بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: بعد انتشار خبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ترميم مصلّى شيعي للصحابي الذي قيل إنه نقل مذهب الشيعة الى لبنان في منطقة غدراس، وسط قضاء كسروان، ذات الأغلبية المارونية، ساد شعور بالغضب والاستياء لدى كثيرين من أبناء المنطقة، خصوصاً ان لا شيعة يسكنون في بلدة غدراس التي كانت سابقاً مقراً لقائد القوات اللبنانية سمير جعجع قبل اعتقاله في زمن الوصاية السورية.
أعنف التعليقات كان للإعلامية مي شدياق ابنة كسروان التي استغربت صمت رئيس بلدية غدراس، وسألت من خلال الفيسبوك «شفتوا كيف بيشرعوا متل ما بدهم؟». وقالت «يجب أن يتوجه وفد من المنطقة إلى رئيس البلدية ويفرض عليه الأمر فرضاً دون مساومات. وإذا كان متواطئاً ودخل في زعبرات على الأهالي تهديده بما يرونه مناسباً بالقانون والمتوجبات البلدية عليهم. ليس فقط أهالي غدراس إنما البلدات المجاورة أيضاً. يجب أن نعي خطورة ما يجري. نصف الطريق المؤدية الى مار شربل صار عليها أعلام حزب الله».
ودعت شدياق إلى هدم المصلّى قائلة «لازم هدّها تحت جنح الظلام ولعن اللي خلفهم. خلصنا بقى عمليات وضع اليد على مناطقنا بالوقت الضائع. يجب إزالة المصلّى الليلة مش بكرا. كترة الحكي ما بتفيد. والوقت مش لصالحنا. يجب جرف هذا المعلم الليلة. بعد في كسروان ما حطوا إيدهم عليها. بتتذكروا خطاب نصر الله بأول الثمانينيات… يللا شباب… القصة ما بقى بدها! بدأ الاحتلال الشرعي».
ووافقت الصحافية ميرفت سيوفي على كلام مي شدياق وكتبت «لازم تنهدّ فوراً… هيدي بداية تغيير ديموغرافي لهوية غدراس… بكرا بيشتروا كم بيت وبيزرعوا كم عيلة… الخبث الفارسي… بيدبح بالقطنة… حائك السجاد نفسه طويل كتير.. متل ما تسلّلوا عمناطقنا (وتقصد السنية) وزنّروها من كل الميلات..».
وإزاء الضجة، أصدر مجلس بلدية غدراس بياناً جاء فيه «بناء على الدعوة الموجهة للأعضاء بصورة استثنائية لعقد اجتماع مناقشة مخالفة البناء على العقار 160 غدراس، وحيث تبين من الرجوع إلى ملف العقار أنه لا يوجد ترخيص قانوني لإعادة البناء وحيث أن مالكي العقار أقدموا منذ فترة أسبوع تقريبا على إكمال بناء الجدران الخارجية التي كانت مهدومة منذ زمن طويل وصبّ السقف وتركيب القبة وهلال على سطح الجامع دون الحصول على أي ترخيص قانونيّ. ونظرا لما حصل في هذا الملف سابقا وبالرغم من توقيف الأعمال عام 2012 ووفقا للمحفوظات الموجودة في البلدية وتم مؤخرًا إعادة إكمال الأعمال دون أي موافقة وفقًا للأصول، وبعد المداورة والمناقشة، تقرر الموافقة بالإجماع على اعتبار الأعمال كافة التي حصلت دون أي ترخيص أو موافقة البلدية، يتوجب هدمها وإعادة الحال إلى ما كانت عليه.
وأوضح ناشطون على مواقع التواصل «أن ما حصل في غدراس ليس اعتراضاً على وجود شيعة في البلدة لو كانوا موجودين، إنما اعتراض على أسلوب حزب الله بفرض أمر واقع غير موجود، فليست لدينا مشكلة مسيحي – شيعي في البلد إنما ضد ما يفرض على المسيحي من بعض آخرين بالقوة والأهم ما يفرض على البلد». ورأى عادل وهيبي أن «الذي فعلوه هو أمر استفزازي وفرض واقع وهذا لا نقبل به وليحسبوا الأمور معكوسة؟».
واستهجن جو عشقوتي الدعوة الى التظاهر وقال «أي مظاهرة وأي بلوط لو في نائب واحد عندو كرامة يتفضل ويحكي خلصنا بقى من السمسرات لك عميتحدونا بنص بيتنا بعرين المسيحية». وندّدت عبير سرور «بالامتداد الفارسي الخبيث». واستعاد ناشطون كلاماً أطلقه السيد حسن نصرالله في بداية الثمانينيات عندما قال «لن نتسامح مع كانتون مسيحي في المنطقة الشرقية وفي جبيل وكسروان لأن هذه مناطق المسلمين وجاءها المسيحيون غزاة وجاءت بهم الامبراطورية البيزنطية ليكونوا شوكة في المنطقة».