القاهرة ـ «القدس العربي»: لا تزال السيطرة على اهتمامات الغالبية الساحقة هي الارتفاع المفاجئ لأسعار الخضراوات، والتحمت هذه بالشكوى من ارتفاعات أخرى الكهرباء ومياه الشرب.
لدرجة أن زميلنا الرسام في «أخبار اليوم» هاني شمس المشرف على ملحق «النهاردة أجازة» يوم السبت أخبرني أنه كان في زيارة قريبة له فوجد طفلها الصغير يقول لها:
– شكلنا الفترة الجاية ها نشرب مقالب أكتر ما ها نشرب ميه.
والمشكلة أنه بينما لن تنخفض أسعار المياه أو الكهرباء، بل قد تزيد مرة أخرى في الفترة المقبلة، لأنها تتعلق بسياسة الدولة في خفض عجز الميزانية العامة، فإن أسعار الخضراوات بدأت في الانخفاض خاصة البامية والقوطة، من دون أي تدخل من الحكومة، رغم أنها سارعت بطرح كميات في المجمعات وفي مراكز بيع تابعة لوزارة الزراعة، وعلى سيارات متنقلة في الأحياء الشعبية، والانخفاض سببه زيادة المعروض لأن الارتفاعات المفاجئة والكبيرة في أسعار الخضراوات والفاكهة تكون عادة في بشائر المحصول الجديد، وهي كمية قليلة يتم طرحها، لدرجة أن المصريين من طول معايشتهم لهذا الوضع أطلقوا مثلا على الطماطم المجنونة ودائما ينادي الباعة عليها يا مجنونة يا قوطة وهو اسم لها منذ العهد الملكي، ومن ناحية أخري فإن ردود الأفعال هي نفسها من عشرات السنين، صراخ وغضب من الناس ومطالبة الدولة بالتدخل وتحديد الأسعار، رغم علمهم بأن تحديد الأسعار ألغي نهائيا عام 1992، بعد أن ظل معمولا به منذ عام 1914، بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، وكانت هناك عقوبات شديدة ضد التجار والباعة الذين يخالفون التسعيرة، وأيضا ردود أفعال الحكومات نفسها واحدة منذ إلغاء التسعيرة، وهي طرح كميات بأسعار مخفضة في المجمعات الاستهلاكية والوعد بزيادة عددها في الوقت ذاته الذي بدأت فيه منذ عام 1974 محاربتها والعمل على إغلاقها، والسيناريو نفسه بالنسبة لارتفاعات أسعار اللحوم والدواجن منذ عشرات السنين أيضا، مع دعوات لربات البيوت بمقاطعة السلع التي يغالي التجار في رفع أسعارها، الجديد هوجة وستهدأ. المشكلة الحقيقية في أسعار الخدمات الحكومية التي لن تنخفض ومرشحة للزيادة، مثل المياه والكهرباء والوقود، وهي حتمية، حتى اعتدال عجز الموازنة وظهور نتائج المشروعات المعلن عن أنها ستحل الأزمة الاقتصادية.
من بين الأخبار المفاجئة التي اجتذبت الاهتمام حكم محكمة الجنايات على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وعلاء وجمال على المال العام في قضية القصور الرئاسية ورأي المستشار حسن حسنين، إعادة الثلاثة إلى السجن.
وقالت زميلتنا الجميلة في «الأهرام» سميرة علي عياد أمس: «إن علاء وجمال عادا إلى سجن طره، ومبارك إلى مستشفى المعادي، وارتدوا بدل السجن الزرقاء. وقالت إن مصادر في وزارة الداخلية قالت لها إن ذلك تنفيذا لحكم المحكمة إلى حين انتهاء النيابة العامة من احتساب مدة الحبس الاحتياطي التي قضوها لبيان ما إذا كانت لهم فترة متبقية من عدمها».
بينما قالت «الأخبار» أمس أيضا في تحقيق لزميلتنا الجميلة خديجة عفيفي وزميلنا عزت مصطفى عن محامي مبارك، «حضر فريد الديب إلى قاعة المحكمة وبصحبته زوج ابنته الفنان تامر عبد المنعم من محبي مبارك».
