الرباط – «القدس العربي»: توج الفيلم المغربي «أفراح صغيرة» للمخرج محمد الشريف الطريبق بجائزة أحسن فيلم طويل في مهرجان «نظرة على سينما العالم» في باريس، الذي نظم من 27 كانون الثاني/ يناير إلى 5 شباط/ فبراير بفرنسا.
ويأتي فيلم «أفراح صغيرة» بعد ست سنوات من إخراجه لفيلمه الطويل «زمن الرفاق» وهو فيلم سياسي عن الصراع داخل الجامعات المغربية بين الفصائل الطلابية في التسعينيات. وحاول الطريبق في فيلم «أفراح صغيرة» تقديم عمل سينمائي عن حياة المرأة، خاصة بمدينة تطوان المغربية، شمال المغرب، سنوات الخمسينيات، لكن صعوبة ايجاد نصوص روائية أو تأريخ اجتماعي عن هذه السنوات دفع بالمخرج للقيام ببحث خاص، اعتمد عليه في الحكايات التي تضمنها فيلمه السينمائي، مؤكدا، في العديد من خرجاته الاعلامية، أن ظاهرة العلاقات الخاصة بين النساء لا تعني مجتمعاً دون آخر ولا مدينة دون أخرى بل هي ظاهرة اجتماعية و إنسانية.
وكان «أفراح صغيرة» شارك في عدد من المهرجانات السينمائية الهامة، خلال هذه السنة، حيث كان ضمن المسابقة الرسمية لأفاق السينما لعربية بمهرجان القاهرة الدولي، وكذا شارك في الدورة الحادية عشرة لمهرجان سيني ألما (روح المتوسط ) بمدينة كاروس بفرنسا، وكان حاضراً ضمن المسابقة الرسمية للدورة السادسة لمهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، وكذا بالدورة الثامنة لمهرجان لوس أنجلس للسينما كما عرض في إطار مهرجان سلا لسينما المرأة بالمغرب.. إضافة لملتقيات عدة سينمائية وطنية وأجنبية.
وقام بأدوار البطولة في فيلم «أفراح صغيرة» كل من أنيسة العناية، فرح الفاسي، سمية أمغار، مها داوود… وقد اعتمد المخرج في اختياره للوجوه المشاركة على عدة أسماء «غير محترفة»، يقف بعضها لأول مرة أمام الكاميرا، بحثاً، حسب المخرج، على نوع من «الطرواة» في الوجوه وطريقة الحديث والتمثيل.
وبلهجة تطوانية غارقة في محليتها، وبخلفية موسيقية أندلسية تحيل على الثقافة التي حملها الموريسكيون الذين اختاروا شمال المغرب للاستقرار فيه، يحكي الفيلم قصة صداقة وحب بين فتاتين مراهقتين داخل غرف وردهات بيت عتيق بمدينة تطوان، في مغرب مقبل على الاستقلال يحاول أن يوازن بين عمقه المحافظ ومعاصرة تهب عليه رياحها بقوة.. والمأنثوية بامتياز، علاقات خاصة بين النساء، إيحاءات لا تقول أشياء مباشرة أكثر مما تدفع المشاهد إلى التفكير في طرح مزيد من الأسئلة عن المجتمعات التقليدية ومدى قدرتها على تسييج عواطف المرأة…اعتماد على الموسيقى وتصوير متقن.. كلها عناصر جعلت العمل يحظى بالكثير من التنويه في مختلف الملتقيات التي شارك فيها.
ليلى بارع