الناصرة ـ «القدس العربي»: في تصريح اعتبرته أوساط سياسية وإعلامية في إسرائيل «غير متوقع ومفاجئ» قال رئيس حكومتها من واشنطن إن هناك احتمالا لخطوة أحادية مقابل الفلسطينيين في الضفة الغربية.
جاء ذلك بعد ساعات من زعمه خلال لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه ما زال ملتزما برؤية الدولتين ومعنيا باتخاذ تدابير عملية لتخفيف التوتر مع الفلسطينيين. نتنياهو الذي ينبغي النظر لما تصنعه يداه لا ما يلهج به لسانه وهو خطيب بارع تابع القول «أود التوضيح أننا لم ولن نتنازل عن أملنا بالسلام». وأضاف نتنياهو الذي صعد الاستيطان على الأرض منذ إعلانه قبول فكرة الدولتين في خطاب بار إيلان عام 2009 عاد وقال على مسامع الأمريكيين إنه بقي ملتزما برؤية الدولتين للشعبين مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتعترف بالدولة اليهودية. وردا على من يسخر لحد الضحك من تصريحاته حول السلام أضاف «لا اعتقد انه يجب ان يشكك احد بإصرار إسرائيل على الدفاع عن نفسها في مواجهة الأرهاب، ولكن ايضا في استعدادها لصنع السلام مع جاراتها التي ترغب بذلك». وقال إنه من المتوقع ان يناقش اليوم مع وزير الخارجية جون كيري الموضوع الفلسطيني. وادعى انه عرض أمام الرئيس أفكارا تمت الموافقة عليها بالإجماع في المجلس الوزاري السياسي – الأمني بشأن خطوات لبناء الثقة في الضفة الغربية، تحسن من وضع الجمهور الفلسطيني.
وأوضح ان اوباما لم يطرح خلال اللقاء مطلب تجميد البناء في المستوطنات واكتفى بالقول إن الهدف الأساسي هو منع الاشتعال في المنطقة. وفي محاولة لتبرير عدم رفد أقواله بالأفعال وإلقاء الكرة بالملعب الفلسطيني استغل نتنياهو تصريحات سابقة لأوباما بقوله «لقد سمعتم تصريح البيت الأبيض بشأن فرص التوصل إلى اتفاق سياسي خلال السنة القريبة. تم التركيز خلال اللقاء على كيفية تحقيق الهدوء والاستقرار. مسألة منع الاشتعال على الأرض هي مصلحة إسرائيلية بشكل لا يقل عن كونها مصلحة أمريكية».
وللتثبت من الحقيقة ليس هناك أفضل من سماع تقديرات جهات إسرائيلية لتصريحات نتنياهو المكرورة كرئيسة حركة «ميرتس» زهافا غالؤون التي أكدت في بيان أمس أن رئيس الحكومة يدفع ضريبة كلامية عندما يتحدث عن دولة فلسطينية. وتابعت «الحقيقة انه لا يوجد من يشتري هذه التصريحات. وبدل ان يصرح على الأرض الأمريكية بأنه يلتزم بحل الدولتين حان الوقت أن يعلن عن خطوات لبناء الثقة كي ينفذ التزاماته هذه».
وعلى خلفية ذلك اعتبرت تصريحات نتنياهو مفاجئة بقوله إنه لا ينفي احتمال خطوة سياسية أحادية تنسجم مع الاحتياجات الأمنية، وذلك خلال محاضرة قدمها في معهد أبحاث بواشنطن. وعلى غرار اشتراط قبوله بدولة فلسطينية يريدها دون سيادة ومع اعتراف فلسطيني بيهودية إسرائيل، قال أيضا «إن هذه الخطوات ينبغي أن تكون مدعومة من قبل المجتمع الدولي» وهو يعلم أن ذلك مرفوض فلسطينيا ودوليا. وتابع في مناورته التي يخاطب فيها الإسرائيليين أيضا ويحاول إقناعهم بأنه واع لخطورة «الدولة ثنائية القومية» حتى لو انسحبت إسرائيل من مناطق- ضمن مفاوضات أو بانسحاب أحادي الجانب – بغية منع نشوء دولة ثنائية القومية عليها المحافظة على تواجد أمني، أما مسألة القدس والحرم القدسي فهما غير قابلان للحل».
وسارع رئيس حزب «البيت اليهودي» وزير التعليم نفتالي بينيت للتحفظ من تلميحات نتنياهو التي ربما يتطبع فيها لإعادة انتشار الاحتلال بعيدا عن بعض مدن الضفة الغربية الكبيرة. وقال بينيت إن ذلك يعني نجاح وتصاعد «الإرهاب»، معتبرا كل تحويل بقعة أرض للفلسطينيين بشكل أحادي غلطة ثقيلة وهدية لـ «الإرهاب».
وانضم وزير المواصلات يسرائيل كاتس (الليكود) بالقول إن «الموضوع الرئيس في لقاء نتنياهو وأوباما لم يكن موضوع الدولتين». وأوضح بخلاف تصريحات نتنياهو نفسه أنه لا توجد أي حكومة اتخذت قرارا رسميا في هذا الموضوع، وأن الأمريكيين فهموا بأن هذا الموضوع لا يمكن أن يبقى في مقدمة جدول الأعمال، في وقت تتواجد فيه قضايا أمنية أكثر الحاحا كتأثير الاتفاق الإيراني ودعم إسرائيل أمام «الإرهاب» العربي والحرب المشتركة ضد الجهات المعادية كداعش وحزب الله».
اما نائبة وزير الخارجية فقالت ان «اللقاء اثبت مرة أخرى ان العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية وراسخة. رئيس الحكومة سافر إلى واشنطن كي يضمن استمرار التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، واستمرار الدعم الأمني الواسع في السنوات القادمة ايضا، وانا متأكدة من ان الأمر سيكون كذلك».
يعلون: توصلنا إلى اتفاق حول المنظومات العسكرية والتكنولوجية
الى ذلك يستدل من تصريحات لوزير الأمن موشيه يعلون، امام المراسلين العسكريين أن المسؤولين في الجهازين الأمنيين الإسرائيلي والأمريكي توصلا إلى اتفاق حول المنظومات العسكرية والتكنولوجية التي ستحصل عليها إسرائيل. أما القرارات المتعلقة بالمساعدات المالية الأمريكية لإسرائيل فسيتم اتخاذها في وقت لاحق كما قال يعلون.
ولم يفصل يعلون نوعية المنظومات التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة، لكنه يستدل من منشورات سابقة ان الحديث يجري كما يبدو عن طائرات «اف 35» بالإضافة إلى طائرات «اف 15» وكذلك طائرات V-22 التي وافقت الولايات المتحدة على تسليمها لإسرائيل، لكنها قررت تعليق نقلها حاليا.
وبعد زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض، من المنتظر وصول الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين في الشهر المقبل. وكشف في إسرائيل أمس ان اوباما دعا الرئيس ريفلين للقاء في البيت الابيض سيكون الأول بينهما منذ انتخاب ريفلين رئيسا. ومن المتوقع ان يتم اللقاء في منتصف كانون الأول/ ديسمبر المقبل فور انتهاء زيارة الرئيس الألماني إلى واشنطن.
وديع عواودة