مواجهة جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو في الكونغرس الأمريكي

حجم الخط
33

مدريد – «القدس العربي» :يبدأ وفد من الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب زيارة الى مخيمات تندوف هذا الأسبوع، تتزامن مع التوتر القائم في منطقة الكركرات، كما يؤكد كيف تحول الكونغرس الأمريكي الى واجهة للمواجهة الدبلوماسية بين المغرب والبوليساريو بدعم من الجزائر.
ويتكون الوفد من ممثلين عن بعض اللجان ومنها لجنة توم لانتوس الخاصة بحقوق الإنسان علاوة على عدد من المستشارين في القضايا الدولية وحضور عضو من هذه اللجنة يبرز مدى استمرار رهان جبهة البوليساريو في الولايات المتحدة على خطاب حقوق الإنسان، وهو الخطاب الذي اعتمدته خلال العقد الأخير لتحقيق تقدم على حساب المغرب.
وتعتبر هذه أول مرة تقوم فيها لجنة بهذا الحجم عددياً من الكونغرس بزيارة مخيمات تندوف، وكانت هناك زيارات سابقة ومنها زيارتان السنة الماضية ولكن كانتا محدودتين. ولعبت سفيرة الولايات المتحدة في الجزائر دوراً مهماً في هذه الزيارات علاوة على اللوبيات التي تعمل لصالح البوليساريو في واشنطن.
وتحول الكونغرس الأمريكي الى ساحة للمواجهة الدبلوماسية بين المغرب وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر. وشهد الكونغرس لجان صداقة تؤيد الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء، كما يسجل لجان دعم استفتاء تقرير المصير. ويأتي رهان البوليساريو على الكونغرس الأمريكي بعدما نجحت في حشد تأييد في البرلمان الأوروبي الذي من عناوينه الإشكال القانوني الشائك حول إدماج الصحراء الغربية في الاتفاقيات الدولية بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وحتى الأمس القريب، كان الكونغرس يؤيد فقط المغرب خاصة خلال حقبة الحرب الباردة عندما كان المغرب حليفاً لواشنطن. 
من جانب آخر، تأتي هذه الزيارة لتطرح تساؤلات عميقة حول نوعية خطاب الدبلوماسية المغربية في الولايات المتحدة وكذلك مساعي اللوبيات التي تعمل لصالح المغرب، خاصة بعدما تشكلت في الكونغرس الأمريكي لجنة تدعم استفتاء تقرير المصير.
واعتماداً على معطيات الواقع ومنها وزيارة من هذا النوع أو لجنة الكونغرس لدعم الاستفتاء تبرز عدم تحقيق خطاب الدبلوماسية المغربية واللوبيات التي تعمل لها حتى الآن نتائج كبيرة. ويعتمد المغرب على خطاب اتهام البوليساريو بالإرهاب والإجرام المنظم.
في الوقت ذاته، تكشف هذه الزيارة أن قضية الصحراء في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب قد لا تسجل تقدماً لمصالح المغرب، فهذا الملف ثانوي للغاية في أجندة البيت الأبيض إذ لم يكن منعدماً عكس ما كان عليه حتى أواسط التسعينيات.وكانت مقالات سابقة في «القدس العربي» قد أشارت، اعتماداً على خبراء في العلاقات، الى أن إدارة ترامب قد تعمل على تسليح المغرب ولكن تأييدها له في ملف الصحراء سيكون محدوداً.

مواجهة جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو في الكونغرس الأمريكي

حسين مجدوبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ولد الميلود:

    الى الاخوة المغاربة الذين لم يسمعوا ما حدث للجيش المغربي :
    الجيش المغربي انسحب من اغلب الارضي التي احتلها شرقا و جنوبا تحت ضربات البوليزاريو و ترك وراءه مقبرة من العتاد المدمر و المحطم و الاف القتلى و الاف الاسرى قبل وقف اطلاق النار سنة 1991 و كاد البوليزاريو ان يرغمه بالانسحاب من كل الاراضي لولى تفطن الملك الحسن الثاني و مطالبته بوقف اطلاق النار و اعترافه بحق الشعب الصحراوي بتقرير المصير عبر استفتاء حر و نزيه .الموقف الجيش المغربي احتمى بالجدار الترابي و الجيش الصحراوي على بعد اقل من كلومترو هنا رسم خط وقف اطلاق النار بالجدار الترابي.

  2. يقول مصطفى الوالى:

    السؤال الجوهري هو هل الغرب يطالب بنصيبه من الصحراء الغربية التي إقتسمها مع موريتانيا ام يطالب بالحصتين معا؟؟؟ اجيبونا رحم الله والديكم

  3. يقول عزيز المغرب:

    دولة العسكر في الجزائر تحضن الانفصاليين وتدعمهم وتمولهم من أجل عيون المبادئ…من يصدق هذا؟ وهل هناك مبادئ أكثر من الوحدة والديمقراطية…التي اختارها المغرب… بعد أن قسم الاستعمار شعب المنطقة ..يأتي اﻵن من يسير على نهجه ..لكنه يحاول تغطية الشمس بالدولار..

  4. يقول الحسن المريني:

    الأخ ” ولد الميلود ” أنت القائل في تعليقك :”كاد البوليزاريو ان يرغمه بالانسحاب من كل الاراضي لولى تفطن الملك الحسن الثاني و مطالبته بوقف اطلاق النار و اعترافه بحق الشعب الصحراوي بتقرير المصير عبر استفتاء” بالله عليك في أية مجرة تعيش ؟؟ مادمتم كدتم أن تسحقوا الجيش المغربي و تطردوه خارج إفريقيا لماذا انطلت عليكم حيلة الحسن الثاني القائلة بالإستفتاء و الإبقاء على أكثر من 90 في المائة من تراب الصحراء تحت السيطرة المغربية ؟؟؟ هذه الزمرة التي كادت أن تنتصر و تحرر كل تراب الصحراء بالحرب غير جديرة أن تمثل ” شعبا ” و هي التي فرطت في تراب أرضها طمعا في استفتاء قد يأتي و قد لا يأتي .. هل تذكر سيدي ثورة شعب ظفار التي صنعتها دولة جنوب اليمن و حين تخلت عنها ماتت الثورة و مات الزعماء و الأناشيد و طوي علم دولة ظفار الديموقراطية .. ستقتنع النخبة الجزائرية يوما بأنها أهدرت 1000 مليار دولار كفيلة ببناء 10000 كلم من الطريق السيارو 2000 كلم من السكة الحديدية مع 100 مستشفى و 100 جامعة و مليون شقة للشباب الجزائري على مدى 40 عاما و قد كاد المرحوم بوضياف أن يأخذ القرار الصعب بإغلاق الملف نهائيا و لكنه قتل من طرف السماسرة و الخونة لتبقى دار لقمان على حالها و يطوى علم الصحراء كا سبقه في ظفار…

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية