أفضت الوساطة التي تقوم بها تركيا لحلّ «الأزمة الخليجية»، تدريجياً، إلى بوادر خلاف سعودي ـ تركيّ بعد ما لقيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من صدود في ردود الرياض على اقتراحاته.
فردّاً على تعبير الرياض عن تحفّظها على القاعدة العسكرية التركيّة في قطر كانت تركيّا قد اقترحت، وكتعبير عن حسن النيّة والتوازن الإيجابي بين الطرفين، أن تقوم ببناء قاعدة تركيّة في السعودية.
الرياض قرّرت أن تردّ مؤخرا على الاقتراح القديم بإعلانها أنها «لا يمكن أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها» وأن «قواتها المسلحة وقدراتها العسكرية في أفضل مستوى» بل إن هذه القدرات، بما معناه، تفيض عن حاجة المملكة وتشارك في الخارج «بما في ذلك قاعدة أنجرليك في تركيا»!
تصريحات السعودية كان قد سبقها قيام الرياض باحتجاز اثنين من الصحافيين المرافقين لوزير الخارجية التركي، مما حوّل جزءاً من مهمّة جاويش أوغلو، المفترض أن تكون للوساطة بين الرياض والدوحة، للتوسط لإطلاق سراح الصحافيين المحتجزين!
محاولات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للتقريب بين وجهات النظر واحتواء الأزمة وتأكيداته على حكمة الملك السعودي وقدرته على إنهاء الأزمة تناظرت مع مقاربات مماثلة لوزير خارجيته العقلانية التي طالبت أطراف المقاطعة لقطر في السعودية والإمارات والبحرين بتقديم «الدليل على الاتهامات لقطر بالوثائق» و»تخفيف حدة المواقف».
المقاربات العقلانية التركية التي تركّز على وحدة الصف العربيّ والإقليمي جوبهت بردود فعل عصبيّة لا يقوم مرتكزها على أن قطر دولة ذات سيادة واجتهاد سياسي يتّفق في الأسس العميقة مع جيرانه بل على أنها الأخ الأصغر ضمن العائلة الخليجية الذي يجب «تأديبه» و«تطويعه» ليعود إلى «الصواب» ولو كان هذا يتعارض مع مصالحها الجغرافية ويتجاوز حقوقها السياسية ويهدد أمن أرضها ورفاهية شعبها.
لم يكن مستغرباً، والحال كذلك، أن يصرّح أحد مستشاري الرئيس التركي، إييت كوركماز، في برنامج تلفزيوني السبت الماضي أن «دولاً ضخمة وكبيرة تسير خلف قبيلة واحدة، وهذا أمر لا يقبله المنطق الإنساني»، وأن يلمّح إلى أن «الربيع يمكن أن يظهر قريبا في دول جديدة».
الأسباب المعلنة التي دفعت السعودية للدخول في «داحس وغبراء» معاصرة هي، في الحقيقة، متناقضة وغريبة، ولعلّ المطلوب الحقيقي فيها لا يمكن أن يتطابق بين الرياض وأبو ظبي، ومن ذلك، مثلا، تسليم ليبيا لحفتر، ومصر للسيسي، والضفّة وحماس لدحلان الخ…، فهناك مناطق لا يمكن التطابق فيها، السعودية والإمارات في اليمن وسوريا كما في كل البلدان المذكورة، والأمر نفسه ينطبق على العلاقة مع إيران التي هي في ازدهار اقتصادي مع الإمارات بينما هي في أقصى درجات هبوطها مع السعودية.
التصعيد السعودي لم يلغ مفعول الوساطة التركيّة فحسب بل أظهر عداء واضحاً لأنقرة نفسها وهو أمر تم نسخه ولصقه مع الدول العربية والإسلامية الوازنة كما حصل مع المغرب الذي قوبلت دعوته لحلّ الأزمة سلميّا إلى ظهور مفاجئ لتقارير إخبارية في قنوات محسوبة على الرياض وأبو ظبي تصف المغرب بالدولة المحتلّة وتنظر إلى جبهة تحرير بوليساريو كحكومة للجمهورية الصحراوية.
الثلم الذي بدأ عمليّاً بمحاولة إخضاع قطر، تحوّل عمليّاً، كما رأينا في الحالة التركية والمغربية، وفي انعكاسات ذلك على مجمل البلدان العربية، إلى صدع إقليمي كبير، وبدلاً من التوحّد ضد إيران، كما تريد السعودية، أو حفترة المنطقة العربية، كما تريد الإمارات، فإننا نتجّه، في المنطقة العربية، و«الشرق الأوسط»، إلى تصدع كبير يفتح الطريق أمام إيران… وإسرائيل.