ومن بين الأخبار التي أثارت اهتمام الغالبية قرار لجنة الإشراف على أموال الإخوان التحفظ على مساهمات لاعب الكرة السابق محمد أبو تريكة في شركة أصحاب تورز للسياحة، بعد انكشاف أن شريكه هو محمد عبد القاضي الإخواني المسجون في عمليات تخريب، وأعلنت اللجنة أن من حق أبو تريكة التقدم مثل غيره من الإخوان بتظلم، وبسبب شعبيته فقد غضب كثيرون مما حدث، بينما غضب كثيرون أيضا لمحاولة أن يتم إعفاؤه من تطبيق القانون، كما تم تطبيقه على غيره من الإخوان.
أيضا أصيب الناس بصدمة من انقطاع البث التلفزيوني من مبنى ماسبيرو، بسبب عطل كهربائي داخل المبنى، واتهمت شركة كهرباء جنوب القاهرة بالسبب، بينما أعلن رئيس الوزراء إبراهيم اعتذاره للشعب ووعد بمحاسبة المخطئين، لأن ما حدث يمس الأمن القومي للبلاد.
كما واصلت الصحف تغطية حضور الرئيس احتفالات روسيا بعيد النصر وسحب طياري مصر للطيران تهديداتهم بالاستقالة استجابة لطلب السيسي.
وإلى شيء قليل من أشياء كثيرة عندنا….
مشكلة الرئيس في فريقه المعاون
ونبدأ بأبرز ما نشر عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان أوله وأطرفه يوم الخميس لزميلنا في «الأهرام» منصور أبو العزم، الذي شبه السيسي بمدرب فريق كرة القدم قائلا عنه: «عندما يرغب مدرب ما لفريق كرة قدم، أو أي لعبة أن يحقق الفوز لناديه، أو لبلاده، فإنه سوف يختار أفضل اللاعبين وأكثرهم كفاءة، ولن يتطرق إلى خاطره ولو لمجرد لحظة أن يجامل لاعبا غير كفء أو غير مستعد نفسيا وبدنيا للمباراة.
ومصر الآن تواجه مباراة مصيرية، مباراة إما بالخروج من عنق الزجاجة التي ما زلنا محشورين داخلها منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 أو ـ لا قدر الله ـ تنزلق إلى وضع مشابه لما يجري في اليمن أو العراق أو ليبيا أو سوريا. والرئيس السيسي هو هذا المدرب الوطني الذي شاء حظه وقدرنا أن يكون على رأس هذه الدولة العريقة، ويقود تلك المباراة المصيرية التي نخوضها معه، وقد أوشك العام الأول من فترته الرئاسية على الانتهاء، حققنا خلالها هجمات إيجابية طيبة، مثل عودة الأمن بشكل جزئي وتطهير وتوسعة العديد من الشوارع ودشنا مشروعا عملاقا في قناة السويس. لكن آمال وطموحات المصريين أكبر من ذلك، نريد أن نحرز هدفا يعيد إلى الشعب ثقته في نفسه وفي طموحاته القومية، وبأنه سوف يكسب المباراة المصيرية، نريد من الرئيس ألا يختار إلا ذوي الكفاءة، إذ أنه يبدو أن ثمة مشكلة في فريقه المعاون، وألا يجامل في مباراة المصير أن يسمع من خارج الصندوق الملتف حوله أفكارا أو اقتراحات لن يقولها له من حوله وانتقادات لن يجرؤ على مصارحته بها».
سيد علي يغمز السيسي على الخفيف
وفي العدد نفسه من الأهرام خصص زميله سيد علي في فقرة «ببساطة» الملحقة في نهاية مقاله الأسبوعي «كل خميس» فقرتين من بين تسعة لغمز الرئيس على خفيف، كما فعل أبو العزم وهما:
«- قامت ثورتا يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران بسبب الحكم الفردي للتذكرة فقط.
– مشكلة الرئيس السيسي فيمن حوله من أقلية لم ينتخبها أحد».
وفي الحقيقة فإنني لا أري جديدا في هذه الغمزات لأن الرئيس نفسه يكررها في خطاباته، فيما عدا حكاية معاونيه أو من يلتفون حوله وحتى هذا الانتقاد فيه غموض أيضا لأنه لا يحدد أسماء معينة للتأكيد على جدية الانتقاد.
من علامات الاستفهام الكبيرة عدم حل «حزب النور»
وفي يوم الخميس ذاته نشرت «الشروق» حديثا مع زميلنا في «الأهرام» القيادي في تحالف «في حب مصر» الدكتور عماد جاد أجراه معه زميلنا علي كمال قال فيه ردا على سؤالين عن الرئيس من بين اثنين وعشرين سؤالا: «النور حزب ديني ويسعى إلى تنفيذ مشروعه الديني، وعدم حل الحزب حتى الآن من علامات الاستفهام الكبيرة، ووجوده مخالف للدستور، والمسؤول عن عدم حله هو المسؤول عن تطبيق الدستور، ويبدو أن المواءمات السياسية من وجهة نظر الرئيس والحكومة تقتضي الإبقاء على حزب النور لأسباب كثيرة منها أنه كان موجودا في مشهد 3 يوليو/تموز.
وعن أداء الرئيس قال إن الميراث ضخم وصعب جدا وليس لدي شك في صدق نوايا السيسي في الإصلاح والتطوير، ولكن لا أرى حتى هذه اللحظة أن لديه رؤية بعيدة المدى للدولة في الثماني سنوات المقبلة، وعناصر جماعة الإخوان ما زالوا موجودين في الوزارات الكبرى ويريدون تعطيل المسيرة».
هل هناك أزمة مكتومة بين الإعلام المصري والرئاسة؟
ونترك عماد في «الشروق» لنكون مع زميلنا رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير جلاء جاب الله وقوله في «الجمهورية» يوم الخميس: «يقولون إن الرئيس عبد الفتاح السيسي غاضب من أداء الحكومة، ويشيعون أن هناك تغييرا وزاريا وشيكا بسبب هذا الغضب، وأن هناك أزمة مكتومة بين الإعلام المصري والرئاسة، وأن الرئيس غاضب من القوى السياسية، بل أن البعض يدعي أن غضب الرئيس من هذه القوى أدى إلى تجاهله لها في الفترة الأخيرة. ومن حق الرئيس أن يغضب، ولكن من يعبر عن غضب الرئيس ويتحدث باسم ذلك الغضب؟ الحقيقة أن هناك من يمارسون المزايدة على الرئيس والمزايدة باسم الرئيس. حرص الرئيس السيسي أكثر من مرة على أن يؤكد على أنه ليست له شلة وليست له جماعة».
منع الوجوه القديمة من أن تطل برؤوسها مرة أخرى
وإذا تحولنا إلى «المقال» سنجد زميلنا عماد حمدي وهو ليس عفريت الفنان الراحل عماد حمدي طبعا نجده يقول: «في تصريح شهير للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قال، إن الرئيس السيسي يحتاج إلى ثورة على نظامه، وهو المطلوب تحديدا. الثورة التي يقصدها هيكل ونقصدها جميعا هو التغيير الشامل في سياسات وطرق إدارة تمنع الوجوه القديمة أن تطل برؤوسها مرة أخرى».
السيسي وأبو العينين كيف التقى النقيضان؟
ونصل إلى يوم السبت ونظل مع الرئيس السيسي وما نشر عنه وزميلنا في «الوطن» علاء الغطريفي في عموده «كلمة أخيرة» وتساءل فيه عن علاقة رجل الأعمال والقيادي في الحزب الوطني وعضو مجلس الشعب السابق وصاحب مصانع كليوباترا للسيراميك وقناة «صدى البلد» التلفزيونية وقوله عنه: «بص كده من غير مقدمات ولا استهلالات، أي علاقة السيسي بمحمد أبو العينين، أو العكس أي علاقة أبو العينين بالسيسي؟ فالأول هو رئيس البلاد بعد ثورتين إحداهما جاءت ضد كثيرين مثل، أبو العينين، أي ضد عتاة الفلول ورموزهم، خاصة من كانوا من رجالات الحزب الحاكم وأبو العينين على فكرة أحدهم، إذن كيف يلتقي النقيضان؟ من كان رجلا يمثل جزءا من ثورة على مبارك وآخر كان أحد رجال مبارك؟ الجواب عند الخبثاء.
إنها طائرة أبو العينين، فالفل قرر منذ أن جاء السيسي وبعد مغازلات، أن يلف العالم وراءه، لعله ينال نصيبا مما يعدون، فمن إيطاليا إلى الشاطئ الآخر من الأطلنطي وانتهاء بمدريد حكاية عشق رحلة حب فلولي تتحرك مثل الصواريخ الموجهة وراء الطائرات الرئاسية المحلقة من الشرق إلى الغرب. ويسأل أحد الخبثاء هل يرضى الرئيس بذلك؟ فجاء الرد ولماذا يمنعه؟ ويعود الخبيث للسؤال يعني ده مبارك يظهر في قناته ويتكلم كمان مع الناس؟ فكان الرد الرئيس يؤمن بحرية الإعلام فكيف يحجب رأيا لمواطن في فضاء مدينة الإنتاج الإعلامي؟.
لقاءات قناته المرتجلة بأطقمها مع طائرته الخاصة وبنزينها ومصاريفها بملايين الجنيهات، كلها في حب مصر، ولتهتف معي «تحيا مصر». يقف أبو العينين في مقدمة الصفوف مستقبلا الطائرة الرئاسية أينما حلت، في رحلة مدريد كان كما أراد في الطليعة، يعود الخبث مجددا، وما هي صفته لكي يستقبل الرئيس أو يجلس في مقدمة مؤتمر صحافي يتحدث فيه الرئيس؟ فكانت الإجابة إنه أبو العينين، إنه الطائرة، إنه كليوباترا، إنه الجيزة، إنه صدى الهوى، لم يقتنع الخبيث بما استمع إليه فعاود ثانية هل يحبه الرئيس؟ فيأتي الجواب ولماذا يكرهه الرئيس؟».
«هو السيسي ملقاش غير دول؟»
وفي اليوم نفسه نشرت «المصري اليوم» مقالا لزميلنا الدكتور رفعت السعيد، هاجم فيه بعض مستشاري الرئيس بقوله: «نجد بعض مستشاري الرئيس في المجالس المتخصصة يسابقون الوزراء ويعلنون آراء ومشاريع واقتراحات في ما يرون، وأعتذر إذا أقول إن بعض هذه الآراء خاطئ بشكل غليظ، ويدفع كثيرين ممن يعتقدون أن هؤلاء المستشارين ذوو نفوذ، إلى التساؤل «هو السيسي ملقاش غير دول؟» وأنا شخصيا أفزعتني آراء تطوع بنشرها وسبق الرئيس بإذاعتها في الصحف والفضائيات، أحد المتخصصين في زهو غير محمود، وبفكر محدود وبرؤية متعالية على الدستور والقانون والمصلحة العامة، رأيته وهو يتحدث كآمر وما هو بآمر، وأنا واثق أن الرئيس لم يجد وقتا لمتابعة ما قاله هذا التخصصي وإلا كان قد أطاح به.
ومع تخصص التعليم تتنافس تخصصية الاقتصاد، وأنا هنا لا أناقش ما قالته ولا مدى صحته، وإنما اسأل سيادتها على طريقة الراحلة ماري منيب «حضرتك أشتغلتي أيه؟» وأسأل هل هذا رأي «الرئاسة»، وكلمة رئاسة كلمة مؤسسية تعني سلطة الحكم في إطار الدستور والقانون، وإذا كان تخصصي التعليم قد تكلم فاخطأ وكان خطؤه الأساسي أنه تكلم أصلا بغض النظر عن العك الذي تكلم به، مناهضا الدستور والقانون حول مجانية التعليم، فقد تصورنا من باب حسن النية أنها كانت غلطة وعدت، وإذا بنا نفاجأ بالسيدة التخصصية تتيه علينا بتصريحات إعلامية وفضائية حول قضايا اقتصادية مختلف عليها فهل نفتح معها نقاشا أم نكتفي «بأنتي أشتغلتي أيه؟».
وفي كل الأحوال أنا أتوجه إلى السادة وزراء الاقتصاد والمالية والتخطيط، وعلى رأسهم الرجل المتفاني في عمله المهندس إبراهيم محلب، لأسألهم جميعا «انتو أشتغلتوا أيه؟» إذا ما كان هؤلاء التخصصيون يقولون ويفتون ويتمسحون بمنصبهم المهيب وربما قالوا ما ترفضون فماذا أنتم فاعلون؟».
الإعلام الوطني بحاجة إلى وقفة
ضرورية مع النفس والذات
ومن «المصري اليوم» إلى «الأهرام» وزميلنا وصديقنا رئيس مجلس إداراتها الأسبق مرسي عطا الله وقوله: «لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي مبالغا عندما قال ذات يوم أنه يحسد الرئيس عبد الناصر وعصره، حيث كان الإعلام الوطني يساند الدولة بكل قوة ويلقي الضوء على المشاكل لإبراز ما يتحقق على أرض الوطن من إنجازات ومكاسب.
لكن السيسي عندما ذكر ذلك لم يكن يعبر عن رغبة العودة إلى زمن الصوت الواحد والقلم الواحد والفكر الواحد، كان السيسي، كما أعتقد وأظن، يريد أن يثير حمية الإعلام الوطني بضرورة الانتباه إلى مصر. إن مصر تواجه في هذه المرحلة حربا إعلامية ودعائية مضللة ترتكز إلى إمبراطورية من الأكاذيب والسعي لمحاصرة مصر بالتلفيقات والاتهامات الباطلة، وأنه من غير المعقول أن تتناغم ولو بغير قصد بعض الأصوات الإعلامية في الداخل مع هذه النوتة الموسيقية البذيئة والخبيثة المكتوبة في الخارج. والحقيقة أن الإعلام الوطني بحاجة إلى وقفة ضرورية مع النفس والذات باتجاه الرغبة في إعلام جريء وصريح يخلو من الكذب والتضليل، بحيث ترتكز بوصلته في اتجاه خدمة المصالح العليا للوطن، بعيدا عن شبهة تعدد الولاءات وتعدد الانتماءات التي ترتبط بتعدد أصحاب المصالح الذين يمولون وسائل الإعلام، كل حسب أجندته الخاصة فقط».
إنصراف المشاهدين عن البرامج التي تصيبهم بالإكتئاب
وإلى أبرز ما نشر عن الإعلام صحافة وقنوات فضائية وما ينشر ويذاع فيهما، ونبدأ من يوم الاثنين الماضي مع زميلنا وصديقنا رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «اليوم السابع» أكرم القصاص وقوله في عموده اليومي «كأنه» ساخرا من عدة أصناف:
خلال 25 يناير/كانون الثاني، رأينا كيف كان بعض الإعلاميين يسارعون لالتقاط صور لهم في ميدان التحرير ويحرصون على استضافة شخوص ممن حصلوا على شهادة ثوري، أو ناشط. كانت هناك زخات من المتكلمين يفتون في شؤون الثورات والسياسة، ما يجب وما لا يجب، ورأينا كيف كان بعض الإعلاميين يريد أن يثبت ثوريته فيستضيف الأكثر قدرة على الزعيق وإطلاق الأحكام والشتائم، يرفض هذا ويحدد من يكون وزيرا ومن يأتي رئيس وزراء، ومع الوقت صدق بعض الإعلاميين أنفسهم، ووجدوا مشجعين ومؤيدين على مواقع التواصل، ونسوا أدوارهم كوسطاء وصناع وعي، وتحولوا إلى خطباء يتكلمون في السياسة ويصدرون الأحكام، ولا داعي لاستضافة متخصص.
بعض الإعلاميين والإعلاميات كانوا يسارعون للمشاركة في مظاهرات لم يكونوا يعرفون من دعا لها، وما هي أهدافها، ويحرص كل منهم على اتخاذ وضعية التصوير المثالية وهو يهتف، وأصبح التوك شو بديلا لكل شو، تراجعت ظاهرة الإعلامي الذي يريد المعرفة لصالح الإعلامي أو الإعلامية الحنجرة، والنتيجة انصراف المشاهدين عن البرامج التي تصيبهم بالاكتئاب».
الإعلام لا يستطيع أن يكتم صوت المواطن
وللعلم أكرم من الكتاب الساخرين البارزين، وفي يوم الاثنين نفسه، عاد زميلنا وصديقنا مجدي الجلاد رئيس تحرير «الوطن اليومية» المستقلة لهجومه الذي كان قد بدأه فقال:
«يعتقد بعض الإعلاميين أن لهم دورا بارزا في ثورة 30 يونيو/حزيران، بما حملته من مخاطر وتحديات ونجاح أيضا، بل أنهم يؤمنون بأن الإعلام خاض المعركة الأشرس في مواجهة الإخوان أثناء رئاسة د. محمد مرسي، وأنه نجح في الحشد الشعبي لعزل الرئيس الإخواني من منطلق وطني. والحقيقة أن هذا الدور واقع واعترفت به مؤسسة الرئاسة في أكثر من مناسبة، ولكن المشكلة تكمن في المقابل دائما، إذ ظن بعض الإعلاميين أن «الرئاسة» عليها أن تسدد الثمن، سواء قربا أو مكاسب واضحة، في المقابل تظن «الرئاسة» أنها تخوض معركة «حياة أو موت» ومن ليس معي فهو ضدي.
لا تدرك الرئاسة أن المواطن البسيط هو الذي يتقدم صفوف المعركة في مواجهة «الإخوان والإرهاب» هو الذي يموت في الشوارع، هو الذي يعيش في «ظلام الكهرباء» هو الذي لا يزال فقيرا مريضا وجائعا، لذا فليس أقل من أن يشكو ويعلو صوته من أجل الحصول على الحد الأدنى للحياة، والإعلام لا يستطيع أن يكتم صوت المواطن.
مراهقون خطفت أبصارهم لمعة الرخام الإيطالي، فاعتقد أن الاتحادية عصا ونار وسلطان، وإلا كيف تتورط الرئاسة في إسناد مهمة إدارة مكتبها الإعلامي لمن تكتب وتنشر حتى الآن مقالا في إحدى الصحف، تكتب رأيها في الصحافة وهي المسؤولة عن التواصل مع كل الصحف بشفافية وتوازن ومساواة أليس في ذلك تعارض مصالح؟ في الرئاسة أيضا تتردد أقاويل قوية عن صراع مكتوم على الإعلام بين ثلاثة أطراف شد وجذب وهمس ولمز والصحافيون ممزقون بين هذا وذاك وتلك».
مقدمو برامج
يقولون ما لا يفعلون
وإلى يوم الأربعاء وزميلنا في «الوفد» أشرف بيدس وقوله: «الغالبية العظمى من إعلاميي برامج التوك شو على شاشات الفضائيات يقدمون برامج على موجات الإذاعة، حسنا فماذا يقدمون في الإذاعة؟ يقدمون الموضوعات ذاتها التي تقدم على الفضائيات وماذا يقدمون على الفضائيات يقدمون موضوعات الإذاعة نفسها. وكثير من الفضائيات تعمل وفق منطق السبوبة، التي تخدم مصالح مالكيها، وبالتالي يقوم بعض من القائمين عليها من القمة إلى القاع بانتهاج المنهج نفسه لتحقيق منفعته الشخصية. لقد مل الناس من برامج التوك شو وضجروا من مقدميها المملين الذين يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون».
الإعلامي جابر القرموطي
مجنون بحب مصر
أما زميلتنا الجميلة في «الوفد» فكرية أحمد فإنها في العدد نفسه أشادت بزميلنا في «الأهرام» جابر القرموطي وما يقدمه في برنامجه «مانشيت» على قناة «أون. تي. في» قائلة عنه: «الإعلامي جابر القرموطي مجنون بحب هذا البلد عاشق مصر حتى النخاع مجنون بهموم البسطاء حين تراه لا يغادرك شعور أنه أخوك أو ابن عمك أو أحد أقاربك الصادقين المحترمين في زمن عز فيه الصدق وانتهى غالبا الاحترام.
وبين وقت وآخر يفاجئك بخفة دمه واستخدامه أشياء لا معقولة لإيصال فكرته فيخرج مرة ليطبخ وأخرى ليكنس وثالثة ومعه «قلة» أو مرتديا غطرة وعقالا أو حتى بدلة إعدام حمراء، لم ألتق بالقرموطي ولا مرة بصورة شخصية لكنني أعترف ببساطة بأنني إحدى مشاهدات برنامجه، لأنه رغم كونه برنامجا متخصصا في قراءة مانشيت الصحف، لكنه نجح بجدارة مع فريق عمله المجانين مثله بحب مصر في تحويله إلى برنامج هادف».
إعادة الإعلام الخاص لصوابه مسؤولية الدولة
وإلى يوم الخميس وزميلنا في «الأهرام» شريف عابدين وقوله: «سقطة أخرى وقع فيها الإعلام المصري وأثبت معها أنه ما فيش فايدة ولا فكاك من الإنجرار وراء الإثارة بخليطها الجاذب للفواصل الإعلانية، من جنس وشذوذ وسحر وعفاريت، هل تستحق حكاية من أطلق عليها الإعلام سيدة المطار، التي قدمها للعالم كنموذج حي على ما آلت إليه أحوالنا من ترد وتفسخ بعد ثورة كان من المطلوب أن تعيد بناء النفس وتهذيب الأخلاق وشحذ الهمم للبناء. لكننا دائما نبهر العالم باختلافاتنا، حتى ونحن نثور مرتين في عامين، ليس مطلوبا من الإعلام أن يسكت عن أحداث تمثل جرس إنذار لما بلغته العلاقة بين الأفراد وبعضهم من كراهية وعدوانية، أو إساءاتهم لبلادهم. الواجب يفرض طرح القضية للنقاش الجاد من دون إثارة أو تهويل.
وأعتقد أنه آن الأوان للدولة أن تقوم بمسؤوليتها لإعادة الإعلام الخاص على وجه الخصوص لصوابه، وإلزامه بميثاق شرف لا يزال حبرا على ورق، ولم يأخذ قوة التنفيذ لحماية المجتمع من براثن أصحاب رؤوس الأموال الموجهة بوصلتهم نحو استخدام الإعلام لتحقيق المصالح ولي ذراع الدولة لبسط النفوذ».
رئيس تحرير «الأهرام» يتهم
البعض بالتآمر على الرئيس والحكومة
ويوم الجمعة دخل رئيس تحرير «الأهرام» زميلنا محمد عبد الهادي علام إلى المعركة موجها اتهامات عديدة بالتأمر على الرئيس والحكومة من جانب شخصيات إخوانية ومن الحزب الوطني وبعض فلول اليسار ورجال أعمال قال عنهم بالنص: «أمر طبيعي أن رجال أعمال وجدوا أنفسهم أمام دولة لم تعد مثلما كانت في السابق تغدق عليهم بلا رقيب، وعندما جاء يوم منح بلدهم العون والدعم لم تجد منهم سوى الإحجام والتراخي عن المساعدة، وليس أدل على الموقف السابق من حجم تبرعاتهم لصندوق تحيا مصر».
وقال في إشارة غير مباشرة إلى جريدتي «الدستور» و«المصري اليوم» أساسا وما نشر فيهما عن الشرطة « التحريض الواضح على جهاز الشرطة».
كما وجه انتقادا من دون الإشارة إلى أسماء، إلى كل من زميلتنا الجميلة رئيسة تحرير الأهالي أمينة النقاش وزميلنا وصديقنا في «الأهرام» أسامة الغزالي حرب واتهمهما بمحاولة الإساءة للعلاقات مع السودان بقوله «استفزاز حكومة البشير واستدعاء الصحف السودانية لشن هجوم على مصر والسيسي هي لعبة مكشوفة لمصلحة أطراف خارجية معروفة».
وكانت أمينة قد هاجمت النظام السوداني في مقالها الأسبوعي في «الوفد» لكن الجريدة نشرت في اليوم التالي اعتذارا وتوضيحا أن المقال وغيره من المقالات المنشورة في صفحة الرأي لا تعبر عن الحزب أو الجريدة، كما أن «الأهرام» رفضت نشر مقال لأسامة عن السودان فقام بنشره في «المصري اليوم».
