حلب ـ «القدس العرب» : قال ناشطون من محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا، إن مسلحين تابعين لميليشيات النظام السوري أقدموا قبل أيام على نبش مئات القبور لسكان المدينة الذين قتلوا على مدار السنوات الماضية.
وقال المدير التنفيذي في شبكة «ديرالزور24» عمر أبو ليلى إن قوات الأسد لم تكتفِ بتهجير أهالي مدينة ديرالزور من بيوتهم وتدمير منازلهم وأسواقهم التجارية ومساجدهم ومدارسهم وممتلكاتهم الخاصة، بل عمدت إلى نبش قبور مئات القتلى الذين دفنوا في مقابر المدينة.
وأكد في حديث لـ «القدس العربي» أن مقابر القتلى لم تسلم من إجرام قوات الأسد، حيث أقدمت قوات الأسد على نبش مقابر الشهداء وسرقة الجثث.
واشار إلى أن حدائق مدينة دير الزور العامة كانت قد تحولت لمقابر للشهداء بعد تعذر الوصول إلى المقابر العمومية خارج المدينة، بسبب القصف العنيف من قبل الطيران الحربي الروسي و التابع لقوات الأسد.
وحسب أبو ليلى فإن جثامين الشهداء المدفونة في حديقة المشتل، حديقة ابو تمام، حديقة الجبيلة، حديقة الحضانة بالإضافة للجثث المدفونة في المساجد، نبشت من قبل قوات الأسد والميليشيات الطائفية المساندة لها.
بدوره وصف المعارض السياسي السوري مطيع السهو: أن ما حصل فصل جديد من فصول إخفاء الحقائق المرعبة التي حاول النظام السوري جاهداً طمسها وإخفاء الأدلّة ابتداء من اللحظة الأولى لانطلاق شرارة الثورة السورية وذلك عندما أقدم هذا النظام على ارتكاب جرائم فظيعة بحقّ الثوار والمدنيين.
واعتبر في حديث لـ «القدس العربي»، ان النظام من خلال هذه الجريمة التي ارتكبها ضد الأموات فقد قتلهم ثلاث مرات ففي الأولى ماتوا في مواجهات مع النظام وفي الثانية ماتوا وهم في قبورهم حيث تم الاعتداء على اضرحتهم من قبل تنظيم داعش وأخيراً قام نظام الأسد ومليشياته بنبش قبورهم واحراقهم.
ورأى أن الغاية من ذلك هو انتقام منهم ومن ثمّ إخفاء هذه الجرائم وطمس معالم الحقيقة التي تلاحقهم بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، حيث أن دفنهم في الحدائق دليل على عدم وجود مكان آمن لدفنهم نتيجة القصف والحصار المتواصل، وأضاف ، أن هناك مجازر لم تظهر للعلن حاول النظام اخفاءها كما حصل في سنة 2012 على حاجز الصناعة في ديرالزور حيث قتل نساء ورجال وقام بدفنهم بجانب الحاجز الذي يسيطر عليه، حيث يحاول النظام كالعادة إخفاء جرائمه خشية إحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية.
يذكر أن قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية كانت قد سيطرت في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 على كامل أحياء مدينة دير الزور من تنظيم «الدولة».
عبد الرزاق النبهان