رأي القدس
من “بركات” الهجمة الشرسة السعودية-الإماراتية على دولة قطر أن شريحة واسعة من المواطنين العرب الذين دأبوا على تأييد السعودية بدون تحفظ في مواجهة إيران وفي عاصفة “الحزم” في اليمن انقلبوا بين عشية وضحاها إلى شبه مؤيدين لإيران رغم معرفتهم بطائفيتها ودموية مليشياتها في العراق وسوريا. بعبارة أخرى فإن هذه القفزة السعودية في الهواء ولدت انطباعا لدى الرأي العام بأن الحكام هناك يتصرفون بمزاجية اقرب “للتفطيح السياسي” (حسب تعبير فوزي بشرى) والتقلب المفاجئ الأقرب إلى المراهقة الساسية منه إلى الرصانة والروية والتعمق والاستراتيجية التي هي نقيض الانفعال والمناكفة الصبيانية. هذه التقلبات المزاجية تجعل من الأصدقاء حتى الموثوقين منهم أعداء مع وقف التنفيذ (حالة الموقف من الوحدة الترابية للمغرب مثلا) وبالتالي تنعدم الثقة في سياسة حكام هذه الدول الذين يتصرفون كشيوخ قبائل يمكن أن ينقلبوا عليك لأتفه الأسباب لأن عاطفتهم وعصبيتهم القبلية غير مأمونة الجانب. انظر كيف تكالبوا على قطر في رمشة عين مع ان امير قطر استقبل بالأحضان في الرياض قبل 48 ساعة وانظر إلى الغلو والمبالغة في الإجراءات المتخذة التي تثير الحنق والسخرية في نفس الآن من شدة تنطعها. من ذلك مثلا أن “تغريدة” مؤيدة أو “توحي” بالتاييد لقطر تعادل 15 سنة سجنا (فقط!) في ميزان عدالتهم! هذه الأزمة مع الأسف خصمت الكثير من رصيد السعودية لصالح الحوثيين وإيران على الأقل لتباث نهج هذه الأخيرة والتزامها الراسخ مع أصدقائها. أما دولة الإمارات فأمرها مفضوح ورصيدها فارغ عند الشعوب العربية بسبب المؤامرات والدسائس وزرع الفتن هنا وهناك وتمويل الانقلابات ضدا على اختيارات الشعوب التواقة للكرامة والحرية والعدالة…تحية لقطر وأميرها وللقدس العربي منبر من لا منبر له.
حكام السعودية وقعوا في مصيدة المجرم السيسي فصدقوه كالأغبياء و قاطعوا قطر فبدلاً من إحتواء إيران طعنوا الأشقاء القطريين في الظهر و هكذا بات العالم العربي منقسم على نفسه بسبب حكام السعودية و لأول مرة في التاريخ بهذا الشكل الفظيع حتى أننا نتخوف من حرب بين الأشقاء العرب تكون فيها إيران و إسرائيل المستفيدان الوحيدان!!!!!!!!!!!!
العيب كل العيب على عرب الخليج.
يبدو ان دول الثورات المضادة بدأت تفقد صوابها بسبب فشلها في كل الجهود السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية التي بذلتها ﻻنهاء ثورات الربيع العربى حتى اصبحت ﻻ تفرق بين الصديق والعدو واذا استمر هذا الحال فانه يؤذن بتفككها او صول الفوضى التي اشعلتها الى داخلها
من المعروف والمتبع انه عندما يكون لديك عدو خارجي يتربص بك لا تدخل في خلاف مع أهل بيتك والا يتصدع البيت باختراق العدو. والكيان العربي اليوم امام مجموعة من الاعداء تنهش في جسده المدمى وتهدد كيانه وعلى راس هؤلاء ايران التي ابتلعت العراق ولبنان وتريد ان تبتلع سورية واليمن والبحرين وان تشيع المنطقة وتحي الدولة الفاطمية بتحويل الاموي والازهر الى حسينيات. وتصل الى مكة والمدينة. كفاكم خلافا واقتتالا ياعرب والا ذهبت ريحكم
في رمضان يتم مقاطعة بلد مسلم وجر المنطقة لمزيد من التوترات ،العالم العربي مشتت وسيزداد تشرذما ،أنا لا أفهم لناذا دول تتشتري سلاحها ولباسها من الأجنبي تدعي أنها قادرة على فرض منطقها على الآخرين وكأني بها دول نووية ،قبائل لازالت خارج التاريخ حباها الله ثروة البترول فزاغت وانحرفت عن الطريق السوي حتى أصبحنا نسمع من علماء سلاطينهم الدعاء على بلد مسلم . …..مهزلة
” …..إلى تصدع كبير يفتح الطريق أمام إيران …وإسرائيل ” ، هذه العبارة الأخيرة من رأي القدس العربي حول التصدع الإقليمي الناتج عن الأزمة الخليجية، يذكرنا بما كان قد قاله المؤرخ الانجليزي الكبير أرنولد توينبي في سبعينيات القرن الماضي في كتابه عن الوحدة العربية:
