ميسي 1 إسرائيل 0: أكبر من إلغاء مباراة؟

حجم الخط
11

أثار إعلان منتخب الأرجنتين لكرة القدم إلغاء مباراته مع المنتخب الإسرائيلي في القدس المحتلة، مشاعر حادّة في العالم، فقد اعتبره الفلسطينيون، بحقّ، نصراً معتبراً لقضيّتهم، وخذلاناً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وبشكل خاص لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزيرة الثقافة والرياضة المتغطرسة ميري ريغيف التي أصرّت على نقل المباراة من حيفا إلى القدس، وتبجحت بقدرتها على الضغط على الفريق الأرجنتيني (وكذلك على الرئيس الأرجنتيني ماوريثيو ماكري نفسه الذي تلقى اتصالا من نتنياهو لإجبار الفريق على تغيير قراره)، وعلى كسر نفوذ حركة المقاطعة العالمية المناصرة لفلسطين.
الخطة الإسرائيلية لم تعتمد على ضغط اللوبي اليهودي القويّ في الأرجنتين فحسب، ولكن على استخدام المال لإغراء الفريق الأرجنتيني (مليونا دولار للمشاركة).
أرادت ريغيف، ببساطة، الترويج لقرار «اغتصاب» القدس المدعوم أمريكيا، والاستهزاء، في الوقت نفسه، بدماء الفلسطينيين الذين ما انفكّوا، منذ إعلان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يندفعون أفواجاً للدفاع بأرواحهم عن عاصمتهم السياسية والدينية.
مدفوعة بحمى من الغطرسة والتكبّر والوقاحة الهائلة، حاولت الوزيرة العنصرية، فرض القرار القسريّ على إدارة الفريق، رغم رفض المدرّب خورخيه سامباولي لذلك (لأنه يتنافى مع الخطة المهنيّة لفريقه، وسيؤثر على سوية لعب المنتخب الذاهب إلى مونديال روسيا)، ونتيجة ثقتها بجبروت إسرائيل العابر للرياضة والسياسة والقارات، فقد نظمت وزارتها عملية بيع التذاكر سلفاً! إضافة إلى الغرض الضمني المطلوب: تأييد الوحشية السياسية المخضّبة بدماء الفلسطينيين ونكبات أرضهم المحتلة، فقد كان مخططا للمباراة أن تكون استعراضا كبيرا بوجود اللاعب الأشهر (والأفضل ربما) في العالم ليونيل ميسي، وهو استعراض كان المطلوب منه أن يفوق، بسبب معانيه السياسية، ما حصل في مسابقة «يوروفيجن» لهذا العام والتي فازت فيها مغنّية إسرائيلية (وهو ربّما سيجعل إسرائيل تفكر مليّا قبل محاولة فرض مشاركة فرق العالم الغنائية العام المقبل في القدس التي بدأت تتلقى اعتراضات كبيرة).
لقد تمكن اتحاد كرة القدم الأرجنتيني، والمنتخب الأرجنتيني وقائده ليونيل ميسي، من النجاة من ورطة أخلاقية كبيرة لاستغلاله في خدمة حرب ترامب وإسرائيل على الفلسطينيين والعالم، وقد كان بليغا اعتبار هذا الاتحاد قراره مساهمة في السلام العالمي. من حق المساهمين في إنجاز هذا العمل الجليل، تسميتهم، وعلى رأسهم، بالطبع، حركة مقاطعة إسرائيل في العالم BDS، ومناصرو القضية الفلسطينية في الأرجنتين واسبانيا، الذين قاموا باحتجاجات على مرأى من الفريق الأرجنتيني. وكان مثيراً للسخرية أن تعتبر وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، وبعض وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة، تلك الاحتجاجات إرهابا، كما هي عادة العنصريين والمحتلين والمستبدين حين لا تنتهي الأمور كما يرغبون.
هذه المباراة التي لم تحصل كانت أجمل مباريات مونديال السياسة والرياضة.
ميسي 1 إسرائيل 0: هنيئا للفلسطينيين والعالم.

ميسي 1 إسرائيل 0: أكبر من إلغاء مباراة؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dinars:

    مهما قامت به إسرائيل من مغالطات ومهما دفع اللوبي اليهودي من أموال للإغراء فإن فلسطين باقية واليهود الذين يحتلونها إلى زوال هم ودولتهم المزعومة إسرائيل.
    أما فريق الأرجنتين فلن يكون مثل أحد لاعبيه الذي بكى لليهود قرب حائط المبكى أناء التحضير لأحدى كؤوس العالم زار وقتها وبكى مثل اليهود الذين يبكون لى حظهم التعيس منذ أن تفرقوا في الأرض شِيَعََا.

  2. يقول سامح //الأردن:

    *مع أن (إلغاء ) المباراة لن يعيد السفارة
    الأمريكية إلى تل أبيب ولن يتغير شيء
    على أرض الواقع ومع ذلك;-
    *شكلت صفعة قوية لقادة إسرائيل
    المجرمين .
    * أرجو ما حدث يكون درسا لقادة العرب
    المنبطحين المهرولين (للتطبيع)
    مع الكيان الإسرائيلي العنصري البغيض.
    سلام

  3. يقول الكروي داود:

    هل سيتم تهديد الأرجنتين من صهر ترامب كما فعل مع الكويت ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول الكروي داود:

    الصهاينة تمادوا كثيراً في عداوتهم للفلسطينيين, ولهذا فالشعوب الحرة بالعالم بدأت ترفع أصواتها لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني! ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول عفيف/ امريكا:

    مقال جميل ، و نكسه لإسرائيل
    ولكن ليس بمستوى الطموح ، لان رفض فريق اللعب في القدس ليس له قيمه سياسيه
    نريد قرارا من الامم المتحده برفض اعتبار القدس عاصمه لإسرائيل
    و نريد إغلاق السفارات الإسرائيلية في الدول العربيه
    و نريد مظاهرات شعبيه لرفض وضع أي سفارة في القدس
    قرار ترامب ليس له مؤيدين ، حتى من أصدقاءه،
    ولكن ليس فيه رجعه ،،
    السفارة باقيه ونحن ننظر إليها، بدون عمل شيء ،
    شكرا

  6. يقول ابو حمزة....المغرب:

    تعبئة فلسطينية أتت أكلها وتكللت بنصر عظيم لقضية وشعب فلسطين المكافح….وحطمت رؤوس الصهاينة الذين كانوا واثقين من مشاركة الفريق الأرجنتيني…
    المهم في هذه المعركة ان العالم بأسره تابعها وخرج منها بدرس بليغ ينبه إلى أن قضية القدس لم تنته بالقرار الأمريكي الفريدبنقل السفارة إليها بل فتحت الباب أمام معركة جديدة تنبه الدول إلى خطورة المساس بهذه المدينة المقدسة وبحقوق الشعب الفلسطيني….انها ثورة حتى النصر.

  7. يقول سوري:

    أنظمة الخنوع والخيانة الأعاربية التي بنت جيوشا جرارة لقتل شعوبها وقمعهم تزحف على الركب لإرضاء نتن ياهو وأبي إيفانكا ترامب دادا والأرجنتين تصفع كيان الاحتلال والفاشية والعنصرية صفعة مدوية لن تنساها.
    في هذا الشهر الفضيل وفي هذا اليوم الجمعة المليونية للعودة لنقف جميعا مع اخوتنا في فلسطين عبر المقاطعة ورفض التطبيع
    نحيي النضال الفلسطيني وكل من وقف معه

  8. يقول الصوفي الجزائر:

    انا اعتبر هذا الامر ليس نكسة لاسرائيل بل نكسة للامارات ومحورها اولا ياترى ماذا هم قائلون الان هل يحسون بالخجل في انفسهم العفنة قبل ايام مشاركة دراجين اماراتين في سباق للدراجات و امس وجود اماراتي يريد يشتري اراضي بالقدس لمنحها ليهود وغدا لا ادري بما سيخرجون لنا هم وائمة الضلال الذين يزينون لهم اعمالهم.

  9. يقول قاهر لعلوج:

    منذ مدة والكيان الصهيوني لا يتلقى إلا الخسائر والهزائم في الحروب وفي كل مجال تقريبا، إلا بحبل من ترامب وعبيده من بعض الأنظمة العربية التي لا تستحق الذكر، وهو بذلك يتحضر للهزيمة الكبرى على أيدي الشباب الفلسطيني لاسترجاع فلسطين وطرد العصابات الصهيونية الإرهابية منها وتقديمهم للمحاكمة وروؤسهم في الطين.

  10. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه (ميسي 1 إسرائيل 0: أكبر من إلغاء مباراة؟)
    اسرائيل تترنح تحت صفعة فريق (ميسي) الارجنتيني لكرة القدم المذل لكبريائها وغطرستها وعنجهيتها المفرطة. ان رفض فريق كرة القدم الارجنتبني اقامة مباراته في القدس المحتلة رغم ان علم امريكا يرفرف فوقها وفي ربوعها هي ليست صفعة مذلة لغطرسة اسرائيل بل تأتي كذلك صفعة اشد واعتدى على وجه ترامب وعلى وجوه المطبعين المنبطحين العرب وعلى رأسهم السيسي ومحمدا الخليج وصفعة كذلك على رأس جامعة (ابو الغيط) العربية وقراراتها الهزيلة.
    قرار الفريق الارجنتيني هذا {اعتبره الفلسطينيون، بحقّ، نصراً معتبراً لقضيّتهم، وخذلاناً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وبشكل خاص لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزيرة الثقافة والرياضة المتغطرسة ميري ريغيف التي أصرّت على نقل المباراة من حيفا إلى القدس، وتبجحت بقدرتها على الضغط على الفريق الأرجنتيني (وكذلك على الرئيس الأرجنتيني ماوريثيو ماكري نفسه الذي تلقى اتصالا من نتنياهو لإجبار الفريق على تغيير قراره)، وعلى كسر نفوذ حركة المقاطعة العالمية المناصرة لفلسطين.}
    فشل ضغط اللوبي اليهودي في الارجنتين تبعه { استخدام المال لإغراء الفريق الأرجنتيني (مليونا دولار للمشاركة). أرادت ريغيف، ببساطة، الترويج لقرار «اغتصاب» القدس المدعوم أمريكيا، والاستهزاء، في الوقت نفسه، بدماء الفلسطينيين الذين ما انفكّوا، منذ إعلان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يندفعون أفواجاً للدفاع بأرواحهم عن عاصمتهم السياسية والدينية.}
    انه انتصار معنوي لفلسطين ولدماء شهداء غزة يجب المثابرة للحصول على غيره، خاصة تقديم مجرمي الحرب الصهاينة للجنايات الدولية.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية