تنفعل محطة «المنار»، وتتحول شاشة العالم بصورة أخف «الميادين» أثناء تغطية الاجتماع الطارئ من أجل القدس، لاتحاد البرلمان الإسلامي، في طهران إلى مهرجان يتوعد بـ «رمي إسرائيل في البحر».
فضائية «الأقصى» الفلسطينية أعجبها الأمر بطبيعة الحال، فخصصت حلقتين للتحدث عن القدس والعالم الإسلامي.
لِمَ لا؛ نصفق للمقولة المصرية الخالدة.. «تجوع يا سمك»، لكن السمك بقي جائعا والرئيس عبد الناصر رحل عن الدنيا- رحمه الله، وإسرائيل محتارة في اختيار رمز المرحلة المقبلة.. نتنياهو السيئ أم ليبرمان الأسوأ.
صاحب فكرة الاجتماع أصلًا الأردني عاطف الطراونة أصيب فجأة بآلام «حصوة» أدخلته المستشفى، فغاب عن الاجتماع وهي حصوة سياسية بامتياز، في عين «الحسود»، الذي يحاول البحث عن أي خلل في العلاقة العميقة جدًا مع السعودية.
يسأل نبيه بري الوفد الأردني: وينه عاطف؟ ليش ما حضر؟ يخبره شخص أردني وازن شارك في الحفلة: أصيب بمغص كُلَوي.. فتعذر حضوره، وتجنبًا لإحراج المضيف الإيراني كان الأفضل أن لا يحضر، وهو في حالة صحية طارئة.
حسنا.. صاحب العرس الأردني، الذي طالب بالحفلة أصلا، وتقررت في مكتبه غاب بسبب حصوة مباغتة.. لعيونك يا محمد بن سلمان لا تقلق فكل الأشواق التي قيلت في طهران للوفد الأردني، وهي تمارس الحنين لعودة السفير ألقيت في سلة المهملات.
لكن صاحبنا المحنّك نبيه بري استغل المشهد لهمسة بمواصفات تناسب برامج المنوعات في «أل بي سي»: حبايبنا في الأردن.. بس بدي أذكركم ..»الرقص على الميلين مش دايمًا بيزبط».
عبارة رنانة من عجوز مخضرم، لكن سؤالي للعم نبيه بري: يا عم ومن هو في منطقتنا الذي يرقص على ميل واحد؟
تعويضات وأسف
بصراحة؛ لا أعرف بصورة محددة ما الذي دار في ذهن «الموجه الخفي» لميكروفون التلفزيون الأردني الرسمي، وهو يصر خلال مقابلة عائلات الشهداء الثلاثة، الذين قتلوا برصاص الشريك الإسرائيلي على ترديد العبارة التالية.. «الحمدلله .. حصلنا على حقوقنا المالية».
هذه إضافة غير ضرورية ومحرجة، وتخلو من لمسات إنسانية وتنتمي إلى عائلة «النفاق والتسحيج»، التي تسيء دومًا للمواقف النبيلة.
موظفون رسميون عند شريك السلام تسببوا بجرائم مباشرة، ومن الطبيعي أن تدفع تعويضات مالية بانتظار إدانة القاتل والمجرم.
لكن هذه التعويضات ليست «صيدًا ثمينًا» حتى تطارده الكاميرا بطريقة بدائية خالية من الدسم المهني، والأهم على حساب القيمة الأهم، حيث «صلابة» واضحة في موقف مَلِكِي أردني وصل إلى مستوى»إخضاع اليمين الإسرائيلي».
ورغم وصلات التشكيك المعتادة ينجح الناطق الرسمي الأردني بتحويل بنيامين نتنياهو من رجل مغرور يزرع الملح في جراح الأردنيين، وهو يلتقط صورة مع قاتل مجرم إلى رئيس حكومة عدوة «ترضخ وتعتذر وتندم وتلتزم التحقيق».
يعجبنا ذلك فعلًا، وهو إنجاز بمفاصل الدولة الأردنية بكل تأكيد حتى وإن إرتبط بتسوية ملفات أهم وأكبر.. إنجاز تبدده فقط المهارات المفقودة، التي حرصت على أن تبث صورا للمكلومين مع عبارة… «حصلنا على التعويض المالي».
متلازمة القدس
شاشة محطة «رؤيا» استضافت الروائي مفلح العدوان للتحدث عن مؤلفه الجديد بعد جولة في عمق الناس في الضفة الغربية وحديث بشجون عن «القدس أزمتها وهُويتها».
