موريتانيا: ملتقى «القدس الثاني» يواجه حضور إسرائيل في إفريقيا

حجم الخط
0

نواكشوط – «القدس العربي»: جدد علماء وممثلون لفعاليات شعبية من بلدان عربية وإفريقية عدة الدعوة لربط إفريقيا إعلامياً وسياسياً بقضية فلسطين، وذلك في كلمات ألقوها في جلسات تواصلت أمس لملتقى القدس الثاني الذي ينظمه الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني تحت شعار «إفريقيا تجدد العهد لبيت المقدس». وشهد هذا الملتقى حضوراً إفريقياً متنوعاً من دول عديدة عكس اهتمام الفعاليات الشعبية الإفريقية الكبير بالقضية الفلسطينية. وأكد محمد محمود ولد لمات رئيس مجلس إدارة الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني في مداخلة أمام الملتقى «أن الشعب الموريتاني مجمع بكافة أطيافه على الدفاع عن القضية الفلسطينية التي تشكل نقطة التقائه ومحور إجماعه». ودعا «الشعب الموريتاني لتفعيل نصرته للقضية الفلسطينية في المحيط الأفريقي، وأن يستخدم لذلك جميع علاقاته ومهاراته».وانتقد ولد لمات «ضعف أدوار النظام الرسمي العربي في مواجهة عمليات الاختراق الصهيونية للمجتمعات الأفريقية التي تنشط ليل نهار، داعياً للتعويض عنها بنشاط جماهيري وجمعوي إعلامي منسق ومستمر».
وأكد المشاركون الأفارقة في الملتقى على أهمية ربط إفريقيا بقضية فلسطين حتى لا تظل غائبة بشكل كبير بسبب حواجز اللغة والجغرافيا والآلة الإعلامية الصهيونية النشطة.
وأوضح المتدخلون «أن الملتقي رد عملي على زيارة رئيس حكومة الكيان الصهيوني الغاصب لبعض الدول الإفريقية ومحاولته تصوير ما يقع في فلسطين على أنه خلاف بين العرب واليهود فقط وليس أمراً يخص الإسلام والمسلمين».
وجدد هؤلاء المندوبون «عهدهم وعهد شعوبهم المسلمة ومنظماتهم ببيت المقدس أولى القبلتين، كما أكدوا تضامنهم التام مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه منذ عقود آلة العدوان الصهيونية الهمجية».
وأكد سليم بابو رئيس جماعة «عباد الرحمن» الإسلامية السنغالية في مداخلته «أن فلسطين تظل القضية المحورية للأمة الإسلامية لما تحتضنه من مقدسات، ولما تحظى به من مكانة في نفوس المسلمين». وأثنى أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية بحركة «حماس» على دعم الأفارقة لفلسطين ومساندتهم المستمرة لكفاح شعبها.
وقال «إن حركة «حماس» لا تعمل على الدفاع عن غزة فحسب، بل تسعى بجهد حثيث لتربية وإعداد جيل قادر على تحرير كامل فلسطين». وتحدث أسامة حمدان مطولاً عن دور موريتانيا في مواجهة العدوان ومواقفها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وعبر عن شكره للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على طرد السفارة الإسرائيلية من نواكشوط، وتعهده خلال القمة العربية الأخيرة بمواجهة المحاولات الإسرائيلية للتغلغل في أفريقيا.
وقال حمدان»إن النفوس التي تدافع عن فلسطين هي نفوس ارتبطت بالله تعالى ونذرت نفسها لذلك ولا ترعبها طائرات ولا سيارات أبداً». وأضاف «شباب القسام كانوا في كل ضربة معول أو صاروخ يسقط على مستوطنة يعلمون أن هناك للأمة دعماً في ذلك، ومنهم الشعب الموريتاني الكبير»، قائلا إنهم يتساءلون عندما يشتد القصف كيف ننسحب والأمة تعول علينا وتدعمنا بالدعاء.
وقال «إن البعض يتساءل ماذا لو شن الصهاينة حرباً على غزة؟ وأنا أقول لهم ستكون خسارتهم أكبر وأكثر»، مضيفاً «نحن لا نهتم ببقاء غزة فقط وإنما نريد تحرير الأقصى وفلسطين كل فلسطين». وتحدث حمدان عن قصص بعض الشهداء، وكيف اقتنعوا بأن يدافعوا عن فلسطين بالنفس والمال والبنين.
وفي مداخلة أخرى، أكد العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو «أن الأمة أمامها أربع قضايا فى فلسطين؛ أولاها تحرير المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى والقدس، والثانية تحرير الأرض فهذه أرض مقدسة ولا يمكن التنازل عنها ولا أن نسلمها، والثالثة قضية الجلاء أي عودة المبعدين الذين أخرجوا من ديارهم بغير وجه حق؛ فلا بد أن يعودوا إلى أرضهم وذويهم، والرابعة قضية الأسرى، الذين وصفهم بالأطهر والأشرف، حيث يعانون بطش الصهاينة حرماناً من الأهل والوطن وقتلا متواصلاً». وختم العلامة الموريتاني مداخلته مؤكدا «أن قضية فلسطين توحد كل الموريتانيين موالاة ومعارضة، حاكمين ومحكومين، ومن جميع الطوائف إسلاميين وعروبيين وغيرهم، وهي لا تزال كذلك». ويشارك في هذا الملتقى لفيف من العلماء والمثقفين والإعلاميين وقادة الرأي في موريتانيا وعدد من البلدان الأفريقية، كما تشارك فيه شخصيات فلسطينية ممثلة لعدد من الحركات والمنظمات الفلسطينية.
وإضافة للمحاضرات والعروض يتضمن برنامج الملتقى أماسي ثقافية وفنية وورشات حول الإعلام ودور أفريقيا فضلاً عن برنامج المعارف المقدسية، كما يتضمن الملتقى معرضاً للمنتوجات الفلسطينية.

موريتانيا: ملتقى «القدس الثاني» يواجه حضور إسرائيل في إفريقيا

عبد الله مولود

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية