ناشطون تونسيون يطالبون بإعادة الاعتبار لمقاومي الاستعمار الفرنسي

حجم الخط
5

تونس – «القدس العربي»: طالب عدد من الناشطين التونسيين بإعادة الاعتبار لـ«المقاومين الحقيقيين» ضد الاستعمار الفرنسي، معتبرين أن اختزال المقاومة ضد الاحتلال في شخص الرئيس السابق الحبيب بورقيبة ومنحه لقب «المجاهد الأكبر» تزييف لتاريخ تونس الحديث.
وكان عدد من ناشطي المواقع الاجتماعية أطلقوا قبل أيام حملة على موقع «فيسبوك» عبر هاشتاغ «‫#‏المجاهد_الأكبر‬» عبّروا من خلالها عن رفضهم إعادة تمثال بورقيبة إلى مكانه السابق في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية، وتزامنت الحملة مع استفال البلاد بالذكرى الستين لعيد الاستقلال عن فرنسا.
وكتب مستخدم يُدعى كريم «مثلما كان هناك ركوب على الثورة، هناك ركوب على الاستقلال من خلال تلميع صورة بورقيبة وإبرازها كأهم شخصية قاومت السلطة الاستعمارية، وتغييب شبه كامل لأبرز المناضلين على غرار المجاهد الأكبر محمد الدغباجي ولزهر الشرايطي ومصباح الجربوع والبشير بن سديرة»، واتهم آخر بورقيبة بـ«تصفية جميع الممجاهجين ومنهم صالح بن يوسف، بعد جني ثمار نضالهم ضد المستعمر».
وعلق أحد المستخدمين حول إعادة تمثال بورقيبة إلى العاصمة بقوله «تمثال ابن خلدون يشهد على مقولته «التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الأخبار، وفي باطنه نظر وتحقيق، وتمثال بورقيبة يشهد على الظلم والقتل والمبايعة للفرنسيين وقتل اليوسفيين ومنع حجاب المرأة».
وحول الموضوع كتبت صفحة «أفكار تهزّ (تؤدي) للحبس»: «أرقام دولة بورقيبة: 200 ألف مستهلك مخدرات، 200 ألف بائعة هوى، 50 بالمئة طلاق (الأولى عربياً وإفريقياً)، 52 بالمئة عنوسة (الأولى عربياً)، 23 بالمئة من الشعب تحت خط الفقر، الأولى في إنتاج الإرهابيين.
وكتب القيادي في حركة «النهضة» عبدالكريم الهاروني ضمن هاشتاغ «#بورقيبة»: «اختزال بورقيبة في صنم ظلم لبورقيبة، واختزال الاستقلال في بورقيبة ظلم في حق الحركة الوطنية.
فيما عبر الناطق باسم حزب «جبهة الإصلاح» رفيق العوني عن رفضه إعادة تمثال بورقيبة، مضيفاً «نحن نعارض هذه الخطوة لأن الوضع في تونس كارثي على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، والأولى هو إيجاد مشاريع لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل وخاصة أصحاب الشهادات العليا، فتونس اليوم لا تحتاج لتماثيل تكلف أموالاً طائلة بقدر ما هي في حاجة لمشاريع تنمية وتشغيل».
يٌذكر أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أكد في خطاب ألقاه في عيد الاستقلال أنه ستتم إعادة تمثال بورقيبة إلى مكانه السابق في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي استجابة لعدد من المناضلين السابقين للاستعمار الفرنسي، وأكد أيضاً أن الهدف من ذلك هو التذكير باستقلال تونس عن فرنسا وليس «تمجيداً» لشخص بورقيبة، كما يردد البعض.

حسن سلمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hassan:

    الذين يرفضون إعادة تمثال الحبيب بورقيبة إنما يعبرون عن فشلهم وعن كرههم له. فالحبيب بورقيبة قد بنى دولة حديثة كان من الأجدر بأولئك الإعتزاز والفخر بشخصه الذي وحد تونس وجعلها تنجح في ثورتها حتى صار البعض يعبر عن رأيه بكل حرية. بنجاحاته وبإخفاقاته لا بد من إعادة تمثال بورقيبة إلى مكانه ومن يدعي الثورة فإن بورقيبة قد أسس لها قبل عقود وبالتالي هو الحاضر الغائب في ثورة تونس.

  2. يقول صالح:

    يتوجسون خـــــيــــــفة من بورقيبة حيّا و ميّتا …

  3. يقول مصطفي التونسي:

    في الحقيقة بورقيبة لم يأخذ من فرنسا إستقلالا بل “ستة قلال علي وزن إسقلال”، فصدع رؤوسنا بصولاته وجولاته ضد فرنسا فأصبحت العمالة للمستعمر حذاقة وذكاء وبعد نظر… عجبي

  4. يقول Moussalim Ali:

    .
    – أيها الناشطون ” فوق التراب ” التونسي ، ماذا عن إعادة الإعتبار لشهداء الربيع ؟.
    .
    – إجهاض ثورة ربيع الدمقراطية العربي ، أصبح مكشوف للصّبية .
    .
    – هل لكم ان تستوعبوا الفرق بين معركة الإستعمار ، ومحاربة الربيع ؟ .

  5. يقول مصطفي التونسي:

    بورقيبة إستعان بالمستعمر ليكون رئيس البلاد فداس علي دماء الجاهدين الحقيقيين مثل علي بن غذاهم وغيره كثير، ورتب مع الفرنسيين مجزرة بنزرت ليظرب عصفورين بحجر واحد 1: اليتخلص من الفلاقة المعسكرين في الجبال الذين رفظوا الإستقلال الداخلي التي روج له بورقيبة مع أسياده الفرنسين ، 2: ليظهر بورقيببة أمام الشعب بأن هدية فرنسا أي الإستقلال الداخلي ليست منة أو هدية من فرنسا. والحقيقة كانت تلك المعركة هي مجزرة لخيرة شباب تونس والدليل أن فرنسا قامت بإجلا ء قواتها من أقصي الجنوب إلي أقصي الشمال دون حدوث أي إشتباك مسلح…

إشترك في قائمتنا البريدية