مهرجان «الجونة السينمائي» المصري يواجه تهمة التطبيع مع إسرائيل

حجم الخط
0

القاهرة – «القدس العربي» : يواجه مهرجان «الجونة السينمائي»، الذي بدأت فعاليات دورته الأولى في مصر التي انتقلت في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، تهمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك بسبب استضافة المخرج اللبناني زياد الدويري، الذي يشارك فيلمه « القضية 23» في المسابقة الرسمية للمهرجان.
وكان الدويري قد تم توقيفه من قبل الشرطة اللبنانية بتهمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، بعد أن صور فيلم «الصدمة» داخل إسرائيل وبمشاركة ممثلين إسرائيليين ومنع عرض الفيلم في لبنان، كما طالب مكتب مقاطعة إسرائيل التابع للجامعة العربية الدول الأعضاء بمنع عرضه في الصالات المحلية، كما قررت الجامعة العربية منع عرض الفيلم في الدول الـ22 الأعضاء في الجامعة.
وامتنع وزير الثقافة اللبناني عن تقديم ترشيح الفيلم باسم لبنان لجائزة الأوسكار، في حين فاز بجائزة الجمهور وجائزة النقاد الخاصة في الدورة 17 من مهرجان كولكوا للفيلم الفرنسي في هوليوود.
يتناول الفيلم «الصدمة» قصة جراح عربي إسرائيلي يدعى أمين الجعفري كان مثالا لنجاح التعايش العربي – الإسرائيلي في المجتمع اليهودي. واكتشف أمين أن زوجته سهام التي أحبها كانت منفذة هجوم انتحاري أودى بحياة 17 طفلا في حفل عيد ميلاد.
يبدأ الفيلم بمشهد يجري فيه تكريم أمين في عمله في احتفال يلقي فيه بكلمة عن التعايش العربي – اليهودي ليجد نفسه في اليوم التالي محتجزا للاشتباه في أنه زوج إرهابية.
وتفرج الشرطة عنه في النهاية بعد أن تتأكد من أنه لم يكن يعلم شيئا عن الهجوم، ويتساءل الجراح عن السبب الذي دفع سهام – زوجته على مدى 15 عاما – لفعل هذا.
يتتبع أمين الخيوط التي يمكن أن تقوده إلى فهم ما حدث ويذهب إلى نابلس حيث يجد ملصقات على الجدران تمجد سهام بوصفها شهيدة ويعامله سكان المدينة على أنه انتهازي سياسي.
ويتوجه إلى جنين، حيث نفذت إسرائيل عملية عام 2002 خلفت عشرات الشهداء الفلسطينيين ويقدم الدويري مشهدا قال إنه يرمي لإظهار أن أمين أدرك الدافع الذي دفع زوجته لتنفيذ هجومها.
ويدرك أمين أيضا أنه بينما كان يشعر أنه جزء من المجتمع الإسرائيلي كانت زوجته تشعر أنها غريبة عنه.
وأثار الفيلم بالفعل ردود فعل حادة في العالم العربي، واتهمت بعض وسائل الإعلام الجزائرية الدويري بتحريف الرواية الأصلية، التي كتبها الجزائري ياسمينة خضرا كما اتهمه إسلاميون مغاربة بأنه موال لإسرائيل، وكان معظم الحوار في الفيلم بالعبرية.
وفي فيلمه الجديد «القضية 23» الذي يشارك في «الجونة السينمائي» يناقش الدويري قضية العلاقة بين اللبنانين وبين اللاجئين الفلسطينين ، حيث يدور الفيلم حول طوني (عادل كرم) صاحب مرآب لتصليح السيارات وزوج ينتظر مولد طفله الأول. يقيم في منطقة فسوح ذات الأغلبية المسيحية في بيروت.
ونعرف من خطب بشير الجميل، السياسي الراحل، الذي كان قائدا عسكريا للقوات اللبنانية، التي يستمع إليها طوني بصورة شبه دائمة في ورشته، انتماءه الحزبي والسياسي وتعصبه لهذا الانتماء.
ذات يوم يتم تكليف المهندس ياسر (كامل الباشا)، الذي يعمل في شركة كلفتها إدارة الحي بترميم المنازل، بتفقد المخالفات في الشارع حيث يقيم طوني.
ياسر فلسطيني يقيم في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ويتصادف مرور ياسر مع سقي طوني للزرع في شرفته ويتساقط الماء من الشرفة ليغرق ثياب ياسر.
ويتصاعد الخلاف سريعا بين الجانبين ويخرج عن إطار السيطرة ويصل إلى الجملة الحاسمة التي أنذرت بفيض من الغضب في البلاد، حيث يقول طوني في فورة غضبه لياسر: «يا ريت شارون محاكن عن بكرة ابيكن».
يتخذ دويري من هذه الجملة وتداعياتها وبكل إحالاتها للحرب الأهلية اللبنانية نقطة بداية.
وينتقل الفيلم إثر ذلك إلى دراما تدور أحداثها في قاعة المحكمة، وتتحول المحاكمة من محاولة البت في حادث فردي إلى البت في تاريخ الحرب الأهلية اللبنانية بأسرها. لكل من الجانبين جروحه الدفينة التي يبقيها سرا في محاولة العيش في الحاضر ولكن الماضي يكمن في أصغر التفاصيل ويمكن أن يطفو إلى السطح بسبب كلمة.
في ساحة المحكمة تتطور أبعاد القضية لتنتقل من المستوى الشخصي لتصبح قضية رأي عام وقضية دولة بأسرها بعد تدخل محامٍ كبير (كميل سلامة) للدفاع عن طوني وعن وجهة نظره في القضية.
ويتدخل المحامي، الذي سبق أن تبنى مكتبه قضايا للدفاع عن عدد من كبار المسؤولين من نفس الاتجاه السياسي، الذي يمثله طوني، لا للدفاع عن طوني كشخص ولكن للدفاع عنه كمبدأ وكتوجه وكوجهة نظر، ويصب كل ما في جعبته من خطب مفوهة لتأجيج المحاكمة ولصب المزيد من الوقود على النار.

مهرجان «الجونة السينمائي» المصري يواجه تهمة التطبيع مع إسرائيل

فايزة هنداوي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية