موجة تهكّم ضد نائب تونسي اعتبر أن المخدرات تخلق طاقة من الإبداع

حجم الخط
4

تونس ـ «القدس العربي»: تعرض نائب تونسي لموجة كبيرة من السخرية والتهكم إثر اعتباره أن المخدرات لا تسبب الإدمان، لكنها بالمقابل تجعل مستهلكها مسالما واجتماعيا وتخلق لديه طاقات هائلة من الخيال والإبداع.
وكان البرلمان صادق الثلاثاء على مشروع قانون جديد يتعلق بمكافحة المخدرات، حيث انتقد النائب أحمد الخصخوصي محاولة البعض «شيطنة» بعض النباتات المخدّرة كالقنّب الهندي وغيره، مشيرا إلى أن هذه النباتات «من شأنها أن تُحدث لدى متناولها نوعا من الانتشاء فيصبح اجتماعيا مسالما وسخيا، منشرحا بشوشا ولطيفا حالما، كما تُحدث لديه طاقات هائلة من الانتشاء والإبداع والخيال والخلق، وتوحي إليه بمختلف التعبيرات الفنية، ومثل هذه النباتات لا تولد عنفا ولا عدوانا ولا إدمانا».
وأضاف «أسلافنا قبل سنة 1956 (عام الاستقلال) كانوا يستهلكون ما يسمى بالحشيش وهو القنب الهندي الذي كان يُباع بشكل علني، ولذلك كانوا أقل عنفا وأكثر جودا وأريحية، فضلا عما كانوا يتمتعون به من إحساس مرهف وملكات فنية في مختلف المجالات».
وأثارت مداخلة الخصخوصي موجة من الاستنكار والتهكم في آن واحد، حيث اعتبر أحد النشطاء أن دفاع النائب المذكور عن المخدرات يؤكد أنه يقوم بتعاطيها أو أنه يعمل لصالح من يروجون لها، وأضاف آخر بتهكم «نائب عن الشعب يقدم محاضرة عن صناعة العقل والذكاء للأجيال المقبلة عبر الزطلة (المخدرات) رغم اختفاء الجامعات التونسية من الترتيب العالمي لمقاعد العلم والمعرفة، فبالزطلة سيتفجر الإبداع تلقائيا ونتفوق ونهزم كل الابداعات المدهشة في مدن المعرفة العالمية وبالزطلة سنسبح في الفضاء الخارجي ونمشي على المريخ بدون الحاجة للمركبات الفضائية التي تعتمدها البلدان الراقية ونوفر المليارات لمزيد من الزطلة ومزيدا من السباحة حتى خارج مجرة درب التبانة».
وفيما دعا أحد مستخدمي «فيسبوك» إلى عزل هذا النائب الذي قال إنه يساهم في تخريب المجتمع، اعتبر آخر أن الخصخوصي قدم تعريفا خاطئا للمخدرات، مضيفا «المخدرات خطرها يكمن حتى في اسمها، فهي تخدر يعني تغيّب عن الوعي وهذا في حد ذاته خطر. وأذكّرك أن كل الدول الاستعمارية كانت تبيح المخدرات في مستعمراتها كي تخدر شعوبها وتفعل بها ما تريد».

موجة تهكّم ضد نائب تونسي اعتبر أن المخدرات تخلق طاقة من الإبداع

حسن سلمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتورجمال البدري:

    ليس من عاقل يؤيد ويشجّع على المخدرات..أنما الملفت للنظرأنّ أيّ مسؤول أومواطن ( عربيّ ) يقترح شيئاً جديداً تنهال عليه المعارضات شتى من كلّ فجّ عميق.هي ظاهرة تستحق التوّقف وفيها مؤشرعلى المزاج الضعيف ؛ وفقدان مكزمنات النقد الإيجابي في الوطن العربيّ.ليقل فمن حقه كإنسان البوح والتصريح.والغريب أننا نقرأ آيات القرآن بل ونتعّبد بما قاله فرعون وهامان والكفار لأقوامهم من سوء ونرضى ؛ يعني تجاوزنا حتى الكتب المقدّسة في رفع راية المعارضة السلبية ضد بعضنا البعض بجهل وليس ضد ( الكفار).وسيدنا الإمام عليّ يقول : ( لوسكت الجاهل لما اختلف الناس ).والواجب إعانة المخطيء من بني قومنا ولوكان كبيرالقوم ؛ وسيدنا الفاروق عمرقالها : ( إذا رأيتم أخاكم زَل زلة فسدّدوه ووفقوه ؛ وادعو الله تعالى له أن يتوب عليه ؛ ولا تكونوا أعواناً للشياطين عليه ).فهل هومرض الاعتراض عندنا لمجرد الاعتراض لبيان العضلات ؟ ربما ؛ حينها يصدق فينا قول السراج البلقيني : ( إنّ الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض ).والخطيرأنّ هكذا تهجّم يمنع
    الاجتهاد الجديد والإبداع ؛ خشية الناس من النقد اللاذع.{ إنّ مع العسريسرا ؛ إنّ مع العسريسرا }.

