نتنياهو يواصل طريق الاستيطان والاستخفاف بالانتقادات الأمريكية

حجم الخط
1

الناصرة ـ «القدس العربي»: يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التحريض على الفلسطينيين ويفرض الحقائق على الأرض بتسمين الاستيطان. ووجه نتنياهو انتقاداته لمن تحفظ على سياساته بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي. وفي كلمة القاها خلال وضع حجر الأساس لميناء جديد في مدينة سدود أمس قال في رسالة مبطنة لواشنطن إن الانتقادات الموجهة للبناء الاستيطاني في القدس هي التي تبعد السلام وليس البناء نفسه لأنها «منفصمة عن الواقع وتنمي توقعات وهمية لدى الفلسطينيين». وتابع القول «سنواصل البناء في القدس عاصمتنا الأبدية».
جاء ذلك على خلفية شجب الولايات المتحدة قرار نتنياهو بدفع مخططات لبناء نحو ألف شقة سكنية في القدس المحتلة. ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تصريحا للناطقة بلسان الخارجية جين ساكي، قالت فيه ان «الولايات المتحدة تشعر بالقلق ازاء بيان نتنياهو. وأشارت إلى ان استمرار توطين المستوطنين والتخطيط والبناء في القدس لا يتفق مع الرغبة المعلنة لإسرائيل بالتجاوب مع حل الدولتين». واعتبرت التوسع الاستيطاني بما في ذلك في القدس غير قانوني.
وأضافت: «اذا كانت إسرائيل معنية بالعيش في سلام فعليها القيام بتدابير لتخفيف التوتر». واعلنت ساكي ان الولايات المتحدة «تعارض بشدة الخطوات الأحادية الجانب التي تحدد مسبقا مصير القدس». واضافت ان وزير الخارجية جون كيري، اجرى محادثة هاتفية مع نتنياهو وناقش معه قرار دفع مخططات الاستيطان في القدس الشرقية.
من جانبه انتقد الاتحاد الاوروبي البناء المخطط في القدس الشرقية، وطالب إسرائيل بتوضيح التقارير التي تم نشرها حول الموضوع. واشار الاتحاد الاوروبي إلى ان مستقبل العلاقات مع إسرائيل يرتبط بمدى التزامها بتحقيق اتفاق سلام يقوم على حل الدولتين.
وقال الناطق بلسان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، انه «اذا صحت التقارير حول البناء في القدس فإنها تثير الشكوك حول التزام إسرائيل بالمفاوضات والتوصل إلى حل»، مضيفا «ان هذا القرار يدل على توقيت سيىء ورأي اشكالي».
ونقل موقع المستوطنين (القناة التلفزيونية السابعة) عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله انه لا يتأثر من ردود الفعل الدولية على نية نتنياهو البناء في القدس الشرقية والمستوطنات. وقال في حديث للقناة السابعة: «في كل مرة تريد فيها اسرائيل البناء يطالب العالم بتوضيحات» ،معتبرا «ان افضل توضيح من جانب اسرائيل هو انها تملك حق البناء في كل مكان، فليصرخوا، وليضجوا مهما شاءوا، فهذا سيمر».

المخاطر مقابل الفرص

وانتقد رئيس جهاز المخابرات العامة «الشاباك» افرايم هليفي في مقال نشرته «يديعوت احرونوت» سياسات نتنياهو الخارجية.
وأكد أن تبني اللهجة المزدوجة، التي تؤيد ظاهرا سياسة «الدولتين» وتتآمر عمليا عليها، لن يخدم أيا من أهداف إسرائيل وسيعزز الادعاءات التي تشكك بمصداقية الحكومة، ازاء العالم وازاء شعبها.
وتابع القول «آن الأوان كي تقرر إسرائيل ما هي رؤيتها. ما هي اهدافها المشتقة من هذه الرؤية وكيف تستعد لتطبيقها. هذا النقاش يجب ان تجريه قيادة الدولة داخل الدولة. واذا لم يتم ذلك، فلن يتعامل احد معنا بجدية، والجمهور الاسرائيلي سيتوقف عن تصديق قادته». ويستبعد هليفي وجود أفق للتسوية لأن إسرائيل معنية بصفر مخاطر وهذا يعني صفر مكاسب للجانب الفلسطيني.

تدمير بقايا أفق التسوية

من جهته يرى النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن نتنياهو يفتعل ضغوطا ائتلافية في حكومته، من أجل اختلاق مبررات، لتطبيق مخططاته الشخصية لتوسيع الاستيطان، مشيرا إلى أنه خلال شهر واحد دفع نتنياهو بمشاريع لبناء 3700 بيت استيطاني في القدس المحتلة.
وذكّر بركة من الكنيست أن قرار نتنياهو الأخير يأتي بعد نحو ثلاثة أسابيع من إقرار بلدية الاحتلال في القدس، المخططات لبناء 2600 بيت استيطاني في جنوب المدينة، قرب بيت صفافا، ما يعني رفع عدد البيوت الاستيطانية التي سينجز الاحتلال التخطيط لها حاليا إلى نحو 3700 بيت استيطاني، وهذا يدل على حجم الاستيطان المتسارع.
ونبه إلى أن الأحاديث عن ضغوط من جهة اليمين هي ذرائع ومقدمة للإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة. وقال بركة إن نتنياهو ليس بحاجة لضغوط كي ينفذ مخططات استيطانية، ولكنه يفتعل مثل هذه الألاعيب لتبرير نفسه أمام المجتمع الدولي.
كما حذر بركة من أن هدف نتنياهو المرحلي، عدا الاستمرار في مشاريع التوسع الاستيطاني، استمرار القضاء على أي أفق للحل، وتفجير الأوضاع، كي لا يبقي مجالا لاستئناف العملية التفاوضية، نحو الحل المطلوب.
وهذا ما أكده المعلق البارز في القناة العاشرة رفيف دروكر الذي أوضح أن خطابي نتنياهو أمس وأول من أمس هما بمثابة إعلان صريح بانتهاء تسوية الدولتين. وقال دروكر إن إعلان نتنياهو في خطاب في جامعة بار إيلان في 2009 مع بداية ولايته الثانية تأييده لتسوية الدولتين، جاء من باب المراوغة والمناورة والإفلات من ضغوط محلية ودولية.
وتابع «لعب نتنياهو على عدة حبال في السنوات الماضية ولم يقصد تنفيذ ما قاله، واليوم اضطر لوقف لعبة الازدواجية نظرا لوجود مزاودات عليه من جهة اليمين تهدد شعبيته واحتمالاته الانتخابية ولذا فضل أن يجابه مؤيدي التسوية في حكومته على مواجهة اليمين. وعلى غرار معظم المعلقين السياسيين في إسرائيل لا يرى دروكر أي منافس لنتنياهو يطرح خيارا حقيقيا لرئاسة حكومة، لافتا أن استطلاعات الرأي أيضا تؤيد ذلك.

وديع عواودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hassan:

    أنت منتحر لا محالة أيها النتن ياهو وما تهدد به من مواصلة للإستخراب لن يردك عن الإنتحار الذي هو الأنجع لك يا قاتل أطفال غزة.

إشترك في قائمتنا البريدية