لندن – «القدس العربي»: ألمحت وكالة «ناسا» الفضائية الأمريكية الى أن كوكب الأرض يتجه الى أن يفسد مع عمليات التخريب التي يتعرض لها والتغير المناخي التي يمكن أن تنتهي به لأن يصبح مكاناً غير قابل للاستخدام، مشيرة الى أن الحل الوحيد للحفاظ على الجنس البشري سوف يكون في الوصول الى كوكب المريخ والهروب الى هناك خلال العقود المقبلة.
وقال مدير الوكالة تشارلز بولدن إن الوصول الى كوكب المريخ يمثل أمراً جوهرياً من أجل الحفاظ على النوع البشري، مشيراً الى أن «التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض يمثل تهديداً حقيقياً، ولا يمكن التغلب عليه إلا بالتعاون الدولي من أجل مزيد من الاكتشافات الفضائية في المستقبل».
وكان بولدن قد أطلق هذا التحذير خلال مؤتمر متخصص في علوم الفضاء استضافته العاصمة البريطانية لندن قبل أيام، وناقش الاستراتيجيات والاحتمالات والخيارات المطروحة بشأن المشاكل التي تواجه العالم في مجال الفضاء في الوقت الراهن.
وأضاف: «الوصول الى كوكب المريخ أمر مهم جداً لأنه الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية، بخلاف الأرض، الذي نعتقد أنه ربما يكون قابلاً للحياة، أو أن تكون عليه حياة أصلاً». وتابع: «ربما نكون قادرين من خلاله على الحفاظ على حقنا في الحياة، ومن المؤكد أننا سنكون قادرين على المحافظة على حياتنا إذا تمكننا من وضع بشر هناك».
وبحسب بولدن فان الوصول الى المريخ سوف يكون «مهماً من أجل الحفاظ على النوع البشري» وقال: «أريد التأكد من أن أحفادي وأحفاد أحفادي سوف تكون لديهم الفرصة بأن يذهبوا الى هناك».
ويعبر بولدن عن قلقه من عدم التزام العالم بالمهمة المستقبلية المتعلقة بالسفر الى كوكب المريخ، محذراً من إلغاء أي من الخطط الراهنة لوكالة «ناسا» من أجل الوصول الى الكوكب الأحمر.
ويقول: «إذا توقفنا الآن عن العمل من أجل الذهاب الى المريخ وألغينا خططنا لذلك، فأعتقد أننا بحاجة لأجيال طويلة من أجل استعادة هذه الخطط واستعادة العمل في هذا المجال». ويعترف بأن الوصول الى المريخ يمثل تحدياً غير سهل، حيث يعتقد الكثيرون بأنه حلم لن يتحقق، لكن بولدن يؤكد أنه لا يشترك مع هؤلاء في الرأي، ويرى أن الوصول الى هناك أمر ممكن.
ويعيد التذكير بأن «ناسا» أرسلت بشراً الى القمر عندما كان هذا أمر يعتقد الكثيرون أنه غير قابل للتطبيق، وأنه غير ممكن، لكنه تم وحدث بالفعل، وهو ما يمكن أن يتم تحقيقه فيما يتعلق بالوصول الى كوكب المريخ.
ويقول: «التحدي ضخم، والمريخ صعب، وعلينا أن نضع في أذهاننا فعلاً أن الوصول اليه أمر صعب جداً وبحق».
ولا يوافق مدير وكالة «ناسا» على فكرة رحلة الذهاب دون عودة الى كوكب المريخ التي يطرحها البعض، في إشارة الى أن العيش على الكوكب الأحمر يحتاج الى التجربة قبل ذلك، إضافة الى إتاحة الفرصة للبشر الراغبين في العودة الى كوكب الأرض بأن يفعلوا ذلك.
ويمثل الوصول الى كوكب المريخ حلماً بالنسبة لغالبية رواد الفضاء، ووكالات الفضاء في العالم، حيث يسود الاعتقاد بأن الحياة ممكنة على هذا الكوكب الذي يتشابه في كثير من المواصفات مع كوكب الأرض، فضلاً عن أن بعض العلماء يعتقدون بأن من الممكن العثور على حياة موجودة أصلاً على كوكب المريخ والتعرف الى مخلوقات موجودة هناك لم تتمكن من الوصول الى الأرض، كما نحن لم نتمكن من الوصول الى المريخ.

رحلة فضائية

ومن المفترض أن تطير مركبة «أوريون» الفضائية الأمريكية إلى كوكب المريخ في بداية كانون الأول/ ديسمبر المقبل، فيما سمحت «ناسا» للمهتمين ببرنامجها الفضائي بتسجيل أسمائهم على لوحة إلكترونية على متن المركبة «أوريون» التي سيتم استخدامها، لاستكشاف المريخ ولمهمات الفضاء العميق المستقبلية المأهولة بالبشر.
وحددت «ناسا» يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي آخر يوم لتسجيل الأسماء، وبعد انتهاء المهلة المحددة، فإن من يسجلون أسماءهم سينتقلون إلى المهمات المستقبلية لكوكب المريخ.
وكانت الهند قد تمكنت أيضاً من إطلاق مهمة فضائية تستهدف كوكب المريخ، وبتكلفة متواضعة نسبياً مقارنة مع التكاليف الضخمة التي تنفقها الولايات المتحدة، فيما احتفلت الهند بنجاحها في إطلاق المهمة، والتي سبق أن فشلت الصين في القيام بمثلها، لتكون الهند أول دولة آسيوية تخطو في اتجاه كوكب المريخ، وتتنافس مع الولايات المتحدة في هذا المجال.