عزيزي، السيد حسن نصر الله: بداية عليك أن تختار بين أمرين: إما أن تكون بطلا مغفلا أو عميلا فضائيا مزدوجا بين ايران وإيران، وأراك اخترت الخطرين، لأنك في الأول وقعت في الفخ، الذي نًصبه لك من عجز عن هزيمتك في الجنوب ليهزمك ألف مرة في سوريا بنصرك على معارضي حليفك، وأما الثاني فكان في خطابك الإعلامي الطائفي، الذي يشحن الشارع العربي ضد الوهابيين أكثر مما يبث روح النضال ضد الصهاينة، فهل استبدلت أعداءك يا شيخ!؟
من أهم: حلفاؤك أم أعداؤك؟ أيهما يحفظ لك كرامة صورتك كبطل؟ لا تقل لي: الأمران، لأنك انحزت لحلفائك فخسرت بطولتك ما دمت أرحت أعداءك منها!
يا الله ما أشرف النكسة، ليتها تعود، فهي أهون مليون مرة من خسارة مقاوم في لعبة كراسي، ومن الخطاب الإعلامي السعودي بعد لقاء سفيري السعودية وإسرائيل في مؤتمر «موناكو» ولقاء اللواء السعودي السابق أنور عشقي مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد في الكيان المحتل، حيث بثت إحدى القنوات الإسرائيلية لقاء معه صرح فيه:
«يسألني العالم، من هو عدوك الأخطر؟ قلت لهم: عدو حكيم خير من صديق جاهل» ويا عيني يا عيني تصفيق حار لـ«الأمامير»، و«إديلو»!
الحق يقال يا شيخنا، إجابة عشقي مُفحمة، خاصة أنه غمز متأنيا، وقد مطمط شفته إلى الجهة اليمنى وهز رأسه بحذاقة التلميذ المتذاكي محاولا إضفاء مزيد من الإثارة قبل «بق البحصة»، وقد ذكرني بثلاثة مشاهد مخزية:
«1» : «البيبي» والأسد!
على ذمة القنوات الإسرائيلية، طلب نتنياهو من رئيس الوزراء الأثيوبي – خلال جولته الأفريقية – أن يرى الأسود في حديقة القصر، وقد كان له هذا، لتتهافت الكاميرات على التقاط سيلفي لملوك الغابة مع «المتادور بيبي في حلبة تصوير ساخنة، وكان الأجدر به أن يستعرض عضلاته في مواجهة الأسود الحقيقية هناك في فلسطين، بدل أن يختبئ وراء الحرائق الفسفورية والنابلم والكلاب البوليسية… ولكن في كل الأحوال يظل وضعه أفضل بكثير من «عشقي»، الذي لم يحظ بفرصة «السيلفي» مع الأسد، ووجد في استقباله مجرم حرب هو منسق العمليات العسكرية «يؤاف موردخاي»، فإياك ثم إياك أيها التاريخ أن تصغي لمحمود درويش وتسجل «أنني عربي»!
«2»: عندما يدافع مسؤول سعودي عن إسرائيل
برنامج « نقطة حوار»، الذي تبثه «بي بي سي» العربية من لندن، استضاف أحد المرافقين لأنور عشقي في زيارته للكيان المحتل، ليحاججه بوقاحة مهنية حاسمة تفوق الشجاعة، بل وتُخجلها، حين تستحكم الضرورة خضخضة العروق التي يسري فيها الماء الآسن بدل الدم، والإصرار على الذكاء الإعلامي في مواجهة التخويث السياسي وهو يستنكر تصريحات الجانب السعودي، التي تؤكد لقاء عدد من الناشطين اليهود من أجل السلام، بينما يستعين بأخبار مسربة – شاهدتُها بالصوت والصورة على القنوات الإسرائيلية – لحضور «موردخاي»، منسق العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين، فماذا تتوقع أيها المشاهد أن يكون جوابه؟
طبعا تهرب، وبدأ يحدثك عن النظرة الخاطئة عن الإسرائيليين، فهم شعب محب للحياة وثقافة السلام، وكل ما بيننا وبينهم سوء فهم فقط لا أكثر، والحوار كفيل بتصويبه!
«3» هنا شقلبان، حوّل!
وحده أحمد منصور من يعرف كيف يحاور المحنطين كشهود عيان على عصر الفراعنة، فهو لا يحتاج إلى تقمص دور الخادم المطيع على طريقة عمرو الليثي، ولا المعلمة الحرفوشة كما يحلو لـ«منى الشاذلي»، لأن من يرى جيهان السادات مع منصور يكتفي بل يتوب عن مشاهدتها قبل «الجزيرة» وبعدها، ليس فقط لأن منصور بارع في محاكمة الشهود قبل القتلة، إنما لأنه يسبغ على ضيفه هالة من الرزانة حتى لو كان بهلوانا أو رقاصة، وهو ما لم نره مع الشاذلي حين استضافت جيهان السادات في «حواديت نسوان» عن بوسة الزعيم الأمريكي جيمي كارتر لها، في رقصة «Slow» حيث عرض البرنامج لمقطع يظهر فيه السادات خلفهما وهو «بيتباس» بحرارة دون أن يبدي أي ضيق من رؤية زوجته في أحضان الكاوبوي، حاولت الشاذلي أن تبرئ جيهان من تهمة الرقص مع الأعداء، ولكن «جيجي» أخذتها نشوة «لمّة الستات» فقالتها بصراحة وبساطة وبمنتهى الاستخفاف بشرف المشاهد: (دايان كمان خدني لفة)!
يا لهوة مصر يا جدعان، هل العجلات أصبحت نسوان؟ وهنا شقلبان، حَوِّلْ! المصيبة أن جيهان تساءلت مستهجنة: راجل بيسلم علي وبيبوسني أعملو إيه، أضربو بالقلم على وشو؟
بصراحة أيها المشاهد ميصحش، أقل ما فيها تاخدو بالأحضان، فالتحية بعشرة أمثالها، وهو حال «عشقي» الذي جنح لأخذ لفة مع اللواء «يؤاف»، فلم يبق لك أي خيار سوى تهنئة الراقصين.
المقاومة أم العروبة؟
يا بطل المقاومة، حالك مع إيران لا تختلف كثيرا عن حال «جيهان» و«عشقي»، فلقد سلمت سلاحك للتصفيات الإقليمية، التي ألهتك عن بطولتك وأشغلتك بترسيم الأسد بطل كراسي لا أكثر، هكذا أسقطوك وشوهوك وحولوك إلى حارس شخصي للرئيس بشار، وإلى قاتل أطفال وسفاح مأجور وعاشورائي فضائي، تنحرف بالمقاومة عن مسار العروبة وتسخرها للذود عن بلاط كسرى، فهل تسامح نفسك على هذا؟
إنها مؤامرة عليك وليست على الأسد ولا على إيران، التي تنبأ محمد حسنين هيكل خلال لقائه مع «لميس الحديدي» على الـ«سي بي سي»، بتطبيعها مع اسرائيل وهو ما اعتبره كارثة تاريخية لها جذورها في عصر الشاه، فهل ستذود حينها عن أقطاب الشرق الثلاثة: مصر وتركيا وإيران؟ قد لا يكون قرار مؤسسة «العرب سات» وشركة «نايل سات» في مصلحة اسرائيل إذن لما حجبت «المنار»، بقدر ما هو يحجب عن المشاهد أخطر الوجوه: الوجه المغفل الذي أنجح مؤامرة العدو ضد الفلسطينيين بتدنيس صورتهم أمام أشقائهم العرب، كونهم عن طيب نية – ينحازون للوجه المقاوم، وهو ما سيؤدي مع الوقت لنبذ قضيتهم ومحاربتها والتحالف مع عدوهم الإسرائيلي نكاية بتحالفهم مع عدو العرب الإيراني، ونصر الله… وا نصر الله… لو أنك ذهبت إلى الجحيم الإسرائيلي لكنت نجوت بوجهك وأنجيتنا، ولكنك ذهبت إلى هلاكك بقناعك وأهلكتنا! قد لا يسعفنا سوى قانون «مورفي» بكوميدياه السوداء، لأننا نعيش في عالم يحكمه غَيْبِيّون جدد، يحيكون الدسائس في الخفاء، ثم يعرضونها كشرائع، فهل كان مورفي على حق حين نصح من يحبون النقانق ويحترمون القانون ألا يروا مطلقا كيف يتم صنع الإثنين! في افتتاحية لـ«سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية استعراض صادم لنتائج الحرب الأمريكية على العراق أهمها تعزيز قوة إيران إقليميا ونفوذها السياسي بالموالين الشيعة، ونفوذ الحرس الثوري الإيراني، الذي يتمسك بالملف النووي، وهو من مصلحة أمريكا وإسرائيل لأنه الورقة الوحيدة التي يلوح بها هؤلاء مقابل ورقة حزب الله، وهذه لعمري سقطة المقاومة الأخيرة فلا يفرح المصفقون لها كثيرا، ولتتذكر يا شيخ حلقة يسري فودة على «الجزيرة» عام 2003 عن خديعة الإعلام الغربي في حربه على العراق: «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تُصدَّق، هؤلاء المتلاعبون بالعقول بهذا الإبداع والمهنية يستحقون الإعجاب حتى وإن كانوا من الناحية الأخلاقية يستحقون الإحتقار».
