موسى وعيسى

قدمت قبل أيام حديثاً قصيراً في حلقة نقاشية حول العلمانية، وعلى الرغم من أن الغرب قد تجاوز الفكرة بحثاً وتنفيذاً متطلعاً الآن لمنظومة فلسفية سياسية أبعد وأكثر عمقاً وفعالية وعدلاً، الا أننا لا نزال ندور في ذات الحلقة المفرغة، متصلبين عند مفهوم لربما بدأ الحديث عنه منذ القرن الثاني عشر الميلادي. كان الشعور غريباً ونحن نتناقش (وإن كان نقاشاً إيجابياً) في ما يبدو بديهياً، وفي ما تجاوزه الفكر وعفّ عنه الزمان، وكأننا نجدف في أماكننا، لا نحن قادرون على التقدم ولا نحن عائدون الى شواطئنا القديمة.
إلا أنه وبكل تأكيد هناك أسئلة مفهوم طرحها ومخاوف مستحقة إثارتها في مجتمعات عاشت سنواتها الطويلة محكومة من الوعّاظ، قوانينها فتاواهم وأحكامها نطقهم السامي. ففي المجتمعات المنغلقة المحافظة التي يعاني فيها الأفراد من «أنانية» دينية و«غرور» إمتلاك الحقيقة، من الصعب جداً التمهيد لفكرة «الصواب الذي يحتمل الخطأ» و الإفساح للرأي المخالف والعدل الديني، أي عدل الدولة في تعاملها مع الأديان. وعليه وحينما يثور أي حديث حول العلمانية دوماً ما يطفو القلق حول مصير الدين الإسلامي تحت هذه المنظومة، في إستنكار لإمكانية أن يصبح هذا الدين الإسلامي مثله مثل أي دين آخر، له ذات القوة، ومحكوم بذات الحياد، وهي المخاوف المتوقعة من مجتمعات مغموسة تماماً في فكرة أنها «خير أمة» لأنها تمتلك «الدين الحق»، وعليه يصعب جداً إقناعها بأن خلاصها وسلامها لن يستتبان الا إذا اتخذ دينها كرسياً خلفياً بجانب كل الأديان الأخرى إفساحاً للقوانين المدنية لإتخاذ كرسي القيادة.
إلا أن الموضوع لا يقف عند حد إشكالية الإعتقاد بالحق المطلق والسيادة الدينية، فهناك أسئلة حقيقية وعوائق واقعية يستشعرها الناس بينهم وبين تطبيق العلمانية، منها مثلاً التساؤل الدائم حول القاعدة الأخلاقية التي ستستخدم في التشريع المدني في حال غياب القاعدة الدينية. هذا التساؤل تحديداً يرد كثيراً في النقاشات العلمانية الدينية، ففي حال تحييد الدين عن المشهد المدني، ما القاعدة الأخلاقية التي ستحكم الشارع وتساعد في صوغ بعض القوانين المدنية ذات المنحى الأخلاقي مثل قوانين الآداب العامة؟ كذلك، من العوائق المهمة أمام القناعة العلمانية عندنا في المنطقة هي الأمثلة الديكتاتورية لدول كانت لها قوالب علمانية استُخدمت لقمع الناس والحد من حرياتهم. اذن يثور هنا التساؤل حول كيفية حماية الفكرة العلمانية من أن تتحول الى ديكتاتورية، مما يستوجب تساؤلاً آخر حول ما اذا كانت العلمانية بحد ذاتها فكرة كافية لإستتباب العدالة ولحل المشاكل وللإجابة على كافة الأسئلة.
بالطبع من الواضح تماماً أن العلمانية لا يمكن أن تكون إجابة سحرية، فالعلمانية «ليست هي الحل» كما يدّعي الإخوان المسلمون عن الدين الإسلامي. العلمانية هي جزء من الحل، هي تعالج جانباً من الجوانب الإستشكالية في المنظومة الإنسانية المدنية ولا تحل كل المشاكل أو تخلق مجتمعاً مثالياً مطلقاً والذي هو حلم لا يمكن أن يتحقق في يوم. كما وأن العلمانية بلا ليبرالية إجتماعية قوية وواضحة ومغروسة في ضمائر الناس وفي الفكر السياسي القائم في دولتهم ستتحول بكل تأكيد الى ديكتاتورية يطغى بها السياسي ويتحول من خلالها الى كاهن من نوع آخر، فارضاً بها «عقيدته» وقامعاً من خلالها «أتباعه» بلا إختلاف كبير عما يحدث في منظومة القمع الديني القائمة الآن.
يتحدث سعيد ناشيد في كتابه « الإختيار العلماني وأسطورة النموذج» حول عدد من الأسئلة المستحقة في هذا الجانب، الا أنه يعتقد أن المشكلة تبدأ اليوم من قلقنا المستمر حول حقوق الأقليات الدينية ومحاولتنا ضمان حريتهم في التعبير من دون الإلتفات كثيراً إلى حق ممارسة العلمانية وإلى فكرة الإصلاح الديني، حيث يقول: «فصرنا نسمع إطناباً عن الحديث عن الحق في الدين، عن الحقوق الدينية، وعن الحق في مظاهر التعبير العلني عن الإنتماء الديني، من دون أن يوازن ذلك أي حديث عن الحق في إصلاح الأديان ولا عن الحق في العلمانية، الا في ما ندر» (102) حيث يستجلب مثالاً «لما ندر» ذاكراً «الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان في المدينة» الذي وقّع عليه بعض عمداء المدن الأوروبية في 2000 والذي «أقر في مادته الثالثة بضرورة «إحترام العلمانية». وقبل ذلك، وعدا ذلك، وربما حتى بعد ذلك، لم ترد العلمانية ضمن أي إعلان رسمي لحقوق الإنسان» (102).
يبقى أن نقول أن الخطر الأكبر لغياب العلمانية هو خلق مجتمعات منافقة، تظهر خلاف ما تبطن، يتعلم أفرادها أن الكذب ومواربة الحقيقة هما أسلوب حماية. في غياب العلمانية يستتب منطق أن الغلبة للأقوى، وأن الكثرة تغلب الشجاعة، وأن للأكثرية أن تقمع الأقلية فارضة عليها مظاهر تعبدية لا تؤمن الأخيرة بها وإن إضطرت الى تمثيلها، وهي النظرية التي أقام عليها الفيلسوف جون لوك حجته تأييداً لفكرة العلمانية. في مقالات قادمة، لربما تكون هناك فرصة إستعراض آراء فلسفية أكثر لمفكرين وفلاسفة لم يجدوا مناصاً من العلمانية كتطبيق إنقاذي للخلاص من القمعين الديني والسياسي اللذين طالما تحالفا لتكميم الأفواه وسوق الأفراد كرعايا لا مواطنين. وأخيراً، في هذا الزمان والمكان من التاريخ البشري، ما المغضب في أن يكون لموسى دينه ولعيسى دينه ولأن يتعايشا بسلام تحت منظومة يتفقان ولا يستوليان عليها؟ لماذا تصعب علينا هذه الفكرة العادلة؟ لماذا نحتاج لاستعباد الآخرين باسم الحق ومن نحن في هذه البشرية كلها لندّعي إمتلاك هذا الحق أصلاً؟ هل نستطيع أن نتخلى عن غطرسة إمتلاك الحقيقة للحظة ونفكر في أجوبة الأسئلة؟

موسى وعيسى

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مسعود الجزائر:

    هل تعتقد انه يمكن اعتبار اجبار التيارات الاسلامية علي التحول الي – او الذوبان في – تيارات مدنية – بصبغة علمانية- من الديمقراطية ولايمس حرية الفكر و الاعتقاد الديني والسياسي و مبدأ المواطنة والمساواة ام لا؟

  2. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

    اثني بقوة على تحليل استاذنا الدكتور حلمي القاعود ، الذي وضع الشئ في موضعه بالحجة و الدليل و وفق شروط البحث العلمي الذي و للأسف الشديد يفتقده الكثير ، و يدعونه ، بينما نرى انهم يخبطون خبط عشواء هنا وهناك و يلعبون على اوتار العداء للمسطرة الربانية ، من خلال استغلال قيم و تقاليد نسبت اليها و هي منها براء و توجيه اتهامات ما انزل الله بها من سلطان يدعيها البعض جهلاً و بهتاناً ، وبدل التنقية و التصفية ، نراهم يتعمدون نسبة هذه الخزعبلات الى تلك المسطرة الكاملة ولصقها بها من اجل كسرها و تفنيدها ، وهو ما عجزت عنه اجيال سبقت لانه ببساطة هذا الامر تكفل بحفظه صاحب المسطرة نفسه فكان هؤلاء وسيبقون كناطح صخرة يوما ليوهنها ، فما ضرها و اوهى قرنه الوعل !
    .
    خالص احترامي لكافة الاخوة المعلقين ، واخص بالذكر د. جمال البدري و اخي العزيز د. رياض و اختي الموسوعية بالفعل غادة الشاويش التي طمانتنا بعد غياب ، و فصلت في تعليقي الاول تماماً حين اشارت الى عدم تخلي السيدة الكاتبة نفسها عن مقدساتها ” البشرية اصلاً” ، و التحيات و الشكر موصول الى استاذنا القاعود و الى د. بشير من ايرلندا الذي وضع اصبعه على جرح واضح.
    .
    اما ابن بلدي اخي المحترم سلام عادل الذي كلما اردت الاشادة بموضوعيته في مكان يفاجئني بتعليق يقلل من هذه الموضوعية
    انت تعلم جيدا ، أن دولنا وحكامها هي ابعد ما يكون عن تطبيق الاسلام بل مبادئه بل مبادئ اي دين رباني ، في حين أن الدول التي اشرت اليها و على راسها الدولة التي يعيش بها اخونا د. بشير ، اي ايرلندا اختيرت كأكثر دولة تنسجم قوانينها مع شريعة الاسلام ، تليها دول مثل نيوزيلندا و لوكسمبورغ والدانمارك و بقية الدولة الاسكندنافية ، ولم تأت اي دولة يفترض انها ” اسلاميه” الا في المرتبة 33 وهي ماليزيا ، واول دولة عربية كانت الكويت في المرتبة 48 و للمفارقة فإن اسرائيل جاءت في المرتبة 28 !!
    .
    الدراسة اعلاه اجريت في جامعة جورج واشنطن ، للعلم لطفاً.
    .
    احترامي

    1. يقول رياض-المانيا:

      تحية طيبة مباركة لك اخي العزيز الطيب د. أثير وشكرا على السؤال. انت بتعليقك اعلاه انهيت الجدل ووضعت النقاط على الحروف من البداية فافدت واوجزت. وكم اتذكر المقولة التي ذكرتها يوما في احد تعليقاتك( ان توضيح الواضحات من الفاضحات) فيبدو اننا اصبحنا مضطرين لتوضيح الواضحات لان الامر وكل لغير اهله ولوجود اشباه المثقفين. شكرا جزيلا لك.

    2. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

      جمعة طيبة و مباركة عليك أخي د. رياض ، المبهر بتعليقاته، شديدة الدقة شديدة العلمية و الفكر الذي يستند الى الحجة و المنطق و الدليل ،البعيد عن الفكر المترهل الذي يشعرنا اصحابه بالحاجة الى توضيح الواضحات ، بل و يوضحون بالنيابة عن السيدة صاحبة المقال ما يظنون انه بحاجة الى تفسير و شرح ، و اتسائل في بعض الاحيان ، هل افكار المقال ، غامضة و معقدة الى هذه الدرجة ، بحيث ينبري البعض و يتبرع بتفسير ما اشكل !
      .
      اذن نحن امام معضلة حقيقية ، ان يحتاج كاتب مقال الى من يفسر له عبارته الى الجمهور!
      .
      حقيقة استمعت بردودك الانيقة ، و قد يعاتبنا البعض على الاسترسال في الاجوبة و طولها احياناً و السبب في ذلك
      أن الشبهات عادة ما تكون مبتسرة و حادة و بلا ادلة و سريعة الانتشار، لكن تفنيدها و كشفها يحتاج إلى تفصيل و ايضاح وحجة ودليل.
      .
      خالص احترامي و تقديري.

    3. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      كرم وتواضع منك استاذي د اثير ان تصفني بالموسوعية اتم الله عليك وعلينا الاخلاص للحق والنضال فيه حتى النهاية وكمل نقصنا العلمي وجبر فقرنا اليه بمعيته وجعلنا واياك من مجددي هذا الدين على رأس المئة وترك علينا وعليك في الاخرين واصطنعنا واياك لنفسه واجتبانا واياك لرحمته وامطر علينا وعليك من غيث عطائه وفرجه ومعافاته وشغلنا به عمن سواه واذهلنا بمشاهدة عظمته عن مشاهدة من سواه وعلمنا الحق الذي عنده واتانا الحجة البالغة فيه وفتح لنا ولكم مغاليق القلوب والعقول والافهام واوانا جميعا في هذا الركن الى رحمته وعدله وهدايته

  3. يقول خليل ابورزق:

    الفقرة الاولى من هذا المقال من اجمل ما قرأت للكاتبة الاديبة و لكن النتيجة في الفقرة الاخيرة تبدو مبيتة غير مبنية على المقدمة.
    لقد انزلقت الكاتبة الى مناقشة التناقض او الاختلاف ما بين العلمانية و الدين و لكنها تجاهلت ان العلمانية مدراس مختلفة و انه لا يوجد في الاسلام كنيسة اصلا و ان ما نراه من مؤسسة دينية في انظمتنا القديمة و الحديثة هي اختراع للسلطة السياسية.
    مشكلتنا الاساسية هي في تغييب الحريات ابتداء من الحريات السياسية الى حرية الفكر و التعبير و العمل. و ان من يطالبون بتجديد الخطاب الديني او مراجعة الفقه المتراكم يطالبون في الحقيقة باستبدال اتجاه باتجاه و توجيه و املاء باتجاه وتوجيه و املاء بينما المطلوب هو تحقيق الحريات و كفالة حرية الرأي لكل صاحب فكر و حرية العقيدة لكل انسان.
    ومن الاخطاء الشائعة ما ورد ايضا في هذا المقال وهو تعبير ” الاصلاح الديني” فالدين مقدس بالضرورة و لا يمكن للانسان اصلاحه او تغييره و لكن يفهمه كما يريد و يؤمن به او لا يؤمن حسب قناعته. و العقدة هي في الخلط بين العقيدة و تشريعات الحياة التي تتطور او تتغير حسب المكان و الزمان و الحالة العامة و هو ما رأيناه دائما عبر التاريخ منذ بداية الرسالة في ممارسات و تفسيرات و تنظيمات و نظم اجتهد بها المسلمون وما زالوا.
    المشكلة هي غياب او تغييب الحريات بدءا بالحريات السياسية

  4. يقول عادل:

    ( لماذا  نحتاج لاستعباد الآخرين باسم الحق ومن نحن في هذه البشرية كلها لندّعي إمتلاك هذا الحق أصلاً؟ هل نستطيع أن نتخلى عن غطرسة إمتلاك الحقيقة للحظة ونفكر في أجوبة الأسئلة؟)
    خاتمة المقال تنسف كل ماجاء فيه. فالاسئلة الموجهة لغير اللائيكيين توجه لهم ايضا. فاللائيكيون يستعبدون الآخرين باسم ان اللائيكية والليبرالية هما الحل للمجتمعات وان فكرهم هو الحق. فمتى سيتخلون عن غطرستهم امتلاك الحقيقة ايضا ويفكروا في اجوبة لاسئلة برزت مع صعود اليمين المتطرف في الغرب؟

  5. يقول رؤوف بدران- فلسطين:

    دائماً عندما تطرح الدكتورة ابتهال موضوعٍ ما , تلهب بطرحها زاوية المعقبين ويبدأوا باستعراض عضلاتهم المترهلة , ويُظهرون تمسكهم بالنظرية الدوغمائية والتي تزعم بان قولاً معيناً غير قابل للدحض بتاتاً !!
    ما تريد قوله الدكتورة ابتهال هو : انظروا وتمعنوا بما يحدث في الدول التي تتزمت وتفسر القرآن بتفسير خاطيء لا يتمشى مع سلوكهم وقراراتهم وما بارشادهم الوعظي يشرعون, وفيه من المقارنة ما بين العلمانية التنويرية وسلوك المسلمين ونهجهم المستهجن بحسب قرارات الرؤساء والملوك وشيوخ الفتاوى, وفي نهاية المقارنة يستنتج ان العلمانية تبعد في مصداقيتها سنوات ضوء عديدة عن ما عداها ؟!
    عند رجوعنا الى القرون الماضية واستبداد اوروبا المسيحية بحكمها , وعلى سبيل المثال لا الحصر ” الحق الإلهي” و “صكوك الغفران” يطرح السؤال اهل كان الحكم اجدر واكثر عدالة من اليوم والتمشي بحسب العلمانية وما جاء به مارتن لوثر من اصلاحات؟؟!!
    وفي النهاية لا بد من التساؤل كما جاء في مقالتك الوعظية يا د. ابتهال , ما المغضب في أن يكون لموسى دينه ولعيسى دينه ولأن يتعايشا بسلام تحت منظومة يتفقان ولا يستوليان عليها؟ لماذا تصعب علينا هذه الفكرة العادلة؟؟!
    تحياتي لكِ د.ابتهال ولقلمك وفكرك المستنير والسلام

