القاهرة ـ «القدس العربي»: عقدت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والثلاثون المقررة في الفترة من 9 وحتى 18 تشرين الثاني/نوفمبر المؤتمر الصحافي الأخير للإعلان عن كافة تفاصيل المهرجان وبحضور منظمي البرامج الموازية، التي يطلقها المهرجان للمرة الأولى في تاريخه، وهي برنامج أسبوع النقاد الذي تنظمه جمعية نقاد السينما «افكا» وبرنامج «سينما الغد» الدولي الذي ينظمه المعهد العالي للسينما وبرنامج «آفاق السينما العربية» والذي تنظمه نقابة المهن السينمائية. وطالب الناقد سمير فريد رئيس المهرجان الصحافة المصرية الانتظار حتى انعقاد هذه الدورة، وذلك بعد الهجوم المتواصل الذي تتعرض له إدارة المهرجان الذي بدأ مع تولي فريد رئاسة الدورة السادسة والثلاثون، وأشار الى ان الهدف من توليه تلك المسؤولية، هو رغبته في تحويل المهرجان الى مؤسسة وعمل منظم وليس «مهرجان رئيس المهرجان» أو ينتمي الى أسماء بعينها، العمل المؤسسي يعني العمل الجماعي والقرارات لا تؤخذ من جانب شخص واحد ولكن من خلال مجلس الإدارة.
وعن الهجوم الذي تعرض له بعد اختيار الفرنسي جاك لانغ لتكريمه بجائزة نجيب محفوظ بسبب ما أثير حول بعض القضايا المتهم فيها داخل فرنسا بتهمة إغتصاب الأطفال، أوضح أن القرار اتخذته لجنتان للمهرجان وبموافقة وزيري الثقافة السابق والحالي، وانه ليس قرارا فرديا اتخذه هو، حتى تحوله الصحافة الى نقطة للهجوم على شخصه، وأكد «ان اللجنة وافقت على تكريمه لأسباب عديدة منها انه قاد معركة كبرى في التسعينيات وهي معركة الإستثناء الثقافي، عندما صدرت اتفاقية الغات التي وضعت ثمار الإبداع الذهني وثمار الحقول والمصانع من البضائع في كفه واحدة، لكن وزير الثقافة الفرنسي وقتها جاك لانغ قاد معركة لرفض هذه المساواة، كما انه فتح ابواب السينما الفرنسية للمخرجين العرب بشكل لم يسبق له مثيل، كما انه اختير مؤخراً كرئيس لجنة مهرجان برلين، ولأنه معروف بحبه للثقافة العربية وافق مجلس السفراء العرب في فرنسا بالإجماع على توليه رئاسة معهد العالم العربي في باريس، فليست قضية مهرجان القاهرة ان يعلق على خصومة أي شخصية مع منتقديها أو معارضيها ولا نملك الحق في ذلك» وأضاف فريد ان الصحافة تجاوزت كثيراً في تناوله بالنقد الذي وصل الى الاتهام بعدم الوطنية، لكنه لن يرفع قضية ضد أي صحافي احتراماً لحرية المهنة التي ينتمي اليها.
وحول الخلاف السياسي الحالي بين مصر وتركيا قال فريد: «المهرجان كان سيحتفل بمئوية السينما التركية بعرض أحد أقدم أفلامها، ولدينا خطاب رسمي موقع من وزير الخارجية سامح شكري بالموافقة على عرض هذا الفيلم ضمن برنامج الكلاسيكيات، لكن المهرجان لم يستطع الحصول على نسخة الفيلم لذلك لن نستطيع عرضه، الحصول على نسخ الأفلام القديمة أصبح مشكلة».
وانتقد فريد الهجوم على الفيلم المصري الذي يشارك في المسابقة الدولية «باب الوداع» قبل عرضه، حيث كتبت أحدى الصحف المصرية ان الفيلم الذي اختارته إدارة المهرجان ليمثل مصر هو فيلم صامت لا يناسب سوى الصم والبكم، وعبر فريد عن اندهاشة من الهجوم على فيلم لم يشاهده أحد من قبل، وقال ان الفيلم يحمل روحاً وأشعارا صوفية، وعلق أن هناك فيلما آخر من آسيا لا يوجد به سوى 4 جمل فقط.