أزمات موروثة من خمسين
أما أمينة فقالت يوم السبت في مقالها في «الوفد»: «وسائل الإعلام التي تفشل عادة في طرح تصور صحيح لمواجهة غلاء الأسعار، ولأنه لابد من تعليق فأس المسؤولية عن هذه الحالة من الجنون في رقبة شخص أو جهة ما، فإن أقرب رقبة يمكن تعليق الفأس فيها هي رقبة الحكومة، وبذلك ينهال الإعلام عليها باللوم والتقريع والاتهام بالعجـــز عن ضبط الأسعار ولسماحتها للقوطة بالجنون، وبتكرار هذا الجنون كل عام والحل الموفق السعيد لديها الذي يبدو لها بســـيطا بعد وصلة من الســــخرية وفي بعض الأحيان، ووصلات من الردح ضد الحكومة، هــــو مطالبتها بان تبادر حالا بفرض التسعير الجــــبري على السلع والخضراوات وضبط السوق حتي يســــتطيع الفقراء ومحدودي الدخل أن يجدوا ما يأكلونه وما يواجهون به هذا الجنون.
ولا أحد ممن يعالجون الموضوع في الإعلام يبدي عناية بالبحث في أسباب المشكلة أو التوصل إلى حلول حقيقية لها، أو يقدم لهذه الحكومة التي تتعامل مع أزمات موروثة من نحو خمسين عاما اقتراحا عمليا لتطبيق الرقابة على الأسواق.
آن الأوان لكي يصاب المشككون بحالة من جنون القوطة وأن يتوحدوا في تلك الروابط لكي يعيدوا ميزان الأسعار المختل إلى اعتداله، وهو درس أثق أن شعبا جبارا كالمصريين قادر على يلقنه للمتاجرين بأوجاعه، كما لقن غيرهم من دعاة الفوضى والإرهاب والسعي إلى استلاب إرادته وإكراهه على ما لا يريد».
الفتاوى
وأخيرا إلى الفتاوى وستكون للشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية وكانت في جريدة «الفتح» لسان حال الجمعية في عددها يوم الجمعة قبل الماضي:
السؤال: جارتنا ماتت وليس بها مرض وكانت تتكلم مع ابنتها فقالت لها: «استني يا بنتي ده باين عزرائيل» هكذا قالت «جاء يأخذ روحي» ثم ماتت مباشرة وأكثر من شخص يذكر مثل هذه القصة فهل هذا حقيقي أن الإنسان عند الموت قبل الغرغرة يمكن أن يرى ملك الموت ويتكلم عنه؟ وهل يمكن للأحياء أن يروه؟:
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: ففي حديث البراء الطويل، وهو حديث صحيح، في قبض روح المؤمن أنه يأتيه ملائكة بيض الوجوه يجلسون منه مد البصر والكافر يأتيه ملائكة سود الوجوه يجلسون منه مد البصر»فالظاهر أنه في اللحظات التي تسبق خروج الروح مباشرة يظهر أعوان ملك الموت للمحتضر، ثم هناك أمر آخر في بعض الأمراض مثل «الجلطة القلبية» فإن من أعراضها الشعور باقتراب الموت. أما عن رؤية الأحياء لـ«ملك الموت» فلا أعلم دليلا على ذلك.
حسنين كروم
نري الرئيس ليس مهموم بما يحدث من وزراؤه وكبار موظفيه٠٠مهتم بالسفر والظهور علي
الشاشات وشوية كلام وبس٠ النتيجه والمزاج العام زفت وطين وبهدلة٠ نشاهد ضرب وقلة ادب من الشرطة للمواطن وفي الاقسام ضرب وقتل اتنين محامين وماخفي كان اعظم٠ ونري الحوادث متنوعه وكثيرة واسعار عالية نعم جنون٠ واعلام حدث ولا حرج فكل الاعلاميين الشرفاء قوطعوا ونري فقط الرويبضه والمنافقين٠ الرئيس غير مهتم نهائيا بالعدالة الغائبة فكل من سرق وقتل برااءة والشريف هو المدان٠ واظن الساعة