  6. يقول إيدي-سويسرا:

    Jafar UK
    فعلًا, النسق الفكري لأبتهال الخطيب يدكرنا بعالم الأجتماع علي الوردي, وكم كان الراحل صائبا حين قال: ” لو خُيّر العرب بين دولة دينية وأخرى علمانية لأنتخبوا دولة دينية ثم راحوا للعيش في دولة علمانية ”
    ينقصنا يا حضرات قدر غير قليل من الصدق مع الدات.
    قبل أيام طلع شيخ أزهري بتصريحات مسيئة للمسيحية ( وكل إنسان ينطق بعين طبعه ) نمودج أخر لغرور إمتلاك الحقيقة.
    شخصيا لا أعرف أين تسكن الحقيقة والأرجح أن لها أكثر من بيت,
    وعندما يتعلق الأمر بالعقائد فالأرجح أن عدد الطرق إلى الله بعدد الخلق, على قولة محي الدين ابن عربي.
    نفس الموقف ترجمه بابا الكاثوليك فرنسيس عندما قال (ديسمبر 2014) : ” كل العقائد صحيحة في قلب المؤمن بها ”
    إن الدفاع عن عقيدة ما بتوظيف العنف اللفظي أو الجسدي بحيلنا إلى سؤال العنف: ما مصدره بالضبط ؟ هل هو طبع المؤمن أم نصوص العقيدة ؟ إدا سلمنا بأن العقيدة مصدر خير مطلق فمن أين أتى هدا الشر المستشري حتى بين طوائف الدين الواحد ؟ لأن المحبة لاتنتج إلّا داتها ومن جنسها, لا يستقيم الدفاع عن عقيدة بما ليس فيها… إلّا إدا كان فيها..
    إن تحديد المفاهيم هو المدخل والبداية في كل تحليل جاد وصادق.
    تحميل العلمانية جرائم النظم السياسية مجرد مغالطة شائعة بالمنطقة العربية. إن نظام الرق, والأستعمار بكافة أشكاله جرائم تُحسب حصريا على الرأسمالية التوسعية. هي سياسة وإن حُشر الدين فيها
    2- لم تحكم العلمانية يوماً بالمنطقة العربية.
    3- نظام الخلافة العثمانية ساد بالمنطقة وكان نظاماً آسلاميا إلى حد كبير.
    الأسلام السياسي حكم المنطقة العربية حتى حملة نابوليون, أما بالمنطقة المغاربية فأن أحكام الشرع الأسلامي كانت سارية إلى حد ما حتى حلول المستعمرالفرنسي. لقد جُرْب ” الحكم الأسلامي ” إلى حد ما, عكس ما يدّعيه الأخوة المحافظون. أضف أن لهم حظوة في وجدان العامة, فهل ترجموا شيئا من وعودهم على الأرض ؟
    سيف كرار ،السودان
    العكس تماما هو الصحيح برأيي. التشظي حاصل وأمة الأسلأم منقسمة ولا دور للعلمانية في دلك. بالعكس تحييد الدين سيمنع مزيداً من الأنقسام

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      أخي إيدي-سويسرا النظم العلمانية ارتكبت جرائم كثيرة ومحاولة إعطائها شهادة براءة! يمكن الإجابة عليه بسهولة والأمثلة لاتعد ولاتحصى لكن هذا لايعني أن العلمانية فقدت كل ماتملكه من طاقات لتطويرها حيث أن الأهم هو ارتباطها بالمجتمع المعاصر المفتح المتطور دائماُ والمبني على التحرر والتعددية واحترام الحريات الفردية والاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية.

    2. يقول إيدي-سويسرا:

      أخي أسامة كليَّة, العلمانية ليست سلطة حتى تقترف جرما, العلمانية آلية تحييد الدين لمصلحة القانون والهدف هو تدبير ماهو نسبي بما هو نسبي.
      الأنظمة تقوم على تنظيم وتفاعل السلط, تحديداً سلطتي الأقتصاد والتشريع.
      العلمانية تأخد لون السلطة ليس أكثر وياريت أعطيتنا مثال لجرائمها.
      في إنتظار دلك لا أحد يدعي للعلمانية شهادة براءة ولا شهادة كمال, صيرورتها في قدرتها على التماهي مع الواقع بما يفرزه الواقع, وهي بهدا المعنى أقل الحلول سوءاً.
      هناك حلول أنجع لكن عيبها أنها بعد في عالم المثل, 14 قرناً لم تكفي لأنزالها على الأرض, حتى أهلها لم يتفقوا على شرحها,
      دع عنك تطبيقها…

    3. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      سيد ايدي فصل الدين عن السلطة السياسية فيه مشكلة عندما يكون هناك شعب يؤمن بالتشريع الديني صح ولا لا ميف تعتبر ان العلمانية كمفهوم ليس فيها مشكلة مع انها قائمة على النفي والالغاء وليس بالضرورة على اثبات صيغة لها شخصية قيمية محددة
      *يعني اليس ظلما ان تحرم شعبا 99 بالمئة منهم مسلمون ويريدون التشريع النابع من دينهم وتقول لهم خط احمر ممنوع اليس هذا استبدادا والغاءا لحق الشعوب في منارسة ثقافتها وتكريسها عبر قوانين تحمي قيمها كيف لا مشكلة !!
      ؛ لقد انتقدت دائما وقلت حنى بمعزل عن قضية الاديان عندما تقول انا علماني طيب موافقة فهذا لا يشرح لي ابدا اي شيء عن شكل قانونك وقيمك فقط سينفي ان يكون مصدر التشريغ دينيا وسيقبل باي تشريع اخر شرط ان لا يكون دينيا دون تحديد شخصية قيمية تثبت معالم هذا الخيار وبالتالي تبرر قيمه العادلة الليبرالية شيء والعلمانية في رايي شيء اخر فمثلا قد ياتي دكتاتور ويفرض فصل الدين عن التشريع هذا علماني شئنا ام ابينا وهو يمارس دكتاتورية مرفوضة ويفرض نفسه على شعب لا يريد ذلك لكن قدتقود الليبرالية الى فرز تشريع ديني اعتنقته اغلبية اختيارا وارتضت قيمه وصاغت تشريعات بناء على هذه القيم
      هناك نقد لي ان اي فكرة تقوم على النفي (لا دينية التشريع ) وليس لديها اثبات شخصية ايديولوجية او قيم معينة هي ليست فكرا محددا بل اقصاءا وعزلا لنوع معين من الاشياء وهي الاديان مثلا الشيوعية كان لها قيم محددة اعتتقها جمهور ما باغلبيته ثار في روسيا على اجرام السلطات المتخالفة مع قياصرة ساديبن بحتكرون الثروة ويجوعون الشعوب اختار الناس يومها ان لا دين واختارو الالحاد وهي ردة فعل متوقعة ضد دين او رجال دين يدعمون الظلم كان لها قيم محددة حول خقوق الطبقة العاملة تفسير اقتصادي للتاريخ وتمرد على مركزية اي سلطة صاغت قوانينها بناءا عليه العلمانية ليس لظيها شخصية قيمية بل انها تتخدث لك انها اقصت التشريع الديني ابعادا عن التمييز والرجعية فاعتدت على معتقدات اغلبيات التشريع الديني جزء من معتنقاتها ولم تحدد قيم معينة تصوغ القوانين على اساسها سوى اقصاء الدين وبعد ذلك تتعدد الخيارات !! طيب عندما تاتي لتتبنى تشريعا ما ولا تعرف ما هي القيمة التي سيحرسها هذا التشريع كيف ستشرع فقط ستقصي الديني ومرحبا حتى بالبطيخ المسمر !
      اخيرا اعتقد ان شيوع الفهم الظاهري للنص الديني هووما يجعلك تظن انه تشريع عمره 14 قرنا

  7. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    واين اخي اسامة كلية؟

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      تحياتي أختي غادة أنا صدقاً سعيد جداُ بعودتك إلينا. أنا مشغول بعض الشيء لأن لدي كثيراَ من المقالات العلمية التي أتابعها وكتب تعليقاً بعد قراءة المقال, والآن أحاول بما يسمح لي الوقت متابعة التعليقات وسأحاول قدر المستطاع المشاركة بالحوار وتحاتي لك وللجميع.

    2. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      كم هو لذيذ العلم كم هو لذيذ ان تغرق في تخصصك وانا اسعد لأنك اطللت بكلامك الموضوعي وءارائك النزيهة البعيدة عن الانحياز حقا لك بصمة خاصة ووقع على من يختلف معك قبل من يتفق ليكن يا رب التوفيق حليفك وان تنجز اختراعا ما او اثباتا او تصحيحا ما الفيزيااااء من الذ العلوم التطبيقية النااافعة كل التقدير والمحبة

    3. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      إن شاء الله أختي غادة. أنا أعمل في البحث العلمي لأنني أحبه كثيراً لكن يجب أن أعترف أن طريق الاكتشاف العلمي يحتاج إلى جهد كبير وشاق للوصول إليه ومكلف جداً طبعاٌ ليس فقط من الناحية المادية, لكنه طريق ممتع وخاصة لأنه كالروح التي تبعث الحياة في هذا العصر. نحن للأسف بعيدين كثيراً عنه مع أنه هو الدواء الذي يمكن أن يكون علاجاَ, ومرة أخرى المشكلة عدم توفر الجو الملائم بسبب الأنظمة الاستبدادية التي لا يهمها إلا البقاء حملاً ثقيلاً فوق رؤوسنا والصراع السياسي العقيم الذي ندور فيه.

  8. يقول أحمد سمير:

    لا ادري لماذا هذه الهجمة الشرسة علي الاسلام و المسلمين ، و لا ادري أيضا اذا قمنا بتأخير دور الأديان السماوية .. كيف سيكون العالم ؟ بكل بساطة و هذه قناعاتي ان الأديان ما نزلت الا لتنظم علاقة البشر ببعضهم البعض و البشر و من يحيط بهم و اخيراً البشر و الخالق جل و علا ، اذا فالأديان ترسي قواعد و اداب التعامل مع الاخر ، لماذا يدعوا البعض لتغييب تلك الحقائق ؟ حقيقة لا ادري أحقا لا يستطيعون استيعاب دور الأديان في حياة البشر؟ أم انها رسائل موجهه و خطط ممنهجة لخدمة فصيل دون اخر او جماعة دون اخري.
    علي مر التاريخ ( لمن لديه عقل و ضمير يبحث عن الحقيقة) لم يشهد العالم حضارة أرقي و أنقي من الحضارة الاسلامية ، فقد كانت حضارة تنوير و لم تكن لا حضارة إقصاء للاخر و لا طمس لهواية الآخرين.
    من أين يستمد الانسان قيمة ؟
    من أين يستمد المجتمع عاداته و تقاليده ؟
    لماذا دائماً ما نصف المسلم بالارهابي إستنادا لداعش او تنظيم الدولة ؟ و لماذا لا نصف المسيحي بالارهابي إستنادا ل ؟
    سياسة الكيل بمكيالين انتشرت بشكل يدعوا للقلق.
    لم يعد هناك امانه في الطرح ، و لا مهنية في التقديم ، و كان معظم من هم علي الساحة قاموا بتخدير ضمائرهم حتي يتمكنوا من مجاراة الفتن و الفوز منها بقدر استطاعته.

    الحمد لله علي نعمة العقل
    الحمد لله علي نعمة الضمير
    الحمد لله ان الله يسخر أناس للدفاع عن الحق

    و في الختام سلام عليكم
    و هذه هي تحية الاسلام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    1. يقول رياض- المانيا:

      جزاك الله خيرا. وعليكم السلام ورحمة الله اخ سمير.

    2. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

  9. يقول الدنمارك:

    هي تعالج جانباً من الجوانب الإستشكالية
    كلمةالاستشكالية صحيحة ام لا ؟

  10. يقول احمد. الاردن:

    الدكتورة العزيزه
    لطالمنا اعجبتني شجاعتك
    الا انني انصحك نصيحة اخ محب ان تؤجلي محاولتك طرق هذه الجدران الى مئة سنه قادمة فلربما حينئذ ستجدين من يسمع
    نحن اليوم لا نسمع ، نحن فقط نصرخ ونطلق الرصاص ونكره ونغش ونكذب ونكفرهم جميعا
    نحن فقط نريد ان نعيش لوحدنا دون غيرنا فهذه الكره الارضيه لنا فقط وليخسأ الآخرون جميعا
    ومن ثم فنحن ذاهبون الى الجنة. وهي لنا وحدنا اليس كذلك؟
    عودي بعد مئة سنه وحاولي مره اخرى فلعل بحر الدماء يغيرنا

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية