لندن ـ «القدس العربي»: يعمل أطباء وعلماء تكنولوجيا على نقل حياة الإنسان إلى أجهزة الكمبيوتر لتظل مستمرة إلى الأبد دون انقطاع ضمن نظام جديد يمثل «شبكة تواصل اجتماعي» متطورة تقوم باستلهام الصفات الشخصية للمستخدم، ونقل ذاكرته وطريقته في الحياة والتأنق، ليظل هذا الشخص حياً في العالم الافتراضي إلى الأبد دون أن ينقطع نشاطه بالموت.
وتوقعت مؤسسة شركة (United Therapeutics) مارتن روثبليت أن يرى النظام الجديد النور قريباً، وأن تصبح «الحياة الأبدية» على الانترنت متوفرة خلال القرن الحالي، أي خلال العقود القليلة المقبلة، مشيراً إلى أنه أوجد بالفعل خدمة الكترونية على الانترنت لهذا الغرض، وأطلق عليها اسم (Lifenaut).
ويوفر نظام «لايف نوت» سلسلة من الاختبارات الشخصية التي تجمع معلومات من الشخص، ثم تقوم بمواءمتها مع المعلومات المتوفرة على حسابه في شبكات التواصل الاجتماعي من أجل أن تقوم في النهاية بصناعة شخصية رقمية دقيقة وقريبة من صاحبها الحقيقي، والتي يمكن أن تظل مستمرة على الانترنت حتى بعد وفاته الحقيقية.
لكن الأهم في هذه المحاولات الابتكارية، بحسب ما يقول العلماء، هو أن الفكرة يمكن استخدامها لاحقاً في صناعة «رجل آلي» يمثل استنساخاً لرجل حقيقي موجود، حيث يمكن أن يتم استخدام الفكرة في عملية نقل الصفات الشخصية إلى «روبوت» يتصرف وكأنه شخص معين، ويفكر بطريقته نفسها ويتحدث لغته نفسها.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي أوردت تقريراً عن النظام الجديد الذي يجري تطويره ويهدف لتخليد الإنسان، إنه مستوحى من مسلسل «بلاك ميرور» أو «المرآة السوداء» الذي يعرض على شاشات التلفزيون البريطانية، والذي يعرض قصة امرأة توفي زوجها وقامت باستبداله بعد وفاته برجل آلي يحل بدلاً عنه.
ونقلت الصحيفة عن الأمريكية مارتن روثبليت قولها: «أخذ العقل وتفريغه في برنامج كمبيوتر بما يتفق مع علم الفيزياء، يمثل أمراً قابلاً للحدوث، وأعتقد بأنه سيحدث قبل نهاية القرن الحالي».
وأضافت: «أنا أعتقد أنه لم يكن بعيداً جداً أن أسأل نفسي ما الذي سيحدث إذا قمنا بنقل وزراعة عقول أشخاص في برنامج كمبيوتر؟.. هل سيكونون قادرين على مواصلة العيش داخل الكمبيوتر؟.. فضلاً عن أن التكنولوجيا قابلة لمزيد من التقدم والتطور».
وتابعت: «كما أننا قادرون على تجديد الرئتين، وقادرون على تجديد القلوب، فربما نصبح قادرين على تجديد الأدمغة أيضاً، وقادرين على إعادة كتابتها، حيث أن كل الأشياء مكتوبة على ملفات داخل أدمغتنا، ويمكن أن نتمكن في المستقبل من نقلها إلى الكمبيوتر وإعادة كتابتها، بما في ذلك الذاكرة وكل شيء».
وبحسب الخدمة الالكترونية الجديدة التي أطلقتها روثبيلت على الانترنت فبمقدور كل شخص أن يؤسس حساباً له، والحساب يمثل في النهاية «الدماغ» أو أنه نسخة عن الدماغ، وبعد ذلك يقوم بالاختيار ما إذا كان يريد لحسابه أن يكون «عاماً» أو «خاصاً» بحيث يستطيع الناس الإطلاع على المحتوى إن كان «عاماً» ولا يستطيع العموم قراءة أفكار الشخص ومضمون دماغه إذا كان قد اختار «خاص».
وتقول روثبيلت: «ربما تتطور التكنولوجيا الحديثة خلال العشرين أو الثلاثين عاماً المقبلة لنتمكن من تحميل تلك الملفات جميعها إلى برنامج كمبيوتري، ونقوم باستخدامه كدماغ في صناعة «روبوت» آلي يعيش إلى الأبد ولا يموت.
وترأس روثبليت شركة (United Therapeutics) المتخصصة بالتكنولوجيا الحيوية، وتقول الشركة التي تتخذ من شيكاغو بالولايات المتحدة مقراً لها إنها تعمل على تطوير وابتكار منتجات فريدة من نوعها لتلبية احتياجات المرضى من تلك الاحتياجات التي لم يتمكن الطب حتى الآن من تلبيتها.
وتقول الشركة إنها اخترعت أربعة منتجات حتى الآن وطرحتها في الأسواق، ولم تتوقف هذه المنتجات على أسواق الولايات المتحدة، وإنما يمتد توزيعها حتى أوروبا وآسيا وغيرها من مناطق العالم المختلفة، فيما تتعهد الشركة بمزيد من الدراسات التي تمكنها من التوصل إلى ابتكارات جديدة في عالم التكنولوجيا الحيوية والطبية.