” إن أخطر ما يمكن أن تواجهه المنطقة العربية في المستقبل هو الوقوع بين فكي إيران وإسرائيل ” كان هذا ماقاله المؤرخ الانجليزي، وهذا ما يبدو في آخر عبارة من رأي القدس العربي….ويبقى التساؤل قائما ومطروحا ومشروعا…هل حقا أن خطورة إيران على العرب أو على مابقي منهم هي بمثل خطورة إسرائيل ؟ السؤال يطرح نفسه لأن الكثير من العرب ممن يعادون إيران ويتمنون لها الدمار والخراب، يصادقون إسرائيل ويسعون إلى بناء علاقات أوسع وأدوم وأعمق معها !!! أم أن للقضية جوانب أخرى وما يظهر أمامنا ليس إلا الشجرة التي تخفي الغابة كما قيل ويقال,
(( اعرف تماما من كان سعيدا في الخليج من محاولة الانقلاب.قي تركيا )) هكذا قال الرئيس التركي .الخلاف السعودي قديما .حادا ..السيد أردوغان يرفع إشارة رابعة ..دليلا على دعمه لحكم السيد مرسي .الذي سقط تماما تحت ضغط السعوديون .الأتراك وجدوا الفرصة الذهبية الآن للانتقام من الرياض .لكن كل له حساباته. وحساب ال. 480 مليار دولار له مفعول كبير بأن يعيد الكثيرين حساباتهم.بما فيها أنقرة وطهران.
*(السعودية) لا تملك أي دليل حقيقي
ضد (قطر) ..؟!
* عنطزة وهمجية وغباء سياسي وبس..
سلام
بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه (من «أزمة خليجية» إلى تصدع إقليمي)
المصلحة العربية الاسلامية العليا ليست مع هذا الشرخ العميق الذي احدثته السعودية والامارات والبحرين ضد قطر، ولاسباب لا يفهما اي مراقب او ذو رأي حر ونزيه. والاكثر غموضا هو اعراض السعودية والإمارات عن الوساطة بل ومقابلة وساطة تركيا بالصد ومثلها المغرب؛التي قوبلت وساطتها بالترويج لحركة البوليساريو الانفصالية، في وسائل إعلام السعودية والامارات.
وهذا الحصار على قطر والذي جاء بعد زيارة ترامب للرياض لا يمكن تفسيره الا انه جزء متناغم مع ترتيبات ترامب الجديدة للمنطقة، والتي يفترض ان تكون اسرائيل رقمها الصعب، وهذا لا ينسجم مع سياسة قطر المشاكسة لهذا التوجه الذي من اهم بنوده شطب حماس والمقاومة الفلسطينية وشطب الاخوان المسلمين من المعادلة الشعبية العربية الاسلامية . كل ذلك لا يروق لقطر وهي تريد ان تكون لها سياسة تنبع من قناعتها لا من املاءات الغير. اذن فقطر من وجهة نظر السعودية هي(الأخ الأصغر ضمن العائلة الخليجية الذي يجب «تأديبه» و«تطويعه» ليعود إلى «الصواب» ولو كان هذا يتعارض مع مصالحها الجغرافية ويتجاوز حقوقها السياسية ويهدد أمن أرضها ورفاهية شعبها.)
ورغم الخلافات بين السعودية والامارات في كثير من القضايا على الساحة العربية الا ان هذه الخلافات ليست من اهتمام امريكا واسرائيل، ولذلك فان حدتها محدودة وظهورها على السطح ليس ملحا ؛ بخلاف قطر التي تحاول ان تكون مع ضمير الشعب العربي الاسلامي الذي يتعارض مع الوجود الاسرائيلي اللقيط الغاصب لفلسطين.
والشرخ القطري السعودي الاماراتي البحريني( تحوّل عمليّاً، كما رأينا في الحالة التركية والمغربية، وفي انعكاسات ذلك على مجمل البلدان العربية، إلى صدع إقليمي كبير، وبدلاً من التوحّد ضد إيران، كما تريد السعودية، أو حفترة المنطقة العربية، كما تريد الإمارات، فإننا نتجّه، في المنطقة العربية، و«الشرق الأوسط»، إلى تصدع كبير يفتح الطريق أمام إيران… وإسرائيل.)وهذا التصدع الكبير سيمهد الطريق امام ايران لتنتقل من الهلال الشيعي الى القمر الشيعي، وامام اسرائيل لتقفز الى ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل.
ما يحصل هو ببساطة من تداعيات الربيع التونسى المبارك……حب من حب و كره من كره….لسبب مذا يبقى العرب وحدهم عصيين على الحرية و الديموقراطية…?