«القدس العربي» ـ ريف اللاذقية : ذكر ناشطون سوريون، أن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لعائلة علوية في الساحل السوري في العيد، الأسبوع الماضي، جاءت بهدف استرجاع البعض من حاضنته الشعبية التي غابت عن جميع أجهزة الدولة طيلة السنوات السبع، حيث أصدر الأسد أيضاً سلسلة قرارات هامة تخص السوريين لأول مرة منذ سنوات، وأبرزها إزالة الحواجز من المناطق المدنية، ومنع وضع «فيميه» على السيارات الخاصة ومنع انتشار السلاح العشوائي بين المدنيين.
وكانت وسائل إعلام تناقلت فيديو مصوراً، نشره مكتب رئاسة الجمهورية السورية، تظهر الأسد وعائلته في زيارة لعائلة «علوية» في ريف مدينة السقيلبية التابعة لحماه، حيث استقبلت العائلة الفقيرة الأسد بقولها «الله يحمي الوطن وقائد الوطن»، وتقع السقيلبية على بعد 10 كيلومترات من مناطق سيطرة المعارضة في سهل الغاب وريف حماه الشمالي، وغالبية قاطني المدينة من العلويين الأكثر فقراً في سوريا وفق ما يؤكده نشطاء من مدينة حماه.
كما أكدت صفحات موالية للأسد، أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لـ»أبناء شعبه»، وفق ما أكدته بشرى محمود من سكان المدينة وهي من الطائفة العلوية، ونشرت على صفحتها «فيسبوك»، «عندما شاهدتك أيها الأسد انتابني شعور بالخوف عليك والفخر بك».
بدوره، يؤكد علاء ابن مدينة اللاذقية، أن هذه القرارات التي أصدرها الأسد مؤخراً من إزالة الحواجز في المناطق المدنية، ومنع وضع «فيميه» على السيارات الخاصة ومنع انتشار السلاح العشوائي بين المدنيين، لاقت استحساناً كبيراً من أبناء الطائفة العلوية.
ويؤكد الشاب أن الأمور تتجه الى مزيد من الاهتمام بأبناء الطائفة العلوية، مشيراً إلى نية وجهاء من الطائفة بزيارة الأسد خلال الأيام المقبلة بهدف تحسين الوضع المعاشي للعسكريين المصابين، بالإضافة الى مسائل أخرى تخص الشكاوى المقدمة بحق المقربين من الأسد في مدن الساحل.
معظم ردود الأفعال حيال هذه الزيارة كانت محط ترحيب من قاطني المدينة، كما أن الأسد زار العديد من حواجز الجيش النظامي المحيط بالمدينة والتقط صور «سيلفي» مع الجنود.
ويعمل سكان مدينة السقيلبية في الزراعة، ويعانون من أوضاع اقتصادية صعبة أحد مظاهرها تتجلى في انقطاع في التيار الكهربائي على الرغم من قرب المدينة من محطة محردة الحرارية، كما بدا ذلك جلياً من خلال الأسرة التي استضافت الأسد.
ويؤكد نشطاء معارضون أن معظم أبناء المدينة يعانون فقراً مدقعاً بسبب ما يحصل في المنطقة منذ فترة طويلة، كما أن منطقتهم تعتبر من أكثر الأماكن التي تستهدفها المعارضة بالصواريخ، حيث تبعد بضعة كيلو مترات عن قرية كفر زيتا الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة التي عادة ما تشن حملات صاروخية على المدن القريبة المؤيدة الأسد.
فيما يرى معارضون أن هذه الزيارة تهدف الى رفع معنويات القاعدة الشعبية التي فقدها الأسد طيلة السنوات الماضية، وقرب المدينة التي زارها الأسد من خطوط الاشتباك جعلها تدفع فاتورة بلغت عشرات الشبان القتلى والمصابين حتى أن أحد هؤلاء كان أحد أفراد الأسرة التي استضافته، كما لم يكن لدى هذه الاسرة الفقيرة أي من مظاهر العيد.
وقوبلت هذه الزيارة بحسرة كبيرة لدى العديد من المعارضين حيث علق المحامي رحال رحال على هذه الزيارة، قائلًا: «أحسن من قادة المعارضة والشرعيين»، فيما علق آخر متحسراً «يا حرام علينا»، في إشارة الى سوء أوضاع المعارضين على جميع الأصعدة.
وهذه لم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها الأسد أمام العدسات بل سبقتها زيارة الى معرض في دمشق دون وجود أي من مرافقيه ودون ترتيب مسبق.
سليم العمر
زيارته هذه فقط لتأكيد الطابع الطائفي العنصري الذي اعتمد عليه هو ووالده في قمع واضطهاد الشعب السوري والسيطرة عليه من خلال استهلاك من يقبل مشاركته في جرائمه من مجرمي الأقليات الضالة . وهذا ما كان ولازال قائم ومستمر في سوريا منذ ما يقرب من خمسين عام .