موجة «إعادة الهيكلة» قد تطال «الدولة العميقة» في الأردن قريباً وملامحها وصلت البيت الداخلي للإخوان المسلمين

عمان ـ «القدس العربي»: حتى الشيخ علي أبو السكر القيادي في الحركة الإسلامية الأردنية يتحدث عن «هيكلية جديدة» يفترض ان يناقشها مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي قريبا
ثمة مستجدات بعد مشاركة الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة تتطلب «مراجعة» من النمط الهيكلي خصوصاً بعد إبعاد المرض للمراقب العام والقيادي النافذ الشيخ همام سعيد وسيطرة الجناح «الواقعي البراغماتي» على القرار المؤسسي في البيت الإخواني ووجود عشرة نواب يمثلون التيار في البرلمان مع ستة آخرين حلفاء في إطار كتلة الإصلاح.
لا أحد يستطيع معرفة ما الذي يقصده بصورة محددة الشيخ أبو السكر عن «هيكلية» جديدة في مؤسسات حزب المعارضة الأبرز في البلاد بقصد «التطوير».
لكن من الواضح ان موجة وموضة «إعادة الهيكلة» تجتاح جميع أوصال حلقات اللعبة السياسية والإدارية في الأردن بعد قرار الملك عبدالله الثاني الجريء بتعيين رئيس جديد للأركان وتوجيه أمر مباشر له بإعادة هيكلة القوات المسلحة وبصورة لم يسبق ان كانت علنية وواضحة الملامح.
نظرياً وسياسياً فكرة الهيكلة المعادة تنطوي ضمنياً على إقرار أولاً بضرورة التغيير البنيوي، وثانياً بحصول قصور وإخفاق يتطلبان العودة لجذر المشكلات مؤسسياً.
لذلك يتلقف ناشط وقيادي إسلامي متفتح من وزن الشيخ أبو السكر اللحظة السياسية الراهنة في بلاده ويقر بدوره ضمنياً وعبر صحيفة «الغد» المحلية بحاجة مؤسسات الإخـوان المـسلمين لإعادة الهيـكلة وبعد ايـام فقط من أوامر إعـادة الهـيكلة في المؤسسـة العسـكرية.
وعليه يصبح المشهد في الأردن نظرياً كالتالي: مؤسسات الدولة السيادية بصدد مشروع سياسي شامل لإعادة الهيكلة بمعنى بث روح طازجة بدأ فعلاً بقانون انتخاب جديد جرت بموجبه الانتخابات الأخيرة وبالتالي ينتقل الآخرون في المجتمع لإقرارات وإفصاحات لطبيعة المشكلات والتحديات حتى الوصول لاستنتاجات بعنوان إعادة الهيكلة.
يسجل عميد ورئيس كتلة الإصلاحية الإسلامية في البرلمان الجديد الدكتور عبدالله العكايلة عبر «القدس العربي» مباشرة نقطة مماثلة عندما يتحدث عن حاجة الجميع بالمستوى الوطني لإفصاح شامل.
من جانبه وزملائه يعتبر عكايلة المشاركة في الانتخابات ثم تشكيل كتلة برلمانية صلبة وبرامجية والترشح لاحقا لانتخابات رئاسة مجلس النواب خطوة اساسية نحو «الإفصاح» عن سير خط الحركة الإسلامية الجديد وبنظرة واقعية وبدون تشنج .
لذلك وبمجرد إفصاح مؤسسات النظام عن الحاجة لإعادة الهيكلة بمعنى مغادرة الوضع الهيكلي القديم في مؤسسات سيادية بدأت المعارضة الإسلامية تتحدث عن خطوة موازية في إطار التجاوب ولعل هذا ما يؤشر عليه الشيخ أبو السكر وتحاول شخصية وطنية ثقيلة من وزن العكايلة الترويج له.
استباقاً يمكن القول بأن قطع اي شوط جذري باتجاه إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية كما أمر الملك علناً وشخصياً سيعني لاحقاً انتقال موجة إعادة الهيكلة للمؤسسات العميقة الأخرى في الدولة وتحديداً في المسار الأمني.
يمكن ببساطة هنا ملاحظة ان الحديث الأردني الداخلي عن إعادة الهيكلة أعقب الانتخابات البرلمانية ويسبق انتخابات البلديات واللامركزية التي سيتغير بعدها شكل الإدارة المحلية في الأطراف والمحافظات وفقا لما هو مقرر ومأمول.
وملاحظة ان الاتجاه الهيكلي الجديد يسبق مشروعاً طموحاً للاعتماد على حكومة برلمانية بالكامل وهي خطوة تم التمهيد لها بمجرد تجاهل آلية المشاورات البرلمانية عند تشكيل وزارة الرئيس هاني الملقي الثانية.
الأهم ان موجة الهيكلة الجديدة قد لا تقف عند حدود محطة المؤسسات سواء اكانت عميقة او بيروقراطية بل قد تطال الرموز والأدوات والنخب.
وإذا كان تعيين جنرال محترف برتبة لواء لقيادة المؤسسة العسكرية قد تطلب إقصاء نحو 13 جنرالاً ضمن التلامسات الأولى للهيكلية الجديدة فالفرصة متاحة لتوقع ثورة هيكلية ليس فقط داخل مؤسسات الأمن ولكن ايضاً على صعيد النخب السياسية العاملة بمختلف صنوف العمل البيروقراطي.
هنا حصرياً قد تحصل مقاومة عكسية يفترض أنها محسوبة وبدقة وقد يحتاج الأمر لإقرار الدولة العميقة قبل شقيقتها بأن الأزمة تستقر في مساحة «أزمة الرموز وأدوات الحكم» ضمن مشروع أكبر وأهم يتصور بعض الخبراء الأجانب بأنه قد ينعش الحديث مجدداً عن الانتقال لخط متوازن وواثق بعنوان «الملكية الدستورية»… ذلك مجرد اجتهاد دبلوماسي غربي حتى اللحظة بكل الأحوال.

موجة «إعادة الهيكلة» قد تطال «الدولة العميقة» في الأردن قريباً وملامحها وصلت البيت الداخلي للإخوان المسلمين

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح // الاردن:

    *حمى الله الأردن الغالي من الأشرار
    والحاقدين والانتهازيين والفاسدين.
    سلام

  2. يقول تيسير خرما:

    قبل 14 قرناً أقام سيدنا محمد (ص) أول دولة مدنية بالعالم بوثيقة المدينة تحترم مكونات المجتمع وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والجنين وتحمي النفس والمال والعرض ومساواة أمام العدالة وتعتمد مبايعة قائد جيد أمين وشورى القرار الدنيوي فدولة المسلمين دولة مدنية والأردن أقرب دولة لذلك فقد نشأ على شرعية مبايعة عشائر وقبائل وذوات من كل المنابت لقيادة هاشمية جيدة وأمينة على مبادىء ثورة عربية كبرى تستند لثقافة عربية إسلامية وانتماء لم ينقطع لعالم حر وقيم انسانية بنظام حكم ملكي نيابي وهذا هو عقد الأردن الاجتماعي

  3. يقول غضبان ابو كلام، واد الإكراد - السلط ، ، البلقاء - الاردن ، جارة الحبيبة فلسطين:

    صدقت يا اخ بدارين، الشارع في الاردن بمسربيه اليسار واليمين ، وحتى مسارب الأنفاق والجسور العلوية الواعية والأقل إلماماً بدقائق الأمور ، يهتفون ويدعون للملك بأن يحميه الله من كل مكروه ويحمي الاردن ، كما ردد المعلق “سامح” ،من الانتهازيين والأشرار وبناة الأسوار حول المسؤولين : ومن مأْمَنِهِ يُؤْتَى الحَذَرْ .

  4. يقول حكم الأردن:

    الى جانب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين السيد ناصر سامي جودة جاء تعيين وزير دولة للشؤون الخارجية وهو الدبلوماسي السفير بشر الخصاونة نجل الوزير الأسبق هاني الخصاونة من أجل اعاادة الهيكلة في وزارة سيادية عريقة مثل وزارة الخارجية
    بعد أن تم اختصار دورها الى درجة مخيفة باستثناء مؤسسة مكتب الوزير ناصر جوده الذي احتكر كافة الملفات السياسية والادارية لتدخل الوزارة في سبات أهل الكهف مع ازدياد نسبة الاحباط الوظيفي والنفسي والاقصاء في صفوف الدبلوماسيين من كافة الرتب، تزامناً مع سيادة مبدأ الوساطة والمحسوبية الى ،درجة غير مسبوقة، في التنقلات وتوزيع الادارات السياسية والجغرافية وتحييد دور الامين العام في المساهمة بادارة وتوجيه الوزارة في ضؤ غياب كامل لرؤية استراتيجية لاهداف العمل الدبلوماسي الأردني.

    نتوسم خيرا في وزير الدولة القادم من رحم الوزارة وندعو له بالتوفيق في اعادة الهيكلة لما فيه خير الوطن.

إشترك في قائمتنا البريدية