موسكو تتهم المعارضة السورية بإعداد هجوم كيميائي… والمرصد السوري: لتبرير مهاجمة إدلب

حجم الخط
1

دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: يعيش حوالى أربعة ملايين شخص في محافظة إدلب أجواء حرب وخوف على مصيرهم. ووسط ترويج روسيا لـ«سيناريو هجوم كيميائي ممجوج للمعارضة» في إدلب في الشمال، وتهديدات أمريكية أطلقتها واشنطن من الشمال، بالتحديد للنظام السوري بالرد عليه بقوة إذا استعمل السلاح الكيميائي، وصل وزير الدفاع الإيراني الى دمشق، حيث اجتمع مع نظيره السوري ومع رئيس النظام بشار الأسد الذي يحشد قواته على تخوم إدلب مهدداً باقتحامها.
وأحدثت تصريحات وزارة الدفاع الروسية التي روجت لهجوم كيميائي مفترض على إدلب، استنكاراً وردوداً بين المعارضة السورية، لما فيها من أسلوب مكرر لكليشيهات سياسية وصفها مراقبون بالمبتذلة، بعد ان استخدمتها موسكو سابقاً، قبيل الهجوم على محافظة درعا في الجنوب وريف دمشق، حيث زعمت وزارة الدفاع الروسية وجود تحضيرات تجريها فرق «الخوذ البيضاء» لهجوم بأسلحة حرارية مسممة خلال أيام على منطقة كفر زيتا في ريف إدلب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، على لسان المتحدث باسمها اللواء إيغور كوناشينكوف، إن «مركز المصالحة الروسي في سوريا يعلم بوجود خبراء أجانب في إدلب لتنظيم هجمات كيميائية وهمية». وأشار إلى التحضير لضربة خلال اليومين المقبلين بأسلحة كيميائية، مضيفاً «هناك مجموعات من القاطنين في شمال إدلب سيشاركون في الهجوم الكيميائي».
خطورة أجواء الحرب المحتملة على إدلب دفعت بالجبهة الوطنية للتحرير – أكبر تشكيل عسكري معارض مدعوم من أنقرة – إلى إعلان النفير العام ورفع جاهزية مقاتليها لمواجهة تهديدات قوات الأسد، والتصدي للخطر المحدق بالمنطقة الرابعة والأخيرة لنظام خفض التصعيد شمال غربي سوريا، حيث ذكرت الجبهة في بيانها «نحمل ما يصدر عن النظام المجرم وأعوانه من تهديدات وتلميحات باقتراب معركة إدلب على محمل الجد»، داعية جميع الفصائل والتشكيلات المعارضة الى الاستعداد للمعركة.
تزامناً أشارت مصادر محلية لـ«القدس العربي» الى أن العمـيد سهـيل الحسـن يتـولى قيـادة تشكيـل يتألف من المئات من «المتصالحين مع النظام» وحشدهم للقتال قرب إدلب.
وتأكيداً لخطورة ما يجري من استعدادات لحرب ضد إدلب، وصل وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي إلى دمشق، صباح أمس، في زيارة تستغرق يومين، والتقى نظيره السوري العماد علي أيوب. وأكد الوزير الإيراني خلال لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس، أن «تاريخ سوريا والمنطقة سيسجل حالة صمود الشعب السوري وقيادته وانتصارهم في وجه الإرهاب»، حسب الوكالة الألمانية «د ب أ»، مشددًا على أهمية «تطوير عملية التنسيق المشترك ووضع خطط تعاون طويلة الأمد» مع النظام.
وأشار الأسد حسب «د ب أ» إلى «النهج الأمريكي التخريبي والمزعزع للاستقرار العالمي»، بينما قالت مصادر إيرانية لـ «القدس العربي» إن العميد أمير حاتمي قد يبحث خلال زيارته لدمشق إمكانية تزويد سوريا بالمقاتلة الإيرانية التي حدّثتها طهران أخيراً وتحمل اسم «كوثر».
وكانت وكالة الإعلام الروسية قد ذكرت أن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي حذر «الأمريكيين وحلفاءهم من مغبة اتخاذ اي خطوات طائشة مجددا في سوريا»، وذلك رداً على مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الذي تحدث عن رد فعل قوي محتمل لواشنطن في حالة وقوع هجوم كيميائي أو بيولوجي على محافظة إدلب السورية. ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله «نسمع إنذارات من واشنطن… وهذا لن يفتر عزمنا على مواصلة سياستنا الرامية للقضاء الكامل على مراكز الإرهاب في سوريا وعودة هذا البلد إلى حياته الطبيعية».
المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتبر أن التحذيرات الروسية من هجوم كيميائي وشيك في إدلب هدفها «تبرير العملية العسكرية» التي تتحضر لها القوات الحكومية منذ أسابيع. وذكر المرصد أن «إطلاق هذه الأكاذيب يهدف إلى تبرير العملية العسكرية التي تتحضر لها قوات النظام منذ أسابيع». ولفت إلى أن ما شهدته الفترة الماضية من استقدام الآلاف من العناصر ومئات المدرعات والعربات والآليات والذخائر وتحصين الجبهات وخطوط التماس «تسبب في ازدياد المخاوف لدى المدنيين من عملية عسكرية شرسة ضد المحافظة». وأكد أن «شحنات الكلور التي تتحدث عنها روسيا إنما هي شحنات يجري إرسالها بشكل دوري إلى محطات تصفية المياه ومحطات الضخ لتعقيم المياه».
وأمام هذه المعطيات طالب فريق «منسقو الاستجابة في الشمال السوري»، الدول المعنية بالشأن السوري والأمم المتحدة، بتحمّل مسؤولياتهم تجاه أربعة ملايين نسمة في إدلب، ومنع قوات النظام المدعومة من روسيا من شنّ هجوم على المنطقة.
وعلى ضوء تلك التهديدات ردت هيئات مدنية في مدينة جسر الشغور على الادعاءات الروسية بوصول شحنات أسلحة كيميائية للمنطقة، بهدف استعمالها بتمثيل هجوم كيميائي بمشاركة الخوذ البيضاء، برز فيها استنكار عضو الهيئة السياسية في جسر الشغور نذير علوش لما وصفها بادعاءات وزارة الدفاع الروسية، وقال «إن هذا يدل على مخطط تقوم به روسيا والنظام وإيران لتنفيذه في المنطقة واستعمال غازات سامة». كما اعتبر رئيس المجلس المحلي في جسر الشغور أيمن قهوجي التصريحات الروسية بمثابة «مبررات لدخول المنطقة والهجوم عليها». (تفاصيل ص 4)

موسكو تتهم المعارضة السورية بإعداد هجوم كيميائي… والمرصد السوري: لتبرير مهاجمة إدلب
وصول وزير دفاع ايران الى دمشق وتهديدات أمريكية – روسية متبادلة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    لن يسمح الأوروبيين بالحرب بإدلب خوفاً من قدوم ملايين اللاجئين لأوروبا!! ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية