تونس ـ «القدس العربي» ـ من حسن سلمان: مئة دولار هو الثمن الذي وضعته إحدى البلديات في تونس لتمكين «الغرباء» من الحصول على مساحة في مقبرة مدينة «حمام سوسة» الساحلية، وهو ما أثار موجة استنكار في البلاد، ودفع البعض لاتهام الدولة بـ«الاتجار في الأموات» في حين أكد أحد المسؤولين أن القرار مؤقت ويهدف للحد من الاكتظاظ في المقبرة.
وكانت مُنية الجويني معتمدة (مديرة منطقة) حمام سوسة قالت إن المجلس البلدي في المنطقة اقترح 25 دينارا (10 دولارات) «ثمن دفن ميت أصيل الجهة ودافع للأداء البلدي» و250 دينارا (100 دولار) بالنسبة للأشخاص الذين لم يدفعوا ضرائب للبلدية، مشيرة إلى أن المواطنين في منطقة حمام سوسة عبّروا عن رفضهم واستيائهم من دفن ”الغرباء” في مقبرة الجهة بسبب الاكتظاظ الذي تشهده المقبرة.
قرار البلدية الجديد أثار موجة من الغضب والاستنكار في تونس عموما، حيث كتب الأديب منصف الوهايبي بتهكّم «هــــــذا يعني أن المــيت الوافد يساوي 10 مرات الميت أصيل الجهة! هذا تقدير للموتى الوافدين ورفع لشأنهم! ورحم الله طرفة (بن العبد): أرى قبر نحام بخيل بمالهً» فيما اعتبر الشاعر احميدة الصولي، أن هذا القرار يُعتبر «من بِدع الفراغ الروحي والثقافي عامة. الجهل هو الذي يحشد هذه الترهات المخالفة لكل القيم السامية».
وردت الجويني علــــى الجدل الذي قالـــت إنه أعطى الموضوع أكثر من حجـــمه، مضيفة «كل ما في الأمر أن المقبرة أصبحت تشهد اكتظاظا كبيرا، وصار أهالي المنطقة لا يجدون مكانا لدفــــن موتاهم. ففكرنا في حل مؤقت يتمـــثل في ترفيع معالــيم الدفن بالنسبة إلى من لا يقطنون الجهة أو غير الدافعين للآداء البلدي».