وعليك السلام.
٭ كاتبة فلسطينية تقيم في لندن
نصر الله وعشقي وجيهان السادات… الحال واحد
اتمني ان يقرأ الامين العام للحزب ماكتبت استاذه لينا ويتعمق فيه بعد ان يضع جانبا تحيزاته. ولكن كيف له ان يفعل ذلك وهو متحصن في “مركز قياده وتحكم في اعماق الضاحيه” لايشاهد سوى اعلام ايران والذي مثله مؤكله ومشربه وملبسه وتسليحه من المرشد.
لايسمع ويقرأ ويشاهد فيه الا مديحا لمشاركته في قتل السوريين وثناءا على صواريخه والتي يصورون له انها اقلقت الصهاينه ورفعت استهلاك المهدئات ومضادات الاكتئاب عند الصهاينه جنرالات وافراد! وكيف يستطيع التخلي عن مأكله ومشربه وملبسه ومأكله وتسليحه ليفكر ويتعمق بموضوعيه فيما كتبت!؟ هذه معضله!
وكأن حاله على أية حال كحال زعماء عرب كثيرين..
أيوه كده يا لينا هذا هو الكلام الموزون مش تقول لي مسلسلات ومذيعين ومذيعات. أبدعت هذه المرة تسلم يدك!
فيما يخص الجزئية التي تخص من اساء الى قداسة كلمة “المقاومة” ، سبق وأن علقت هنا من على نفس هذا المنبر ،
حزب الله مخلب إيران توجهه حيث تشاء !
في أدبيات الحزب و وثائق تأسيسه و في نظامه الداخلي ، هناك امين عام و هناك رئيس للحزب ، الأمين العام ، معروف و ظاهر ، وهو بمثابة المدير التنفيذي ، رئيس الحزب و راسم سياسته ، و وفقا لنظام الحزب الداخلي، و على لسان أمينه الحالي في تسجيل مشهور ، هو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ، أيا كان من يشغل هذا المنصب ، و إذا كان المرشد الأعلى في إيران هو الرجل الأول المتحكم بإدارة إيران بأكملها و يخضع له حتى رئيس الجمهورية المفترض انه منتخب من الشعب ، فما بالك بحزب هو رئيسه ؟!
ايران دولة قومية توسعية عبر التأريخ ، و تستخدم كل الوسائل الممكنة بضمنها الدين و التشيع لهذا الغرض ، و هي تتنافس مع إسرائيل في هذا الشأن تماماً ، و تعاديها ليس لسواد عيون العرب و المسلمين و الفلسطنيين خصوصاً ، ولا من أجل قبة المسجد الأقصى ، هذه مجرد وسائل لتسويق نفسها و خداع السذج منا وصولاً إلى أهدافها التوسعية ، و حزب الله أحد مخالبها لتحقيق ذلك !
الرجل أعلن قبل اسابيع بكل الصراحة الممكنة ، و بلا اي خجل و لا مواربة ، ان “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” هي من تدفع رواتب وصرفيات الحزب كاملة ، و من المعروف ان من يموّل و من هو صاحب الخزنة هو من يفرض كل ما يريد وهو صاحب الأمر و النهي.
جبهة المقاومة جبهة واحدة، سقوط ضلع فيها يعني سقوط جميع الجبهات، ايران وسوريا وحزب الله، ، ، بعد ان عجزوا عن هزيمة المقاومة اللبنانية في لبنان ، لجأوا الى اسقاط الضلع الثاني من المقاومة وهو سوريا، وذلك بإدخال كل عصابات العالم بتمويل سعودي، وعن طريق تركيا ، وبسلاح امريكي وغربي وحتى اسرائيلي، … لقد ثبت بعد النظر لدى حزب الله، وبدخوله لحماية الدولة السورية ، قد حمى لبنان من الحرب الطائفية التي اعلنتها ،العصابات التكفيرية التي جاءت لأكمال مهمة اسرائيل ، فتم القضاء عليها نسبيا، … .
رسالة فاضحة للشيخ حسن نصر، تشفق عليه من تحوله من بطل ضد الصهاينة إلى حارس لبشار البطة