فجأة، وبعدما وصل بنيامين نتنياهو إلى حافة الهاوية، وصار الحديث يدور بقوة عن حتمية سقوطه، وذلك نتيجة الشبهات حول خيانته الأمانة، وتلقيه للرشوة ومنحها، وبدأت شعبيته بالهبوط، وصار يقف مهزوزاً متلعثماً متعرّقاً أمام الكاميرات، عاد نتنياهو ليلمع من جديد، بل ارتفعت شعبيته بعد هبوط، حتى اضطر خصومه للاعتراف بقدراته، ونجاح إدارته للصراع، بعكس ما توقّعه كثيرون من الساسة والمحلّلين، عاد ليكون الشخصية الأقوى بلا منازع، رغم أن ملفات الشبهات ضده ما زالت قائمة، ولكنها تهمّشت إلى جانب إنجازاته الكبيرة بالنسبة للإسرائيليين.
يكمن سر تجدد قوة نتنياهو في علاقته الشخصية بأهم صاحبي قرار وتأثير على المنطقة – ترامب وبوتين.
ترامب حقق لنتنياهو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا إنجاز تاريخي بالنسبة للحركة الصهيونية، رغم تعارضه مع قرارات دولية منذ قرار التقسيم رقم 181 عام 1947 الذي يضع القدس وبيت لحم تحت سيادة دولية حتى يُبت بأمرها.
كذلك استطاع نتنياهو، أن يؤثّر على قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض عقوبات عليها، وهذا يعني خسارتها لمليارات الدولارات، وهذا سيؤثر بلا شك على الاقتصاد الإيراني ويضع النظام أمام عقبات وصعوبات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
الخطوة الأخرى التي رفعت أسهمه، هي إتقانه لعبة المصالح مع بوتين، فقد اتفق مع بوتين على تحجيم قوة إيران في سوريا، وحتى طردها نهائياً، ومنع تجذر حزب الله فيها، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه منذ اتفاق فض الاشتباك عام 1974، الأمر الذي يعني وضع لافتات – الرجاء عدم الإزعاج- على السياج الحدودي. هذا يعني كذلك من جانب بوتين، عدم وجود ضرورة لتسليح جيش النظام بصواريخ إس 300، بعد التفاهمات بين النظام السوري وإسرائيل، وبالتالي عدم المغامرة بكسر هيبة روسيا، لأن هذا قد يحدث بالفعل في حال نفّذت إسرائيل تهديدها بضرب بطاريات إس 300 إذا ما سُلِّمت لجيش النظام، والنجاح بضربها، يعني كساد هذه البضاعة التي تفاخر روسيا بها، والتسبب لها بخسائر بمليارات الدولارات. ثم إن طرد إيران وحزب الله من سوريا يبقي بوتين السيد الأقوى في سوريا، ويضمن له الهدوء، بعدما حقق مصالحه بالقواعد البحرية والجوية فيها.
إلى جانب هذا، تمكن نتنياهو من إعداد الأرضية للتطبيع مع بعض الأنظمة العربية، والتأسيس معها لحلف إقليمي ضد إيران وحزب الله من جهة، وضد كل من يعارض فرض الحل الأمريكي الصهيوني على القضية الفلسطينية بما يسمى صفقة العصر. إضافة لهذا، فرغم كل الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين العزّل في مسيرات العودة قرب الجدار في قطاع غزة، ورغم الضم المستمر لأراضي الضفة الغربية، والتنكيل بالسكان الأصليين، ورغم القضاء على أي بارقة أمل في حل للقضية الفلسطينية، وتقويضه لحل الدولتين، فالسفارات المتبادلة في عمان والقاهرة وتل أبيب لم تتأثر، وبقيت على ما هي عليه، الأمر الذي يعني ضمناً عدم الاكتراث والاستسلام أمام إجراءات نتنياهو التوسّعية، والبيانات التي تتحدث عكس ذلك، ليست إلا للاستهلاك المحلي.
ولكن مقابل هذه العربدة والتغوّل الاستيطاني، برز دور المقاومة الشعبية السلمية في قطاع غزة، من خلال مسيرات العودة، هذا الحراك السلمي أربكه، ووضعه في خانة المتهم القاتل أمام العالم، وأعاد القضية الحقيقية وأصحابها إلى الواجهة، ولهذا حاول نتنياهو، كسر هذا الحراك باستفزازات عسكرية، ولكن من دون الوصول إلى مواجهة عسكرية شاملة، لأن جهوده الآن منصبة على سوريا، لكنه حاول كسر رغبة الناس بالحراك الشعبي والتخفيف من وهجه وإنجازاته من خلال الغارات والاغتيالات، خصوصاً أن هذا الحراك يلقى صدى عربياً وعالمياً وفلسطينيا، في الشتات والضفة الغربية، وظهر جليا بقوة في حراك حيفا، حيث سيكون الحراك يوم غد الجمعة تحت عنوان»من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير»، كذلك بمسيرات العودة العديدة المتزايدة إلى القرى المهجّرة، داخل مناطق 48، وإقامة الإفطارات الجماعية والأمسيات الرمضانية فيها.
