نزاع شرس بين المعارضة السورية والنظام على إدارة المركبات ومخاوف من نزوح كثيف

حجم الخط
2

دمشق ـ «القدس العربي»: بينما تتواصل المعارك العنيفة بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري بمساندة الميليشيات المحلية والأجنبية، في محيط إدارة المركبات العسكرية شرقي دمشق، ضمن مساعٍ حثيثة من الأخيرة لفك الحصار عن الثكنة بما فيها من مجموعات عسكرية وضباط محاصرين منذ نحو أسبوع، تحاول فصائل المعارضة فرض سيطرتها على مزيد من الكتل الاسمنية والمواقع الهامة لتسيهل الاستيلاء على كامل القاعدة العسكرية المحاصرة.
واكد مصدر ميداني من ارض المعركة في مدينة حرستا لـ»القدس العربي» ان النزاع المسلح على قاعدة إدارة المركبات العسكرية لا يزال في أوجه، حيث يستميت المحاصرون فيها من اجل الصمود والحيلولة دون وقوعهم اسرى بيد فصائل المعارضة التي تقدمت امس وسيطرت على مبانٍ جديدة داخل إدارة المركبات المحاصرة، بيد ان مدفعية النظام في الثكنة أجبرت الفصائل المهاجمة على التراجع إلى مواقعها في محيط إدارة المركبات، دون احراز أي تقدم لكلا الطرفين.
ونشر الإعلام الحربي التابع لفصائل المعارضة شريطاً مصوراً لأحد اسرى معركة «بانهم ظلموا» وهو من مرتبات الفرقة الثالثة تحدث فيه عما وصفه بـ»غدر ضباط الأسد والفرقة الرابعة بمجموعته المسلحة، والأكاذيب التي انطلت عليهم خلال سير المعارك، فضلاً عن انسحاباتهم المتتالية وزجهم على خطوط الجبهة الأولى «الاقتحام» وتركهم بعد وقوعهم اسرى بيد الثوار دون ارسال التعزيزات اللازمة على جبهة إدارة المركبات بمدينة حرستا».
وفي المقابل شنت المقاتلات الحربية الروسية والسورية عشرات الغارات الجوية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ترافقت مع قصف بصواريخ الفيل وعشرات قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، تسببت بوقوع عدد من القتلى وعشرات الجرحى وخاصة في حرستا، حيث وثق الدفاع المدني ارتفاع عدد الغارات الجوية امس إلى 41 غارة بالإضافة لأكثر من 40 قذيفة مدفعية فيما ما عمل فريق الدفاع المدني بكامل طاقته للاستجابة العاجلة لجمـيع حـالات القـصف.
وأدى الحصار المستمر منذ اربع سنوات على الغوطة الشرقية إلى أزمة إنسانية كبرى، مع وقوع اصابات جماعية ونقص حاد في الغذاء والدواء، وتسبب القصف المستمر على منطقة حرستا في الغوطة الشرقية إلى اجبار السكان إلى العيش في الملاجئ منذ نحو 10 أيام متتالية، مما فاقم معاناتهم في ظل ظروف صحية قاهرة من دون مياه نقية ولا تدفئة اضافة إلى صرف صحي سيئ.
وتتحدث الكوادر الصحية عن انتشار الأمراض التنفسية والتهاب الكبد في ظروف عدم قدرتها على الاستجابة للحالات الملحة، فيما فقد أكثر من نصف السكان المحاصرين في ريف دمشق المحاصر بيوتهم، ونزح المئات منهم إلى أماكن أخرى بغض النظر عن أمنها باحثين عن أي مأوى يقيهم من شتاء قاسٍ.
فيما تتعاظم معاناة بلدات دير العصافير والمليحة والحواش والمرج الذين نزحوا من ارضهم عقب سيطرة قوات النظام عليها قبل اشهر طويلة، حيث تدمرت بيوتهم وحرقت مزارعهم، ولجأوا إلى مدينة دوما واطرافها حيث يطاردهم اليوم التشرد دون وجود مركز إيواء او ملاجئ تستوعب الكم الهائل للعائلات المشردة من الحملات العسكرية المتتالية.
بلدة مسرابا التي تعد واحدة البلدات الخالية من اي مظهر عسكري والتي تؤوي معظم النازحين من كل اصقاع الغوطة الشرقية، تعرضت هي الأخرى لقصف غير مسبوق لعدة ايام متتالية بالصواريخ الارتجاجية وصواريخ الفيل والبراميل والخراطيم المتفجرة إضافة إلى القذائف المدفعية الثقيلة، حيث ساهم ذلك في تدمير المباني السكنية والمدارس، وأوقع عشرات القتلى تقدر نسبة النازحين منهم نحو 70 بالمئة.

قصص معاناة

روى لـ «القدس العربي» قصة معاناته مع عائلته المكونة من 6 اشخاص حيث نزحوا من بلدة «حوش الضواهرة» الواقعة شرقي الغوطة المحاصرة والتي سبق للنظام فرض سيطرته عليها وإحراق مزارعها، حيث لجأ إلى مسرابا وسكن في هيكل منزل غير مكسو، واغلق النوافذ بصفائح كرتونية وقليل من الصفائح المعدنية خوفاً من موجات الصقيع.
وقال الرجل الستيني: استهدفت قوات النظام الحي الذي أقطن فيه فمات الكثير من الجيران وجرح البعض فيما نجونا من القصف بأعجوبة، لكني فقدت نصف المنزل الذي أعيش فيه، وأصبحت انظر إلى عيون أطفالي فلا أرى إلا الموت، فالتشرد يهددني في كل لحظة، وبعد ان عجزت عن ايجاء مأوى لنا ضمن القرى القريبة والاقل خطراً من غيرها، قررت ان ابقى حيث انا في بقايا المنزل الذي استطيع من خلاله مراقبة الحوامات والقذائف دون ان أخاف على أطفالي من الموت تحت اكوام الاسمنت الثقيلة».
ابو بسام يمثل حال مئات العائلات التي تعاني البرد والقصف والتشرد في بلدة «مسرابا» ذات الطبيعة الزراعية والمساكن البسيطة، حيث تخلو البلدة من الملاجى او الاقبية. وذكر لـ «القدس العربي» ان آخر غارة استهدفت مسرابا أدت إلى سقوط بناء كامل فوق رؤوس ساكينه من النازحين وقضت عليهم.

شريكتان في الجرائم

شدد مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على أن روسيا وإيران ليستا ملتزمتين بالقرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، مضيفاً أنهما شريكان لنظام الأسد بجميع الجرائم التي تحدث بحق المدنيين السوريين.
ولفت عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني «عقاب يحيى» إلى أن موسكو تستغل العجز الدولي لفرض أجندتها الأحادية للحل في سوريا، وجاء ذلك في اجتماع نظمته ممثلية الائتلاف الوطني في مدينة مرسين التركية مع الفعاليات السياسية السورية، بحضور أربعين شخصية سياسية.
واستعرض عضو الائتلاف الوطني فادي ابراهيم خطة عمل الائتلاف بشأن التواصل مع القوى والفعاليات السياسية، وإيجاد صيغة مناسبة تضم مختلف فعاليات السوريين في تركيا، والتمهيد لعقد لقاءات تشاورية موسعة تمهد الطريق لمؤتمر موسع لقوى الثورة والمعارضة.
وبحث المجتمعون التطورات السياسية الراهنة والتحديات المقبلة، وقوفاً عند الجولة الثامنة لمفاوضات جنيف ونتائجها، إضافة إلى ما قامت به هيئة التفاوض من عمل وحرص على المواقف التوافقية.
وفي ختام الاجتماع جرى التوافق على تشكيل لجنة تضم سبعة أعضاء للتواصل مع الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، والتشاور حول التطورات السياسية والميدانية كافة.

نزاع شرس بين المعارضة السورية والنظام على إدارة المركبات ومخاوف من نزوح كثيف
وسط أزمة إنسانية حادة في الغوطة الشرقية وعشرات الغارات الجوية
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    مسلحين يحاصرون ثكنة عسكرية ,
    فما ذنب الأهالي لتقصفهم روسيا ؟
    أليس هذ دليل بحقد الروس الدفين؟
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سوري:

    يا عزيزي كروي النظام وأذنابه من ميليشيات والروس والمجوس يقومون بهجماتهم ضد الشعب السوري بأكمله وليس فقط ضد المعارضة، مطلوب تركيع هذا الشعب العنيد الذي يواجه منذ سبع سنوات كل هذه القوى بالاضافة الى قسد والامريكان

إشترك في قائمتنا البريدية