحرك منهجي تضمن إطلاق النار بالقرب من مطلقي الطائرات الورقية، وبالقرب من السيارة التي تقلهم، وكذلك مهاجمة أهداف حماس في غزة». السبب الآخر لانتقال حماس للرد بنفسها مباشرة حسب ليمور، هو الضائقة الداخلية في غزة، فمنذ بدأت الأحداث حول السياج لديها أكثر من 150 شهيدا، ونفذ الجيش الإسرائيلي حوالي 100 هجوم ضد أهدافها، زاعما أنه في المقابل ليس لديها أي إنجاز، ولم يُصب أي إسرائيلي؛ في هذا الوضع تبحث حماس عن شيء لتمتلكه، ووضع خطوط حمراء واضحة أمام إسرائيل مثل الإعلان عن أن «القصف سيُقابل بالقصف»، وضعته بصفتها من يدافع عن غزة في وجه إسرائيل. وفي السطر الأخير يدعو ليمور أيضا للبحث عما يعيد الردع لإسرائيل وعن حلول أعمق وأبعد من الحل العسكري.
لكن الجيش الإسرائيلي ما زال يتحفظ إزاء مواجهة واسعة ويقلل من تداعيات وتأثير الطائرات الورقية الحارقة والضرر الذي تسببت به للتجمعات السكنية الإسرائيلية في «غلاف غزة» مقارنة مع الأضرار المتوقعة في حال نشبت حرب وتحقق التصعيد على الأرض. في المقابل رجحت صحيفة «معاريف» ان تكون الأحداث الأخيرة على جبهة غزة، في الواقع نوعا من التمهيد العام لما يحتمل أن يكون مواجهة أوسع.
من جانب آخر قالت الصحيفة: «لقد أثبتت جولة المناوشات من الناحية العملية أن القبة الحديدية بقدر ما هي جيدة إلا أنها لم تحقق استجابة كاملة في صد قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى».
” منظومة باتريات ورقية “…..