وأكد حرص اللجنة على ان يضم المهرجان كافة أجناس الفيلم، الروائي والتسجيلي والتشكيلي والتحريك الطويل والقصير، من كل دول العالم والتي تمثل ثقافات متعددة، ويعرض المهرجان 57 فيلما جديدا منها 48 فيلما عرض أول في العالم العربي وأفريقيا، و5 أفلام عرض دولي أول خارج بلد المنشأ و4 أفلام عرض عالمي أول،28 فيلما من 14 دولة اوروبية، و 10 أفلام من 6 دول آسيوية و7 أفلام من 3 دول عربية هي الإمارات وفلسطين ومصر، و6 أفلام من 4 دول من أمريكا اللاتينية و5 أفلام من أمريكا الشمالية وكندا وفيلم من استراليا.
وأوضح ان الصعوبات التي واجهت إدارة المهرجان في الحصول على عرض أول للأفلام كانت بسبب خلافات قديمة مع شركات الانتاج الدولية، والسبب الآخر هو ضعف السوق السينمائي في مصر، حيث أن عدد قاعات العرض لا يتجاوز 115 شاشة، مقارنة بمهرجان كان أو برلين التي تمتلك 4 آلاف شاشة تدفع المنتجين الى تسويق أعمالهم عبر المهرجان.
فريد أكد ان الإدارة الجديدة تحترم مجهودات الإدارات السابقة وسوف يقوم الفنان عزت أبو عوف وحسين فهمي وشريف الشوباشي رؤساء المهرجان السابقين بتقديم جوائز التكريم في حفل الإفتتاح حيث يكرم المهرجان الفنانة نادية لطفي ونور الدين صايل الرئيس السابق للمركز السينمائي المغربي، والمفكر الفرنسي جاك لانغ والمخرج سيمون ماسي وهو أول مخرج أفلام تحريك يفوز بجائزة مهرجان القاهرة التقديرية.
وأشار فريد الى ان المهرجان ابتكر شكلا جديدا في حفل الافتتاح الذي سيقام في محكي القلعة بالغاء عرض فيلم افتتاح طويل وعرضه مساء اليوم التالي، وستعرض في الافتتاح أفلام قصيرة منها فيلم تسجيلي عن تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي، وسيكون حفل الختام في الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر تحت سفح الأهرامات.
وقد أعلن الناقد احمد حسونة مدير برنامج أسبوع النقاد الذي تنظمه جمعية «نقاد السينما» لمخرجي الأفلام الطويلة (عمل أول أو ثان ) والتي تنافس على جائزة شادي عبد السلام لأفضل فيلم وقيمتها 50000 ألف جنيه، وجائزة فتحي فرج لأفضل إسهام فني وقيمتها 25000 ألف جنيه، وتضم المسابقة 7 أفلام روائية منها الفيلم الإيطالي «الرقص مع ماريا» اخراج إيفان جيرجوليت والفيلم الياباني «أحبس أنفاسك مثل العاشق» إخراج: كوهيإيجاراشي، ومن صربيا فيلم «طفل لا أحد» إخراج: فوك رشوموفيتش، وتتكون لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد من الناقد التونسي خميس الخياطي، والصحافية الأمريكية ديبورا يانغ، والناقدة الألمانية باربارا لوري.
كما أعلن السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية عن برنامج مسابقة «آفاق السينما العربية» والذي تنظمة نقابة المهن السينمائية بالتعاون مع مهرجان القاهرة، ويشارك في البرنامج 8 أفلام عربية منها الفيلم المصري «القط» إخراج ابراهيم البطوط، وفيلم «ذيب» من الاردن، ومن موريتانيا فيلم «تمبوكتو» للمخرج عبد الرحمن سيساكو الذي عرض في مهرجان كان ولاقى استحسانا كبيرا، والفيلم يدور حول التطرف الديني في مالي، والفيلم المغربي «الصوت الخفي» وهو موسيقي، وفيلم «شلاط» من تونس وفيلم «كان رفيقي» من الكويت، ومن فلسطين فيلم «فلسطين ستيريو» لرشيد بوشارب، ومن لبنان يشارك فيلم «شهرزاد» وهو تجربة مختلفة حيث يدور داخل سجن النساء.
وتتكون لجنة تحكيم برنامج «آفاق السينما العربية» من الفنانة ليلى علوي رئيس اللجنة وعضوية الناقد اللبناني محمد رضا والمنتج التونسي نجيب عياد، وسوف تصدر المسابقة كتابا عن أحوال السينما العربية للناقد محمود قاسم كما تقيم معرضا لأفيشات الأفلام العربية التي شاركت في دورات مهرجان القاهرة السابقة.
المخرج سعد هنداوي مدير برنامج «سينما الغد» الدولي للأفلام القصيرة الذي ينظمه المعهد العالي للسينما، أكد خلال المؤتمر الصحافي ان لجنة المشاهدة لم ترفض أي فيلم تقدم لها من أي دولة في العالم عدا دولة الاحتلال الاسرائيلي، وأوضح ان اللجنة ليست ضد دول بعينها مثل قطر وتركيا وايران ولكنالمهم ألا يكون الفيلم دعائيا ضد أو مع أي نظام سياسي، المهرجان لا يقبل أي أفلام تحمل دعاية سياسية، ولكن الاختيار انحاز للسينما الخالصة خاصة الصورة، وأشار الى ان البرنامج سيعرض 32 فيلما، وتنقسم المسابقة الى قسم الفيلم القصير ويعرض فيه 15 فيلما وقسم أفلام الطلبة الذي يعرض فيه 17 فيلما، من 25 دولة منها اليابان وكوريا الجنوبية وايطاليا والمانيا والمجر واسبانيا وصربيا وفنلندا ومن جنوب افريقيا وبلجيكا وفرنسا، وتتنافس على جائزتين، الأولى جائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير وقيمتها 30 ألف جنيه ، وجائزة محمد كريم لأفضل فيلم طلبة وقيمتها 30 ألف جنيه. وأضاف ان لجنة تحكيم مسابقة «سينما الغد» الدولي برئاسة المخرج المصري خيري بشارة ، وعضوية جورج بولون وهو أحد مؤسسي مهرجان كليرمون فيران، أكبر مهرجان للأفلام القصيرة في العالم، ويشارك أيضا في اللجنة الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات.
ويقيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والثلاثون حلقة بحث المهرجان عن «المهرجانات السينمائية الدولية في العالم العربي» وذلك بحضور منسق الحلقة الدكتور ناجي فوزي والباحثين من مصر وسوريا والأردن وفلسطين والسودان وتونس والمغرب.
يعرض المهرجان في المسابقة الدولية 15 فيلما طويلا ما بين الروائي والتسجيلي والتشكيلي، وهم الفيلم التسجيلي عبر عدسات سوداء: «الفوتوغرافيون السود ونشأة شعب» إخراج توماس آلان هاريس من الولايات المتحدة الأمريكية، والفيلم الفلسطيني «عيون الحرامية» إخراج نجوى نجار والفيلم يمثل السينما الفلسطينية في مسابقة الأوسكار 2015 والفيلم الفرنسي «لقد جئنا كأصدقاء» إخراج هيوبرتسايوبر والفيلم المصري «باب الوداع» إخراج كريم حنفي ومن البرازيل فيلم تشكيلي بعنوان «الصبي والعالم» إخراج آلي أبريو ومن استراليا فيلم «بلد شارلي» إخراج رولف دي هير والفيلم يمثل السينما الأسترالية في مسابقة الأوسكار 2015 وفيلم «الحب من أول صراع» إخرج توماس كايلي من فرنسا والفيلم التسجيلي «أحمر أزرق أصفر» إخراج نجوم الغانم الإمارات العربية المتحدة والفيلم التشكيلي «جزيرة جيوفاني» إخراج ميزيوهونيشاكودو من اليابان، والفيلم الروائي «إلى الأبد» إخراج مرغريتا مانتا من اليونان، وفيلم «وكان مساء وكان صباح» إخراج إيمانويليكاروزو من إيطاليا، وفيلم «دولارات من رمال» إخراج إسرائيل كارديناسولاورا إميلياجوزمان من الدومنيكان، والفيلم الايراني «ميلبورن» إخراج نيما جافيدي، وفيلم «خمس نجوم» إخراج كيث ميللر من الولايات المتحدة الأمريكية، وفيلم «السيدة براكيتس وجليسة الأطفال» و»الحفيد الضال وإيماسوراس» إخراج سيرجيو كاندل من اسبانيا وفيلم «ضوء الشمس المظلم» إخراج ليو يو من الصين.
وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الدولية من الفنانة يسرا رئيسة وعضوية كل من الناقد اللبناني إبراهيم العريس والناقد اليوناني ألكسيس غريفاس والمنتجة الهولندية كارين فان إيغرت وكاتبة السيناريو المصرية مريم نعوم ومديرة التصوير نانسي عبد الفتاح من مصر والمخرج الاثيوبي هايلي جريما والمخرج الصيني وانغ زيا شواي.
وفي قسم عروض خاصة يعرض المهرجان 17 فيلما روائيا طويلا منها فيلم الأفتتاح الألماني «القطع» للمخرج التركي الأصل فاتح أكين، ويعرض من مصر أيضا فيلم «ديكور» للمخرج احمد عبد الله، والفيلم الإيراني «الركن» إخراج عابد أبستو، والفيلم الإماراتي «من ألف إلى باء» إخراج علي مصطفى، ومن سوريا يعرض فيلم «مياه فضية» وهو صورة ذاتية إخراج أسامة محمد ووئام سيماف بدرخان، ومن مصر أيضا يعرض فيلم «حائط البطولات» إخراج محمد راضي، والفيلم اليوناني «انكلترا الصغيرة» الذي يمثل السينما اليونانية في مسابقة الأوسكار 2015 وهو فيلم ختام المهرجان.
وينظم المهرجان معرضاً بمناسبة الاحتفال بمئوية ميلاد المخرج «بركات» يضم ملصقا خاصا وكتالوج خاصا ويُصدر كتاباً عن المخرج الكبير، كما تُعرض في قسم «كلاسيكيات الأفلام الطويلة» نسخة جديدة من فيلمه «الحرام» الذي شارك في مسابقة مهرجان كان عام 1965
كما يعرض خلال المهرجان أول فيلم أخرجه الفنان الراحل حسين حسن الإمام بعنوان «زي عود الكبريت» وتوفي بعد أن أتم إخراجه، ويُعرض في قسم «أفلام عن السينما» في عرضه العالمي الأول. والحصيلة الإجمالية أن الدورة الـ 36 للمهرجان ستشهد عرض 6 أفلام من مصر، و2 من كل من الإمارات وفلسطين، وفيلما واحدا من الأردن ولبنان والكويت وتونس والمغرب وموريتانيا إلى جانب فيلم المخرجين السوريين.
يصدر المهرجان 12 كتاباً متخصصاً في السينما ، منها كتاب عن السينما الكردية تأليف إبراهيم الحاج عبدي، وكتاب عن الناقد غسان عبدالخالق تأليف محمود الغيطاني، وكتاب عن المخرج الراحل بركات تأليف مجدي الطيب.
كما اختار المهرجان في دورته السادسة والثلاثون إطلاق فعالياته من دار الأوبرا والمراكز الفنية الملحقة بها والتي تتبع وزارة الثقافة، وستعرض أفلام المهرجان على 7 شاشات عرض.
رانيا يوسف