فاجأني المذيع الشاب وهو يتحدث عن مرض موثق باسم «متلازمة القدس» وفكرته حالة ذهنية مشتتة تجتاح البني آدم عندما يزور مدينة الطاقة الكونية الغامضة.
وفقًا لمواصفات صاحبنا المذيع نجح الروائي العدوان في «تفريغ» الطاقة التي هاجمته من القدس أدبيا.. بذلك أفلت العدوان من المتلازمة المرضية.
لأغراض «الزهزهة» على الطريقة المحلية، أستذكر مع القارئ الكريم رحلة الحج المثيرة التي رافقت فيها العدوان شخصيًا في الزيارة اليتيمة التي يَبدُو أنها لن تتكرر لمملكة خادم الحرمين حيث قررنا «رجم المدعو إبليس» معًا.
وقف مفلح على فوهة حفرة إبليس وتردد في رمي الحجر الأول.. سألته فرد: حاولت رمي الحجر ونظرت للأسفل فإذا بإبليس ينظر إلي قائلًا.. «حتى أنت يا مفلح».
أتصور أن المبدع الذي يتولى الملف الثقافي في مؤسسة القصر بالمناسبة حتى وقت قريب لن يفلت فعلا من متلازمة القدس ببساطة ليس لأن مكة مقدسة مثل القدس، ولكن برأيي المتواضع لأن «تهويد القدس» فعلا يستهدف «مكة» وليس المدينة المحتلة أصلا.
مخاتير أريحا
المثير أكثر هو تلك الضفة الغربية «المنسية» تمامًا من السلطة في الأردن برغم سلسلة المجاملات التي يصرفها يوميا تلفزيون فلسطين الرسمي للشريك والشقيق الأردني.
قلنا لأحد المسؤولين مؤخرا: طبقة الوجهاء وأبناء العائلات الكبيرة و»المخاتير» من أريحا لنابلس التي كان يراهن عليها دومًا الأردن في الضفة الغربية، رحل عن الدنيا الأبرز فيها والباقي إما مشغول بمتطلبات التقدم بالعمر، حيث نداءات الطبيعة أو خرج من الخدمة.
ثلاثة أجيال في الأقل من أبناء الضفة الغربية لا يتصل معهم الأردن ولا يعرف عنهم شيئًا ولا يعرفون بالمقابل هم عنه شيئًا، إلا تعاملاتهم ومدخراتهم بالدينار الأردني.
لدينا سؤال فعلا محيّرنا طوال الوقت: كيف يتوقع صاحب القرار في بلدنا تجنب سيناريوهات العدو بخصوص الضفة الشرقية أو الإسترسال في تفاهمات ترامب وعصابته العربية وهو لا يتصل منذ أكثر من ربع قرن في الأقل بكل مَن عمره 30 عاما وأقل من أبناء الضفة الغربية؟
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
بسام البدارين
صدقني يا أستاذ بسام ودون يمين ، أني كنت اليوم بالذات وقبل قرأه مقالك أفكر ؛ كيف يمكن للجيل الجديد في الضفه الغربيه معرفه الأردن والشعور نحوها بالأخوه والانتماء بعد أن ذهب الجيل القديم أو على الأقل تقاعد عن العمل . تحياتي لك ولعروبتك .
منذ فك الارتباط الذي طالبت به وحصلت عليه منظمة التحرير الفلسيطينيه باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني لم يعد هناك شيء اسمه الضفه الغربيه بل فلسطين المحتله وعليه فان اي ذكر لكلمة الضفه الغربيه او الاتصال باهلها سيعتبرونه نكوصا عن اتفاق فك الارتباط ولعب من تحت الطاوله والقضيه الفلسطينيه والقدس هي قضية العرب كلهم وليس الاردن فقط فلا يجب ان يتحمل عبئها لوحده
*حتى لو انفصلت الضفة الغربية عن شقيقتها
الشرقية سيبقى الشعبان (الفلسطيني
والاردني ) توأم وحبايب وقرايب على رغم
أنف النتن ياهو والشبيح ليبرمان.
سلام
نبيل بري سياسي محنك مخضرم وله باع كبير في صياغة الماضي القريب والحاضر ولا شك في المستقبل للبنان. فلا نامت اعين الجبناء والنعاج عندما يزورهم ناب الرئيس العنصري.. والسفارة الاسرائيلية تفتح ابوابها.. والقدس تستباح وهي على بعد اقل من مئة ميل منهم وهم ساكنون صامتوت كموتى اهل القبور….
*(القدس) وقف إسلامي
وبالتالي مسؤولية (المسلمين)
في كل مكان.
سلام