الناصرة ـ «القدس العربي» ـ من وديع عواودة: كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مجددا أمس عن زيف مزاعمه بأنه يؤيد قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، كما جاء في خطابه في جامعة بار إيلان عام 2009. واعترف بموقفه هذا خلال اجتماع لوزراء حزبه الليكود، أمس، بقوله إنه ليس مستعدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تماما، وإن ما يستطيع إعطاءه للفلسطينيين هو ليس دولة كاملة الصلاحيات.
وكان نتنياهو قد تواصل الليلة قبل الماضية هاتفيا مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي دعاه لزيارة واشنطن في فبراير/ شباط المقبل وسيجري تحديد الموعد لاحقا.
وقال نتنياهو إنه ليس من الصحيح في الوقت الحاضر القيام بتحركات تفاجئ الإدارة الأمريكية الجديدة وتفرض عليها إملاءات، بل يجب انتهاج دبلوماسية تتسم بقدر من المسؤولية والتروي.
جاءت تصريحاته في مستهل جلسة كتلة الليكود أمس الاثنين، تعقيبا على انتقادات الجهات اليمينية المطالِبة ببسط السيادة الإسرائيلية على مستوطنة معاليه أدوميم، شرق القدس، بحسب الإذاعة الإسرائيلية. وأضاف أنه يجب في الوقت الراهن اتّباع دبلوماسية تساعد على تعزيز علاقات التعاون بين واشنطن والقدس.
ونسب إلى ترامب القول إنه يمكن تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عبر المحادثات المباشرة فقط. وقال إن «الولايات المتحدة ستعمل بشكل وثيق مع إسرائيل من أجل تحقيق تقدم نحو هذا الهدف»، حسب ما جاء في بيان صدر عن البيت الأبيض.
لكن ليس واضحا ما إذا كان نتنياهو قد ناقش خلال الاتصال الهاتفي مسألة نقل السفارة. واكتفى ديوانه بالقول «إن المحادثة بين الطرفين كانت دافئة، ونوقش خلالها موضوع الاتفاق النووي الإيراني والعملية السياسية مع الفلسطينيين ومسائل أخرى».
ومع ذلك سارعت جهات سياسية إسرائيلية للترحيب ببيان البيت الأبيض حول البدء بمناقشة موضوع نقل السفارة إلى القدس. وقال وزير شؤون القدس وشؤون البيئة، زئيف الكين (ليكود): «أنا أرحب بقرار ترامب بدء تطبيق وعده الانتخابي بشأن نقل السفارة للقدس… والكونغرس الأمريكي اعترف بذلك في قانون خاص. آن الأوان لتطبيق ذلك عمليا ونقل السفارة».
وقال رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، إن «ترامب يثبت أنه صديق حقيقي لدولة إسرائيل، ينفذ وعوده. وسنوفر للإدارة الأمريكية كل المساعدة المطلوبة من أجل نقل السفارة بأسرع ما يمكن». وكشف بأن مهندس بناء السفارات الأمريكية زار القدس مؤخرا تمهيدا لاختيار موقع محتمل لبناء السفارة.
الى ذلك وفي خطوة تحمل معاني كثيرة، استخدم مستشار لترامب المصطلح الاحتلالي لوصف الضفة الغربية. وقال جورج بابدوبلوس، في شريط فيديو قصير، نشره يوسي داغان، رئيس مجلس المستوطنات، إن «الإدارة الأمريكية تتطلع لعلاقات جديدة مع يهودا والسامرة».
ويظهر في الشريط الذي نشرته صحيفة» جيروزاليم بوست» الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، أمس، بابدوبلوس وهو يقول:» كان لقاءً ممتازا مع يوسي (داغان)، ونتمنى للشعب في يهودا والسامرة أن يكون عام 2017 رائعا». وأضاف:» نتطلع إلى الدخول في علاقة جديدة مع كل إسرائيل، بما فيها يهودا والسامرة التاريخية».