الناصرة ـ «القدس العربي» ـ من وديع عواودة: ما زالت الحلبة السياسية في إسرائيل تشهد تقلبات دراماتيكية بعد الاتفاق بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» على دخول حزب الائتلاف الحكومي وتولي ليبرمان حقيبة الأمن على حساب الجنرال موشيه يعلون، ليصبح هذا الائتلاف الحكومي الأكثر يمينية وعنصرية في تاريخ إسرائيل.
وأعلنت نائبة من حزب «إسرائيل بيتنا» عن استقالتها من الحزب احتجاجا على خلو مسودة اتفاق انضمامه للائتلاف الحاكم من المواضيع الاقتصادية – الاجتماعية. واختارت النائبة أورلي ليفي التبليغ عن استقالتها من خلال صفحتها على «فيسبوك» وقد علم ليبرمان بذلك من وسائل الإعلام.
وتواصلت أمس المداولات بين «إسرائيل بيتنا» وبين «الليكود» لإتمام الاتفاق على ضم الأول للحكومة مقابل حقيبة الأمن والالتزام بتشريع قانون بإعدام منفذي العمليات من الفلسطينيين وتعديل معايير الخروج للتقاعد لدى المهاجرين الروس وداخل الجيش.
بالتزامن تتواصل عمليات التراشق داخل حزب «المعسكر الصهيوني» بين رئيسه يتسحاق هرتسوغ وبين قادة آخرين فيه يتهمونه بإذلال الحزب من خلال الموافقة على الانضمام للحكومة مقابل حقائب ضمن صفقة تراجع عنها نتنياهو بسبب رفض أوساط في الليكود وتفضيل ليبرمان.
وتكشف في إسرائيل أمس أن مفاوضات سرية تمت في السنة الأخيرة بين نتنياهو وهرتسوغ كادت تثمر عن اتفاق يمنح فيه «المعسكر الصهيوني» فيتو على توسيع المستوطنات ويعلن فيه نتنياهو التزامه بتسوية «الدولتين»، علاوة على سبع حقائب منها وزارة الأمن التي سيستلمها بعد عام. كما تكشف أن نتنياهو وهرتسوغ كانا يستعدان فور توقيع الاتفاق للسفر إلى القاهرة ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحديث عن مؤتمر سلام إقليمي.
وكشف النقاب أمس أنه تم تجنيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر توني بلير ممثل اللجنة الرباعية السابق ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، في تيسير عملية انضمام هرتسوغ للحكومة، بسبب المعارضة داخل «اليسار الصهيوني». لكن نتنياهو اضطر للتراجع في اللحظة الأخيرة وتفضيل ليبرمان ما أثار موجة انتقادات في وسائل الإعلام وقيادة الجيش لا سيما جراء الإطاحة بوزير الأمن الحالي موشيه يعلون الذي أبدي في الآونة الأخيرة مواقف مناهضة لموقف نتنياهو رغم التقائهما على رؤية يمينية للصراع وللحل.
وعبر عن حالة الغضب هذه استطلاع رأي كشف أن 50٪ من الإسرائيليين يعارضون تعيين ليبرمان وزيرا للأمن، فيما ذهب المحلل العسكري البارز أمير أورن للقول إن خطوة نتنياهو تبرهن أنه مستعد لإرسال إسرائيل للجحيم مقابل مصالحه الفئوية. وتكثر التساؤلات والتخمينات حول تبعات تسلم ليبرمان لحقيبة الأمن على العلاقات مع غزة والسلطة الفلسطينية، وفيما يحذر مراقبون من أن ذلك سيزيد من عزلة إسرائيل في العالم ويزيد احتمالات تجدد المواجهة العسكرية مع حماس هناك مراقبون آخرون يرون أن ليبرمان متشدد بتصريحاته وبراغماتي بأفعاله ومواقفه. ويتفق الجانبان أن وزارة الأمن ربما تشكل خطوة مهمة لليبرمان نحو رئاسة الحكومة مستقبلا.