إلى جانب هذا، فإن ضم القدس والضفة الغربية، يعني نهاية فكرة دولة اليهود التي تنادي بها مختلف التيارات الصهيونية، لأن الفلسطينيين بين النهر والبحر يماثلون عدد اليهود وقد يزيدون عنهم، هذا يعني أن دولة اليهود لا وجود لها إلا في حالة واحدة، وهي طرد ملايين الفلسطينيين من وطنهم إلى الدول المجاورة، وهذا يعني إعادة القضية إلى مربع النكبة الأول من خلال نكبة جديدة، أكبر من الأولى، وهو أمر من الصعب تصوّر حدوثه، لأن إسقاطاته لن تتوقف عند حدود معيّنة.
أما بقاء ملايين الفلسطينيين في وطنهم، تحت الاحتلال الصهيوني من النهر إلى البحر، فيعني فرض سياسة فصل عنصرية، على غرار ما كان في جنوب إفريقيا، لضمان السيطرة اليهودية في كل مجالات الحياة، وهذا يعني أن المقاومة الشعبية الفلسطينية ستزداد زخماً وستجرف معها الملايين، في كل المناطق بين النهر والبحر، الأمر الذي بالضرورة سيفتح آفاقا وأدوات جديدة للصراع، بين مستعمر كولونيالي دخيل، وشعب أصلاني في وطنه، وهذا يعني فقدان الأمن والأمان، ومضاعفات سيكون أهمها الهجرة اليهودية المعاكسة عن أرض فلسطين، وتصعيد محاصرة هذا الكيان العنصري عالمياً، وفي نهاية المطاف اللجوء وفرض حل الدولة الديمقراطية الواحدة للشعبين، التي يتمتع فيها جميع المواطنين بالمساواة في الحقوق والواجبات.
إضافة إلى هذا، فإن الأنظمة المتعفّنة المتواطئة الحالية التي يعوّل عليها نتنياهو، ويبني حلوله النهائية عليها، ليست قضاءً وقدراً مؤبّداً على الشعوب العربية، وما ثورات الربيع العربي التي اغتيلت، سوى دليل بأن الصورة القاتمة الحالية، قد تنقلب خلال أيام أو ساعات قليلة، من حيث لا يدري ولا يعلم كيف وإلى أين سوى رب العالمين.
كاتب فلسطيني
سهيل كيوان
هناك مخطط لتهجير سكان الضفة الغربية للأردن وتنصيب مضر زهران رئيساً على الأردن !! ولا حول ولا قوة الا بالله
في الواقع لافتة ” عدم الازعاج” ليست اسرائيل التي وضعتها على حدودها بل نظام المجرم الاكبر المقبور حافظ الاسد ووريثه المجرم الكيماوي واليوم أصحاب الهرج والمرج كما سماهم دكتورنا العزيز علي فخرو هم يرغمون الفلسطينيين على وضعها على حدود غزة البطلة بصفقات صفيقة كنوها بصفقة القرن. الربيع العربي لن ينتهي بهذه السهولة فالجمر تحت الرماد، ونضال الشعب الفلسطيني البطل لن يأبه بمثل هؤلاء الخونة
مقاله سياسيه جميله تلخص الوضع السياسي القائم والسائد,وتؤكد ما ورد في العقد الاجتماعي على يد فلاسفة مختلفين امثال سقراط وافلاطون وتبلور على يد نظريات علمية على يد بعض علماء الاجتماع امثال توماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو فهناك في كل مكان وزمان سلطة تحكم ومحكوم يطيع وقد نشا بينهما عقد اجتماعي يفرض بان يقوم كل منهما بواجبه ,فاذا اخل فريق بواجبه حق للاخر فك العقد والثورة ,وها انت كاتبنا تشير الى انه بعد كل تلك الانتهاكات التي تمارس على الشعب الفلسطيني وكل الضغط الاجتماعي والنفسي والاقتصادي الذي يحياه ,انفجر الاناء المضغوط بكل ما احتواه واعلن الشعب الثورة.
جورج حبش يقول:”الثورة الفلسطينية قامت لتحقيق المستحيل لا الممكن” وحال شعبنا يقول:حتى لو قمعنا من البر سناتيكم من البحر .
جوليا بطرس غنت من الحان زياد بطرس وتوزيع ميشال فاضل :الحق سلاحي واقاوم انا فوق جراحي ساقاوم انا لن استسلم لن ارضخ وعليك بلادي لا اساوم بيتي هني…ارضي هنا البحر السهل لنا وكيف بوجه النار اساوم ساقاوم…عدوك يا وطني اندحر عليك الكون ما قدر قاوم شعبي جنون الريح تحدى الخوف والخطر يرحلون ونبقى …والارض لنا ستبقى ها نحن اليوم اقوى …اقوى من كل الملاحم بيتي هنا ارضي هنا البحر السهل النهر لنا وكيف بوجه النار اساوم ساقاوم…
شعبنا يقاوم والحمد لله لانه صاحب حق وقضية ,وانت كاتبنا الفلسطيني تكتب عن اوجاع هذا الشعب وتفاخر به فبورك بك وبقلمك وبكل ما تكتب ايها الثوري المقاوم.
شكراُ جزيلاً تعليق جميل, أختي أو أخي رسيله
تحليل موضوعي للاحداث..والغريب انه رغم عنجهية نتنياهو وعنصريته وعدوانه على سوريا وغزه بشكل سافر ووقح الا انه يحظى بشعبيه عند بعض القيادات العربيه الخليجيه بحجة العدو ايران ..هزلت وفشلت الامه بتحديد عدوها من صديقها وحسبنا الله ونعم الوكيل
*(النتن ياهو) قوي بسبب ضعف
العرب وخيانية بعضهم.
سلام
استاذ سهيل
تحية رمضانية طيبة وشكرا جزيلا لمقالاتكم الرائعة.
كان الدم الفلسطيني دوما هو سبيل وصول هؤلاء المجرمين الى السلطة وهو الضمانة الوحيدة للبقاء
في الحكم. فكلما تراجعت شعبيتهم اتجهوا متعطشين لاراقة دمائنا على ارضنا الطيبة، وفلسطين تحب دماء ابنائها فماذا نفعل؟ ليس لدينا اي حل الى الصمود والبقاء في وجه هذه الالة الحربية الهمجية خاصة بعد هذا التواطؤ العربي المخجل والمعيب من قبل هذه الانظمة العميلة.
ارى ان الحل الوحيدوالممكن الان يكمن بقلب الطاولة على الجميع عبر الغاء فكرة حل الدولتين وحل السلطة والمطالبة بدولة واحدة للجميع من البحر الى النهر. هذا السيناريو يرعب الصهاينة وبعد ان نقوم بهذه الخطوة لكل حادثة حديث فنحن في تزايد مستمر ومثل هذه الخطوة ستوحد فلسطينيي الداخل جميعا، في الضفة وغزة ومناطق ال 48. هذا سيمثل زلزالا سياسيا عالميا وسيغير وجه المنطقة. فهل لدينا قيادات جريئة لاتخاذ هذه الخطوة الهامة والضرورية أم ان المصالح الفصائلية الضيقة ومنظومة الفساد المستشري هي صاحبة المبادرة الان. قيام دولة واحدة يلغي الاعتراف بالكيان ثم انه يلغي اي اتفاقيات للتنازل عن أرض فلسطين. فكبير المفاوضين وغيره لا يمثلونني مثلا وليس لديهم اي تفويض مني ولا من ملايين الفلسطينيين للتنازل عن حبة تراب واحدة او عن حق لاجئ واحد في التنازل عن حق العودة، اليس كذلك؟
دمت ودام قلمك المعطاء وتحية لك لمن سبقوني بالتعليق.
وعذرا على الاخطاء الكثيرة بسبب سرعة الطباعة بسبب ضيق الوقت للاسف :(
أخي رياض, ربما الكاتب أي الأخ سهيل كيوان يرى شيئا من هذا القبيل, أي أن دولة واحدة تعني حل مناسب سيضع الفلسطينيين في موقع قوي. لا أعرف تماما لكن نهاية إسرائيل (أي إسرائيل الحالية العنصرية الصهيونية) لن تكون طريق سهل بالتأكيد وعلية أنا أخشى أن يكون حل الدولة الواحدة هو نهاية شيء اسمه فلسطين من ذاكرة التاريخ والعالم أجمع. فقبول الفلسطينيين بهكذا سيناريو سيترتب علية إنتهاء وجود حق فلسطيني, أليس كذلك؟. سأكون من المعجبين بنجاح هكذا سيناريو فعلاً لكني أخشى من خداع الواقع, وحقيقة التجربة على مدى أكثر من سبعين عاما (عرباً وفلسطينيين) علمتنا أن الانتقال من سبناريو إلى أخر بعد فشل سابقه ليس إلا نوع من الهروب إلى الأمام. ولعلي أرى أن ماقاله جورج حبش حقا له قيمته (الثورة الفلسطينية قامت لتحقيق المستحيل لا الممكن, انظر تعليق وسيله أعلاه).
اخي اسامة. شكرا لك. لن يقبل الصهاينة اصلا بعذا السيناريو مطلقا ولكن اذا تزامن هذا مع حل السلطة والمطالبة بالحقوق سيصبح الكفاع شعبي بامتياز وسنتخلص من الفصائلية المقيتة. وهذا خطوة متقدمة الى الامام. والمفكرين الصهانية يحذرون من مثل هكذا سيناريو لانه سيجعل قضية فلسطين شبيهة بجنوب افريقيا. ثم ان حل الدولتين فيه تنازل عن الحقوق. نحن هنا نتحدث عن غالبية فلسطينية تعيش بين النهر والبحر تطالب بحقوقها المدنية والسياسية وهي الغالبية فنحن في تزايد ديمغرافي مستمر وهذا يؤرق الصهاينة بشدة
أخي رياض وأخي أسامة، تحية طيبة، نعم ما أردت قوله إن حل الدولتين لم يعد واقعيا ولم يعد قائما أصلا بعد ضم القدس وتوحيدها مع منطقة نفوذها ، وضم المستوطنات في الضفة الغربية للقوانين الإسرائيلية، ووجود أكثر من 600 ألف مستوطن في الضفة الغربية في أكثر من 220 مستوطنة، من جهة أخرى لدينا انفجار سكاني يعيشه قطاع غزة ومعظمه من اللاجئين الذين يطالبون بحل، وكذلك قضية اللاجئين الفلسطينيين في الشتات التي ما زالت قائمة، وفوق هذا إقرار قانون يهودية الدولة وقوننة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين حاملي الجنسية الإسرائيلية، كل هذا يشير إلى أن حل الدولتين لم يعد قائما، ولم يبق لحياة سلمية مفترضة سوى حل واحد هو الدولة الديمقراطية الواحدة التي يعيش الجميع فيها، اليهود والعرب بمساواة في الحقوق والواجبات، أما تخوّف الأخ اسامة كلية من الهروب أماما ومحو فلسطين، فهو تخوف واقعي وصحيح، وهذا في الواقع ما يفعله الإحتلال الإسرائيلي، ولكن هل سيتبخر ملايين الفلسطينيين؟ طبعا لا ، لقد باتت الأصوات المنادية بحل الدولة الواحدة في تزايد في أوساط الفلسطينيين وهو رأي قديم وليس جديدا، وفي أوساط يهودية محدودة ولكنها في تزايد، لأن طرح الدولة الواحدة يأتي لإنقاذ الشعبين، ولا يأتي كي يمحو شعبا على حساب الآخر. ما تفعله إسرائيل الآن هو تأبيد الصراع، ولا تطرح أي حل لليهود سوى مواصلة الصراع الى الأبد، فهل ستطرد ستة ملايين فلسطيني من وطنهم ثم تعيش في سلام؟ أم تفرض دولة ابرتهايد للأبد ؟
لن يكون حل الدولة الواحدة سهلا، ويحتاج إلى عقود من التضحيات. وإجابة لتخوفك أخ أسامة، لن يرفض الفلسطينيون خلال هذا الصراع حل الدولتين فيما لو وافقت إسرائيل على قرارات الشرعية الدولية. بالموازاة لا نستطيع عزل الصراع عن محيطه العربي، ففي حال تحولت البلدان العربية إلى ديمقراطيات سوف تحِلُّ مفاهيم جديدة على المنطقة كلها، وتصبح فكرة العيش المشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين في دولة واحدة ديموقراطية أكثر قبولا ورغبة لدى الجميع. كذلك ممكن لهذه الدولة الواحدة أن تضم كيانين، لكل منهما خصوصيته الثقافية في إطار دولة متحدة واحدة. بلا شك يبدو هذا مستحيلا اليوم، ولكن أعمار الدول والشعوب لا تقاس بحياة الأفراد. أتفق مع الأخ سامح أن ضعف العرب سبب المشكلة، وشكرا لرسيلة على المداخلة القيمة كالعادة، ومحبتي لزاهي المنصوري وللكروي والأخ السوري .