تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: أثار إعلامي تونسي جدلا كبيرا إثر اتهامه لرُواة حديث النبي محمد بنشر التطرف في العالم الإسلامي، حيث اتهمه عدد من النشطاء بالإساءة إلى الإسلام، وطالب بعض رجال الدين بمقاضاته.
وكان الإعلامي محمد بوغلاّب اعتبر في برنامج تلفزيوني، أن أحاديث أبي هريرة وصحيحي البخاري ومسلم هي سبب العنف والتطرف الذي يعيشه المسلمون في الوقت الحالي، مضيفا «الأحاديث التي تنشر في صحيحي مسلم وبخاري اللذين عاشا قرونا بعد وفاة الرسول يجب ان تُدقق وان لا تكون من المسلّمات (إذ) لا يمكن أن تتواصل حياتنا في التطرف والتشدد (بسبب هذه الأحاديث)».
تصريح بوغلاب، الذي جاء في إطار «تحليله» لأسباب الهجوم الإرهابي ضد مسجد الروضة في محافظة سيناء المصرية، عرّضه لموجة من الانتقادات، حيث كتب الكاتب العام لنقابة الأئمة شهاب الدين تليش على صفحته في موقع «فيسبوك»: «أقول لهذا الجاهل: أجمعت الأمة سلفا وخلفا أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم أوردا فيهما الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن حجاج أصح الأسانيد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وأضاف «يا بوغلاب أمثالك من المنحرفين المتطاولين على مقدسات هذا الشعب المسلم خابوا وخسروا وبقي الدين يا مسكين، فاعتبر بالمقبورين ولا تكن من الخاسرين فإن أبيت خســئت إلى يوم الدين. للتذكير الفصل السادس من الدســــتور يقــــرّ أن الدولة حامية للمقدسات، ننتظر تدخلا سريعا من أهل الاختصاص لمتابعة هذا المدعي قضائيا».
وكتب أحد النشطاء «بوغلاب جاهل بالدين ناقم على الإسلاميين وطبيعي أن يصدر ما صدر منه لأنه جاهل وناقم ومريض شفاه الله من أمراض القلب، له الله المنتقم». وأضاف آخر «لقد بدأت اللعبة واضحة والحرب على الإسلام جلية ومحمد بوغلاب من الأجراء مع زميليه لطفي العماري وسامي الفهري ومن معه، لعبة قذرة يلعبونها لصالح الكيان الصهيوني».
وسبق لبوغلاب أن أثار الجدل في مناسبات عدة، من بينها تكريمه عام 2015 من قبل قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) لدوره في «مكافحة الإرهاب والتطرف». وأكد بوغلاب حينها أن تكريمه كان على هامش زيارة لوفدين إعلاميين مغربي وتونسي لـ»افريكوم»، مشيرا إلى أن الزيارة كانت علنية وليست سرية، كما ادعى البعض وبحضور ممثلين عن وزارة الدفاع التونسية.
انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى
فان كان الرجل من جند الحرب على الاسلام فهو انما يقوم بواجبه فيما جُنِّد له. وسيُجزى من مُجَنديه ومن الله ما يستحق.
وان كان من الساعين لأِصلاح مُخرَّبٍ فسيجزيه الله اجره. وحبذا لو يرشدنا الى كيفية التدقيق في صدق ما قيل قبل 1400 سنة وكُتِبَ بعد قوله
باكثر من 200 سنة. على الرغم من ان الرجل فيما قاله انما يريد انكار الاحاديث وشطبها من التراث الفكري الاسلامي لانها من مسببات العنف والتشدد- كما يُفهم من نصه المذكور- وليس تدقيقها والابقاء عليها ان كانت دقيقة. فهو كمن يقول عن متهم ( يجب ان يحاكم ويُعْدَم ) فيكون قد حكم باعدامه قبل محاكمته. وليست المحاكمة سوى شرعنة للاعدام.