  2. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    أمر عجيب وخطيربالنسبة لدولة لم تصل بعد مستوى معقولا كي تناقش محاولة السماح باستعمال هذا النوع من المخذرات. دراسات كثيرة أقيمت بخصوص المخذرات ” الخفيفة ؟ ” كلها أثبتت أن مخ الإنسان يتأثر سلبا باستعمالها , صحيا ,وظائف المخ في التنبيه والإنذار وطريقة التواصل مع الأعضاء الأخرى وعملية إفراز الهرمونات إلخ … كلها تتأثر سلبا عند ” تدويخ” خلايا المخ بهذا السم. فليس من فراغ أن دول العالم كلها منعت التسويق والتجارة فيه, بعض الدول استحال فيها منعه كليا ( هولندا , الدنمارك ) مثلا, الأخيرة لمن يعرف شيئا عن مدينة ( كريستيانيا ) في كوبنهاغن, هذه مدينة صغيرة قائمة بذاتها بمتاجرها إلخ… أهلها ( مزطلين ) حاولت الدولة التخلص من الآفة ولم تفلح على مر السنين, أمام الأمر الواقع أغمضت عينيها , لكن من حين لآخر تقوم الشرطة بحملات ( شبه عسكرية ) داخل المدينة الصغيرة, تقابل بالحجارة من طرف سكانها, ( حصل مرة أن حضرت لعملية كهذه ) معركة قوية كانت.
    هناك دول قننت هذه المادة وصنعتها فأخرجت أقراصا طبية تمنح لنوع من مرضى الإضرابات العصبية , لكن بعدما نزعوا من النبتة أشياء مضرة.
    لم يفقه النائب أن بعض المجتمعات العربية مخربة اليوم بهذا السم الذي تسبب في قتل أبناء لأمهاتهم بالتحديد لأنهن تعبن من إنفاق دريهمات العيش للأبناء في شراء هذه المخذرات.
    نحن لانزال لم نصل والتقليد الأعمى مضر.

  3. يقول عبود:

    سمح مؤخرا البرلمان الألمانى لمرضاء السرطان والذين يعانون من أمراض مزمنة بتناول القنب الهندي لأن القنب الهندي يخفف من الألام الحادة التى يتعرض لها المريض بالسرطان فالظاهر أن الأقراص الطبية غير كافية ضد الألم نبة القنب الهندي أكيد لها منافع إذا إستخدمت في المجال الصحيح
    أتذكر في الستينات أن جارنا في تونس الذي كان يدخن القنب الهندي تعرض لحملية جراحية بدون تخدير ولم يحس بألم

  4. يقول تونسي ابن الثورة:

    السّيّد جمال البدري ما قلته صحيح ولكنّه ليس صالحا لكلّ مقامات الخطأ فهو صالح على سبيل المثال للزّلاّت التي يأتيها أصحابها عن غير قصد أو عن اجتهاد وسوء تقدير ، ومع ذلك فإنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ، فالإنسان يملك الكلمة فإذا نطقها ملكته. وأمّا أن يكون الكلام صادرا عن تدبّر وسابق إضمار ولغايات جليّة وخفيّة مثلما هو الحال بالنسبة إلى هذا النّائب الذي يمثّل منطقة سيدي بوزيد مهد شرارة الثّورة التّونسيّة ، وقد انتخبه مواطنوه ليدافع عن حقوقهم في التّنمية والتّشغيل لا عن حقوقهم في الأفيون خصوصا وأنّة من نخبة القوم فهو أستاذ جامعيّ.

إشترك في قائمتنا البريدية